القصف الإسرائيلي يدخل يومه السابع.. وحماس وإسرائيل يد واحدة

الأحد 13/يوليو/2014 - 06:50 م
طباعة القصف الإسرائيلي
 
يدخل القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يومه السابع على التوالي، في عدوانٍ بدا الأشرس والأكبر من مثيليه عام 2009 و2012، ويبدو أن إسرائيل تحاول معاقبة الفلسطينيين جميعا، ردًا منها على حركة حماس، التي توعدت بدورها على لسان «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لها،  قوات الاحتلال الإسرائيلي بأن يكون مصيرها مثل «العصف المأكول» في حال اجتاحت قطاع غزة برياً.
وهو ما وصفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن حماس تخوض صراع الجائع الذى لا يملك ما يخسره مع جاره القوى، وأنه بالرغم من حتمية هزيمته، إلا أنه يتصرف بلا منطق وبشكل غير متوقع.
ومن الواضح أن كتائب القسام تحاول تنفيذ تهديداتها، ففي تطور جديد أمس ذكرت شبكة "قدس" الإخبارية أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، أطلقت 6 صواريخ من طرازj80، على تل أبيب ما تسبب في دوي انفجارات في تل أبيب ونواحيها.

دور مصري

السيسي وهنيه
السيسي وهنيه
بينما سلطت صحيفة (وول ستريت) الأمريكية الضوء على آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والمساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى تهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، بعدما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي إلى 165 على الأقل.
وقالت الصحيفة الأمريكية بأن مصر من الدول القليلة التي لديها تأثير مباشر على حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، ولذا فإن المجتمع الدولي يعوِّل على دورها من أجل التوصل لتهدئة في قطاع غزة.
وتابعت الصحيفة موضحة أن نفوذ مصر على حركة حماس يرجع لأن مصر تسيطر على نظام الأنفاق الذي يعد شريان الحياة بالنسبة لغزة ومنفذها الوحيد للعالم الخارجي بسبب الحصار البري والبحري الإسرائيلي.
ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من دور مصر البارز في تهدئة الأجواء بين قطاع غزة وإسرائيل، إلا أن العلاقة بين مصر وحماس مشوبة بالتوتر، وأفادت بأن السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل اورين أشار في تصريحاته إلى توتر العلاقات بين القاهرة، وواشنطن منذ أن جاء السيسي إلى السلطة، موضحًا أن الولايات المتحدة عرضت التدخل لتفعيل وقف إطلاق النار لكن الأمر ترك صدى خافتًا داخل أوساط الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتمع مع مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير، في مسعى للتوصل إلى هدنة، ومن جانبه اجتمع بلير بعد ذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أصر على "ما دامت حماس تواصل إطلاق الصواريخ فستواصل إسرائيل القتال ولن تناقش الهدنة"
ومن جانبه قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، إن الحركة لن تتوسل من أجل التهدئة وستواصل الدفاع عن الفلسطينيين وإنها ستدرس أي مقترح حقيقي ومتماسك وجاد إذا طرح عليها.
وكانت مصر قد أعلنت أمس الأول الجمعة أنها "ترفض تماما التصعيد الإسرائيلي غير المسئول في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يأتي في إطار الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية، وما يترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين الأبرياء.

هنية وشروط التهدئة

الوضع في غزة
الوضع في غزة
من جهته، وضع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية شروطاً لأي تهدئة جديدة مع إسرائيل، من بينها وقف العدوان، وقال في تصريح مكتوب وزعته الحركة: إن «عدوان الاحتلال سيفشل في تحقيق أهدافه وسينتصر شعبنا في ظل ما يعيشه من مرحلة غير مسبوقة من الوحدة والمقاومة»، وأضاف: «أقول للاحتلال أوقفوا جرائم حربكم ضد شعبنا، فعدوانكم سيفشل في تحقيق أهدافه، وشعبنا سينتصر مهما بلغت التضحيات وعظُمت التهديدات»، وأكد «عدم الخشية من تهديدات العدو، وأن دماء القادة ليست أغلى من دماء الأطفال والعائلات"، وشدد على أن «العدو نقض منذ وقت طويل اتفاق التهدئة، وتنكر لكل التفاهمات، وقرر الحرب امتداداً للهجمة المسعورة على شعبنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة".

سيناريو متكرر

العدوان الاسرائيلي
العدوان الاسرائيلي يتكرر للمره الثالثه
هذه هي المرة الثالثة التي نشهد فيها هذا العدوان الإسرائيلى على غزة، وفى كل مرة يتكرر نفس المشهد مع فروق قليلة، حتى بات السيناريو محفوظاً لدرجة الملل الذى أفقد الناس الاهتمام رغم أرواح الشهداء والأبرياء، بينما يصف لنا جمال عبد الجواد الخبير الأمني، أن السيناريو يشهد تصعيدًا بين حماس وإسرائيل، فيما الطرفان يتبادلان الاتهامات بالمسئولية عن بدء العدائيات. 
تسقط صواريخ حماس التي لا تقتل أحداً على إسرائيل فيما طائرات إسرائيل تقصف غزة فتقتل الأبرياء، يساند المنافقون في الغرب إسرائيل التي تدافع عن نفسها ضد صواريخ حماس الاستعراضية، وتضغط حماس وأبواقها وبعض الأصوات حسنة النية على مصر لفتح المعابر وتقديم الدعم لـ«حماس». 
يضعف موقف السلطة الفلسطينية التي يتم وضعها في موقف تبدو فيه معدومة الصلة بما يحدث للفلسطينيين في غزة، يتعزز موقف حماس في مواجهة السلطة الفلسطينية ومصر، بعد أيام من القتال وأعداد كبيرة من الضحايا يتم ترتيب اتفاق للتهدئة بوساطة مصرية، ويعود الوضع إلى ما كان عليه، فيتواصل الاحتلال الإسرائيلى، ولا يتقدم الشعب الفلسطيني خطوة واحدة في اتجاه تحقيق أهدافه الوطنية، أما ما يتغير فهو ميزان القوى السياسي بين حماس والسلطة الفلسطينية ومصر، أو بين معسكرَي الاعتدال التفاوضي والاعتدال المسلح، والمعسكران من النواحي الفعلية والسياسية والأخلاقية متساويان، فكلاهما معدوم الحيلة في حل قضية الفلسطينيين العادلة.
هذا ما حدث في حرب عام 2008 على غزة، والذى تكرر مرة أخرى في عام 2012، وها هو يتكرر مرة ثالثة الآن، في المرة الأولى نجحت «حماس» في تأكيد سلطتها على قطاع غزة في استقلال عن السلطة الفلسطينية بعد أن نجحت في يونيه 2007 في طرد قوات السلطة ومؤسساتها من القطاع، في حرب 2008 أكدت حماس بشكل عملي انفرادها بقرارات الحرب والسلام في غزة، وبأنها السلطة التي يجب التحدث معها فيما يخص القطاع، خرجت مصر من هذا الصراع جريحة بعد أن تم تصويرها وكأنها متضامنة مع إسرائيل في محاصرة غزة، وكانت سلسلة الحملات الدولية للتضامن مع غزة، والتي أساءت كثيراً إلى صورة مصر، جزءاً من هذا السيناريو.
في حرب عام 2012 تم ترتيب الأمر بحيث تستفيد منه حكومة محمد مرسي الذى أطلق شعارات حماسية وأرسل رئيس وزرائه لساعات قليلة قضاها في غزة، فيما كان مرسى يرتب اتفاقاً جديداً للتهدئة جاءت شروطه أكثر صرامة من الاتفاقات التي سبق لحكومة مبارك ترتيبها، خرج مرسى فائزاً من هذا الصراع حين بدا وكأنه الوحيد القادر على لجم جماح فرع الإخوان في غزة، زادت ثقة الأمريكيين في حكومة الإخوان، الرصيد الذى حققه مرسى والإخوان لإنهاء الحرب في غزة، استخدموه لإصدار الإعلان الدستوري سيئ السمعة الذى أعلنه مرسي في نفس يوم التوصل للهدنة بين حماس وإسرائيل، في ارتباط شديد الوضوح بين ما يجري في غزة وصراع السلطة في مصر.
ويتوقع مراقبون أن الحرب الجارية على غزة ستنتهي بعد عدة أيام، وعدد أكبر من الشهداء واتفاق جديد للتهدئة، وستنجح حماس في نهاية الحرب في تعديل صورتها من صورة فرع الإخوان المشارك في المخطط الإقليمي الإخواني للسيطرة على السلطة في دول المنطقة، لتستعيد بعضاً من صورتها كجماعة مقاومة تدافع عن شعب تفترسه إسرائيل الغاشمة. 

شارك