خطط تركية للتوغل شمال سورية ومنع كيان كردي / «تعبئة» للجيش التونسي وتشدد مع تمويل الجمعيات / قتيلان إيرانيان في الهجوم على مسجد الكويت
الأحد 28/يونيو/2015 - 11:19 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الأحد الموافق 28/ 6/ 2015
الكويت تتعهد مواجهة بلا هوادة وتونس تغلق عشرات المساجد
عاشت الكويت أمس يوم حداد شامل مع أجواء استنفار أمني واسع بعد الهجوم الانتحاري الذي تبنته «داعش»، وطاول مسجد «الصادق» وقت صلاة الجمعة، وأدى إلى سقوط ٢٧ قتيلاً و٢٢٧ جريحاً وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة. وأمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بتجهيز طائرة خاصة لنقل جثامين ضحايا الاعتداء إلى مدينة النجف في العراق، لتُدفن هناك وفق التقاليد الشيعية، إذا رغب ذووهم.
وأعلن مجلس الوزراء الكويتي «مواجهة شاملة بلا هوادة مع الإرهابيين، دعاة التكفير والضلال». وأكد تنظيم «داعش» مسئوليته عن الهجوم الانتحاري، مشيراً إلى أن منفّذه يدعى أبو سليمان. وشهدت العاصمة الكويتية تشييعاً حاشداً لجثامين الضحايا أمس (للمزيد).
في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية أن أجهزتها تمكنت من العثور على السيارة التي أقلّت مُنفّذ الهجوم إلى مسجد الإمام الصادق، واعتقال مالكها، وهي يابانية الصنع فيما البحث مستمر عن السائق الذي فرّ بها عقب التفجير. ولم تكشف الوزارة هوية الإرهابي الانتحاري أو مالك السيارة، في حين نشرت مواقع إلكترونية إخبارية كويتية معلومات عن عمليات دهم واسعة في مناطق جنوب العاصمة وغربها بحثاً عن مشبوهين.
وجاء في بيان للحكومة بعد اجتماعها أمس، أن وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد قدّم تقريراً عن الحادث «عرض فيه تفاصيل الانفجار ومجرياته والإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية لكشف ملابساته، وتحديد مرتكبيه والمشاركين فيه والمحرّضين عليه». وأكد أن «جميع رجال وزارة الداخلية وكل الأجهزة الأمنية مستنفرون للذود عن أمن البلاد وتأمين جبهتها الداخلية». كما «عرض الإجراءات الاحترازية الفورية التي اتخذتها وزارة الداخلية بالتنسيق مع الجهات المعنية لحماية دور العبادة والمساجد».
وشدد مجلس الوزراء الكويتي على أن «الإرهاب الأسود الذي لا وطن ولا دين له لن ينال من وحدة الشعب وعزيمته، ولن يمسّ ثوابت هذا المجتمع أو وحدته الوطنية، وستظل الكويت واحة أمن وأمان لجميع المقيمين على أرضها».
وأكد «اتخاذ كل ما من شأنه اجتثاث هذه الآفة وإعلان المواجهة الشاملة بلا هوادة مع هؤلاء الإرهابيين دعاة التكفير والضلال»، وأنه «لن يقبل أبداً تهديد أمن الكويت وإرهاب أهلها وتعطيل مسيرتها» و«لن يسمح لبذور الفتنة بأن تنمو في أرضنا الطيبة أو بتضليل الشباب المخلصين، بالأوهام والافتراءات، ولن يتهاون إزاء الانحرافات المهلكة والتجاوزات المدمرة تحت أي مبرر».
ووجّه الأجهزة الأمنية لتضرب «بكل قوة وحزم مَنْ تُسوِّل له نفسه محاولة المس بأمن الوطن وسلامة المواطنين والمقيمين».
وشهدت الكويت أمس وليل الجمعة أجواء استنفار شامل، وانتشرت حواجز حواجز أمنية وأوقف كثير من النشاطات الرسمية والأهلية، وانحسرت حركة السير على الطرق خلافاً للعادة في ليالي رمضان. كما خلت المجمّعات التجارية والأسواق من كثيرين من الرواد مع انتشار إشاعات شعبياً حول تطورات أمنية وأخطار لا تؤكدها الجهات الرسمية. وأرجأت جامعة الكويت اختبارات الفصل الصيفي لثلاثة أيام، في حين شدّدت وزارة الأوقاف على وقف أي خطيب يثير النعرات الطائفية في المساجد أو عبر وسائل الإعلام.
«تعبئة» للجيش التونسي وتشدد مع تمويل الجمعيات
غداة الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في تاريخها، قررت تونس أمس، إغلاق 80 مسجداً بسبب تحريضها على العنف، فيما تبنى تنظيم «داعش» الهجوم الذي استهدف أول من أمس، أحد فنادق منطقة سوسة السياحية، وأدى إلى مقتل 39 شخصاً، معظمهم بريطانيون. وارتكب المجزرة طالب تونسي ملقّب بـ «أبو يحيى القيرواني» بواسطة رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه تحت مظلة، موجهاً ضربة موجعة إلى القطاع السياحي التونسي.
وأعلن رئيس الوزراء الحبيب الصيد إغلاق 80 مسجداً «بُنيت من دون تراخيص قانونية وتُبَث فيها السموم للحض على الإرهاب»، مشيراً إلى فتح تحقيق في الهجوم. وقال في مؤتمر صحافي عقده فجر أمس، عقب اجتماع وزاري، إن الحكومة قررت «دعوة جيش الاحتياط لتعزيز الوجود العسكري والأمني في المناطق الحساسة والمواقع التي يهددها خطر إرهابي». ولفت إلى تكثيف حملات الدهم وملاحقة العناصر المشبوهة والخلايا النائمة ضمن إطار احترام القانون.
وشدد الصيد على أن حكومته قررت «إعادة النظر في القانون المنظم للجمعيات، بخاصة تمويلها وإخضاعه للرقابة القانونية للدولة»، لافتاً إلى أن بعض الأموال يأتي أحياناً من جمعيات تساند نشاطات إرهابية. وأضاف أن «كل حزب أو جمعية لا تحترم المبادئ الأساسية للدستور التونسي ستُنبَّه وستُحَل إذا لزم الأمر»، في إشارة إلى «حزب التحرير» الذي يدعو إلى تأسيس دولة الخلافة.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعا أول من أمس، لدى تفقده الفندق الذي شهد مجزرة السياح، إلى مراجعة الترخيص الذي منحته الحكومة إلى «حزب التحرير». وقال أنه «يرفع العلم الأسود ولا يعترف بالدولة التونسية».
إلى ذلك، جاء في بيان على «تويتر» لجماعة «جند الخلافة» التي تنشط في الجزائر وبايعت «داعش»: «انطلق جندي الخلافة الفارس الغيور أبو يحيى القيرواني (اسمه سيف الدين الرزقي) مستهدفاً أوكاراً خبيثة عشعشت فيها الرذيلة والكفر بالله في مدينة سوسة». وأضاف البيان أنه رغم الإجراءات المشددة التي طوقت منطقة القنطاوي السياحية، تمكن الرزقي من الوصول إلى الهدف في فندق «امبريال مرحبا»، و«الله وفّقه للنكاية بالكفار نكايةً عظيمة أردت منهم قريباً من 40 هالكاً ومثلهم من المصابين، معظمهم من رعايا دول التحالف الصليبي التي تحارب دولة الخلافة».
وكان سيف الدين الرزقي، وهو طالب في جامعة القيروان من مواليد عام 1992، قتل 39 سائحاً وجرح عشرات آخرين على الشاطئ قبالة الفندق ثم قتلته الشرطة.
وفي وقت أعلنت السلطات التونسية أن معظم الضحايا بريطانيون، إضافة إلى بلجيكيين وألمان وفرنسيين، طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون من مواطنيه الاستعداد لاحتمال تأكيد «سقوط عدد كبير من البريطانيين بين ضحايا الهجوم الوحشي في تونس». وأعلن مساعد وزير الخارجية البريطاني توبياس ايلوود أمس، أن 15 من مواطنيه قُتلوا في الهجوم، مشيراً إلى أن العدد «قد يرتفع». وأضاف أن المجزرة كانت «أكبر هجوم إرهابي يتعرض له الشعب البريطاني» منذ تفجيرات 7 تموز (يوليو) 2005 في لندن. وغادر آلاف من السياح تونس أمس، على متن طائرات أرسلتها بلدانهم.
خطط تركية للتوغل شمال سورية ومنع كيان كردي
انضم المقاتلون الأكراد إلى القوات النظامية السورية في مواجهة تنظيم «داعش» في الحسكة شرق البلاد، وسط تقدُّم للتنظيم في المدينة وعزلها، بالتزامن مع استعادة الأكراد السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) شمالاً، في وقت تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منع قيام كيان كردي «بأي ثمن»، مع تردُّد أنباء عن خطط عسكرية تركية للتوغل في شمال سورية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بمقتل 18 عنصراً من تنظيم «داعش» في الريفين الجنوبي والغربي لمدينة عين العرب، لافتاً إلى أن مقاتلات التحالف نفّذت أمس «ضربات استهدفت تمركزات ومواقع للتنظيم في مفرق صرين في الريف الجنوبي للمدينة، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية مدعّمة بفصائل مقاتلة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في المنطقة».
وقال ريدور خليل الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية أن ثمانية عناصر من «داعش» فروا شمالاً نحو الحدود التركية بعد تقدم القوات الكردية وسيطرتها على عين العرب، في وقت نسفت «وحدات حماية الشعب» مبنى مدرسة استخدمه «داعش»، وأمكن مشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من الجانب التركي للحدود. ولفت إلى أن «داعش» قتل 200 مدني في المدينة والمناطق المحيطة في الهجوم الذي بدأ الخميس ويعدّ إحدى «أسوأ المذابح» التي ارتكبها التنظيم في سورية.
في شمال شرقي البلاد، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارِضة بأن «داعش» سيطر على مناطق جديدة في مدينة الحسكة «في معارك ضد قوات الأسد والميليشيا الكردية، حيث سيطر على حي غويران في الكامل وتلة غويران المقابلة للجسرين الواصلين بين مركز مدينة الحسكة والحي». وأشارت إلى أن التنظيم قطع طريق إمداد النظام إلى حلب، بعد سيطرته على فرع الأمن الجنائي في الحسكة. وأوضح موقع «كلنا شركاء» المعارض أن «وحدات الحماية» وضعت شروطاً للمشاركة مع قوات النظام ضد «داعش» بينها تسليم مقر «الفوج 123» مع أسلحته.
إلى ذلك، لم يترك أردوغان مجالاً للشك في موقف بلاده من التطورات في شمال سورية، وقال: «مهما كان الثمن، لن نسمح بإقامة دولة كردية، وأتوجه بالحديث هنا خصوصاً إلى الدول الغربية».
وكان أردوغان اتّهم دول التحالف الغربية بـ «زرع الإرهابيين الأكراد» على حدود بلاده مع سورية. كما نفى بشدة الاتهامات الموجهة إلى أنقرة بتقديم دعم لوجيستي لـ «داعش» في معركته ضد الأكراد في عين العرب وتل أبيض.
وسرّبت أوساط عسكرية تركية تفاصيل سجال بين قائد الأركان الجنرال نجدت أوزال ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في الاجتماع الذي تناول تطورات شمال سورية في 18 الشهر الجاري، وكيف أن أوزال رفض خطة لدخول الجيش إلى منطقة جرابلس ومارع من أجل وقف التمدد الكردي، طالباً تعليمات خطية واضحة في هذا الشأن. وحذّر من حرب شاملة في حال تدخل إيران وروسيا لدعم الجيش السوري.
وأوردت صحيفة «حرييت» أن 12 ألف جندي تركي جاهزون للتدخل في سورية لإقامة «منطقة أمنية»، من أجل حماية الحدود التركية من تهديدات المتطرفين.
"الحياة اللندنية"
المتمردون يقصفون خزاناً للنفط وتوقف العمل بميناء «الزيت» بعدن
حريق هائل ومقتل مسئول وإصابة 26 عاملاً ومعارك في أنحاء اليمن
قصفت ميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح، بشكل كثيف مستخدمة صواريخ الكاتيوشا ميناء الزيت بمدينة البريقة بمحافظة عدن، متسببة بمقتل مسئول رفيع في شركة مصافي عدن وإصابة 26 عاملاً في المصفاة والميناء، واندلاع حرائق هائلة في أحد خزانات النفط الخام ووحدات العمل بالميناء، الأمر الذي حتم توقف العمل في الميناء بشكل كامل.
وقال مصدر مسئول في شركة مصافي عدن ل«الخليج»: إن الحصيلة الأولية للقصف أكدت مقتل مدير عمليات مصافي عدن المهندس علي عبد الكريم وإصابة 26 عاملاً آخرين، وأحدث القصف إصابة مباشرة لأحد خزانات النفط الخام البالغ عددها الإجمالي في ميناء الزيت حوالي 40 خزاناً، ووحدتي الضخ رقم 5 والربط وعدد من الأنابيب الرئيسية والفرعية.
وأوضح المصدر أن إقدام ميليشيات الحوثي وصالح، على قصف الميناء جاء بعد قيام مجلس قيادة المقاومة بإدخال سفينة إغاثة تحمل مساعدات مختلفة إلى رصيف الميناء، رغم توجيه الميليشيات إنذاراً وتحذيراً لطاقم السفينة بعدم مواصلة طريقها والرسو في الميناء، ونفى المصدر المعلومات التي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام المحلية عن دخول مقاتلين موالين للمقاومة عدن عن طريق ميناء الزيت.
ويأتي ذلك في إطار استهداف المتمردين للمنشآت الاستراتيجية والمناطق والأحياء السكنية، حيث تعرضت، مدينة التقنية وقبلها مدينة إنماء لقصف بالكاتيوشا والهاون ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين في المدينتين المكتظتين بالسكان والنازحين من المدن المنكوبة بعدن.
وحققت المقاومة في عدن بإسناد من مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تقدماً ملحوظاً بسيطرتها على مواقع مهمة للمتمردين في منطقتي البساتين وجعولة بمديرية دارسعد، وأكدت مصادر في المقاومة ل«الخليج»، ضبط أربعة من عناصر الخلايا النائمة الموالية للحوثي وصالح، ومعهم عربة كاتيوشا كانوا يستخدمونها في أعمال قصف مدينة إنماء بعدن، التي راح ضحيتها أطفال ونساء.
ولفتت المصادر ذاتها، إلى تنفيذ المقاومة، بتنسيق مباشر مع عمليات التحالف العربي، عملية نوعية في منطقتي البساتين وجعولة بمديرية دار سعد، وابتدأت العملية بقصف لمقاتلات التحالف مبنى تتجمع فيه الميليشيات وعتاد عسكري تابع لها، وأسفر القصف عن تدمير دبابتين في البساتين وقُرب شرطة جعولة، ومخزن ذخيرة في بدروم أحد مباني بجعولة أيضاً، وتخلل القصف اندلاع مواجهات مسلحة بين المقاومة والمتمردين انتهت باستيلاء المقاومة على خمسة مبان كانت تتمركز فيها عناصر التمرد بالبساتين وجعولة، وسقط قتلى وجرحى من الجانبين أغلبيتهم من المتمردين.
وأشارت إلى استهداف الطائرات مبنيين في منطقة الفتح ومبنى بالقرب من ميناء عدن بمديرية التواهي، وتجمع في مبنى بمنطقة بئر أحمد بمديرية البريقة، وجميع المواقع المستهدفة كانت تستخدم مراكز وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح، لإدارة حربهم ضد عدن.
اندلعت معارك عنيفة في محافظة تعز وسط اليمن أسفرت عن سقوط قتلى بين مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، في حين واصلت طائرات تحالف «إعادة الأمل» استهدافها لمواقع الحوثيين في البلاد.
وقتل سبعة من مسلحي الحوثي وقوات صالح وأصيب خمسة آخرون في كمين نصبته المقاومة الشعبية قرب مصنع أسمنت البرج غرب تعز، ويقصف الحوثيون بشكل عنيف جبل جرة وأحياء سكنية، وأن اشتباكات عنيفة أيضاً تجري حالياً في منطقة شارع الأربعين.
في المقابل لقي ثلاثة من رجال المقاومة الشعبية حتفهم، بينما أُصيب 26 في معارك عنيفة دارت مع الحوثيين في مدينة تعز، بحسب مصدر طبي، وأوضح المصدر أن ثلاثة من المدنيين أصيبوا في قصف مدفعي على الأحياء السكنية في الروضة ووادي القاضي.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصادر قبلية قولها إن مسلحين هاجموا نقطة تفتيش للحوثيين شمال العاصمة صنعاء بالرشاشات وقذائف صاروخية، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص.
تونس تستدعي قوات الاحتياط وتعتزم إغلاق 80 مسجداً وآلاف السياح يغادرون
15 بريطانياً ضمن قتلى «سوسة»
أعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد استدعاء قوات الاحتياط لحماية المناطق الحيوية والحساسة في البلاد، وجاء هذا الإجراء ضمن سلسلة قرارات تسعى الحكومة التونسية لاتخاذها إثر العملية الإرهابية التي استهدفت منتجعاً سياحياً بمدينة سوسة الساحلية وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسئوليته عن الهجوم، وعرف المسلح باسم مستعار هو «أبو يحيى القيرواني».
وقال الصيد إن الحكومة ستغلق خلال الأسبوع الجاري 80 مسجدا خارج سيطرة الدولة لتحريضها على العنف، وأعلن عن مخطط استثنائي لمزيد من تأمين المواقع السياحية والأثرية.
وأعلن الصيد أن ضحايا الاعتداء الدموي، 39 شخصاً أغلبهم أجانب.
وقال الصيد «أكثرهم إنجليز، وبعضهم ألمان وبلجيكيون وفرنسيون».
وأعلنت وزارة الصحة في آخر حصيلة للهجوم انه أسفر عن «إصابة 39 شخصاً من تونسيين وسياح من جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية وروسية وأكرانية»، وأعلنت تحديد هوية 10 من بين الضحايا، هم ثمانية بريطانيين وبلجيكية وألماني»، لكن وزير بريطاني قال إن عدد القتلي البريطانيين يصل إلى 15 شخصاً.
وفي سياق متصل، أكدت الخارجية الروسية إصابة شابة روسية بجروح، فيما أعلنت السفارة الروسية في تونس فقدان والدتها.
وأعلن رئيس الحكومة انه سيتم رصد مكافآت لكل من يدلي بمعلومات تمكن من إلقاء القبض على عناصر إرهابية، وأفاد أن منفذ الهجوم سيف الدين الرزوقي (23 عاماً) تظاهر بالقدوم للاصطياف في الفندق وكان يخفي سلاحه في مظلة شمسية.
وأضاف أن الشاب يتحدر من مدينة قعفور من ولاية سليانة «شمال غرب» ويدرس في جامعة بولاية القيروان وانه غير معروف لدى أجهزة الأمن.
وكانت القوات التونسية تمكنت من القبض على المنفذ الثاني للهجوم، بمنطقة أكودة، بعد ساعات من فراره من مكان الجريمة، فيما أكد المتحدث باسم الداخلية، محمد علي العروي، في وقت سابق مقتل أحد المهاجمين. إلى ذلك تمكن فريق من الغواصين تابع للحماية المدنية من إخراج جوال الإرهابي الرزوقي، وذكر موقع «حقائق أون لاين» التونسي أن عملية استخراج الهاتف جاءت عقب أن أكد شاهد أنه رأى منفذ الهجوم يجري اتصالاً هاتفيًا من الجوال، ثم ألقاه في البحر قبل الإقدام على إطلاق النار على الموجودين في الفندق.
على صعيد آخر غادر آلاف السياح الأجانب تونس على متن 13 حافلة نحو مطار النفيضة الواقع في منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة تونس للعودة إلى بلدانهم.
وفي بريطانيا، هيأ رئيس الوزراء ديفيد كاميرون شعبه لتحمل الصدمة، وأعلن إثر اجتماع أزمة أمس أن بلاده «يجب أن تستعد لاحتمال سقوط عدد كبير من البريطانيين بين ضحايا الهجوم الوحشي في تونس».
وقال كاميرون في تصريح متلفز «كانوا أشخاصاً أبرياء يمضون إجازات وأن الإرهابيين لن ينتصروا».
الأكراد يطردون «داعش» من عين العرب ومعارك في الحسكة
40 قتيلاً للنظام والموالين له في هجمات ل «التنظيم» بريف حماة
طرد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية أمس، تنظيم «داعش» من مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا التي كان نجح في دخولها والسيطرة على بعض النقاط فيها قبل يومين، وخلّف فيها 170 قتيلاً، فيما ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا في المدينة ومحيطها منذ بدء الهجوم على يد التنظيم إلى 206، في وقت تخوض القوات الكردية والجيش النظامي معارك منفصلة مع التنظيم حول مدينة الحسكة في شمال شرقي البلاد وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي، فيما قُتل 40 من عناصر قوات النظام والموالين له في سلسلة هجمات لتنظيم داعش ضد حواجز في محافظة حماة في وسط سوريا.
وقال المرصد «استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها تنظيم داعش في عين العرب». وتم ذلك «بعد تمكن وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على ثانوية البنين في المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم، عبر تفجيره». وقال الصحفي رودي محمد أمين الموجود في المنطقة الكردية في شمال سوريا عبر الإنترنت إن «الوحدات الكردية فجرت ألغاماً زرعتها في محيط مبنى ثانوية البنين، ثم اقتحمته». وأضاف «تم تنفيذ هذه العملية العسكرية بعد التأكد من أنه لم يبق مدنيون داخل المدرسة»، مضيفاً أن «كامل المدينة عادت تحت سيطرة وحدات حماية الشعب». وأشار المرصد إلى أن «مقاتلي الوحدات وقوات الأسايش (الشرطة الكردية) يقومون بتمشيط المدينة بحثاً عن عناصر قد يكونوا فروا أو اختبأوا». وقال أمين من جهته «هناك العديد من القتلى داخل المدرسة، أعتقد أنهم كلهم قتلوا». وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «ارتفع إلى 206 عدد الشهداء المدنيين في المجزرة التي نفذها تنظيم داعش في مدينة عين العرب (كوباني) ومحيطها، بعد العثور على عشر جثث اليوم في شوارع المدينة». وبين القتلى نساء وأطفال عثر عليهم في المنازل أو في الطرق. وتوقع عبد الرحمن ارتفاع الحصيلة «نظراً لأن مواطنين يفيدون عن استمرار العثور على جثث في شوارع المدينة».
ومن ناحية ثانية، قال المرصد إن الاشتباكات العنيفة لاتزال مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف وتنظيم داعش من طرف آخر، وذلك في أطراف حي النشوة الغربية، وفي منطقة فرع الأمن الجنائي وسط تضارب المعلومات عن الجهة التي تسيطر على منطقة فرع الأمن الجنائي. وذكر المرصد أن فرع الأمن الجنائي قد تعرض لدمار كبير نتيجة تفجير تنظيم (داعش) عربتين مفخختين في المبنى أسفرتا عن مقتل 20 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من بينهم ضابط برتبة عقيد، فيما تدور اشتباكات بين الطرفين قرب السجن المركزي الذي لاتزال قوات النظام تسيطر عليه.
وعلى ذات الصعيد أضاف المرصد أن وحدات حماية الشعب الكردي دخلت في الاشتباكات بمدينة الحسكة ضد تنظيم داعش حيث تشتبك الوحدات الكردية ومقاتلين محليين من المدينة من جهة والتنظيم من جهة قرب الفيلات الحمر عند أطراف حي غويران بجنوب شرق مدينة الحسكة.
وذكر المرصد في بريد إلكتروني «قُتل أربعون عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وأصيب آخرون بجروح إثر هجوم عنيف نفذه عناصر تنظيم داعش على حواجز في منطقة الشيخ هلال قرب طريق أثريا- حماة في ريف حماة الشمالي الشرقي». وأوضح أن التنظيم تمكن من السيطرة على الحواجز لبعض الوقت قبل أن ينسحب منها بعد تلقي القوات النظامية في المنطقة تعزيزات. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «هناك معارك يومية في هذه المنطقة، لكن الحصيلة تقتصر على مقتل جندي أو اثنين».
وفي محافظة درعا قال المرصد إن ما لا يقل عن 11 مدنياً قتلوا أمس وأصيب آخرون بجراح عقب قصف قوات النظام لمنطقة في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن، مشيراً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى، بعضهم في حال خطرة ووجود مفقودين تحت الأنقاض.
سياسيون «إسرائيليون» يطالبون باعتقال المشاركين بأسطول الحرية
طالب سياسيون «إسرائيليون»، أمس، باعتقال المشاركين في قافلة سفن (أسطول الحرية الثالث) الذي يبحر نحو قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه. ووصف رئيس حزب «هناك مستقبل» يئير لابيد في تصريح أدلى به خلال ندوة ثقافية، الناشطين المشاركين بأنهم من مؤيدي «المنظمات الإرهابية» تحت غطاء دعاة حقوق الإنسان. فيما طالب النائب عن حزب «المعسر» عومر بارليف بالتدخل من قبل سلاح البحرية «الإسرائيلية» في حال وصول السفن إلى المياه الإقليمية، واعتبر بأن القافلة البحرية هي بمثابة استفزاز لـ«إسرائيل»، مؤكداً ضرورة عدم القبول به من قبل الحكومة.
يأتي ذلك في ظل تواصل الفعاليات الشعبية الفلسطينية في ميناء غزة لاستقبال الأسطول الذي انطلق من الموانئ الأوروبية، ومن المنتظر أن يصل خلال أيام.
"الخليج الإماراتية"
العبادي يعلن اعتقال مسئول سابق في «البعث»
كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس عن اعتقال المسئول السابق في حزب البعث عبد الباقي السعدون، أحد أبرز المطلوبين الذين لم يتم توقيفهم منذ إسقاط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين في العام 2003. وقال العبادي «أبشركم وأعلن لأول مرة أن جهاز المخابرات تمكن من القبض على المطلوب عبد الباقي السعدون»، وذلك في كلمة ألقاها خلال احتفال لنقابة الصحفيين العراقيين. وأضاف «هذا نصر لقواتنا الأمنية والاستخباراتية في قدرتها للوصول إلى هؤلاء».
وقال العبادي إن انسحاب القوات الأمنية من الرمادي، لم يكن «مخولاً».
وقال: «خسرنا الرمادي في مرحلة من المراحل». وأضاف «الأوامر بالعكس. كانت أن القوات يجب أن تصمد، ولو صمدت، لما خسرنا الرمادي».
قتيلان إيرانيان في الهجوم على مسجد الكويت
أعلنت إيران أمس أن اثنين من ضحايا الهجوم على مسجد الإمام الصادق في الكويت هما إيرانيان.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم «استشهد اثنان من مواطنينا كانا مقيمين في الكويت في الهجوم الإرهابي»، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا».
وقالت إن الأنباء عن مقتل المواطنين الإيرانيين «تستند إلى تقارير تلقيناها، وأكدتها مصادر مسئولة في السفارة الإيرانية» في الكويت. ولم تذكر أفخم ما إذا كانت جثتا القتيلين ستعادان إلى إيران. ونددت المتحدثة بالهجوم الذي أعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عنه.
وصرحت في طهران بأن «هذه الأعمال الإرهابية مخالفة لتعاليم الإسلام». كما دان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاعتداء «الوحشي». وقال ظريف في اتصال هاتفي مع نظيره الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح، إن مثل هذه الأعمال «من أبرز التهديدات التي تواجهها دول المنطقة».
مفاوضات النووي الإيراني تدخل المرحلة الحاسمة
كيري وظريف متفائلان وفرنسا تصر على ثلاثة شروط «لا بد منها»
استؤنف أمس في فيينا الماراثون الدبلوماسي حول الملف النووي الإيراني على وقع إعلان الأمريكيين والإيرانيين أن «عملا شاقا» لا يزال ينتظرهم، فيما كررت فرنسا شروطا لا بد منها لانتزاع اتفاق تاريخي. وكان وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وإيران محمد جواد ظريف أول الواصلين إلى العاصمة النمساوية التي تشهد مفاوضات للخبراء منذ أسابيع قبل أن يباشرا محادثاتهما. وأعلن كيري وظريف أنه «لا يزال أمامنا عمل شاق».
وقال كيري قبيل بداية محادثاته مع ظريف «لا يزال أمامنا عمل شاق وهناك نقاط معقدة جدا، واعتقد أننا جميعا نتطلع إلى بذل الجهود النهائية لمعرفة إمكانية التوصل إلى اتفاق».
وأضاف قبل مغادرة الصحفيين للقاعة «أعتقد أن الجميع يود أن يرى اتفاقا، ولكن علينا ان نعمل حول بعض النقاط المعقدة»، مضيفا أنه «متفائل».
من جهته اعتبر ظريف أن على المفاوضين «العمل بجد لإحراز تقدم .. نحن مصممون على القيام بكل ما في وسعنا لتثمر هذه الجهود. وبطبيعة الحال فهذا يعتمد على القيام بأشياء كثيرة ونحن سنعمل على ذلك».
ودخلت المفاوضات مرحلة حاسمة أمس فيما لم يعد أمام المفاوضين سوى أيام معدودة لتسوية أكثر المسائل صعوبة.
"الاتحاد الإماراتية"
تونس تقود حملة لتجفيف منابع الإسلاميين تستثني النهضة
حكومة الصيد تدرس حل حزب التحرير وتفتح ملف المساجد الخارجة عن سيطرة الدولة والجمعيات الخيرية المورطة بتمويل وتسليح الإرهابيين
أخرج هجوم سوسة، الذي أودى بحياة 39 قتيلا غالبيتهم من السياح، الحكومة التونسية من حالة التردد في مواجهة الإرهاب إلى حملة أشمل لتجفيف المنابع التي تتغذى منها هذه الظاهرة، من مساجد وشبكات دعم وأحزاب.
يأتي هذا في أجواء غضب شعبية تحث على فك الارتباط بين نداء تونس بوصفه حزبا حاكما وبين حركة النهضة، ودعوات إلى إخراجها من الحكومة، ومواجهة التحركات المثيرة للاستغراب التي يقوم بها الرئيس السابق المنصف المرزوقي.
وأعلن رئيس الحكومة التونسية حبيب الصيد مجموعة من الإجراءات التي تؤكد أن بلاده ستوسع من مجال تحركها في مواجهة الإرهاب، وأن الأمر لن يقف مستقبلا عند ردة الفعل والاستنفار الأمني.
وفتح مسلح متشدد الجمعة النار من سلاح كلاشنيكوف على سياح أجانب بأحد الشواطئ في سوسة (شرق)، ليقتل ويجرح العشرات، وهي ضربة زادت من معاناة قطاع السياحة الذي لم يتعاف بعد من مخلفات الهجوم على متحف باردو منذ بضعة أشهر.
وقال الصيد بعد اجتماع لخلية الأزمة التي تضم وزراء الداخلية والدفاع والعدل، وقيادات عسكرية وأمنية عليا، إنه خلال أسبوع سيتم إغلاق 80 مسجدا غير خاضعة لسيطرة الدولة لتحريضها على العنف.
وقضية المساجد الواقعة تحت سيطرة المتشددين هي من مخلفات حكم حركة النهضة وخاصة في فترة الوزير نورالدين الخادمي الذي يتهمه التونسيون بأنه فتح المساجد “لكل من هبّ ودبّ”، وهو ما مكن السلفيين المتشددين وأنصار حركة النهضة من اقتسام السيطرة على مختلف المساجد.
وسارعت النهضة إلى تنظيم تجمعات في الجوامع مساء يوم الجريمة دعت فيها أنصارها إلى “مواجهة الإرهاب” استباقا لما يمكن أن يطلق ضدها من اتهامات من أن حكمها كان مرحلة فتح الباب للسلفيين والمتشددين وإطلاق يدهم في المساجد والتغاضي عن حملاتهم التحريضية.
وكثيرا ما تحدث أئمة تم إجبارهم على النزول من المنابر عن أن السلفيين والنهضة يتقاسمون الأدوار وينسقون عملية التحريض على الخصوم، وعزل الأئمة والمرشدين، وتعويضهم بموالين لهم.
وفي مناخ اقتسام الغنيمة ووضع اليد على كل شيء بعد انتخابات أكتوبر 2011، أصبحت المساجد فضاء للتكفير والتحريض على قتل رجال الأمن والجيش، والحض على الجهاد خاصة في سوريا، وهو ما مكّن السلفيين من استقطاب المئات من الشباب التونسيين، وإقامة معسكرات التدريب في أكثر من مكان دون مراقبة من الدولة، فضلا عن الاستعراضات العسكرية.
ويقول مراقبون إن المطلوب ليس فقط استعادة المساجد التي يرفض السلفيون التسليم فيها، ولكن أيضا، تغيير الأئمة الذين زرعتهم النهضة في مئات المساجد، والذين غيروا خطابهم الآن باتجاه التهدئة بغاية التمويه والسماح بمرور العاصفة، وضرورة الاعتماد على أئمة من خريجي الجامعات ممن لا تدور حولهم شكوك بالولاء لأيّ جهة حزبية.
وهناك مساجد واقعة تحت سيطرة حزب التحرير الذي ما يزال منحه تأشيرة العمل القانوني في فترة حكم النهضة يثير الكثير من النقاش خاصة أنه لا يؤمن بالدولة ولا بقوانينها، ويجاهر بالتحضير لإقامة الخلافة، وهو ما دفع محامين وسياسيين إلى المطالبة بحله ومساءلة الجهات التي منحته الغطاء القانوني والسياسي.
وبدا أن الحكومة التونسية استجابت لهذه الدعوات ولوّحت بحل الحزب دون أن تسميه بالاسم، وهو ما أشار إليه رئيس الحكومة التونسية خلال الإجراءات المخصصة لمواجهة الإرهاب حين أعلن أنه “سيتم اتخاذ إجراءات ضد كل الأحزاب والجمعيات المخالفة للقانون إضافة إلى مراجعة المرسوم المنظم لقانون الجمعيات ومراقبة تمويلها”.
وإذا كان قرار حل حزب التحرير وأحزاب إسلامية صغيرة أمرا شبه مؤكد، فإن حرب تونس على الجمعيات الخيرية ستكون صعبة وقد تأخذ وقتا طويلا.
وكشفت الحرب التي تقودها قوات الأمن على الإرهاب الغطاء عن دور عدد كبير من الجمعيات في إسناد الإرهابيين سواء لكونها غطاء يتخفّون وراءه ويستقطبون به الشباب من الفئات الفقيرة، أو من خلال التمويل السخي للإرهابيين.
وطوال ثلاث سنوات من حكم حركة النهضة وحليفيها المؤتمر والتكتل سكتت الحكومة عن أنشطة الجمعيات الخيرية التي توسّعت لتشمل مجالات حيوية مثل الإعلام والتعليم ورياض الأطفال ودور الأيتام ودون أيّ رقابة من أيّ جهة حكومية.
وقال محللون وسياسيون إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التونسية ستظل منقوصة طالما لم تتم مساءلة قانونية وسياسية لحركة النهضة عن دورها في توفير الأجواء التي سمحت للمجموعات المتشددة بالتحرك بحرية للاستقطاب والتدريب.
وطالب معارضون بمحاكمة “بعض قيادات النهضة” لوجود شكوك حول دورهم في تسهيل عمليات متشددين خاصة في اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البرأهمي.
وتوسعت هذه الدعوات إلى مطالبة الحكومة بالتحرك القوي ضد ما يقوم به شريك النهضة الرئيس السابق المنصف المرزوقي من تحركات من شأنها أن تضعف قدرة الدولة على مواجهة المجموعات المتشددة.
وردد خصوم للمرزوقي بأن التحركات الاحتجاجية، التي قادها “حراك شعب المواطنين” الذي أسسه الرئيس السابق، والتي استنفدت الجهود الأمنية، استفاد منها الإرهابيون في تنقلاتهم من ليبيا إلى تونس، وخاصة في تهريب الأسلحة.
وهو الأمر الذي حدا بالرئيس الحالي الباجي قائد السبسي، وفي أول رد له على هجوم الجمعة إلى تحميل حملة “وينو البترول” (التي يقودها أنصار المرزوقي) مسئولية ما يجري، في إشارة إلى أنها أربكت جهود الأمن وشتت تحركاته.
الكويت تعزز الإجراءات حول المنشآت الحيوية
الأمن يلقي القبض على عدد من الأشخاص يشتبه بمساعدتهم منفذ الهجوم الانتحاري على مسجد الإمام الصادق وسط مدينة الكويت
كثفت السلطات الأمنية في الكويت من إجراءاتها الاحترازية لتشمل مختلف المؤسسات الحيوية، وذلك تحسبا لهجوم جديد قد لا يستهدف المساجد الشيعية مرة أخرى مثلما حدث في السعودية.
ورغم أن تنظيم داعش تبنى الهجوم الذي خلف 26 قتيلا وأكثر من 200 جريح، فإن المسئولين الكويتيين مازالوا يبحثون عن دوافع التفجير وهل أن هناك خيطا رابطا بينه وبين هجومي السعودية، وهل ثمة خطة ما للانتقام من دول مجلس التعاون الخليجي بسبب مواقفها الأخيرة، كما أشارت إلى ذلك تحاليل مختلفة.
وأعلنت الكويت السبت تعزيز إجراءاتها الأمنية حول المنشآت النفطية، وقال المتحدث باسم شركة النفط الحكومية الكويتية الشيخ طلال الخالد الصباح أن “مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة قامت برفع الإجراءات الأمنية إلى الحالة القصوى على خلفية التفجير الإرهابي” الجمعة.
وتابع أن “جميع المصافي والحقول وكافة مواقع العمليات الخاصة بالقطاع النفطي قد فرضت عليها إجراءات مشددة للحفاظ على سير العمليات كما هو معتاد دون أن تتأثر بالعمليات الإرهابية التي تهدد البلاد”.
وكانت السلطات قامت بتعزيز الأمن في المنشآت النفطية بعد بدء حملة الغارات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن والتي تشارك فيها الكويت.
ويميل محللون كويتيون إلى الربط بين حدوث التفجير ودعم الكويت لعاصفة الحزم، وأن الهدف منه إثارة العداء بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية.
وبقيت الكويت بمنأى عن العنف واسع النطاق في العراق وعن هجمات استهدفت مساجد للشيعة في السعودية في الآونة لأخيرة.
وقالت وزارة الداخلية الكويتية أمس إنها ألقت القبض على عدد من الأشخاص بينهم مالك السيارة التي استقلها الانتحاري الذي فجّر نفسه في مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر وسط مدينة الكويت أثناء أداء صلاة الجمعة.
وأضافت أنها تبحث الآن عن سائق السيارة الذي اختفى بعد الانفجار بقليل. وقال مصدر أمني إن اعتقالات عديدة جرت بعد انفجار الجمعة.
وشيع الكويتيون أمس 20 من ضحايا التفجير، بينما سيتم دفن 7 من الضحايا في مقبرة السلام في النجف.
رمضان الإسلاميين.. الورع أن يعيش الناس في برك من الدماء
الإسلاميون يواصلون انتقاد الدراما الرمضانية ويصدرون فتاوى تحرم مشاهدتها في وقت تلامس فيه المسلسلات واقع الناس المعيش
يشن الإسلاميون بمختلف ألوانهم السلفية والإخوانية هجوما حادا على مسلسلات رمضان التي تريد أن تجعل من هذا الشهر شهرا للحياة فيما يصر الإسلاميون على أن يجعلوه شهرا للورع الذي يبدأ بالتجهم وتنفيــر الناس من الحياة لينتهي إلى مناسبة سنوية للتفجيرات والهجمات الدامية.
ومنذ احتجاجات 2011 والتي حملت الإسلاميين إلى السلطة في أكثر من بلد لم يعد رمضان شهرا للتسامح والسلام الروحي وحفلات الإنشاد، والفوازير والمسلسلات، تراجع كل ذلك إلى الواجهة الخلفية وأخذت مكانه فتاوى الجهاد والتحريض على القتل لينتهي المشهد إلى التفجيرات والهجمات الإرهابية.
ويتحد الإسلاميون، إخوانا وسلفيين، دعاة وشيوخا، في الهجوم على الإبداع في رمضان، حتى وإن اختلفوا في المواقف السياسية والتحالفات فإنهم يشتركون في مهاجمة هذا المسلسل أو ذاك الممثل أو المخرج، متهمين إياه بـ”معاداة الإسلام”.
ويشنّ عدد من يطلقون على أنفسهم دعاة إسلاميين هجوما حادا على مسلسلات رمضان، ويحذّرون من متابعتها بحجّة أنها تحتوي “على كم هائل من الفساد” من خلال مناقشتها لتفاصيل حياة الناس.
لكنّ نقادا يقولون إن ما تطرحه هذه المسلسلات يلامس في جزء كبير منه الواقع الذي تعيشه المجتمعات العربية، داعين إلى تجنّب التقييم الأخلاقي للإعمال الفنية، التي تعرض على الرقابة المتخصّصة قبل أن يتم الاشتغال عليها.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت غالبية الأعمال الدرامية العربية، سواء التي تعرض خلال رمضان أو على طول السنة، تقدم الواقع بكل تفاصيله الإيجابية والسلبية.
وتتصدّر مواضيع هذه الأعمال الأزمات الاجتماعية كالتجارة بالأعضاء، على غرار مسلسلي “ذهاب وعودة” المصري، و”ناعورة الهواء” التونسي، اللذين يتناولان قضية المتاجرة بالأعضاء البشرية، ويكشفان خفايا وأسرار هذا العالم المخيف.
وهناك مسلسلات خليجية وعربية تتحدّث عن معاناة الطبقة المتوسّطة والفقيرة، ومشاكل البطالة والإرهاب والتشدّد الذي يتسلل من بين ثغرات هذه الأزمات.
وناقشت مسلسلات أخرى قضايا الفساد في مؤسسات الدولة، وأيضا في الجامعات وهو موضوع تناوله الفنان المصري عادل إمام هذا العام في مسلسل “أستاذ ورئيس قسم” الذي يقدّم قراءة في ثورة 25 يناير ويتطرق إلى مثالية اليسار ودوره في الأحداث قبل الثورة وبعدها.
لكن ملامسة حياة الناس في المسلسلات الرمضانية لا تلاقي ترحيب دعاة وأساتذة في الأزهر وخريجين من الزيتونة في تونس من يريدون تغييب عقل المشاهد في “روحانيات” لا صلة لها بواقع يعيش فيه شباب سقط ضحية عدة مافيات مثل مافيا المخدّرات، على غرار ما يكشفه المسلسل المصري “تحت السيطرة”، الذي تقوم ببطولته الفنانة المصرية نيللي كريم.
وقال السلفي ياسر برهامي، وهو من أبرز المتحاملين على مسلسلات رمضان، إنها “تحتوي على كمّ هائل من المفاسد، التي لا تتناول سوى الطعام والشراب والجنس والصراعات”.
وأكد سامح عبدالحميد القيادي بالدعوة السلفية، أن المسلسلات الدرامية التي تعرض في الشهر الكريم تدفع باتجاه المخالفات الشرعية من موسيقى ورقص ونساء، وإن “المسلسلات لا تحض على فعل الخير وإنّ فيها تهييجا للشهوات..”.
وأطلق شباب السلفية حملة بعنوان، “أقفل تلفزيون وافتح مصحفك”، لمقاطعة مسلسلات رمضان، ونشروا صورة لشخص يجلس أمام التليفزيون مقيدًا بسلاسل، ومذيلة بتعليق “إياك أن تكون مسلسلا في رمضان”.
وانتقد نقاد وفنانون هذه التصريحات مشيرين إلى أن الهدف منها جعل المشاهد العربي يعيش حالة من اللامبالاة السياسية والاجتماعية، ليكون في الأخير سهل التطويع والأدلجة وهو ما يريده بعض الذين يستغلون هذه الفتاوى لدعم الإرهاب.
وقال الناقد الدرامي طارق الشناوي، إن الأعمال الفنية في بعض الأحيان لا بد أن تحتوى على ألفاظ ومشاهد خادشة، مشيرا إلى أن أيّ عمل درامي لا بد أن يرتبط بالشارع. ووصفت الفنانة إلهام شاهين فتوى تحريم مشاهدة المسلسلات، بأنها “غريبة وشاذة”.
وأطلق الحزب العلماني المصري، قيد التأسيس، حملة للدفاع عن مسلسلات رمضان. وانتقد تحول المساجد إلى مكان لتحليل الأعمال الفنية ونقدها.
وقال هشام حتاتة، عضو مؤسس بالحزب، إن “هجوم التيارات الإسلامية والأزهر والأوقاف على مسلسلات رمضان بحجة العري والإلهاء عن ذكر الله، غير مقبول”.
"العرب اللندنية"
اليمن: مقتل عشرات الحوثيين باشتباكات مع المقاومة الشعبية
قتل 4 مسلحين من الحوثيين في مواجهات مع المقاومة الشعبية اليمنية في محافظة البيضاء التي تشهد معارك عنيفة بين الجانبين، كما قتل قيادي حوثي في محافظة ريمة برصاص مسلحي المقاومة.
وفي عدن، تصدت المقاومة للميليشيات المتمردة في جبهة المطار بمنطقة العريش، واندلعت معارك ضارية أسفرت عن مقتل 13 من المسلحين الحوثيين.
يأتي ذلك فيما أقدمت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على قصف خزانات الوقود في ميناء الزيت بمدينة البريقة بعدن، ما تسبب في اندلاع حرائق ضخمة خلفت دخانا أسود يغطي سماء المدينة.
وأفادت مصادر يمنية بمقتل علي عبد الكريم، نائب مدير عمليات مصفاة عدن، أثناء قيامه بإقفال الخزانات خلال عمليات القصف.
وناشد وكيل محافظة عدن، نايف البكري، العالم بالتدخل لإنقاذ المدينة المنكوبة التي تتعرض لقصف وحصار من الميليشيات المتمردة راح ضحيته الكثير من المدنيين.
وتواصل قصف المسلحين الحوثيين على الأحياء السكنية في الممدارة والشيخ عثمان، سقط فيه نحو 7 مدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
بريطانيا تحذر من انتشار الهجمات الإرهابية في تونس
حذرت بريطانيا من أن متشددين قد يشنون المزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية في تونس، بعد أن قتل مسلح 39 شخصا بينهم 15 بريطانيا على الأقل، في أسوأ هجوم من نوعه في تاريخ تونس الحديث.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في تحديث لنصائح السفر على موقعها على الإنترنت الليلة الماضية، أن الهجمات ربما نفذها "أفراد غير معروفين للسلطات استلهموا أفعالهم من جماعات إرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وكتب وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، ووزير الخارجية فيليب هاموند، في مقالين صحفيين منفصلين اليوم الأحد، إن جرائم القتل في تونس ستكون عاملا في رسم سياسات الدفاع والأمن في بريطانيا هذا العام، وستقوي عزم لندن على التصدي لما وصفاه بالخطاب السام للتطرف.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد البريطانيين الذين تأكد مقتلهم في الهجوم إذ أن بعض السياح البريطانيين في تونس ما زالوا مفقودين، ومن المقرر أن يعود كثير من البريطانيين إلى بلادهم اليوم الأحد، بعد أن قطعوا عطلتهم في تونس.
مقتل 12 من "داعش" بقصف للطيران العراقي شمال بغداد
قتل 12 عنصرًا من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في قصف للطيران العراقي استهدف مدينة هيت، شمال غرب بغداد، حسبما ذكر مصدر أمني عراقي، اليوم الأحد.
وقال المصدر إن الطيران العراقي شن غارة على منزل يجتمع فيه عناصر "داعش" وسط مدينة هيت، ما أسفر عن مقتل 12 عنصرا.
"الشرق القطرية"