عناصر "داعش" تسيطر على مواقع استراتيجية في سوريا.. ولبنان يشكو عواقب أزمة اللاجئين

الخميس 03/يوليو/2014 - 10:03 م
طباعة داعش تسيطر على مواقع "داعش" تسيطر على مواقع استراتيجية في سوريا
 
داعش تسيطر على أكثر
داعش تسيطر على أكثر من 5 أضعاف مساحة لبنان داخل سوريا
كشفت تقارير حقوقية عن توغل وتنامي قوات "داعش " داخل أراضٍ سورية، اعتبرها مراقبون مناطق تعادل بمساحتها خمسة أضعاف مساحة لبنان، إلى جانب الاستيلاء على أكبر حقل للنفط في البلاد،  في حين أعلنت فصائل مسلحة التوقف عن قتال التنظيم، بالترافق مع دعوة من "لواء التوحيد" للاستنفار العام بمواجهة اقتراب داعش من حلب.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "داعش" بسط سيطرته على منطقة حقل العمر النفطي قرب الحدود العراقية السورية، وأن مقاتلين من فصائل إسلامية أخرى انسحبوا أمام مقاتلي داعش من المنطقة.
ريف دير الزور
ريف دير الزور
ونقلت وكالة "رويترز" عن النشطاء سيطرة ما يُسمى بـ"الدولة الإسلامية" على الحقل الواقع شرق بلدة البصيرة، وشمال شرق مدينة الميادين في محافظة دير الزور، واللتين يسيطر عليهما التنظيم، وهذه السيطرة جاءت بعد انسحاب "جبهة النصرة" من الحقل النفطي، دون اشتباكات بينها وبين داعش.
ولا تعد سوريا مصدرًا كبيرًا للنفط، ولم تصدر أي كميات منذ أواخر عام 2011 عندما بدأ سريان عقوبات دولية تهدف لزيادة الضغوط على السلطات في دمشق.
وسيطرت قوات داعش على ريف دير الزور الشرقي بشكل كامل، لتصبح هذه الخطوة تجسيدًا لسيطرة داعش لأول مرة على المناطق الممتدة من مدينة البوكمال الاستراتيجية، والواقعة على الحدود السورية - العراقية، إلى أطراف مدينة حلب الشمالية الشرقية، ومن الحدود السورية – التركية شمالاً باستثناء المدن الكردية وذات الغالبية الكردية، في شمال محافظة الحسكة وبعض القرى العربية في شمال وشرق المحافظة ومدينة الحسكة، إضافة إلى مدينة عين العرب "كوباني" الواقعة شمال شرق حلب، وصولاً إلى مناطق في البادية السورية، في ريفي حماه وحمص الشرقي، لتبلغ مساحة الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في سوريا أكثر من 5 أضعاف مساحة جمهورية لبنان، متصلة جغرافياً مع مناطق تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق، فيما بقيت مدينة دير الزور وقرى في ريف دير الزور الغربي جنوب نهر الفرات أو ما يعرف بخط الشامية.
رشيد درباس
رشيد درباس
من جانبه قال رشيد درباس وزير الشئون الاجتماعية اللبناني إن لبنان يواجه تهديدات بانهيار سياسي واقتصادي، إذ من المتوقع أن يتجاوز عدد اللاجئين السوريين ثلث عدد السكان، وأن يبلغ إجمالي عدد اللاجئين 1.5 مليون بحلول نهاية العام، وهو عبء شديد على كاهل بلد لا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة.
وأكد درباس أنه من المتوقع أن يكلف تدفق اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا اقتصاد لبنان الهش بالفعل نحو 7.5 مليار دولار بين 2012 و2014، كما أن البطالة تضاعفت خاصة بين غير المتخصصين أو بين العمالة غير الماهرة في أكثر المناطق فقرًا، محذرًا من أن أزمة اللاجئين تهدد لبنان بانهيار اقتصادي وسياسي وربما أمني، وأن لبنان في طريقه لاستضافة 1.5 مليون لاجيء سوري مسجل بنهاية 2014 وهو ما يزيد على ثلث السكان.
ووفقصا لبيانات الأمم المتحدة تدفق 38 في المئة من اللاجئين السوريين على لبنان ليكون صاحب النصيب الأكبر من هؤلاء اللاجئين، وأكثر من نصف اللاجئين السوريين في لبنان أطفالًا غالبيتهم لا ينتظمون في الدراسة، وفي أحيان كثيرة تشاهد النساء والأطفال السوريين يشحذون في الشوارع في أجزاء من العاصمة بيروت، بينما أجر بعض اللاجئين شققا، ويعيش آخرون في ملاجئ مؤقتة في مآرب السيارات والمباني المهجورة.
المجاهدين من بريطانيا
المجاهدين من بريطانيا فى سوريا يثيرون القلق
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن لبنان سيحتاج إلى 1.6 مليار دولار من التمويل ليواجه الوضع الإنساني هذا العام، لكن تم جمع 23 في المئة فقط من هذا المبلغ حتى الآن، وقالت "نينت كيلي" الممثل الاقليمي لمفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين في لبنان، إنه في ظل معدلات التمويل الحالية لن تتمكن وكالات الإغاثة من الوفاء بهدف دمج 172 ألف طفل سوري لاجئ في المدارس اللبنانية العام المقبل.
من ناحية أخرى لاتزال قضية الشبان البريطانيين الثلاثة الذين ظهروا في تسجيل فيديو نشره تنظيم "داعش" قبل أسابيع، تشغل الرأي العام في بريطانيا، حيث شكل ظهورهم صدمة للبريطانيين بعد أن وجهوا عبر التسجيل دعوة لأقرانهم وأصدقائهم من أجل الالتحاق بهم في سوريا وقتال النظام هناك، وكتب أصغر الشبان الثلاثة، "إذا لم يلتحقا بنا (أي والديه) من أجل الجهاد في سوريا فسألقاهما يوم القيامة، لأني لن أعود إلى بريطانيا أبداً".
والفتى "أصيل مثنى" غادر إلى سوريا بصحبة شقيقه ناصر البالغ من العمر 20 عاماً، كان من المفترض أن يحصل على شهادة الثانوية العامة خلال الصيف الحالي، لكنه قرر مغادرة منزله سراً والالتحاق بالمقاتلين في سوريا، حيث انضم إلى تنظيم داعش، وبعد ذلك فوجئ أهالي الشابين بهما وهما يظهران في تسجيل الفيديو الذي أثار ضجة واسعة في بريطانيا.
والشقيقان ناصر وأصيل مولودان في بريطانيا، إلا أن أصولهما تعود إلى اليمن، وتسكن عائلتهما في مدينة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز التي تعتبر واحدة من أجمل الأماكن في أوروبا والمملكة المتحدة.

شارك