أثار تقرير الأمم المتحدة  بشأن ما حدث في غزة مؤخرًا كثيرًا من الجدل والانتقادات الواسعة من قبل اسرائيل، بعد أن أشار التقرير إلى ارتكاب إسرائيل وفلسطينيين جرائم حرب في قطاع غزة، وتوفر معلومات تؤكد ارتكاب جرائم ترتقي إلى جرائم الحرب، مع مقتل العديد من العائلات في قطاع غزة، في الوقت الذى عبرت فيه حركة حماس عن ترحيبها بما ورد في التقرير وإدانة اسرائيل.

وأكد التقرير أن الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ستمتد آثاره لسنين طويلة، ويدين التقرير إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ على بلدات إسرائيلية.

كما شدد التقرير الذي صدر بعد تحقيق دام عاما طالب المحققون إسرائيل بتقديم تفاصيل عن "قرارات الاستهداف" حتى يتسن إجراء تقييم مستقل لهجماتها على قطاع غزة التي قتل فيها 1462 مدنيا ودمرت آلاف المنازل، وأدان المحققون المستقلون الإعدامات التي نفذتها جماعات فلسطينية "لمتواطئين" مزعومين وقالوا إن ذلك يشكل جرائم حرب.

كما نوه التقرير إلى أن اللجنة تمكنت من جمع معلومات جوهرية تشير إلى ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي والقوانين الدولية لحقوق الإنسان من جماعات مسلحة فلسطينية، وفي بعض الحالات قد تصل هذه الانتهاكات الى جرائم حرب".

وقالت رئيسة لجنة التحقيق الأممية ماري مكفاون ديفيز إن أطراف النزاع في الحرب على قطاع غزة فشلوا في إجراء تحقيق نزيه وتقديم المسؤولين إلى العدالة، وتم رصد مقتل 551 طفلا فلسطينيا في غزة خلال الحرب الأخيرة.

من جانبه قال الخبير السنغالي في لجنة التحقيق الأممية، دودو دين إن القيادة في الحرب لم تتخذ خطوات لحماية المدنيين، مشيرا إلى أن التقرير سيناقش في مجلس حقوق الإنسان بشكل مفصل مع منح الأطراف فرصة للاطلاع على تفاصيله.

من جانبها انتقدت إسرائيل نتائج التقرير وأكدت وزارة الخارجية أن الجيش الإسرائيلي تصرف وفق أعلى المعايير الدولية دفاعا عن النفس أمام الهجمات، وأشارت الوزارة إلى أن نتائج التحقيق لا تفرق بين سلوك إسرائيل الأخلاقي وتصرفات المنظمات الفلسطينية التي واجهتها خلال الحرب.

بينما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات إن دولة فلسطين ستدرس جهود ونصائح اللجنة الأممية، داعيا المجتمع الدولي لتذكر أن الطريق الحقيقي لإحلال السلام يأتي عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ووقف الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

من ناحية أخرى قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ترحيب الحركة بإدانة تقرير الأمم المتحدة لإسرائيل في عدوانه الأخير على غزة وارتكابه جرائم حرب، بينما رفض القيادي في حركة حماس غازي الحمد الاتهامات التي وجهها تقرير لجنة التحقيق للحركة، وقال إن حماس استهدفت في الهجمات الصاروخية مواقع عسكرية اسرائيلية وليس مدنيين، معتبرا أن التقرير يخطئ في المقارنة بين الضحايا والقتلة.

ويرى خبراء وشهود عيان  أن الحرب استمرت 50 يوما بين إسرائيل ومقاتلين من غزة، وقتل فيها 2100 مدني فلسطيني وعدد من مقاتلي حركة حماس والفصائل الفلسطينية. وقالت إسرائيل إن 67 جنديا من قواتها وستة مدنين قتلوا في تلك الحرب، وتسببت الضربات الجوية والقصف الإسرائيليين لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس في تدمير واسع النطاق للمنازل والمدارس، كما  أطلق مسلحون من غزة آلاف الصواريخ وقذائف المورتر على أهداف داخل الخط الأخضر.