اغتيال النائب العام.. و"المقاومة الشعبية" الإخوانية تتبنى العملية
الإثنين 29/يونيو/2015 - 06:38 م
طباعة
في عملية إجرامية خسيسة تمت صباح اليوم الاثنين 29 يونيه 2015، استشهد النائب العام المصري هشام بركات حيث بفظ انفاسه الاخيرة في المستشفى بعد ساعات من إصابته في تفجير استهدف موكبه في حي مصر الجديدة في القاهرة.
وقال مصدر طبي إن سبب الوفاة يرجع لتدهور مفاجئ في حالة النائب العام إثر اصابته بتهتك في الرئة والكبد ونزيف داخلي حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه.
فيما قال مصدر قضائي أن مراسم تشييع الجنازة ستتم غدا الثلاثاء من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس عقب صلاة الظهر وسط أنباء عن مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان موكب النائب العام المصري قد تعرض صباح الاثنين لانفجار بسيارة مفخخة في حي النزهة بمصر الجديدة.
وأشار مسئول في الشرطة إلى أن النائب العام أصيب بشظايا زجاج جراء الانفجار خارج الكلية الحربية في مصر الجديدة.
وحول الهجوم، قالت ياسمين علاء الدين، إحدى سكان المنطقة: "سمعت صوت اهتزاز شديد وظننت أنه زلزال، نزلت الشارع وشاهدت دخانا كثيفا وأناسا يجرون ويصرخون في رعب".
فيما أعلنت حركة تطلق على نفسها المقاومة الشعبية، عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مسئوليتها عن محاولة اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات.
ويأتي الانفجار بعدما دعا فرع تنظيم داعش في مصر إلى استهداف القضاء المصري إثر تنفيذ حكم الإعدام في 6 متطرفين.
وفي مايو قتل قاضيان ومحام عام برصاص مسلحين في شمال سيناء.
وأحال بركات الآلاف إلى المحاكم منذ الإطاحة بنظام الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، في العام 2013، وحُكم على المئات بالإعدام.
تورط الإخوان:
وقد لاحظ المتواجدون بقاعة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، لتغطية جلسة محاكمة القضية المعروفة إعلاميًا بـ"التخابر مع قطر"، حوارًا بالإشارة بين "مرسي" المتهم الرئيسي في القضية، ومدير مكتبه أحمد عبد العاطي المتهم بذات القضية، وظهر من حركة أيديهم أن الحوار دار حول تفجير موكب النائب العام و محاولة اغتياله.
بدأت الواقعة، حينما أودع "مرسي" للمرة الثانية إلى قفص المتهمين الزجاجي المجاور لمثيله المودع به باقي المتهمين، ليلاحظ جميع من في القاعة أنه يشير بإشارة استخدم فيها يديه يُفهم منها أنه يقصد "حريق أو انفجار" ليتبعها إشارة بيديه تفيد الاستفسار عن تفاصيل تلك الأنباء إذا ما كانت قد نمت إلى علمهم.
في هذه الأثناء، اقترب المتهم "عبد العاطي" من "مرسي" عبر الحد الفاصل بين القفصين الزجاجيين العازلين للصوت؛ ليلاحظ المتابعون للموقف إشارة مرسي بعلامة اختلف تفسيرها فالبعض رجح إنها "علامة الذبح" والبعض اعتبرها إشارة طبيعية للاستفسار عن واقعة الاغتيال.
وبعيدا عن تورط الإخوان في الحادث من عدمه فإن تلك العملية لا بد وان تعيد الى اذهاننا مجموع العمليات التفجيرية التي تمت وتتم منذ فض اعتصام رابعة وحتى الآن، كذلك يجب علينا مراجعة أنفسنا جيدا في تعاملنا مع الإرهاب وأنه ليس هناك بديل سوى المواجهة الشاملة هذا بجانب تطبيق أحكام القضاء التي تم إنجازها حتى الآن والتمسك بالعدالة الناجزة، وكذا إنجاز المحاكمات العادلة في حق ذيول النظام الأسبق ممن تعاون مع جماعة الإخوان، وأتاح لهم مساحة كبيرة من التحرك عبر الاستثمارات المختلفة.
رد فعل الصحف العالمية:
وقد شغل اغتيال النائب العام هشام بركات، أثناء مرور موكبه في شارع عمّار بن ياسر مصر الجديدة، وإصابته وثلاثة آخرين تابعين له، وشخص مدني، ونقلهم لمستشفى لتلقى العلاج، الرأي العام الغربي والصحف الغربية.
فقد سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الضوء على الحادث، وقالت إن الجهاديين والمتطرفين يستهدفون كبار الساسة، ويرون أن أحكامهم ظلم كبير وتحديا للإسلاميين في مصر.
وذكرت أن ثلاثة قضاة قتلوا في سيناء في 16 مايو الماضي، مشيرة إلى أن النائب العام تولى قضايا الكثير من الناشطين الليبراليين والعلمانيين، وقادات الإخوان المسلمين، وداعميهم، وكان جزء من سلسلة الاتهامات والاحكام القضائية التي ادانتها جماعات حقوق الإنسان في الكثير من الدول الأوروبية.
واعتبرت الصحيفة أكثر القضايا جدلا بالنسبة لبركات، كانت قضية الرئيس المعزول محمد مرسي والذي حٌكم عليه بالإعدام في يونيو الجاري، بتهمة الهروب من السجن أثناء ثورة يناير عام 2011.
ورأت أن ذلك الهجوم، يعد أكبر موجات العنف التي يشنها فرع الدولة الإسلامية في مصر، والذي يستهدف القضاة وقوات الأمن.
فيما قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أن هشام بركات كان السبب في إحالة الآلاف من الإسلاميين للمحاكمة، بعد عزل مرسي، ومن بينهم مئات حٌكم عليهم بالإعدام، أو السجن المؤبد.
وأشارت إلى أن هشام بركات يعد ثاني كبار المسئولين الذين تعرضوا إلى عمليات اغتيال، بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية عام 2013.
ووصفت موقع الحادث، قائلة إن الدخان تصاعد من كل مكان، والحريق امتد للأشجار المحيطة به، وتدمرت السيارات والمركبات التابعة للموكب.
ولفتت لتلقى النائب العام للكثير من التهديدات بالقتل في الماضي.
كما لفتت صحيفة حريت ديلي نيوز التركية للأضرار البالغة، مشيرة إلى تدمير حوالي خمسة سيارات بالكامل، مع انتشار بقع الدماء في موقع الحادث، ونقل هشام بركات إلى المستشفى على الفور.
وأرجع قائد فرقة المتفجرات اللواء محمد جمال سبب الحادث، إلى انفجار سيارة مفخخة، أو عبوة ناسفة مخبأة تحت سيارة.
فيما رأت صحيفة الجارديان البريطانية، أن محاولة الاغتيال لها رمزية معينة، حيث إنها وقعت قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الثانية لثورة 30 يونيو، والتي نزل فيها أعداد كبيرة من المواطنين مطالبين برحيل محمد مرسي، ووصل بعدها هشام بركات إلى منصبه.
وأشارت الصحيفة إلى كره المعارضة المصرية لهشام بركات، بصفته النائب العام، والذي أدان عشرات الآلاف من الإخوان المسلمين، مما دفع جماعات حقوق الإنسان لاتهام بركات بالخضوع لرغبات الشرطة، واطالة فترة حكم المعارضين، على الرغم من قلة الأدلة المتاحة ضدهم.
كما ذكرت وكالة رويترز أن جماعة غير معروفة وليس لها نشاط في مصر، تدعى مقاومة الجيزة الشعبية، أعلنت مسئوليتها الكاملة عن محاولة اغتيال النائب العام.
ونقلت الوكالة عن بيان نشرته الحركة على صحفتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنهم استهدفوا النائب العام أمام منزله في هليوبلس، ونشروا صورا من الحادث.
المعاينة المبدئية:
فيما أكد مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، أن المعاينة المبدئية لموقع الانفجار الذي تعرض له موكب المستشار هشام بركات النائب العام، صباح اليوم الاثنين، إلى أن التفجير تم عن بعد، باستخدام "الريموت كونترول".
وأضاف المصدر، إن العبوة التي تم تفجيرها كانت تحتوى على كمية كبيرة من المواد شديدة الانفجار، وتم تفجيرها عن بعد عن طريق "ريموت كنترول"، وهو ما تسبب في إصابة النائب العام وافراد طاقم حراسته، وما ادى الى تهشيم حوالي 11 سيارة، وعدد من واجهة المحلات التجارية.
وكان مصدر أمني قد أوضح تفاصيل محاولة الاغتيال، وقال إنه أثناء خروج النائب العام من منزله بشارع عمار بن ياسر بالنزهة، وبعد تحرك موكبه الخاص، قاطعاً مسافة حوالي 200 متراً، انفجرت سيارة تقف بجانب الرصيف.
وانتقل إلى مكان الواقعة رجال الحماية المدنية والمفرقعات وجار معاينة مكان الحادث لمعرفة ما إذا كانت هناك تلفيات من عدمه.
وأوضح عدد من شهود العيان أن الانفجار أسفر عن حريق عدد من السيارات، فيما وصلت سيارات المطافئ ومدرعات الشرطة العسكرية للسيطرة على الموقف.