«أنصار الشريعة» الدم من أجل السلطة

الإثنين 07/يوليو/2014 - 10:45 ص
طباعة «أنصار الشريعة» الدم
 
تعرضت ضواحي مدينة بنغازي شرق ليبيا، لقصف عشوائي بصواريخ من قبل قوات تابعة لـعملية الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر وقوات تابعة لـ"أنصار الشريعة".
وأفادت مصادر عسكرية بأن قوات تابعة لـ«عملية الكرامة»، التي يقودها اللواء خليفة حفتر، قصفت مناطق سيدي فرج والهواري والقوارشة وقاريونس؛ مما تسبب في سقوط صاروخ على أحد المنازل بجوار مقر كتيبة 17 فبراير وأن هذا القصف جاء ردا على سقوط صواريخ جراد على قاعدة بنينا ومعسكر الصاعقة في بو عطني.

صراع دامٍ لـ"أنصار الشريعة" مع الجيش وحفتر

خليفة حفتر
خليفة حفتر
ويستمر الصراع العسكري في مدينة بنغازي بين حفتر وأنصار الشريعة وقوات الإخوان، وسقط على إثرها 48 شخصا على الأقل ما بين قتيل وجريح في اشتباكات دامية ومستمرة. 
وتم حصار عشرات الأسر في مناطق الاشتباكات في بنغازي بينما تحاول الفرار والنجاة من القصف العشوائي، وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات الخاصة، وتنظيم «أنصار الشريعة» في مناطق الهواري والقوارشة وقنفوذة، المحاذية لمدينة بنغازي من الجهة الغربية، إثر محاصرة الكتيبة 21 صاعقة من قبل قوات أنصار الشريعة، كما دارت اشتباكات في منطقة طابلينو وجسر طريق طرابلس.
 مع استهداف مستمر لمركز شرطة القوارشة في بنغازي وأصوات طلقات نارية بأعيرة مختلفة بين خفيفة ومتوسطة أحيانا، بعد اشتباكات مستمرة في مناطق غرب المدينة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقصف جوى.
ويؤكد سكان المدينة أن المصالح العامة والمصارف توقفت تماما عن العمل، بينما كادت حركة المارة والسيارات أن تتوقف تماما في المدينة، التي تعد ثاني كبريات المدن الليبية وعاصمة الثورة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، وأنهم يقفون في طوابير طويلة على أبواب المخابز، كما أغلقت وزارة التعليم المدارس لتؤجل بذلك برامج الامتحانات النهائية، ودعت المستشفيات ومصرف الدم المواطنين إلى سرعة التبرع بالدم.
 وقال العقيد طيار سعد الورفلي، آمر قاعدة بنينا الجوية: إن "اشتباكات عنيفة جرت بين قوات حفتر ومجموعات من كتائب الثوار السابقين من ذوي التوجه الإسلامي أنصار الشريعة في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة قاريونس بجانب الجامعة وسط بنغازي، وأن قوات من كتيبة شهداء 17 فبراير وسرايا رأف الله السحاتي، إضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا، هاجموا في الساعات الأولى من صباح أمس مقر الكتيبة 21 وحاصروا بداخله الجنود وقصفوهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة مما خلف عددا من القتلى والجرحى".
وسمع دوي الانفجارات بشكل متواصل وشوهدت طائرات ومقاتلات سلاح الجو الليبي تحلق في محيط الاشتباكات، وبحسب شهود عيان فإن بعض العائلات علقت في حي سيدي فريج في غرب المدينة، وهو أحد معاقل أنصار الشريعة.
وتقوم مقاتلات في سلاح الجو التابع لحفتر بغارات جوية على أهداف لكتائب الثوار في مدينة بنغازي.
«أنصار الشريعة» الدم
ودخل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على الخط بدعوة الليبيين إلى مقاتلة حفتر وما يطلق عليه «الجيش الوطني»، ووصف اللواء المتقاعد بـ«عدو الإسلام»، فيما وصفت السلطات الليبية حفتر بأنه «خارج عن القانون»، رغم أن حملته حظيت بدعم الكثير من الوحدات العسكرية، على رأسها سلاح الجو والقوات الخاصة والصاعقة كما أيدها عدد كبير من الأهالي.

أنصار الشريعة وإرهاب الدولة

وتتركز قوات جماعة أنصار الشريعة في بني غازي ويوجد لها فرعين خارج مدينة بنغازي هما أنصار الشريعة في سرت وأنصار الشريعة في إجدابيا.
فوزي العياط
فوزي العياط
وتأسس فرع سرت في 28 يونيو 2013 في مدينة سرت بعد إلغاء اللجنه الأمنية وانضمامها لأنصار الشريعة وتغيير إسمها إلى (أنصار الشريعه سرت) وكان آمر الفرع وقتها أحمد على التير المكنى "أبو علي". فيما الشيخ فوزي العياط هو المتحدث الرسمي باسم أنصار الشريعة- سرت وهو أيضا عضو في مكتب أوقاف سرت. فيما تأسس فرع أنصار الشريعة- إجدابيا في 4 أغسطس 2013.
وفي صباح يوم الاثنين 29 يوليو 2013 وقع اشتباك مسلح بين كتيبة شهداء الزاوية التابعة للجيش الليبي داخل مدينة سرت، وحصلت اشتباكات بين الطرفين خلفت قتيلين وعدة جرحى، قامت إثرها كتيبة شهداء الزاوية بقصف مقر أنصار الشريعة في سرت. وكانت هذه الاشتباكات الأولى التي تحصل بين كتيبة أنصار الشريعة في سرت والجيش الليبي.
«أنصار الشريعة» الدم
وبعد مرور أيام على الاشتباكات وبالتحديد في مساء يوم السبت 23 أغسطس لقي أمير ميليشيا أنصار الشريعة في سرت أحمد علي التير المكنى "أبو علي" حتفه؛ متأثراً بجراحه، ووقعت اشتباكات مسلحة منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين 25 نوفمبر 2013 بين الجيش الليبي وميليشيا أنصار الشريعة في بنغازي، وتوسعت بين عدة مناطق في المدينة آهلة بالسكان، حيث بدأت بعد أن تم استهداف إحدى دوريات القوات الخاصة والصاعقة التابعة للجيش الليبي كانت متمركزة في جزيرة دوران منطقة البركة وسط المدينة بالقرب من مقر جماعة أنصار الشريعة. لتمتد الاشتباكات حتى منتصف النهار في مناطق متعددة من المدينة مخلفةً عدداً من القتلى والجرحى.
وبعد أيام في 28 نوفمبر استهدفت قوة من مشاة البحرية الليبية كانت تنقل أشخاص قبض عليهم وبحوذتهم أسلحة ومتفجرات ومبالغ كبيرة من المال؛ حيث قتل 3 بينهم ضابطان من الجيش الليبي، إضافة لجريحين من الجيش. 

الحكومة الليبية والخرس الإخواني

الحكومة الليبية والخرس
دخلت الحكومة الليبية الإخوانية على الخط لتطالب الأطراف المتقاتلة في بنغازي إلى وقف الاقتتال الدائر منذ 16 مايو الماضي بين ميليشيات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، ومقاتلين مؤيدين لـ"المؤتمر الوطني العام" (البرلمان)، وإنها أصدرت أوامر للمؤسسات الأمنية والعسكرية في الدولة للقيام بواجبها الوطني والأمني، والنزول إلى الشوارع لتأمين المدينة واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإعادة تأمينها.
 وأن "المستفيد من الاقتتال الجاري في المدينة، هم أعداء الشعب وخصوم ثورة 17 فبراير، الذين يقفون ضد قيام الدولة ومؤسساتها ويقوّضون المساعي الرامية إلى تحقيق الأهداف التي ضحى من أجلها الأبرار". ونبّهت "إلى الوضع المأساوي الذي يعيش فيه المدنيون الأبرياء".
محمد صوان
محمد صوان
وطالب محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان في ليبيا، حكومة بلاده بأن تعلن موقفا واضحا؛ مما يسمي بـ"عملية الكرامة"، ومن اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ووصف صوان، "صمت الحكومة" في مواجهة "ما يقوم به حفتر من قصف لمدينة بنغازي متحدياً مؤسسات الدولة وخارجاً عن إطار القانون" بـ"المخزي"، حسب وصفة.
كما طالب رئيس حزب العدالة والبناء من حكومة بلاده أن "تعلن بنفسها قيادة الحرب على الإرهاب تحت أي مسمي"، متسائلاً: "إن كانت الحكومة عاجزة فلماذا تمسكت واستماتت على البقاء والاستمرار في تحمل مسئولياتها أمام الشعب الليبي؟".

من هم أنصار الشريعة؟

من هم أنصار الشريعة؟
أنصار الشريعة أو تنظيم أنصار الشريعة أو (كتيبة) أنصار الشريعة في ليبيا هو ميليشيا إسلام سياسي مسلحة تهدف، كما تدعو إلى "تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا". 
وتأسس تنظيم أنصار الشريعة في شهر مايو من عام 2012 بعد الانفصال عن سرايا راف الله السحاتي التي شاركت في تأسيسها، وكان أول ظهور إعلامي لها بعدما أقامت ملتقى لها أسمته "الملتقى الأول لنصرة الشريعة"، والذي حضرته العديد من الكتائب الإسلامية ذات التوجه ذاته من مدن ليبية كدرنة، مصراتة وسرت. حيث قامت تلك الميليشيات بالتجمع في إحدى ضواحي بنغازي والدخول معاً بمسلحيها وسياراتها التي تحمل أسلحة شبه ثقيلة، رافعةً علم التنظيم، ما أثار حينها استياء من قبل مواطني المدينة.
أعضاء الميليشيا ليسوا جميعاً من الليبيين؛ حيث إن بينهم أجانب من بلدان مجاورة وخاصة من حملة الجنسية التونسية، كما أنها لا ترفع العلم الوطني الليبي وتستبدله بالعلم الذي اشتهر به تنظيم القاعدة. تستفيد الميليشيا من غياب سلطة الأمن لدى الدولة الليبية. كذلك يعتبر محللون أن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا وتنظيم أنصار الشريعة في تونس تنظيم واحد من حيث "الأفكار الجهادية والتنسيق العملياتي والدعم المالي واللوجيستي". في حين أن تمويل التنظيم غير معروف ويدعي أعضاء به أنه يأتي عبر التبرعات.
يشتبه بتورطها في عدد من الهجمات وعمليات الاغتيال في ليبيا، ومن بينها الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي، وقتل السفير وثلاثة أعضاء آخرين في البعثة. تم تصنيفها من قبل الولايات المتحدة في 10 يناير 2014 بفرعيها في درنة وبنغازي كمنظمة إرهابية.
لا يعرف الكثير عن الهيكلية التنظيمية لميليشيا أنصار الشريعة إلا ما ظهر منها ومنهم قائدها محمد علي الزهاوي. وتوجد لجنة شرعية بالكتيبة تهتم بضبط الكتيبة شرعيا ويترأسها ناصر الطرشاني. وللكتيبة جناح دعوي وخيري وهذا القسم يهتم بعقد الملتقيات الدعوية وتوزيع المساعدات على أسر محتاجة وبعض المشاريع الخيرية ومن بنها عيادة متخصصة بفك السحر والشعوذة.

شارك