دير شبيجل: المخابرات الألمانية: تنامي مخاطر الإرهاب في ظل انتصارات "داعش" / دويتشه فيله: الشرطة الأوروبية تحارب بروباجاندا "داعش" على الإنترنت
الإثنين 06/يوليو/2015 - 12:08 م
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يوما بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها. اليوم الاثنين الموافق 6/7/2015.
دير شبيجل: المخابرات الألمانية: تنامي مخاطر الإرهاب في ظل انتصارات "داعش"

حذرت المخابرات الداخلية الألمانية من تنامي خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" في أوروبا كلما حقق نجاحات عسكرية، وسيطر على المزيد من المناطق في سوريا والعراق؛ ما يحمس "الجهاديين في أوروبا" والتحاق المزيد منهم بالتنظيم.
اعتبرت هيئة حماية الدستور "المخابرات الداخلية في ألمانيا" أن الخطر الناتج عن الإرهاب يزداد في أوروبا، كلما تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية"، من تحقيق نجاح في السيطرة على مناطق في سورية والعراق.
وذكر تقرير هيئة حماية الدستور لعام 2014 الذي تم عرضه الأسبوع الماضي في العاصمة الألمانية برلين: "أن أوجه النجاح العسكرية التي حققها تنظيم "الدولة الإسلامية" وإعلانه لدولة (الخلافة) أدى إلى ظهور بعد جديد للتهديد الإرهابي". وأضاف التقرير أنه إذا استقرت ميليشيات تنظيم "داعش" في منطقة أكبر وعلى مدى أطول، سيمتلك الجهاد "العابر للحدود مركزًا للخدمات اللوجستية" بشكل أكبر مما كان عليه في أفغانستان، وبذلك يتم تمكين الإرهابيين من تنسيق هجمات ذات أبعاد مختلفة.
وأشار التقرير إلى أن إعلان ما يسمى بدولة الخلافة، فضلًا عن النجاحات العسكرية التي يتم تحقيقها تؤدي إلى شعور الجهاديين في أوروبا أيضًا الانتماء لدولة الخلافة المزعومة؛ ما يؤدي إلى زيادة موجة السفر بينهم لدعم التنظيم بصورة مستمرة.
الباييس الإسبانية: لماذا تتوالى انتصارات داعش؟

كان متوقعًا أن يُقدِم اتباع الدولة الإسلامية على ارتكاب أعمال إرهابية في الذكرى الأولى لقيام الخلافة في التاسع والعشرين من يونيو. ومن جديد، تكرر نفس النموذج المنتهج خلال الاثني عشر شهرًا الأخيرة، والمتمثل في شن عدة هجمات مختلفة في حجمها وطبيعتها في الغرب والشرق. ففي أوروبا، ليس من الضروري تنفيذ 11 سبتمبر جديد، أو مذبحة أخرى على غرار اعتداء أتوتشا (إسبانيا)، إذ يكفي فقط قطع رأس رجل في "ليون" بفرنسا، باسم "الدولة الإسلامية"؛ لإثارة الذعر بين الناس. أما تونس، فتلائمها أكثر مذابح السائحين، في حين أن الطريقة المفضلة في الكويت، واليمن، والمملكة العربية السعودية هي تفجير القنابل في المساجد الشيعية.
الكلمات التي وجهها الخليفة في العام الماضي للمسلمين السُنة في كل ربوع العالم، هي المحرك لكل هذه الاعتداءات التي نشهدها الآن، إذ قال: "اليوم لكم دولة، فهاجروا إليها، هلموا لبنائها، وإن لم تستطيعوا فافعلوا كل ما بوسعكم أينما كنتم، لدعمها". ومنذ ذلك الحين، تتردد أصداء هذه الكلمات في جميع أنحاء العالم، وتستقطب مزيدًا من الأتباع.
وبالفعل هاجر الكثيرون إلى الدولة الإسلامية لقتال العدو، والمفارقة أن الدولة التي خرج منها أكبر عدد من المقاتلين هي تونس الدولة الوحيدة، التي أحرز الربيع العربي فيها نجاحًا. ولكن يتزايد أيضًا في المملكة العربية السعودية، واليمن، والكويت عدد الشباب، الذين يرغبون في الانضمام لصفوف الدولة الإسلامية، ومن هنا تأتي الهجمات المتكررة ضد الشيعة في تلك الدول. والآن، وبعد عامٍ من مولدها، أصبحت جاذبية الدولة الإسلامية أكثر من أي وقت مضى؛ الأمر الذي يدعو إلى القلق، ويدفعنا إلى التفكير في أسباب نجاح هذا التنظيم.
الحدود التي تتسم بالمرونة والقدرة على استقطاب أتباع جدد في الفضاء المعلوماتي، واعتراض الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وتطوير أسلحة جديدة، كل هذه الأسباب جعلت من نظام الخلافة أشبه بسلسلة "حرب النجوم" منه إلى سطوة "الملا عمر"، أو "أسامة بن لادن" في أفغانستان. إذ تتسم الدولة الإسلامية بعدد من الخصائص التي لم تتوافر لأي مجموعة جهادية مسلحة أخرى على الإطلاق، وهي البراجماتية والحداثة. فالخليفة يعرف كيف يستغل نقاط ضعف وقوة العدو، وذلك في "تكتيك نابليوني"، أتاح له- على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية- توسيع حدوده، وإحكام السيطرة على أراضيه، وتحوله إلى أيقونة للحركة الجهادية العالمية.
وتوَجّه تنظيم الدولة الإسلامية يعرف عدوه جيدًا؛ لأنه يحاربه منذ عام 2003. ومن الجدير بالذكر أن غالبية الجنرالات، الذين يقاتلون في صفوف الخلافة، ينتمون إلى جيش "صدام حسين"، وأجهزة استخباراته، وتدرب كثيرون على أيدي غربيين في بداية حياتهم المهنية، أثناء الحرب بين العراق وإيران. وجميعهم أصبحوا بلا عمل بعد غزو العراق، عندما قام "بول بريمر"، رئيس الإدارة المدنية لإعادة إعمار العراق، بتسريح الجيش والشرطة. وكان ذلك الخطأ الأول. فعلى الرغم من أن البنتاجون اقترح فقط تطهير جهازي الجيش والشرطة، إلا أن الحلفاء الشيعة أقنعوا نائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" وقتئذ بتسريح الجميع.
وفي هذا الخواء الناتج، حول "المالكي"، رئيس الوزراء حتى عام 2014- الجيش العراقي إلى خليط من الميليشيات الشيعية، وهكذا استحوذ "الزرقاوي"- القائد الأعلى للجهاديين حينئذ- على أفضل الخبراء العسكريين بجيش "صدام حسين".
ونتيجة لذلك، في غضون أقل من عشر سنوات، انهارت الأوضاع في البلاد، وأصبحت الخلافة تمتلك جيشًا شديد الجاهزية، ووقع العراق في أيدي عصابات مسلحة من الشيعة المتعصبين.
ويتفق "جاك كين"، أحد مهندسي تعزيز القوات الأمريكية عام 2007، مع هذا التحليل، كما يتفق معه أيضًا الأمريكيون، الذين اضطلعوا بتشكيل الفرق وتدريب الجنود على استخدام الأسلحة المتطورة. فالكثيرون منهم، يقولون- منذ سنوات- إن الجيش العراقي الجديد باع في السوق السوداء كميات ضخمة من الترسانة الحربية، التي أمدته به واشنطن. ويُقدر أن أعمال تحديث الجيش العراقي، كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين نحو 42 مليار دولار، أُهدرت على أسوأ وجه.
الخطأ الثاني- هو الاعتقاد في أن الطائرات من دون طيار، والتكنولوجيا الحديثة، التي زودت بها الولايات المتحدة الجيش العراقي كافية، بحيث يمكن لهذا الجيش الفاسد عديم الكفاءة الانتصار في الحرب، والاستيلاء على الرمادي الواقعة على أبواب بغداد، خير دليل على ذلك. فبعد أن فرض داعش صمتًا على شبكات التواصل الاجتماعي لعدة أسابيع، استغل التنظيم هبوب إحدى العواصف الرملية، التي أصابت الطائرات من دون طيار والأقمار الصناعية بالعمى، ليشن غارة مفاجئة على المدينة، ويستولي عليها، بعد أن نجحت موجة من الهجمات بالقنابل على الدبابات في فتح ثغرة في الدفاعات العراقية، وجعلت الجهاديين يرفعون- لأول مرة على الأسطح- العلم المميز بلونيه الأسود والأبيض ؛ ليفر الجنود العراقيون هاربين من الرمادي- كما فعلوا في الصيف الماضي في الموصل- ملقين بزيهم العسكري وأسلحتهم على أرض المعركة.
وثمة خطأ آخر يتمثل في الاعتقاد بأن الشعب الخاضع للخلافة لا يؤيدها؛ بسبب شعوره بالقمع والإذلال على أيدي هذه السلطة الديكتاتورية الجديدة. ففي مدينة "تدمر"، التي تكمن ثروتها في آثارها، التي ترجع للحقبة اليونانية الرومانية، عكفت سلطات الخلافة- بعد أن أعدمت علنيًّا الموالين "للأسد"- على توفير البنى التحتية الأساسية من مياه، وكهرباء، وكذلك مستشفيات، ومدارس، وسمحوا للتجار بالذهاب إلى "الرقة" للتسوق.
وفي المدن الكبرى، التي استولت الدولة الإسلامية عليها خلال العام الأخير، مثل الموصل، يسعى التنظيم لاستمالة الأهالي هناك من خلال سياسة ممارسة الحياة اليومية بصورة طبيعية، وإظهار قدر كبير من المرونة إزاء مطالبات كل فئة. ففي "الفالوجة"، لم يُرفع علم الخلافة إلا بعد عدة أسابيع من الاستيلاء على المدينة، عقب انتهاء المفاوضات الخاصة بشروط إدارة المدينة مع شيوخ القبائل. هذه الاستراتيجية أتت بنتائج جيدة سواء داخل الدولة الجديدة، أو خارجها. فمن أجل تجنيد مسلمات غربيات، على سبيل المثال؛ يغرونهن بحياة أسرية هادئة، وبوضع اجتماعي جيد بجانب بطل من الجهاديين، يكون بمثابة الأب المؤسس في نظام الخلافة. وبالنسبة لمن يُفضلن القتال، فهناك لواء مسلح، يتكون بالكامل من النساء. أما من ترغبن- مثل الطبيبة المالية "شام"- في ممارسة مهنتهن، فهناك عيادات ومستشفيات، تقتصر فقط على السيدات.
وسواء في العراق أو سوريا، فإن السلاح الرئيسي لاستقطاب الأتباع هو الحافز القومي في مواجهة النظم الديكتاتورية الشيعية وحلفائها الغربيين. وللأسف، لم يفهم الغرب بعد أن الأصولية الدينية تعرضت لتغيير جذري. فمَنْ ينساقون وراء إغرائها؛ يجدون أنفسهم بغتة في تجربة فريدة، وهي إنشاء أول أمة- دولة سُنية، تعد تجسيدًا لليوتوبيا السياسية الإسلامية. لذلك، لكي نفهم قدرة الدولة الإسلامية على اجتذاب رجال ونساء في الخارج، ونجاحها في تحقيق توافق شعبي داخلها، لا بد لنا أن نتحدث عن الوطنية أكثر من الإرهاب.
وبعد عام من إقامتها، فإن نجاح الخلافة، وإخفاق التحالف العالمي في مواجهتها مرتبطان بكون الدولة الإسلامية ظاهرة جديدة، ما زال مَنْ يريدون تدميرها لا يفهمونها.
دويتشه فيله: الشرطة الأوروبية تحارب بروباجاندا "داعش" على الإنترنت

يستخدم تنظيم "داعش" كافة الطرق لنشر فكره الهمجي والتكفيري، خاصة عن طريق الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. والآن، تسعى الشرطة الأوروبية (يوروبول) إلى محاربة التنظيم الإرهابي على هذه الجبهة.
الدعاية، أو البروباجاندا، جزء لا يتجزأ من أي حرب. كما أن المنظمات الإرهابية تحتاج إلى البروباجاندا من أجل نشر أفكارها وعرض إنجازاتها. ومع انتشار الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، بات نشر الأفكار على اختلافها أسهل من أي وقت مضى.
تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أثبت براعة وحنكة في استخدام الإنترنت لتوصيل رسائله ونشر فكره التكفيري الهمجي في كافة أنحاء العالم، إذ باتت رسائل التنظيم وأخباره تنتشر بلغات مختلفة عبر كافة وسائط التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى استخدام تلك الوسائط أيضاً كأدوات لتجنيد المتطوعين.
وفي دراسة نشرها معهد "بروكينجز" الأمريكي للدراسات في مارس، أشار المعهد إلى أن أنصار تنظيم "داعش" كانوا يسيطرون في خريف عام 2014 على 46 ألف حساب على موقع "تويتر"، يتابع كل منها في المتوسط ألف شخص. وفي مطلع يونيو، أقرّ مراهق أمريكي أمام المحكمة بذنبه في تنظيم دعم مالي لتنظيم "داعش" عبر العملة الافتراضية "بيتكويْن".
آلاف الحسابات النشطة على "تويتر"
وفي مواجهة هذه الهجمة الإلكترونية العنيفة للتنظيم الإرهابي، أعلنت هيئة الشرطة الأوروبية (يوروبول) تأسيس وحدة جديدة مهمتها محاربة البروباجاندا، التي تنشرها التيارات المتطرفة والإرهابية. وانطلقت هذه الوحدة في الأول من يوليو، وتتكون في المرحلة الأولى من 15 شخصاً يبحثون في الإنترنت عن كتابات متطرفة بلغات مختلفة، ومنها العربية. وستصل هذه الوحدة إلى عددها الكامل بحلول يوليو من العام المقبل.
ويقول المسئول عن الوحدة ونائب رئيس قسم العمليات في الشرطة الأوروبية، ويل فان جيميرت، إنه لا يعتقد بأن الوحدة ستكون قادرة على تطهير الإنترنت من كافة المنشورات الإرهابية، ولكنه أكد في حوار مع دويتشه، أنه سيسعى إلى جعل طرح أي محتوى متطرف أو إرهابي في الإنترنت أصعب ما يمكن.
ويرى "فان جيميرت" أن عمل الوحدة الجديدة ينقسم إلى ثلاث مهمات – الأولى التعرف على المحتوى المتطرف والداعي إلى العنف، فيما تتلخص الثانية بإطلاع المسئولين عن الموقع وشبكات التواصل الاجتماعي على هذه المحتويات بهدف شطبها وإغلاق الحسابات التي تتداولها. أما المهمة الثالثة فهي تحليل هذه المحتويات ومشاطرة نتائج التحليل مع دول الاتحاد الأوروبي، بهدف ملاحقتها قضائياً ما أمكن ذلك.
ألمانيا تريد مواجهة المتطرفين في الإنترنت
هذا ويشير فان جيميرت إلى أن عدداً من دول الاتحاد الأوروبي أنشأت وحدات مشابهة لهذه في أجهزة شرطتها، مثل بريطانيا. كما أن هناك نقاشاً في ألمانيا أيضاً حول سبل مواجهة المتطرفين على الإنترنت، ولذلك قام وزير الداخلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا، رالف ييجر، في نهاية شهر يونيو بتقديم استراتيجية رقمية لمواجهة الجهاديين.
كما ناقش عدد من الخبراء أيضاً، على هامش منتدى الإعلام العالمي الذي نظمته مؤسسة دويتشه فيله في بون في يونيو، طرق مواجهة التطرف الجهادي على الإنترنت، إذ أكد كايل ماثيوز، نائب مدير معهد مونتريال لدراسات حقوق الإنسان والإبادات الجماعية، أن التحالف الدولي، الذي يحارب تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، بحاجة أيضاً إلى استراتيجيات لمواجهة التنظيم في الفضاء الافتراضي.
ويشدد ماثيوز على أن هذه الاستراتيجية يجب أن تقوم على الأخص بتطوير أفكار مضادة لتلك التي يطرحها "داعش" في الإنترنت، مدللاً على ذلك بإمكانية إعطاء من يريدون الخروج من تنظيم "داعش" إمكانية القيام بذلك، أو إفراد مساحة إعلامية أكبر لضحايا التنظيم كي يتحدثوا عن تجاربهم.
ومما لا شك فيه، فإن أقل جهد يتم بذله لمحاربة إرهاب "داعش" الرقمي يؤتي أكله، إذ تشير دراسة معهد "بروكينغز" سالفة الذكر إلى أن "جزءاً كبيراً من نجاح "داعش" في شبكات التواصل الاجتماعي يعود إلى مجموعة صغيرة من المستخدمين ذوي النشاط غير العادي، والذي يقدر عددهم بين 500 وألفي شخص".
وتسعى الشرطة الأوروبية (يوروبول) من خلال الوسائل التقنية إلى الوصول إلى تلك الحسابات ذات النشاط العالي والكشف عن ارتباطاتها بمجموعات إلكترونية أخرى. يشار إلى أن هذه الوحدة جزء من الرد الأوروبي على الهجمات التي وقعت على أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية في يناير الماضي.