كيري يحتد على "المالكي": المسلحون ليسوا كلهم تكفيريين وسياساتك تدفعنا لخيارات أخرى

الخميس 03/يوليو/2014 - 03:13 م
طباعة كيري يحتد على المالكي:
 
كيري: المسلحون ليسوا كلهم من «داعش» ولا تكفيريين وتدخل إيران سيدفعنا إلى خيارات أخرى.. 
المالكي: الإرهابيون لم يتركوا لنا مجالاً لتوحيد العراقيين بلا تمييز وسنقبر أجندات المغرضين
كيري موجها كلامه للمالكي: أراك متفائلاً ولكن أن تكون واقعياً ذاك أفضل لك
كيري يحتد على المالكي:
حض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العراقيين علی اختيار شخصية قيادية لرئاسة الحكومة، تستطيع جمع الأطراف العراقية في إطار يعالج السياسات الإقصائية السابقة، ويعمل علی تقاسم السلطة مع المكونات العراقية.
وانتقد رئيس الوزراء البريطاني السابق جون كيري، خلال الاجتماع الذي عقده مؤخراً مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأسبوع الماضي، بعض السياسات التي اتخذتها حكومته وتسببت في تأجيج مشاعر السنّة في العراق، معرباً عن قلقه من استياء الأكراد والسنّة وبعض الشيعة من الحكومة الحالية، كما أعرب عن قلقه من تزايد النفوذ الإيراني في العراق.
وحصلت عدد من الصحف والوكالات على محضر الاجتماع الذي عقد بين المالكي ورئيس وزراء بريطانيا السابق، ودار كالتالي:
في البداية رحب المالكي بضيفه وزير خارجية الولايات المتحدة والوفد المرافق، بقوله: «من دواعي سرورنا أن يزور العراق معاليكم للاطلاع بشكل مباشر على خطر الإرهاب الذي يواجه العراق والمنطقة والعالم، ولتستمعوا إلى تفاصيل الجهود التي تبذلها القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية؛ لوقف تمدد هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن العراق والمنطقة واستقرار وسلامة كليهما.
وبالفعل كنا ننتظر هذه الزيارة ونرجو أن تكون مبعث فهم أعمق للمشكلة التي نواجهها، وسنكون صريحين معكم كما عهدتمونا ولن أدخل في التفاصيل؛ لأنني على يقين بأن سفيركم الموقر شرح لكم التفاصيل كاملة؛ لأننا ننسق معه ونطلعه على مجريات الأحداث أولاً بأول.
كيري يحتد على المالكي:
ورد "كيري" بقوله:
أشكركم على ترحيبكم بنا، مثلما قلت، إننا على اطلاع كامل بما يجري الآن في العراق ونتابع مجريات الأمور فيه بدقة متناهية واهتمام بالغ، ولا نخفيكم أننا قلقون جداً مما جري ويجري على الأرض. 
إن هدفنا وهدفكم يلتقيان في محاربة الإرهاب وعدم السماح للقوى المتطرفة بالنجاح وفرض إرادتها على اية بقعة في العالم وفي هذه المنطقة خصوصاً، كما إننا مصممون على عدم السماح للقوى الإرهابية بالسيطرة على العراق والقضاء على الديمقراطية الوليدة في هذا البلد، الذي عانى كثيراً على مدى عقود، وقدمنا وقدمتم من أجل ذلك تضحيات كبيرة. 
وتابع بقوله: غير أنني أود أن أشير، بصراحة، وبعيداً عن العبارات الدبلوماسية، إلى أن بعض السياسات التي مورست تحت ضغط الأحداث منذ نهاية عام 2011 أججت مشاعر شريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي، وأقصد السنّة، لأنهم يشعرون بأن دورهم وإسهاماتهم في بناء العراق قد أُضعِفا وهُمِّشا مجتمعياً وسياسياً واقتصادياً. 
واستطرد: اننا مع وحدة أراضي العراق وسيادته، وإشاعة السلام والأمن والمساواة لكل أبناء الشعب العراقي بمختلف مكوناتهم، ونبذل كل الجهود في الحفاظ على أمنه واستقراره وتحقيق ذلك يتطلب منكم ومن القوى السياسية في العراق بذل جهود استثنائية للتوحد ونبذ الخلافات السياسية في ما بينكم من أجل مستقبل بلدكم وشعبكم، ويتطلب منكم شخصياً الابتعاد عن ممارسة بعض السياسات التي تساهم في تأجيج الموقف وتوسيع الخلاف بين مكونات الشعب العراقي على أساس عرقي وطائفي. نحن على قناعة ومن خلال حواراتنا المستمرة مع زعماء اطراف العملية السياسية، أن أمام الشعب العراقي الآن فرصة لتجاوز هذه الأزمات والتشنّجات لكي يختار قيادة مستعدة ألاّ تُقصي أحداً، وأن تتقاسم السلطة مع المكونات الأخرى. هذه القيادة يجب أن تتوافق عليها كل الأطراف السياسية وتكون مقبولة من الشعب العراقي، ولها القدرة على إخراج العراق من هذه الأزمة وتجد الحلول الجذرية للأزمة السياسية والعسكرية الحالية. 
وتابع: أؤكد لكم أننا لن نختار من يحكم بلدكم، لكننا قلقون من استياء الأكراد والسنّة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق، وسنكون سعداء بأن يختار العراقيون قيادة مستعدة أن لا تقصي أحداً، وأن تتقاسم السلطة مع الأطراف الأخرى، كما ذكرت، ونحن على اتصال مباشر مع الأطراف الأخرى السياسية، وهذا هو ما أكدوه لنا. سألتقي زعماء بعض تلك الأطراف ثم أزور أربيل للقاء السيد مسعود بارزاني والاستماع منه في شكل مباشر حول تقييمه للوضع ورأيه في تشكيل الحكومة.

كيري يحتد على المالكي:
وأجاب رئيس الوزراء العراقي:
أشكركم معالي الوزير على هذا الإيضاح وأريد أن أؤكد لكم أنني وزملائي بذلنا ونبذل أقصى جهودنا، وعملت شخصياً وما زلت؛ لكي أجمع السياسيين العراقيين إلى كلمة سواء، لخدمة شعب العراق، وتوطيد أمنه واستقراره وبنائه وإعماره، لكن هناك بعض القوى السياسية، ولأغراض خاصة، تختلق الأزمات وتثير الحساسيات لأغراض بعيدة من مصلحة العراق وشعبه.
وتابع: أشرتم إلى وجود بعض الممارسات والسياسات التي تؤجج الموقف. إنني أفهم ما تقصده معالي الوزير، ولكن انظر إلى مَنْ في هذه القاعة، أليس هذا دليلاً على أننا لا نتّبع مثل تلك السياسات؛ إذ يمثلون تقريباً كل المكونات العراقية المذهبية والعرقية؟ إن الذين يروّجون لمثل هذه الادعاءات المغرضة لهم أجنداتهم الخاصة وربما مدفوعون من الخارج. 
نحن نعمل على قبر تلك الأجندات من أجل العراق ووحدته، وإننا بعيدون كل البعد من النهج الطائفي، لكن هناك طائفيين تكفيريين يتهموننا بالطائفية للنيل منا ومن سياساتنا التي تخدم كل شرائح المجتمع العراقي. كما تعلم أن الانتخابات التي جرت نهاية (أبريل) الماضي كانت انتخابات نزيهة وشفافة، وقد فازت كتلتنا بـ 92 مقعداً في البرلمان، وتكليف مرشح الكتلة (النيابية) الأكبر بتشكيل الحكومة الجديدة مسألة دستورية ينبغي الالتزام بها.
وأجاب كيري:
السيد المالكي، دعني أكون صريحاً معك. لا نريد التدخل في شئون العراق الداخلية وخلافاته المذهبية والسياسية والعرقية، ولكن علينا التزام أخلاقي أمام كل الشعب العراقي وأمام الشعب الأمريكي والعالم بعد 2003. 
هذا الالتزام يحتم علينا أن ندعم تطلعات الشعب العراقي في الحرية والبناء والازدهار والديمقراطية، وإننا ملتزمون بذلك؛ ولكي يكون الدعم مكثفاً ومستمراً وفعالاً، على القادة العراقيين اتخاذ الخطوات الضرورية لتحقيق تلك التطلعات لا طمسها، وتوحيد شرائح المجتمع العراقي لا تفريقها، واذا تم ذلك من قبل القادة العراقيين هذا الدعم سيكون فعالاً ومستمراً كما قلت. 
وكما ذكرت لك، إنها لحظة مهمة لمستقبل البلد، وعلى زعماء العراق أن يجتمعوا في صورة عاجلة ويتفقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة إنقاذ وطني، ويقفوا معاً متّحدين ضد المتشددين، وكما تعلمون الرئيس أوباما واقع تحت ضغط شديد من الكونغرس وأعضاء الكونغرس على اطلاع واسع بالممارسات الطائفية، وتفضيل طائفة على أخرى، وإصدار فتاوى تحريضية وحشد المدنيين للقتال، وذلك لن يكون في مصلحة الشعب العراقي ولا في مصلحة دول المنطقة، وستكون يدنا مقيّدة إذا استمرت هذه السياسات والاستمرار فيها لن يكون في مصلحة الشعب العراقي على المدى القصير أو البعيد. 
وأوضح قائلاً: إن التخلي عن تلك السياسات ونبذها نعتبرهما المدخل الصحيح لتوحيد جهود السياسيين العراقيين، لتشكيل حكومة وحدة وطنية بمعناها الدقيق ومن دون إقصاء، وما نشاهده الآن على الساحة العراقية هو نتائج لتلك السياسات غير الحصيفة.
إننا واضحون معكم كل الوضوح؛ لأننا حلفاء وأصدقاء، وتهمنا مصلحة شعب العراق وأمنه في الدرجة الأساس.
وجاء رد المالكي:
أتفق معكم معالي الوزير في بعض النقاط وأختلف في أخرى.
أولاً: كما تعلمون اننا منذ انتخابات عام 2008 نبذل كل الجهود لتوحيد الشعب العراقي من دون تمييز في العرق والطائفة والدين. 
لكن الإرهابيين لم يتركوا لنا أي مجال لإكمال مهمتنا والتفرّغ لبناء العراق بل واجهونا بالمفخخات والأحزمة الناسفة والسياسة التي مارسناها وأنتم على اطلاع كامل على حيثياتها، كان هدفها تنفيذ ما اتفقنا عليه في لقاءاتنا مع المسئولين الأمريكان وبالتنسيق مع سفرائكم في بغداد، وفي المقدمة محاربة الإرهاب. 
واستطرد المالكي: نحن بحاجة إلى دعم سياسي وعسكري عاجل من بلدكم الصديق. الإرهابيون يحصلون على دعم كبير من بعض دول الجوار وأنتم تعرفون مَنْ أعني، وإذا استمر هذا الدعم سنكون في وضع حرج وربما يؤدي ذلك إلى تدخل دول جوار أخرى في الشأن العراقي، وهذا سيلحق بكم وبنا ضرراً كبيراً ويوسّع المواجهة.
ثانياً: على الولايات المتحدة، كدولة حليفة وصديقة للعراق قدّمت تضحيات كبيرة لتحريره من الديكتاتورية، أن تساعدنا في هذه الأوقات الحرجة لمحاربة الخطر المشترك، وأعني إرهاب «داعش»، هذه القوة الإرهابية التي تريد فرض إرادتها ومنهجها على العراقيين والمنطقة بقوة السلاح.
 فمن واجب الدول المحبة للسلام والديمقراطية وبلدكم الصديق في المقدمة، مساعدة العراق ومؤازرته لاجتثاث جذور الإرهاب والتكفيريين ومن يقف وراءهم من البعثيين المجرمين.
كيري يحتد على المالكي:
وتدخل "كيري" مرة أخرى بقوله:
نعم، إننا معكم في محاربة الإرهاب وفي كل مكان وليس في العراق وحده، ودفعنا من أجل ذلك تضحيات كبيرة وكما قلت لك منذ البداية، سأكون صريحاً معك. 
وتابع: نعم، «داعش» منظمة إرهابية بل ومتطرفة حتى في الإرهاب، لكن المعلومات الدقيقة والأكيدة من مصادرنا تفيد بأن المسلحين والمتمردين ليسوا كلهم من «داعش» ولا من المنظمات التكفيرية، وهناك مسلحون من تنظيمات أخرى معتدلة وليست تكفيرية كما تقول، يدعمها أبناء العشائر العربية في المنطقة الغربية وبعضها قاتلت معنا ضد تنظيم القاعدة عام 2006 و2007، إنهم يطالبون برفع المعاناة عنهم والتهميش والإقصاء، وسبب معاناتهم في ما نعتقد هو نتيجة ممارسة بعض السياسات غير الحصيفة. 
إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة العراق، لكنها ترغب أولاً في أن ترى تشكيل حكومة وحدة وطنية سريعاً، تضم مزيداً من الأطراف السياسية بخاصة السنّة والأكراد، والتخلي عن السياسات غير الحكيمة. وكما أكد الرئيس أوباما، ليس في نيتنا التدخل عسكرياً، أعني إرسال قوات مقاتلة للتصدي للمسلحين، وهذا شأنكم الداخلي ينبغي أن تعالجوه بأنفسكم، في الوقت ذاته لا نستبعد خيارات أخرى قد تتطلبها الحاجة وفق تطور الحالة.
الحقيقة أننا دُهشنا من سرعة انهيار القوات العراقية في مدينة الموصل والمدن التي تلتها وما زلنا ندرس الوضع ونقوّمه من كل جوانبه، بخاصة وقوع الأسلحة الأمريكية في يد المتمردين وكيف سيتصرفون بها.
وتابع ببعض الانفعال: كيف تفسرون انهيار الجيش بهذه السرعة؟ ذكرت تدخل دول الجوار في الشأن العراقي. 
إنني أعلم من تقصد، ونحن على اتصال مستمر مع دول الجوار، خصوصاً السعودية وتركيا، وهما دولتان مسئولتان ومنضبطتان، وقد أكدوا لنا حيادهم وأنهم يحاربون الإرهاب كما نحاربه، لكن قلقنا الشديد هو من النفوذ الإيراني المتفاقم في الشأن العراقي، ولا نعتقد بأن تدخل إيران سيفيد العراق والمنطقة؛ لأن من شأنه تأجيج الوضع لا تهدئته. 
ربما سأزور بعض دول المنطقة إذا سمحت ظروفي بذلك وسأبحث الموضوع معهم بتفصيل أكثر، وفي كل الأحوال هناك تنسيق عالٍ بيننا وبينهم في هذا الصدد، فالأكراد قلقون جداً من تطورات الأحداث على الأرض، وسأزور أربيل بعد لقائنا، وألتقي الرئيس مسعود بارزاني لأستمع منه مباشرة عما يقلقه، كذلك سألتقي بعض القيادات السنّية وغيرها لأحيط بالموضوع من كل جوانبه.
أؤكد لكم أن الحل الأمثل لهذا الوضع الخطير الذي يهدد وحدة أراضي العراق ومستقبله هو حل الخلافات بين أطراف العملية السياسية وسرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية، خصوصاً بعد الانتخابات الديموقراطية التي أُجريت نهاية نيسان. 
إننا قلقون جداً من وقوع الأسلحة الأمريكية في أيدي المسلحين ومن إمكانية استخدامها لغير أغراض الدفاع عن العراق، أو لمهاجمة بعض أصدقائنا في المنطقة. إن اختيار شخصية قيادية تجمع كل الأطراف العراقية مسألة في غاية الأهمية في هذه المرحلة. لقد قرر الرئيس أوباما إرسال 300 مستشار عسكري للتنسيق معكم، وسوف لا يشاركون في العمليات القتالية، بل يقتصر عملهم على تقديم المشورة ووضع الخطط العسكرية بالتنسيق مع القادة العسكريين العراقيين.
وقال المالكي لكيري موضحاً الموقف:
لن نسمح بأي تدخل خارجي في شئوننا، ولكن من حقنا أن ننسق مع أصدقائنا وحلفائنا لمواجهة الإرهاب، وتداعيات الهجمات الإرهابية.
 نرجوكم أن تقنعوا السعودية وقطر بالكف عن دعم الإرهابيين في العراق، كما فعلتا في سورية لقد ذكرتَ تدخل إيران في شئوننا، دعني أوضح ذلك لكم: إيران دولة صديقة وجار لنا ينبغي أن نقيم علاقات متميزة معها؛ من أجل أمن المنطقة وسلامتها، ولا خشية من جانبها في هذا الصدد، بل هي تريد مساعدة العراق والعراقيين. 
واستطرد المالكي: تراجع الجيش في الموصل كان نتيجة عدم التزام بعض القادة بالأوامر الصادرة إليهم أولاً وتأثير التدخل الخارجي من بعض دول الجوار ثانياً، والمؤامرة التي اشترك فيها بعض السياسيين المشاركين في العملية السياسية.
كيري يحتد على المالكي:
وجاء رد كيري:
أود أن أؤكد لك أن الولايات المتحدة ستكون قلقة جداً من أي تدخل عسكري إيراني مباشر في العراق، ولدينا معلومات تفيد بأن هناك بعض الوحدات القتالية أو الاستشارية الإيرانية تعمل في العراق، كما لاحظنا أن هناك شحناً طائفياً في إيران للتطوع للقتال في العراق. 
وهذا العمل لن يكون مريحاً ويحفّز الدول الأخرى في المنطقة على اتخاذ خطوات مماثلة لحماية أمنها وأمن شعوبها، كما سيؤثر سلباً في جهودنا لتهدئة التشنج في المنطقة.
فقال المالكي:
أود معالي الوزير أن أوضح لكم..
فقاطعه كيري على الفور:
دعني أكمل حديثي ثم قل ما عندك.
المالكي:
آسف على المقاطعة.. تفضل.
وأكمل كيري:
إننا لا نتحدث جزافاً، بل وفق معلومات دقيقة فالتدخل الإيراني بهذا الشكل سيدفعنا إلى خيارات أخرى؛ لأن من شأنه إدخال المنطقة في وضع غير مريح بل مقلق بشدة.
 إن ضبط النفس في مثل هذه الحالات ضروري، ومن الحكمة أن تبتعد دول الجوار عن التدخل المباشر وغير المباشر في هذا الصراع ولقد أوضحنا قلقنا للجانب الإيراني في اجتماع فيينا ونعلم ان إيران دولة مسئولة عن الوضع ونرجو ان يفهموا مصدر قلقنا وأبعاده.
فقال المالكي:
إن الدفاع عن الأماكن المقدسة من صميم واجبات الشيعة في كل مكان. إنه ليس شحناً طائفياً بل استعداد استباقي لمنع وقوع المحظور لا سمح الله.
قاطعه كيري:
هل لديكم معلومات استخباراتية تفيد بأن المتمردين المسلحين أو الإرهابيين من جماعة «داعش» ينوون الهجوم على العتبات المقدسة لديكم؟
فرد المالكي:
تنظيم «داعش» تنظيم إرهابي طائفي وفرع لتنظيم «القاعدة»، وتعلمون كيف فجّروا مرقد الإمامين العسكريّين عام 2006. ونعتقد بأن ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ستكون مفيدة جداً وستحد من تقدمهم (عناصر التنظيم) نحو العاصمة أو تمركزهم في المدن التي دخلوها، وتمنعهم من التقدم نحو بغداد وكربلاء والنجف.
قال كيري:
تلك الحادثة كانت مأسوية، راح ضحيتها مئات من الأبرياء ونرجو ألاّ تتكرر، كما أرجو أن لا توقظوا التاريخ الدموي؛ لأن ذلك لن يكون في مصلحة الجميع، بما فيه إيران .
وتابع: توجيه ضربات جوية للمتمردين المسلّحين بمن فيهم «داعش» موضوع حساس جداً، وينبغي أخذ الكثير من الحيطة والحذر لضمان عدم إيذاء هذه الضربات المدنيين ولكي لا يعطى الانطباع بأننا نهاجم السنّة والمدنيين. 
واختتم بقوله: أشكركم على هذا اللقاء، وكما أكدت لكم، الولايات المتحدة ستقف إلى جانب الشعب العراقي وهي عازمة على دحر المنظمات الإرهابية، وفي مقدمها «داعش»، كونها تشكل خطراً على العراق والمنطقة والعالم.
إن واشنطن ملتزمة بالاتفاق- الإستراتيجي مع العراق، لا سيما التعاون الأمني والتسليحي، ومستعدة لتجسيد ذلك ميدانياً وهذا لا يتم من طرف واحد فقط، بل إن الاتفاق الشامل لحل الخلافات السياسية بينكم وبين السنّة والأكراد سيعزز موقفنا في الدفاع عن العراقيين، واتخاذ الخطوات الكفيلة ضد توسع «داعش».
ورد المالكي:
نثق بأصدقائنا وحلفائنا الأمريكيين ونشكركم لهذه الزيارة والمناقشات الصريحة والمفيدة التي أجريناها، وكلنا أمل بأن تترجموا ما وعدتم به على أرض الواقع. ونحن سنفعل ما يمليه علينا واجبنا، وإن شاء الله سنشكل الحكومة الجديدة مطلع (يوليو) المقبل، خلال اجتماع البرلمان الجديد واختيار الرئيس الجديد للجمهورية.
كيري:
أراك متفائلاً جداً.
المالكي:
هكذا علمتنا تجارب السياسة والحياة.
كيري:
شكراً جزيلاً، التفاؤل شيء جيد لكن الواقعية أفضل».
"وكالات – رويترز – الحياة الدولية"

شارك