نساء كردستان في مواجهة "داعش"

الأربعاء 16/يوليو/2014 - 03:50 م
طباعة نساء كردستان في مواجهة
 
تستعد بعض المقاتلات من نساء كردستان في قوات البيشمركة، للذهاب إلى الصفوف الأولى لقتال المسلحين في تنظيم "داعش" الإرهابي.
 في المنشأة العسكرية وعلى مشارف مدينة السليمانية، والتي تقع في إقليم كردستان المستقل.
وذكر تقرير لـ"بي بي سي"، أن الجنود تبدو في جد وتركيز رغم حرارة صيف العراق الشديدة، تقف المقاتلات في الصفوف وهن يحملن أسلحة الكلاشينكوف على أكتفاهن، وهو ما لا يبدو مختلفا عن أي معسكر آخر للتدريب، ولا تهمل المقاتلات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عاماً، الاهتمام بأنفسهن، حيث طلاء الأظافر والخواتم والأقراط التي يتزينون بها، ما يوضح الفرق بين ذلك المعسكر وأي معسكر آخر.
نساء كردستان في مواجهة
تخضع 500 امرأة، ضمن الوحدة الخاصة التابعة إلى الفوج الثاني بمدينة السليمانية لتدريبات قاسية، شأنهن شأن الرجال في البشمركة، في هذه الأيام، وتشمل تدريباتهن التقدم في الأراضي الوعرة، والتسلل إلى مواقع العدو، والاستطلاع، ونصب الكمائن، وغيرها، كما بإمكان المقاتلات استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة على غرار مدافع الهاون، والقاذفات الصاروخية، والبنادق الرشاشة.
توضح العقيد ناهدة أحمد رشيد، قائدة فوج النساء في قوات البشمركة، أنهن مستعدات للتوجه إلى أي جبهة عند الحاجة، قائلةً: إننا مستعدات للقتال في كل مكان، وبكافة الظروف، مشيرةً إلى أنهن يشاركن في الاشتباكات بالمناطق الساخنة بين الفينة والأخرى.
ولفتت أحمد إلى وجود نساء متزوجات بين المقاتلات، يتحملن أعباء ثقيلة للغاية، منوهة بأنهن يفضلن انضمام العازبات إلى صفوفهن؛ لأنهن يعملن بأريحية أكثر مقارنة بالمتزوجات.
وقالت رشيد: إن "قواتنا النسوية مستعدة لتنفيذ أي مهام تكلف بها، وهي حاليا في حالة إنذار"، موضحة أن "عدد عناصر الفوج النسوي يبلغ 500 مقاتلة يخضعن يوميا لتدريبات مكثفة على مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة".
وأضافت رشيد أن "وحدتنا حاليا مكلفة بحماية عدد من المناطق في السليمانية وتم إرسال قسم منها إلى منطقة البشير وتازة في كركوك، كما تم إرسال فصيل آخر إلى خانقين".
وتأسست الوحدة الخاصة المكونة من العناصر النسائية في البشمركة في 11 نوفمبر عام 1996، بطلب من قيادات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني، حيث كان عدد المقاتلات في تلك الفترة يبلغ 16 مقاتلة، ثم ما لبث أن ارتفع مع مرور الوقت إلى 500 مقاتلة.
نساء كردستان في مواجهة
قدمت المرأة العراقية الكثير من التضحيات وعانت ما عانته من اضطهاد وعنف بمختلف أنواعه وأشكاله ومن جميع الأطراف، فالنساء في العراق تعرضن للكثير من الانتهاكات والمخاطر وهن يعشن تحت تواطأ الفكر الذكوري وهيمنته على واقع المجتمع العراقي، حيث تعتبر النساء هن الضحية الأولى لانتهاكات حقوق الإنسان في العراق سواء من الأسرة أو الشارع أو المؤسسات الحكومية أو المليشيات المسلحة بمختلف توجهاتها وتأثرها الكبير بالنزاعات الطائفية والسياسية والوضع الأمني الحالي، والذي بدأ يتجه نحو الاغتيالات الصامتة التي تمارس يوميا تجاه شخصيات سياسية أو ثقافية أو علمية لمجرد اختلاف الرأي أو الفكر، وحتى بعد التغيير الذي حصل في العراق وتوجهه نحو الديمقراطية الحديثة لم يؤد هذا إلى إحراز تقدم بالصورة المنصفة لها، والذي يثمن جهودها التي فاقت في الكثير من الأوقات جهود الرجل لعبور المحنة التي كان يمر بها العراق في السابق، حيث لعبت المرأة العراقية دوراً مهمًّا في أوقات النزاعات المسلحة وتدهور الأوضاع الاجتماعية، حيث إنها عملت جاهدة في مختلف الظروف التي مر بها العراق من نزاعات وحروب للحفاظ.
وجاء قرار مجلس الأمن رقم 1325 الذي اتخذه مجلس الأمن في أكتوبر 2000، والذي يؤكد فيه على الدور المهم للمرأة في بناء السلام، والجهود الرامية إلى حفظ السلام والأمن وتعزيزهما، وهو عبارة عن وثيقة مكونة من 18 نقطة تركز على أربعة مواضيع متداخلة مع بعضها وهي: مشاركة النساء في صنع القرار وفي جميع عمليات السلام، وحماية حقوق الفتيات والنساء أوقات النزاع، وتعميم المنظور الجنسي في أنظمة الإبلاغ، والتنفيذ في الأمم المتحدة، حيث يشجع القرار على تحرك الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والحكومات وكل الأطراف المشتركة في النزاعات المسلح على إشراك المرأة في كل مراحل صنع السلام وموقع صنع القرار وحماية النساء والفتيات من تبعات النزاعات المسلحة.
يعتبر هذا القرار أحد أهم القرارات المتخذة من الهيئة الدولية على صعيد المرأة، فهو يعطي فرصة مدعَمة بقرار دولي لتطوير مشاركتها ويعطي مستوى جديدا في إشراك المرأة في مهام قيادية غير نمطية ويقدمها للمجتمع كصانعة للسلام. 
نساء كردستان في مواجهة
لعبت قوات البشمركة دورا أساسيا في تأمين إقليم كردستان، وانتقلت خلال الشهر الماضي، إلى مناطق متنازع عليها كانت قوات الجيش العراقي قد تركتها خلال التقدم الذي حققه مقاتلو 
تنظيم داعش، وسيطر مقاتلو البشمركة مؤخرا على منشآت لإنتاج النفط في مدينتي بأي حسن وكركوك، وسوف تكون مقاتلات البشمركة الآن جزءا من بعثة لتأمين المدينة وحقول النفط المحيطة بها.
وتقول ناهدة أحمد راشد: "لقد حملن السلاح وذهبن لحماية كردستان، ولكي يقلن أيضا إنه لا يوجد فرق بين الرجال والنساء".
وأضافت: "الكثير من النساء يتطوعن للقتال معنا في الوقت الراهن، وهن يلتحقن بنا لأنهن يردن الدفاع عن نساء أخريات في مناطق الصراع."
وتقول راشد: إن العائلات في الإقليم يدعمون جيدا قرارات الفتيات والنساء بالالتحاق بالقوات. وتضيف: "لدي فتاة في العاشرة من عمرها، وحينما ترى مقاطع مصورة لهجمات تنظيم داعش على الإنترنت وفيسبوك تقول لي: من فضلك يا أمي، عندما تذهبي للقتال في الصفوف الأمامية خذيني معك".
وكانت قائدة التدريب في ذلك اليوم، الكابتن مجدات الحميد، تستعد للتوجه إلى مدينة كركوك، وهي أم لثلاثة أبناء، وتقول إن أبنائها وزوجها فخورون بالدور الذي تقوم به.
يأتي ذلك في الوقت التي تشن الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش" هجماتها على محافظات العراق، حيث أعلن التنظيم عن قيام الخلافة الإسلامية، وبايعت زعيمها أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين.
في المقابل يقول أمير منشق عن تنظيم ""داعش"، يدعى أبو دجانة الليبي: إن التنظيم يستخدم النساء للإيقاع بخصومه، الذين يصعب الوصول إليهم بالطرق التقليدية.
وأضاف أنه رغم كونه أميرا في التنظيم لم يكن يعرف أسماء المكلفين بهذه المهمات، ووصل الأمر بتسميم هؤلاء الخصوم بتجنيد المقربين من أي شخص يريدون قتله ووضع السم له في الطعام.
وأوضح أن الوحدة الثانية هي من النساء لاستدراج شباب الجيش الحر المعارض، حيث تتعرف الفتاة إلى الشاب من عناصره حتى يصبحا صديقين، ويبدأ في الحديث عن بطولاته كمقاتل ضد "داعش"، ثم تقوم الفتاة بإرسال اسمه للتنظيم ويتم تصفيته، كذلك يتم تجنيد بعض الفتيات داخل مدينة الرقة عن طريق ارتداء الزي العادي ويتركن شعورهن، ويجلسن في المقاهي، حتى إنك لا تظن أنهن من "داعش" لجمع المعلومات عن خصوم ومعارضي "الدولة الإسلامية" في المدينة.

وثيقة المدينة

وثيقة المدينة
تلخص "وثيقة المدينة" التي أصدرها تنظيم داعش، بعد ثلاثة أيام من سيطرته على مدينة الموصل، في 13 يونيو، طريقة تعامل التنظيم ونظرته للمرأة، وهي لا تختلف عن بيان سابق وضعه، أواخر العام الماضي، في محافظة الرقة السورية.
وتتضمن قائمة شروط، من 16 نقطة، ولكنها خلافاً لما تدعيه، أبعد ما تكون عن أحكام الشريعة، وروح الإسلام الوسطي، المنتشر في المجتمعين السوري والعراقي، ناهيك عن العقوبة التي يفرضها التنظيم لكل من يخالفها بالقتل والجلد، وهو ما يناقض جوهر الدين القائم على الأخلاق والتسامح.
وبحسب الوثيقة، المرأة عورة كاملة، إذ يطالبها التنظيم بالتزام البيت، وعدم الخروج من دون محرم، وعند خروجها، يفرض عليها ارتداء العباءة الفضفاضة والنقاب، رغم أن الدين الإسلامي يستثني الوجه واليدين من لباس المرأة المسلمة، كما تمنع النساء من الذهاب إلى المدارس للتعلم، ويمنع اختلاط الرجال مع النساء في الأسواق والأماكن العامة.
نساء كردستان في مواجهة
وتتجاوز انتهاكات داعش، إذ تشمل أيضاً القتل والاغتصاب والاختطاف، للنساء في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا، وهو ما يعتبره مراقبون كارثةً حقيقية، خاصةً مع حالة التكتم المحيطة غالباً بهذه الجرائم.
ويؤكد فيديو بثته قناة العراقية شبه الرسمية في منتصف يونيو الماضي أيضاً، حالات اغتصاب لنساء موصليات، إذ تضمن لقاءات مع شقيقتين تم اغتصابهما من قبل عناصر داعش، وقالتا إن "المغتصبين كان عددهم كبيراً وقاموا بقتل الرجال بالمنزل، ثم تناوبوا على اغتصابهما مع امرأة أخرى"، وذكرتا أن "أحد المغتصبين كان يتحدث بلهجة خليجية، وآخر بلهجة أجنبية وبهيئة غريبة".

شارك