إطلالة على العدد التاسع والعشرين من مجلة "البوابة"
الإثنين 22/يونيو/2015 - 01:12 م
طباعة
صدر اليوم الاثنين 22 يونيو 2015 العدد التاسع والعشرون من مجلة "البوابة" الأسبوعية التي حمل عنوانها الرئيسي "نجيب ساويرس الرجل الذي فقد ظله"، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز.!
وقال د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان: " نجيب ساويرس الرجل الذي فقد ظله": كنت قد قررت منذ بدأتُ العمل في المساحة المتشابكة بين الصحافة والسياسة ألا أدخل في معارك شخصية مهما زاد الهجوم عليّ بسبب مواقفي أو أفكاري أو آرائي... كنت أرى المعارك من أجل الوطن أولى، وتكسير عظام أعداء مصر أوجب، ومواجهة المخاطر من أجل مستقبل بلدي أوقع وأنفع أقول ذلك لأن البعض يمكن أن يستشعر مما سأقوله هنا أنني أخوض معركة شخصية، أدافع فيها عن نفسي، أو أدفع خلالها عن سمعتي المهنية، فلا أنا مدان بشيء، ولا على رأسي بطحة لأتحسسها... فأنا أعيش في النور... وأسعى إلى وطن يسوده الحب والحرية والكرامة والتسامح والرضا.
وتابع: "عرفت نجيب ساويرس في أبريل عام 2008، قبلها كانت علاقتي به محدودة، رجل أعمال يبدى إعجابه بين الحين والآخر بما أكتبه وبالمعارك التي أخوضها ضد الجماعات الإرهابية، لم أره ولم ألتق به ولم أجلس معه، إلا بعد أن ذهبت إليه مع صديقي اللواء رءوف المناوي "رحمة الله عليه" مساعد وزير الداخلية الأسبق لشئون الإعلام والعلاقات العامة، كان المناوي يرتبط بموعد مع نجيب، وقال لي إنه يريد أن يراك في هذه المقابلة طرحت على نجيب فكرة تأسيس جبهة ليبرالية تقوم على مواجهة التيارات الإسلامية وخطتها في السيطرة على المجتمع، وقلت له إن الإسلاميين يعملون من خلال تنظيم محكم ومؤثر، وخطاب ديني عاطفي يمس الناس ويؤثر في مشاعرهم، ومساعدات عينية يتحركون بها على الأرض، فيضمنون ولاء الناس لهم قلت له لماذا لا يجتمع المثقفون المصريون من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية في إطار واحد، إطار ثقافي واجتماعي يكون له بعد ذلك شكله القانوني، يقدم لمصر نسقًا ثقافيًّا مغايرًا وخطابًا قريبًا من الناس، وخطة اجتماعية تقدم حلولا للمشاكل التي تحاول الجماعات المتطرفة أن تقدم حلولاً لها، على أن يكون لهذا الكيان أداة إعلامية تربط اسم المؤسسة بخدماتها، حتى لا تكون المؤسسة معلقة في الفراغ.
وأوضح: "رحب نجيب ساويرس جدًّا بالفكرة، وبدأنا التنفيذ من خلال طرح لمجموعة أسماء تمثل الأطياف السياسية والفكرية في مصر كلها، والتي يمكن أن تشارك في هذه المؤسسة، وعقدتُ أول اجتماع للكيان المقترح في منزلي على دعوة عشاء، وكان على رأس المدعوين نجيب ساويرس وتابعت الصحف وقتها أخبار الكيان الجديد، حيث أشارت إلى عكوف مجموعة تضم عددًا من المفكرين والسياسيين ورجال الأعمال وأهل الفن على وضع برنامج لـ"جبهة ليبرالية جديدة"... هدفها الرئيسي مواجهة المد الأصولي والأفكار الرجعية والمتشددة في المجتمع، وكانت الصحف وقتها (مايو 2008) تحرص على أن تضع نجيب ساويرس في مقدمة الأسماء التي ضمتها الجبهة، والتي كان من بينها المفكر الأستاذ السيد ياسين، والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين وقتها، والسيناريست المرحوم أسامة أنور عكاشة، واللواء رءوف المناوي، والفنان محمد نوح، والسيناريست وحيد حامد... وآخرون وفي اليوم الذي اجتمع فيه أعضاء الكيان الجديد في بيتي، فتحنا النقاش وقدمنا ورقة عمل، وتم الاتفاق على أن نختار اثنين يسيران العمل لحين عقد اجتماع نعلن فيه مجلس أمناء، ونعد بيانًا نعرضه بعد ذلك على الجمعية العمومية، وكان الاثنان اللذان يقومان بهذه المهمة هما المفكر الكبير الأستاذ السيد ياسين وأنا وكتبنا البيان بالفعل، وعقدنا الاجتماع الثاني للكيان الجديد في نادي جاردن سيتي، المملوك لسميح ساويرس شقيق نجيب، واخترنا مجلس الأمناء من ثماني شخصيات، لم يكن ساويرس من بينهم، وبدأنا رحلة البحث عن مقرات للكيان الجديد، وكلفنا مجموعة من الباحثين لرصد جمعيات الإخوان التي تعمل على الأرض، وأهم المواقع التي يؤثرون فيها، تمهيدا لوضع خطط المواجهة على الأرض وتجمعت لدينا معلومات كثيرة، وإحصائيات بلا حصر عن نشاط الإخوان والجماعات المتطرفة، وبدأنا العمل، وفجأة اتصل بي نجيب ساويرس، يريد أن يلتقي بي بمفردي، في مكان بعيد عن مكاتبنا حتى لا يتم رصد ما يقول، وعندما جلست إليه، فوجئت به يقول لي: أنت تعرف أنى لا أفعل أي شيء دون أن أعود إلى الأجهزة الأمنية، وقد زرت وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي في مكتبه بالأمس، وأخذت رأيه في الفكرة التي نحن بصددها، وأهدافها، فقال لي: لا تتدخل في ذلك ولا علاقة لك بهذا الأمر، ووجودك في وسط هذه المجموعة، سوف يضر بك وبمصالحك.
وكانت مفاجأة لي أن يتحدث رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس الذي يحرص أن يقدم نفسه بمظهر الشجاع الذي لا يأبه بشيء من أجل الوطن، كفأر مذعور، يستأذن أجهزة الأمن قبل أن يقدم على أي شيء لم تكن هذه هي المفاجأة الوحيدة، كان ما قاله حبيب العادلي لنجيب ساويرس مخيفًا، قال له: لو استمريت في العمل مع أعضاء هذا التيار سوف "أعبطك".
كنت أرى فيما قاله حبيب العادلي إهانة بالغة لنجيب ساويرس، لكنه ابتلع الإهانة واستجاب لها ولأصاحبها، وقال لي: لا أريد أن أسمع منك شيئا عن هذا الموضوع ثانية، ولا تحدثني فيه، ولا أريد أن أرى أحدًا من المجموعة لمدة ستة أشهر قادمة على الأقل وحاولت تهدئته وأخبرته أنه من الممكن توصيل الأمر برمته للرئيس مبارك أو اللواء عمر سليمان، فنحن نقوم بعمل شريف لصالح هذا البلد، لكنه أصر على موقفه، وكان خوفه من كلمات حبيب العادلي باديا بطريقة تستدعي الشفقة ولم يكن نجيب ساويرس يعرف أن الفكرة التي عملنا عليها كنت قد عرضتها من قبل على رموز الحزب الوطني المهندس أحمد عز، والدكتور علي الدين هلال، قلت لهم أن الإخوان سينتصرون في بضع سنين إن لم تقفوا أمامهم في الشارع، ولما عرض أحمد عز عليَّ أن أنضم إلى الحزب الوطني كشرط لتنفيذ الفكرة، رفضت وقلت له: أنا عضو لجنة مركزية في حزب التجمع منذ عشرين عاما، ولا يمكن أن أنضم للحزب الوطني تحت أي ظرف من الظروف، أنا أقدم فكرة لمصر وللمجتمع، ولا أقدمها للحزب الوطني.
يومها قال لي أحمد عز كلمته الشهيرة: نحن لا نسعى لزواج عرفي ولا نحبه، هنا الزواج على سنة الله ورسوله، فقلت له: لا أريد زواجكم لا عرفي ولا رسمي، وهو الأمر الذي دعاني لعرض الأمر على نجيب لعلي أجد مخرجًا للفكرة التي كانت ستصنع لمصر خلال ثلاث سنوات فقط، سدًّا منيعًا في مواجهة الإخوان ومخططاتهم، لكن الله سبحانه وتعالى كان له رأي آخر.
واستعرض رئيس التحرير مواقف نجيب ساويرس التي جاءت بعد ثورة 25 يناير وركب موجتها، وسرعان ورفعه شعار الإخوان الشهير، يسقط حكم العسكر، وفعل ذلك من خلال قناته الأون تي في التي قادت حربا عنيفة ضد المجلس العسكري، وفعل ذلك مباشرة من خلال حواراته ولقاءاته التي كان يستأسد فيها على الجيش والمجلس العسكري، كان يريد تركيع مصر للأمريكان بأي شكل وصورة، كان كل ما يفعله يصب في خانة تعجيز المسئولين عن إدارة أمور البلاد، حتى يلجئوا للأمريكان في نهاية المطاف، وقد لعب دورًا كبيرًا في ذلك إلى جوار محمد البرادعي، الذي لم يكن بعيدا أبدا عن مخططات ساويرس ولقد وقف نجيب ساويرس إلى جوار نشطاء السبوبة؛ لأنه كان يمولهم، وصل ما دفعه لهم في عام واحد 10 ملايين دولار، ثم إن خوفه الأكبر كان من التسجيلات التي رصدت مكالمات صديقه محمد البرادعي والأمريكان، والتي ذكر فيها اسم نجيب ساويرس أكثر من مرة في سياق حديثه عن محاولة تركيع مصر وإخضاعها للأمريكان.
واختتم مقاله بتساؤل هام قائلا: "سؤالنا لحوارييه: لماذا يسعى الملياردير نجيب ساويرس لشراء نصف البرلمان القادم، من خلال خلط واضح وفاضح بين المال والسياسة؟ ولماذا رفضتم ذلك من قبل عند أحمد عز وخيرت الشاطر وقبلتموه الآن مع نجيب ساويرس، فهل من مجيب؟!".
محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي
وتناول الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي في مقال له تحت عنوان: "المال السياسي في الإسلام" قال فيه إنه بالرغم من حالة الزهد الشديدة التي كان يعيش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لم يكن يمانع إطلاقا في أن يكون لأصحابه ثروات طائلة، وإذا جاز التعبير فيمكننا أن نقول إنه كان هناك مليونيرات حول الرسول.
وتابع: ولو لم يكن مال السيدة خديجة موجود لما استطاع النبي أن يتفرغ لعبادته، ولما استطاع أن يصمد أمام حالة المقاطعة التي أعلنتها قريش ضد بني هاشم.
وحمل الملف الرئيسي للمجلة عنوان "النص الكامل للمناظرة التي قتلت فرج فودة"، بالإضافة إلى العديد من التقارير والأخبار، منها: القبض على مذيع الجزيرة.... ونجيب ساويرس الرجل الذي فقد ظله.. "الكبير" بدون "هدية" في رمضان.. مجلس الوزراء يدرس طرح رخص جديدة للأسمنت.. هشام عوف: تهمة "ازدراء الأديان" مطاطة.. ونطالب بتعديل بنود "كامب ديفيد".. 11 مليون فلاح تحت مظلة "التأمين الصحي".. "شكر الله" ترفض مبادرة "وقف الانتخابات الداخلية".