تقسيم اليمن على فوهة البندقية

الثلاثاء 08/يوليو/2014 - 04:38 م
طباعة خريطة تقسيم اليمن خريطة تقسيم اليمن
 
بلغت الأزمة اليمنية حدًا، تتجه معه البلاد إلى التقسيم بقوة البندقية بدلا من التقسيم  الدستوري (6 أقاليم) الذي أُقر في الدستور اليمني.
فقد سيطر الحوثيون ومعهم العشائر بشكل شبه كامل على محافظة عمران شمال العاصمة اليمنية صنعاء، والتي حاصرتها مليشيات الحوثيين لأكثر من 60 يوما.
الحوثيون يسيطرون
الحوثيون يسيطرون علي عمران
وذكرت مصادر ميدانية أن الحوثيين والعشائر دخلوا قصر الجناة التابع لأولاد الأحمر، ونجحوا في طرد التكفيريين منه بعد معارك ضارية خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف التكفيريين، مضيفةً أنّ الحوثيين تمكّنوا من تطهير نقطة "قهال" و"الورك" التي تعرّضت لاحقا لقصف من الطيران اليمني، ولا تزال المواجهات مستمرة، ويقوم الحوثيون بمحاصرة النقطة ودك مواقع التكفيريين.
وفيما تُعد مواجهة بين حزب التجمع اليمني للإصلاح- الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن- مع الحوثيين، فجّر مسلحو جماعة أنصار الله "الذراع العسكري للحوثيين"، الاثنين مقرَّ حزب "التجمع اليمني للإصلاح" بمحافظة في محافظة عمران شمالي اليمن، وسيطروا على نقطة نقطة "الورك" العسكرية ذات الأهمية الاستراتيجية على المدخل الشرقي للمدينة بعد معارك عنيفة.
وأفادت مصادر محلية في عمران أن الحوثيين فجروا، الاثنين، مقرَّ حزب "الإصلاح" الرئيسي في عمران والواقع في منطقة الجنات، وهو منزل يملكه الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، وأكدت المصادر مقتل أربعة أشخاص، من أقارب الشيخ صالح الحاذق، وأسر نجله إبراهيم، من قبل الحوثيين بعد تفجيرهم لمنزله. 
وأكد الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله "الحوثيين" محمد عبدالسلام، تمكن مقاتلي جماعته من توجيه ضربات وصفها بـ"الموجعة" ضد "التكفيرين وأعوانهم من ميليشيات القشيبي" في عمران، وأضاف ناطق الحوثيين: "ومع هذا يصر حزب الإصلاح على الاستمرار في غوايته وغطرسته وكبريائه غير معترف بالواقع ومتغيراته، وأن المجتمع في عمران لم يعد قابلًا أن يظل منفذًا لتوجيهات حزبية ضيقة تحافظ على مصالح شخصيات نافذة، وقد أدرك أبناء عمران أن القشيبي والإصلاح وعلي محسن ممكن أن يدمروا مدينة عمران في سبيل بقائهم في مواقع النفوذ والهيمنة ." 
العميد حميد القشيبي
العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310
واقتحم الحوثيون مقر "اللواء " 310 ومقر القوات الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، الذي يقوده العميد حميد القشيبي، المقرب من اللواء علي محسن الأحمر، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن، عقب قصفه بصواريخ من نوع "غراد" أطلقها مسلحو الحوثيين، وتمكنوا من دخول معسكر قوات الأمن الخاصة "المركزي سابقاً" في مدينة عمران قبل قليل، بعد مفاوضات انتهت بتسليمه من قبل من تبقى من الجنود، وذكر الصحفي والناشط في جماعة "الحوثيين" أسامة ساري، أنه تم دخول فرق "أنصار الله" إلى مبنى قيادة الأمن المركزي، فيما لا يزال قائد الأمن المركزي بعمران "الحباري" محتجزًا نفسه وبعض أفراده ويرفض الخروج والاستسلام.
وشنّ الطيران الحربي غارات جوية على مواقع للحوثيين في مداخل مدينة عمران مع استمرار المواجهات الميدانية في مختلف الجبهات، وأفادت أنباء أن نحو 20 من مسلحي الحوثي قتلوا وجرحوا في غارة جوية، على نقطة تمركزهم في مدرسة بيت عامر جنوب مدينة عمران، وأكد شهود عيان وصول تعزيزات عسكرية تتضمن عشرات الدبابات من صنعاء إلى قرب جبل ضين الاستراتيجي وانتشارها لمواجهة "الحوثيين".
نزوحا جماعيا لعشرات
نزوحا جماعيا لعشرات الآلاف من السكان هربا من المعارك
وقتل ما لا يقل عن 200 شخص بعد اشتداد المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش اليمني ضد ميليشيات جماعة الحوثي في محافظة عمران شمال اليمن، فيما وصلت تعزيزات عسكرية قادمة من صنعاء، لفك الحصار عن اللواء 310 المتمركز في عاصمة المحافظة، وشهدت المحافظة نزوحا جماعيا لعشرات الآلاف من السكان هربا من المعارك، وأفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، بمقتل 50 جنديًا من الجيش والقبائل المساندة له و150 من مسلحي الحوثي خلال الثلاثة الأيام الماضية من الحرب، ومنذ مطلع الشهر الماضي، دارت معارك عنيفة بين الجيش، والحوثيين، في محافظة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء 50 كلم، وامتدت الحرب لتشمل مناطق محاذية للعاصمة صنعاء في همدان وبني مطر، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وحذرت لجنة الوساطة الرئاسية اليمنية، المكلفة إنهاء النزاع في مدينة عمران، حيث تدور أعنف المعارك بين الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي (أنصار الله)، من "أي تجاوز أو محاولات لاستهداف المدينة أو ترويع أهلها"، معتبرة ذلك "خطاً أحمر لا يمكن السكوت عنه". 
حتفل أنصار الحراك
حتفل أنصار الحراك اليمني الجنوبي
فيما احتفل أنصار الحراك اليمني الجنوبي السلمي، بقيادة العميد ناصر النوبة في  العاصمة صنعاء، بالذكرى السابعة لتأسيس الحراك الذي انطلق في السابع من يوليو 2007، ويعد "النوبة" من مؤسسي الحراك الجنوبي حيث قاد عام 2007 احتجاجات لمئات العسكريين الجنوبيين الذين سرحهم نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح من الخدمة، وشكلت احتجاجات العسكريين تلك انطلاقة الحراك الجنوبي اتسعت رقعتها فيما بعد إلى جميع المحافظات الجنوبية.
وبارك "النوبة" في الاحتفالية مخرجات الحوار الوطني متمنيا أن تكون القيادات الحراكية جميعها قد شاركت في الحوار منذ البداية، ولم يشارك النوبة في الحوار الوطني حيث كان رافضا له منذ البداية ولكنه مؤخرا بدأ بتأييد مخرجاته، كما يعد بعض أعضاء الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني النوبة من الأشخاص الذين يريدون شق صف الشارع الجنوبي. ووجه "النوبة "خلال الاحتفال رسالة للجنوبيين في الداخل والخارج دعاهم إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة للمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 2140 لعام 2014.
يأتي ذلك فيما قتل ستة جنود في هجوم نفذه مسلحون من القاعدة في الجنوب، بحسب مصادر عسكرية وقبلية، وذكر مسؤولو أمن محليون أن متشددي تنظيم القاعدة نفذوا هجمومًا صباح الأحد في وادي ضيقة بمنطقة محفد في محافظة أبين، فقتلوا ستة جنود وأصابوا اثنين، وذكر مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن كمينًا نصبه مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة في جنوب البلاد استهدف مركبة للجيش في ضواحي بلدة المحفد في محافظة أبين الجنوبية التي تعد من أبرز معاقل التنظيم، وقال المصدر نفسه إن "المسلحين اعترضوا المركبة أثناء مرورها في الشارع العام وأطلقوا عليها النيران من أسلحة رشاشة، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متن المركبة وعددهم ستة" وأشار المصدر إلى أن المسلحين استولوا على أسلحة الجنود بعد تصفيتهم.
الجيش اليمني
الجيش اليمني
واصبح الاوضاع في اليمن تنذر بالتقسيم علي أفواه البندقية فحكومة اليمن تكافح لإعادة إرساء الاستقرار في البلد الذي يواجه انتفاضة دموية في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب وتمرداً متزايداً من مقاتلي القاعدة. وتخشى حكومات في الغرب والخليج من انتشار القاعدة في اليمن ومن أن يتيح القتال المستمر في الشمال مجالا للمتشددين لتدبير هجمات على أهداف دولية وفي السعودية المجاورة وهي أكبر بلد مصدر للنفط في العالم. وزادت حدة الطابع الطائفي في الصراع بين الحكومة والحوثيين الذين يطالبون بمزيد من الحقوق للطائفة الشيعية الزيدية في البلد الذي تسكنه أغلبية سنية وأجج ذلك مخاوف من تزايد الاضطرابات.

شارك