الائتلاف السوري يختار رئيسه الجديد .. وسط تراجع فصائله المسلحة على الأرض.. وتوسع "داعش".. وانتقادات لأمريكا

الثلاثاء 08/يوليو/2014 - 01:33 م
طباعة الائتلاف السوري يختار
 
مدد الائتلاف الوطني السوري اجتماعاته التي يعقدها في إسطنبول إلى الأربعاء، لانتخاب رئيس جديد للائتلاف، خلفاً لأحمد الجربا، الذي أنهى ولايته الثانية، بالإضافة إلى انتخاب أمين عام وأعضاء الهيئة السياسية. 
وتبرز أسماء عدة لتولّي المنصب، على رأسها، مرشح "الكتلة الديمقراطية"، موفق نيربية، ونائب رئيس الائتلاف، سالم المسلط، وناصر الحريري، وذلك بعد اعتذار رئيس الوزراء المنشق، رياض حجاب عن الترشح.
 ويعتبر المسلط هو المرشح الأبرز لخلافة الجربا في رئاسة الائتلاف، نتيجة التوافق على منح منصب الأمين العام، لمرشح الكتلة الديمقراطية، هادي البحرة، خلفاً لبدر جاموس، وهو ما يقلّل حظوظ نيربية، في الوصول لرئاسة الائتلاف؛ كونه من نفس الكتلة. 
الائتلاف السوري يختار
ومن المتوقع أن يعلن الائتلاف الوطني السوري في غضون الساعات الأربع والعشرين المقبلة عن اسم الرئيس الجديد للائتلاف الذي سيخلف أحمد الجربا حيث أدت الخلافات بين ممثلي الكتل المشاركة في الائتلاف إلى تمديد اجتماعات اسطنبول إلى يوم غد الأربعاء.
ويعقد الائتلاف المعارض اجتماع هيئته العامة لانتخاب رئيس جديد، للمرة الأولى بعد تمدد تنظيم الدولة الإسلامية بشكل غير مسبوق في العراق وسوريا، وإعلانه «دولة الخلافة»، مما دفع رئيس هيئة أركان «الجيش السوري الحر» عبد الإله البشير إلى التحذير من تمدد «الكارثة» خارج الحدود، إذ ما استمر نقض الدعم العسكري للمعارضة من قبل المجتمع الدولي.
فاختيارات رئيس للائتلاف يأتي وسط تراجع للمعارضة المسلحة على الأرض في سوريا لا سيما في حلب فرض نفسه على اجتماعات المعارضة السورية في إسطنبول، حيث تم استدعاء رئيس الأركان ونائبه من سوريا لوضع قادة الائتلاف في صورة التطورات الجارية على الأرض.
الائتلاف السوري يختار
المعارضة السورية تحدثت عن شبه توقف عن تزويد المعارضة بالسلاح في الوقت الذي يتلقى فيه داعش الدعم المادي والعسكري ما سمح له بالعودة للسيطرة على دير الزور وإحكام قبضته على الرقة.
فقد أكد ناشطون سوريون أن القوات الحكومية تقدمت في حلب ومحيطها أمس الاثنين، فيما بدا أنها محاولة من الجيش العربي السوري لمحاصرة أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في أكبر مدن الشمال السوري. وتزامن تقدم قوات الجيش العربي السوري في حلب.
وتسيطر قوات الاسد على معظم أرجاء غرب حلب، وهي أغلقت معظم المداخل الجنوبية للمدينة، وتحاول حالياً إغلاق المداخل لجهة الشمال الشرقي، بعدما سيطرت في الساعات الماضية على قريتي كفر الصغير ومقبلة مباشرة إلى الشمال من حلب.
 كما خسر مقاتلو الجيش الحر وحلفاؤه من الفصائل المقاتلة الكثير على الأرض، مقابل توسع كبير لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" "داعش"، فقد باتت الحقول النفطية محافظة دير الزور بشرق سوريا، معظمها في أيدي مقاتلي "داعش" بعدما طردوا منها مقاتلي «جبهة النصرة» فرع «القاعدة» السوري، وجماعات إسلامية أخرى. 
كما استطاعت «داعش» استعادت السيطرة على بلدة ميدعا في غوطة دمشق بعد أيام من طردها على أيدي جماعات إسلامية.
لؤي صافي
لؤي صافي
وانتقد الائتلاف تراجع الدعم العسكري للجيش السوري الحر، وقال لؤي صافي الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري: "ثمة تكامل واضح  بين جيش الأسد وحليفه داعش، اللذين يسعيان بتوقيت زمني واحد للسيطرة على المناطق المحررة دون حدوث أدنى اشتباك بين الطرفين!". وعزا صافي الضعف العسكري الذي يعاني منه الثوار في المدن السورية إلى عدم جدية المجتمع الدولي ومنظومة "أصدقاء سوريا وتخاذلهم في دعم الثورة على الصعيد العملي، حيث إنّ الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن، ما زالت تمنع وصول الأسلحة المتطورة للحر؛ من أجل التصدي لإرهاب الأسد والتنظيمات المتطرفة التي شرعت بالتنسيق معه بالتمدد داخل المدن المتمردة على استبداد النظام. وإنّ هذا التخاذل في دعم ثورة الحرية والكرامة قابله دعم لا محدود للإجرام والقتل والتدمير من جانب حلفاء الأسد. 
وأردف صافي: "الاستقالات التي حدثت داخل بعض الجبهات العسكرية التابعة لهيئة أركان الحر نتجت عن نقص الدعم العسكري والذي أدى بدوره إلى غياب القيادة الموحدة القادرة على التصدي لقوات الأسد والميليشيات الإرهابية التي يصدرها النظام الإيراني إلى المنطقة". 
كما ووصف لؤي صافي انتقادات روبرت فورد السفير الأمريكي السابق للبيت الأبيض بأنها "دقيقة"، والتي حمل فيها إدارة أوباما مسئولية  تنامي القوى المتطرفة على حساب المعارضة السورية. وختم صافي تصريحه للمكتب الإعلامي بقوله:" الوضع العسكري حرج للغاية، وتطويق حلب أصبح واقعا، لكن حتى لو سيطر الأسد على حلب أو غيرها، فإنّ ذلك لن يحل المشكلة في المنطقة. فالمعضلة ليست بالسيطرة على الأرض ولكن بإنهاء جذور الصراع السياسي والعسكري المتفاقم". وأضاف: "لذا لا بدّ لدول العالم الغارقة في التجاذبات الدولية في المشرق أن تتحمّل مسئولياتها والقيام بواجباتها الدولية بوقف تأجيج الصراع  والامتناع عن  دعم الأنظمة الطائفية والاستبدادية التي تولد التطرف والاستبداد في المنطقة وتسعى لانتشاره حول العالم. المطلوب دعم الجهود التي تحقق انتقال ديمقراطي حقيقي في المنطقة؛ لأن ذلك يمنح المنطقة والعالم الحل الوحيد الذي ينهي التطرف والإرهاب".
الائتلاف السوري يختار
يأتي ذلك مع التطور السيئ لعملية الإنسانية للسوريين، فقد اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بتهجير أكثر من 150 ألف سوري من ريف دير الزور شمال شرق سوريا.
وأفاد المرصد السوري في بيان الأحد، أن داعش لم يسمح حتى الآن بعودة سكان بلدتي خشام التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 15500 مواطن، وطابية جزيرة البالغ عدد سكانها نحو 15 ألف مواطن، في ريف دير الزور الشرقي، والذين هجرهم التنظيم في 23 من شهر يونيو الماضي، كأحد شروط " قبول توبتهم" بعد قتالهم ضده.
وأضاف المرصد، أن التنظيم هجر الجمعة أهالي مدينة الشحيل، المعقل السابق لجبهة النصرة في سوريا، البالغ عددهم أكثر من 30 ألف نسمة، وذلك بعد مبايعة فصائل مدينة الشحيل لداعش في الـثاني من الشهر الجاري.

شارك