غسيل أموال الجهاديين في سوريا بأيد نسائية

الأربعاء 09/يوليو/2014 - 12:43 م
طباعة غسيل أموال الجهاديين
 
مثلت امرأتان أمام محكمة بريطانية؛ لاتهامهما بمحاولة تهريب أموال لمقاتلين إسلاميين في سوريا، حيث كانت إحداهن ضبطت متورطة بتهريب 20 ألف يورو في مطار هيثرو. 
مثلت الفتاتان نوال مسعد وأمل الوهابي أمام المحكمة الجنائية "أولد بيلي" اللندنية لاتهامهما بمحاولة تهريب أموال لإسلاميين يقاتلون في سوريا، لكنهما نفتا التهم الموجهة إليهما. 
تعود الواقعة عندما ألقت بريطانيا القبض على الطالبة الجامعية نوال مسعد"26 عاما" خلال محاولتها السفر من بريطانيا نحو تركيا بتهمة نقل أموال لدعم الإرهابيين في سوريا. 
وتواجه نوال مسعد هذه التهمة بعد العثور بحوزتها على 16 ألف استرليني أي حوالي 20 ألف دولار مخبأة في ملابسها الداخلية حينما كانت تحاول السفر باتجاه تركيا.
وحسب ما أفادت به صحيفة الديلي ميل بأن أمل الوهابي قد وظفت نوال مسعد للقيام بعمليات نقل أموال إلى زوج الوهابي الجهادي في سوريا، ولكن نوال نفت التهمة الموجهة إليها قائلة إنها كانت متجهة إلى مكان في تركيا بعيد جداً عن الحدود التركية السورية، ووصفت نفسها بأنها مسلمة بريطانية تكره الإرهاب، كما نفت أيضاً الوهابي التهمة الموجهة إليها بمحاولة دعمها الإرهاب في سوريا.
وتم إطلاق سراح نوال وأمل بكفالة مالية مشروطة حتى بدء محاكمتهما، والجدير ذكره أن نوال وأمل من أصول مغربية كما ذكرت الديلي ميل.
وحسب تقارير الصحف اللندنية، فإن ممثل الادعاء العام مارك دينيس، قال أمام المحكمة إنه بعد القبض على نوال مسعد وجه إليها سؤالاً عمّا إذا كانت تدرك ما يحدث فأجابت: "نعم أعرف، لكنني مصدومة". 
وأضاف التقرير أن زوج أمل الوهابي الذي يقاتل مع المسلحين في سوريا، واسمه أونيا ديفيس، هو من حرض على تهريب الأموال.
وكان ديفيس قد أطلق على نفسه اسم "حمزة" وعاش لفترة من الوقت في السعودية واليمن، ويبلغ ديفيس 30 عاماً من العمر وهو مولود في لندن من أصول غامبية وكان اعتنق الإسلام قبل ست أو سبع سنوات.
غسيل أموال الجهاديين
وقال المدعي العام: إن ديفيس كان غادر المملكة المتحدة على متن رحلة طيران إلى أمستردام في يوليو 2013 ولم يعد من وقتها، وتقول رسائل بعثها إلى زوجته بأنه قرر البقاء في "أراضي المسلمين".
واستمعت المحكمة إلى إفادة الشرطة حول توقيف نوال مسعد التي كانت أبلغتها أن الأموال المضبوطة كانت لغاية شراء ذهب لوالدتها.
وقالت الشرطة إنها سحبت، أثناء تفتيش مسعد رزمة جميعها من أوراق نقدية من فئة 16.500 يورو من ملابسها الداخلية، وقال ممثل الادعاء: إنها كانت مخبأة في ملابسها الداخلية داخل واق ذكري.
وحسب ما تم عرضه أمام هيئة المحلفين في المحكمة، فإن نوال مسعد طالبة الموارد البشرية في جامعة "لندن متروبوليتان" قامت بمهمة تهريب الأموال لقاء مبلغ ألف يورو من صديقتها أمل الوهابي. 
كما استمعت المحكمة إلى كيفية إجراءات تهريب الأموال من خلال اتصالات هاتفية ورسائل "واتس آب" بين أمل الوهابي وزوجها ديفيس وصديقتها مسعد. 
ونفت الوهابي خلال الإدلاء بإفادتها أمام المحكمة معرفتها بنشاطات زوجها "الإرهابية"، ولكن أشرطة فيديو عرضت خلال مداولات القضية أثبتت زيف إفادتها، حيث تضمن أحد الأشرطة المرسلة من زوجها لها "رسائل دعائية جهادية". 
غسيل أموال الجهاديين
كما كشف أحد الأشرطة المنقولة من هاتفها المحمول عن إرسال الزوج ديفيس في سبتمبر 2013 صورة لما كان أسماه "الفتى الشهيد" وعمره ما بين 10 إلى 13 عاماً وهو يحمل رشاشاً من طراز كلاشينكوف. 
وفي الأخير، استمعت المحكمة أيضاً إلى إفادة تشير إلى أن أمل الوهابي كانت في حيرة بين اللحاق بزوجها الذي كان يعيش على معونة" الضمان الاجتماعي الحكومية أو البقاء بين أصدقائها وعائلتها، ولكن فكرة اللحاق به في أي مكان في العالم اختمرت في ذهنها في ديسمبر 2013 لكنها لم تنفذها. 
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن نوال مسعد تعد أول بريطانية تُتهم بتمويل أعمال إرهابية منذ بدء النزاع في "سوريا"، وتمّ توقيفها مع شريكتها بعد العثور في منزلهما على مبلغ 20 ألف يورو، حُضّر لنقله إلى "إسطنبول".
ومن جانبها أنكرت مسعد اتهامات دعم الجهاديين في سوريا التي وجهتها لها المحكمة، وأكدت أنها لا تمول العمليات الإرهابية.
في السياق ذاته أقر بريطانيان من مدينة برمنجهام  بالذنب في التهم الموجهة اليهما بالمساعدة في الإعداد لارتكاب أعمال إرهابية، بعد أن سافرا إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الجهادية هناك.
واعتقلت وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة "ويست ميدلاندز"، يوسف زبير ساروار، ومحمد ناهين أحمد 22 عاما، عندما عادا إلى لندن في مطار هيثرو قادمين من إسطنبول في يناير هذا العام.
ووجه الادعاء العام لهما تهمة الاشتراك في الإعداد لعمليات إرهابية، بعد أن أمضيا ثمانية أشهر في سوريا بجانب الجهاديين هناك.
غسيل أموال الجهاديين
وكان من المقرر أن تستمر المحاكمة، التي عقدت في محكمة وولويتش كراون ثلاثة أسابيع، إلا أن الشابين، صديقي الطفولة، أقرا بذنبيهما، وكذب ساروار، وأحمد على أسرتيهما، حيث قالا لهما إنهما في تركيا لقضاء عطلة.
ونشرت الشرطة البريطانية صورا للشابين وهما يحملان بنادق آلية خلال وجودهما في سوريا.
وقال القاضي توبولوسكي إنه لن يصدر الحكم على الشابين حتى تصدر محكمة الاستئناف قرارها في قضية مشابهة في وقت لاحق هذا الصيف. 
وكان القاضي قد أعلن في المحكمة في وقت سابق اليوم أنه مستعد لتخفيف الحكم إذا أقر المتهمان بالذنب، واصفا القضية "بالخطيرة".
في أواخر العام الماضي، كشف مسئول أوروبي أن الغرب أعد خطة عمل لمراقبة تنقّل الأموال في دول خليجية لمنع تمويل "الجهاديين" في سوريا، مشيرا إلى أن هذا التمويل يأتي من أفراد ولا علاقة للحكومات به.
وقال المسئول: "إن الأمر ينطبق على دول عربية، وخصوصاً تلك التي اتهمت بين الأوساط الدولية بدعم الجهاد العالمي كالكويت والإمارات، فنحن على علم تام أن هناك بعض الأفراد في الشرق الأوسط ينشطون في جمع الدعم اللازم للمتطرفين في سوريا دون أن يكون لدولهم أي قرار في هذا الشأن".
غسيل أموال الجهاديين
وأضاف: نعلم علم اليقين أن هذه الدول- دول الشرق- تجد صعوبة في إيجاد توازن معيّن بين المذاهب لديها وبين مصالحها مع الغرب والمتشددين على أرضها الذين يدعمون "الجهاد" العالمي؛ لذلك وُضعت خطة عمل للمراقبة على تنقّل الأموال وعلى المصارف في الشرق الأوسط، وتم تشديد الإجراءات لمنع تمويل "الجهاد"، وقد أعربت دول الشرق الأوسط عن استعدادها التام للتعاون المصرفي المرتبط بمكافحة الإرهاب ومنع وصول التحويلات المصرفية للإرهابيين.
غير أن الكويت، سعت إلى وقف تمويل الإرهاب من قبل جماعات أصولية، فأحالت الحكومة لمجلس الأمة في مرسوم رقم 328 لسنة 2009 مشروع قانون لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وكانت صحيفة الاندبندنت البريطانية، كشفت عن برقية سرية بعثت بها وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عن تمويل الإرهاب إلى سفارات الولايات المتحدة، تفيد بأن السعودية تعد أكثر المصادر أهمية في تمويل الإرهاب.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "أصدقاؤنا السعوديون يمولون القتل الجماعي في الشرق الأوسط": إنه بالرغم من التصميم المفترض من الولايات المتحدة وحلفائها لخوض الحرب على الإرهاب فإنهم قاوموا بشدة في ما يتعلق بالضغط على السعودية وأنظمة الحكم الملكية في الخليج لوقف تمويل الجهاديين.

عدد المقاتلين في سوريا

عدد المقاتلين في
كشفت دراسة أكاديمية نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، في وقت سابق أن هناك نحو 11 ألف مقاتل أجنبي يشاركون بالجهاد في سوريا، من بينهم حوالي 2800 من أوروبا أو الغرب.
قام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بنشر دراسة حول المقاتلين الأجانب في سوريا، أفادت بأن عدد  هؤلاء المقاتلين الذين دخلوا سوريا منذ بداية الحرب يفوق بمستويات عدة أولئك الذين اتجهوا إلى العراق وأفغانستان، مشيرا إلى أن شبكات تجنيد المقاتلين في سوريا تستفيد من تجارب سابقة في العراق وأفغانستان.
وأضاف مقارنة مع أبرز عمليتي تجنيد لمقاتلين أجانب حصلتا في التاريخ الحديث، نجد أن المقاتلين الذين اتجهوا إلى أفغانستان خلال 13 عاما، أي بين عامي 79 إلى 92، لم يتجاوز خمسة آلاف شخص، وإلى العراق بين عامي 2003 إلى 2007 بلغ أربعة آلاف شخص.
حذّر مسئول أمني بريطاني سابق من أن مئات المتطرفين الإسلاميين البريطانيين عادوا إلى المملكة المتحدة من سوريا والعراق لشن هجمات ارهابية، وأقر بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية تواجه صعوبة في محاولة تتبعهم.
وقالت صحيفة "اندبندنت أون صنداي": إن ريتشارد باريت، الرئيس السابق لعمليات مكافحة الإرهاب بجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) قدّر بأن عدد الجهاديين البريطانيين الذين عادوا إلى المملكة المتحدة ربما يصل إلى 300 شخص.
ونسبت الصحيفة إلى المسئول الأمني البريطاني السابق قوله في تقرير شارك في إعداده: إن الحرب في سوريا أصبحت حاضنة لجيل جديد من الإرهابيين، وسافر إلى هناك أكثر من 12 ألف مقاتل أجنبي منذ اندلاع القتال فيها عام 2011، وهو أكبر من عدد المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا إلى أفغانستان الجهاد ضد الاحتلال السوفيتي الذي استمر 10 سنوات.
وأشار باريت إلى "أن واحداً من كل 4 مقاتلين أجانب في سوريا هو من الغرب، وهناك مقاتلون ينتمون إلى أكثر من 80 دولة يشاركون في القتال هناك، وفي ظاهرة عالمية لم تكن معروفة من قبل".
وأضاف أن واحدا من كل 9 مقاتلين أجانب يمكن أن يصبح ارهابياً محلياً في حال تم تطبيق هذه النسبة على التقديرات الحالية لعدد المقاتلين الأجانب في سورية، حيث سينتج الصراع فيها أكثر من 1300 إرهابي، من بينهم المئات من البريطانيين.
وكان قد بث مقاتلون "جهاديون" بريطانيون في سوريا شريط فيديو على موقع "يوتيوب"، يطلبون فيه من العائلات البريطانية مدّهم بالمال، لمساعدتهم على مواصلة القتال هناك.
وذكرت صحيفة "ديلي ستار"، أن "الجهاديين" انتقدوا المسلمين في بلادهم لعدم توفير الأموال لدعم المئات من المقاتلين البريطانيين في سوريا، وحثّوا الناس على مساعدة عائلات نحو 20 بريطانياً قُتلوا في الصراع الدائر بسوريا.
وأشارت "ديلي ستار" إلى أن الجهاديين البريطانيين ضد نظام الرئيس بشار الأسد، انتقدوا المسلمين البريطانيين على ما اعتبروه "تفضيلهم إنفاق المال في مطاعم ناندو أو لشراء البلاي ستيشن، على دعم الجهاديين بالمال".
وفي سياق آخر، ذكرت هيئة حماية الدستور في ألمانيا "الاستخبارات الداخلية" أن ما يزيد عن 20 إسلامياً ألمانيا قتلوا في الحرب الدائرة في سوريا.
وقال هانز جورج ماسن "رئيس الهيئة": إن "الجزء الأكبر من الجهاديين الألمان في سوريا ينحدرون من التيار السلفي المتشدد" الذي زاد عدد أنصاره في ألمانيا إلى أكثر من ستة آلاف شخص.
وأضاف ماسن: "نحن نعرف أن بعض الإسلاميين التحقوا بمعسكرات تدريب وأصبح لديهم استعداد للعنف وربما اكتسبوا خبرة في القتل، وهذا يشكل خطراً بالنسبة لبلادنا".
وأحصت بلجيكا منذ 2012 مشاركة نحو 300 من مواطنيها في القتال في سوريا بينهم 50 عادوا و20 قتلوا، بحسب أرقام وزارة الداخلية.

شارك