خريطة "داعش" السوداء.. وهم الخلافة من روما وحتى قاعدة أفغانستان

الأربعاء 02/يوليو/2014 - 01:44 م
طباعة خريطة داعش السوداء..
 
بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" إقامة "الخلافة الإسلامية"، نشرت "داعش" خريطة لدولة الخلافة الإسلامية التي يسعى للسيطرة عليها، وتضم مصر والسعودية والسودان، والمغرب العربي.
 وبدل التنظيم، في الخريطة التي نشرت على عدد من المواقع الجهادية التابعة له- أسماء الدولة العربية؛ حيث استبدل أرض الكنانة بمصر، والحجاز بالسعودية، والحبشة بالسودان، والمغرب بدول شمال إفريقيا.
وتشير الخريطة إلى أن التنظيم يسعى للتوسع خارج حدود دول العالم الإسلامي؛ لتشمل دولته منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجزءاً كبيراً من غرب آسيا، وأجزاءً من أوروبا، من بينها إسبانيا، التي أشارت إليها الخريطة باسم الأندلس.
 كما تكشف عن رغبة داعش في الاستيلاء على دول منطقة البلقان، وتشمل ألبانيا، والبوسنة والهرسك، واليونان، ورومانيا، وبلغاريا، وعدداً من دول شرق أوروبا، وصولاً إلى النمسا.
أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي
ويحذر الجيش العراقي من أن إعلان تنظيم داعش "دولة إسلامية" في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا يمثل تهديدا لكل الدول، حيث نشر التنظيم رسالة تحذيرية على الإنترنت مفادها "سنزيل الحدود بين الدول"، داعيا الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم لمبايعة أبو بكر البغدادي الذي اختاره التنظيم خليفة للمسلمين.
وقالت صحيفة التليجراف البريطانية: إن داعش تعهد بغزو روما، ودعا المسلمين إلى الهجرة للأراضي الجديدة للمحاربة تحت لواء داعش في جميع أنحاء العالم.
وأشارت الصحيفة إلى دعوة "أبو بكر البغدادي"، الذي نصبه التنظيم خليفة للمسلمين في سوريا والعراق، ويحمل شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية- إلى هجرة المسلمين والمحاربة تحت لوائه لغزو روما.
وناشد البغدادي في التسجيل الصوتي الذي بثه على الإنترنت، المسلمين من تخصصات مختلفة مهندسين وأطباء وغيرهم للمشاركة في الجهاد في سبيل الله، ودعا المقاتلين لتصعيد الجهاد في شهر رمضان المبارك.
وقالت الأمم المتحدة: إن داعش عاث خرابا على مدى الشهر الماضي، وقتل 2400 شخص في العراق خلال شهر يونيو، ما يجعل يونيو أكثر الشهور دموية في البلاد منذ سنوات.
ونقلت الصحيفة عن حسن حسن، محلل في معهد دلما للبحوث في أبو ظبي، قوله: البغدادي تحدى الراديكاليين منذ ظهور أسامة بن لادن والقاعدة، وطور الجهاد بشكل كبير، ولم يعد يقتصر على النخبة التي تسافر إلى بلدان بعيدة للجهاد.. الجهاد اليوم أكثر تطورا.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن التنظيم الأسوأ والأشد وحشيةً وتطرفًا في تاريخ الجماعات المتطرفة؛ لديه خطة خمسية لتأسيس دولة للخلافة الإسلامية تمتد أطرافها إلى خارج حدود دول العالم الإسلامي.
وأكدت أن داعش يخطط للاستيلاء على إسبانيا التي ظلت تخضع لحكم المسلمين طوال 700 سنة انتهت عام 1492- مع حلول عام 2020 وضمها إلى الخلافة الإسلامية مرة أخرى.
خريطة داعش السوداء..
كما تخطط داعش وفقًا للاستيلاء على دول منطقة البلقان، بل تريد أن تفرض هيمنتها على اليونان ورومانيا وبلغاريا وعدد من دول شرق أوروبا وصولاً إلى النمسا.
وجاء في الصحيفة أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وضعوا خطة مرعبة للهيمنة العالمية في غضون 5 سنوات، وذلك بالتزامن مع إعلان الخلافة، ووضع التنظيم الخطوط العريضة لرؤيته فيما يتعلق بالتوسع في أوروبا، كما غير اسمه إلى الدولة الإسلامية.
ووصفت الصحيفة إعلان الخلافة بأنها أهم تطور في الجهادية الدولية منذ أحداث 11 سبتمبر، خاصة أنها طلبت الولاء لها من قبل المسلمين في العالم. 
ورأت الصحيفة أن داعش رسخ جزءًا كبيرًا من دولته من خلال الأراضي التي سيطر عليها، والتي محا من خلالها الحدود بين العراق وسوريا ووضع أسس دولته المستقبلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا، التي كانت خاضعة للحكم الإسلامي حتى أواخر القرن الخامس عشر، ستشكل جزءاً من الخلافة الإسلامية بحلول 2020.
وقالت ديلي ميل: إن الإسلاميين المتطرفين كانوا يحلمون دائماً بإعادة الدولة الإسلامية أو الخلافة، التي حكمت أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها.
وأضافت الصحيفة: لم يتضح حتى الآن التأثير الفوري للإعلان الأخير على أرض الواقع في سوريا والعراق، على الرغم من توقع الخبراء أنه قد يؤدي إلى الاقتتال مع المسلحين السُّنة الذين انضموا إلى "داعش" في حربه ضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
واعتبرت ديلي ميل أن التأثير الأكبر ربما ينعكس على الحركة الجهادية الدولية، ومستقبل تنظيم القاعدة، مضيفة أنه رغم تبني القاعدة قضية الجهاد الدولي منذ فترة طويلة، فإن ما حققه داعش في سوريا والعراق لم يستطع القاعدة القيام به.
ومن جانبه، أكد الباحث في مركز "بروكينجز" الدوحة، تشارلز ليستر، أن هذا الإعلان يشكل تهديدًا كبيرًا لتنظيم القاعدة، ووضعه في قيادة القضية الجهادية الدولية، مشيراً إلى أن الجيل الجديد من الجهاديين أصبحوا أكثر دعمًا لداعش.
ويرى مراقبون، أن ما حققه داعش إلى الآن يعد الأخطر في تاريخ الحركات المسلحة منذ أحداث 11 سبتمبر 2001.
د.سمير غطاس
د.سمير غطاس
في المقابل، سخر رئيس منتدى الشرق للدراسات، د.سمير غطاس، من هذا التقسيم في المنطقة العربية، مؤكدا أن حركة داعش الإرهابية ليس لديها أي قوة لإنشاء منطقة واحدة في أي قطر من الأقطار العربية، مؤكدا أن قيام داعش يرجع لغياب السلطة العراقية وتصرفها لصالح طرف من الأطراف في المعادلة العراقية وإلا لما تصرفت داعش كما يحدث الآن.
ويوضح غطاس، أن بعض الدول الغربية تستخدم الإسلاموفوبيا لتخويف الدول العربية بما يدفع بعضها للجوء للحماية الخارجية.
يُذكر أن "أبو محمد العدناني"، المتحدث باسم التنظيم، قال في التسجيل الصوتي الذي حمل اسم "هذا وعد الله،": "هذه راية الدولة الإسلامية، راية التوحيد عالية خفاقة تضرب بظلالها من حلب إلى ديالي وباتت تحتها أسوار الطواغيت مهدمة وراياتهم منكسة وحدودهم محطمة وجنودهم ما بين مقتولة ومأسورة، والمسلمون أعزة والكفار أذلة وأهل السنة سادة مكرمون وأهل البدعة خاسئون خانسون.. وها قد فكت الأسارى بحد السيف والناس في ربوع الدولة منتشرون في معاشهم وأسفارهم آمنين على أنفسهم وأموالهم، وقد عينت الولاة وكلفت القضاة، وأقيمت المحاكم لفض الخصومات ورفع المظالم وأزيلت المنكرات، وأقيمت في المساجد الدروس والحلقات، وصار بفضل الله الدين كله لله، ولم يبق إلا أمر واحد واجب كفائي تأثم الأمة بتركه واجب منسي ما ذاقت الأمة العزة منذ أن ضُيع ألا وهو الخلافة واجب العصر المضيع".
وقال البغدادي في أول كلمة له بعد تنصيب "داعش" له والتي نشرت على مواقع تعنى بنشر بيانات وأخبار "داعش" على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "أيها المسلمون في كل مكان أبشروا وأمنوا خيرا وارفعوا رءوسكم عاليا فإن لكم اليوم بفضل الله دولة وخلافة تعيد كرامتكم وعزتكم وتسترجع حقوقكم وسيادتكم دولة تآخى فيها الأعجمي والعربي والأبيض والأسود والشرقي والغربي خلافة جمعت القوقازي والهندي والصيني والشامي والعراقي واليمني والمصري والمغربي والأمريكي والفرنسي والألماني والأسترالي، ألف الله بين قلوبهم، وأصبحوا بفضل الله إخوانا متحابين فيه واقفين في خندق واحد يدافع بعضهم عن بعض ويحمي بعضهم بعضا".
وتوعد البغدادي في كلمته: عما قريب بإذن الله ليأتين يوم يمشي فيه المسلم في كل مكان سيدا كريما مهابا مرفوع الرأس محفوظ الكرامة لا تتجرأ عليه فئة إلا وتؤدب، ولا تمتد إليه يد سوء إلا وتقطع، ألا فليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد، ألا من كان غافلا فلينتبه، ألا من كان نائما فليفق، ألا فليعي من كان مصدوما مذهولا، إن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدوية، وأقداما ثقيلة كلمة تسمع العالم وتفهمه معنى الإرهاب.. أقداما تدوس وثن القومية وتحطم صنم الديمقراطية وتكشف زيفها".
وتتبع "داعش" الفكر السلفي الجهادي، الذي يهدف إلى ما أسموه بالفتوحات الإسلامية، وهو تنظيم يتكون من جنود لهم جنسيات مختلفة أغلهم من الرجال، العدد التقريبي لهم حوالي 7 آلاف جندي، ونواة تأسيس التنظيم جاءت من تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، ودولة العراق الإسلامية.
خريطة داعش السوداء..
اختار تنظيم "داعش"، اللون الأسود ليكون السمة الأساسية للحركة، فلون العلم أسود ولون الخريطة وتقسيمها أسود، ووفق خبراء علم النفس فإن اللون الأسود في الثقافات العربية يشير إلى الخوف والتمرد والفوضى والوحدة والحزن، ويأتي ذلك اللون في إشارة إلى أن الأيام المقبلة محملة بالسواد، بالإضافة إلى أن هذا اللون الأسود هو الشعار المميز لمعظم التنظيمات الجهادية وعلى رأسها القاعدة.
وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش المتطرف الذي يقود حملة عسكرية في العراق، إقامة "الخلافة الإسلامية" انطلاقاً من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسورية، وغيّر اسمه إلى "الدولة الإسلامية"، كما أعلن مبايعة قائده أبو بكر البغدادي "خليفة" للمسلمين في كل مكان.
 ويرجع تاريخ الخلافة الإسلامية وتطورها إلى بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام 632 م، 11 ه، توافق المسلمون على نظام الخلافة، أي أن يكون هناك خليفة للنبي على رأس دولة الإسلام. وكان الخليفة قائداً للأمة، يقوم بتطبيق الشريعة على أرض الإسلام.
 وقام الخلفاء بتوسيع الأراضي الإسلامية انطلاقا من المنطقة التي تقع في عصرنا الحالي في غرب السعودية. واختير الصحابي أبو بكر الصديق كأول خليفة للنبي بعد وفاته.
وفي ظل نظام الخلافة، تم تطوير نظام حكم كامل، فيما توسعت أراضي الخلافة بشكل كبير وفي كل الاتجاهات. وكان الخليفة يحظى بوزراء وحكام معينين على الإمارات المختلفة.
ويعتقد مسلمون كثيرون أن الخلافة استمرت إلى أن ألغتها تركيا في أعقاب هزيمة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، إذ كان السلاطين العثمانيون يحملون لقب خليفة المسلمين.
خريطة داعش السوداء..
إلاّ أنه يعتقد أيضاً على نطاق واسع بأن النظام الأساسي للخلافة لم يستمر إلاّ حوالي ثلاثة عقود عقب وفاة النبي، وهي فترة حكم الخلفاء الراشدين الأربعة.
وفي الفترة التي أعقبت حكم الخلفاء الراشدين، تنازعت سلالات عدة حكم الأراضي الإسلامية الواسعة، بدءاً من الأمويين في دمشق (661-750) إلى العباسيين في بغداد (750-1258)، وصولا إلى العثمانيين (1453-1924).
لم تحدد الأراضي الإسلامية قط بموجب دستور، ولطالما اعتبر توسيع أرض الإسلام جزءا من مهمات الخليفة، وامتد حكم العثمانيين في أوجّه على سبيل المثال على سائر أراضي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصولاً إلى القوقاز وشرق أوروبا.

شارك