تجدد الاشتباكات المسلحة تؤثر على محاولات استعادة الاستقرار في ليبيا

الأربعاء 16/يوليو/2014 - 10:55 م
طباعة انتشار السلاح يبدد انتشار السلاح يبدد محاولات استعادة الامن
 
تجددت حدة الاشتباكات بين الجماعات الاسلامية المسلحة في طرابلس، بالرغم من نقص امداد هذه الجماعات بالسلاح، مع استمرار عملية الكرامة التى يقودها اللواء خليفة حفتر، ومحاولة ضبط الحدود الليبية مع دول الجوار، لمنع انتقال الاسلاميين المسلحين إلى دول اخري، ومنع انتقال عناصر تنظيم الدولة الاسلامية إلى داخل الاراضي الليبية.
تجدد الاشتباكات بين
تجدد الاشتباكات بين الجماعات المسلحة
وشهدت أحياء رأس اعبيدة والسلماني وشارع مستشفى الجلاء اشتباكات متقطعة بين أعضاء من تشكيلات محسوبة على أنصار الشريعة وجماعة مجلس شورى ثوار بنغازي من جهة، وصحوات الأحياء وقوات الصاعقة من جهة أخرى، كما تشهد بنغازي ارتفاع وتيرة التوتر الأمني على خلفية حوادث الاغتيال والخطف والتفجير التي تستهدف في معظمها عناصر أمنية وعسكرية ومواطنين مدنيين.
كانت العاصمة طرابلس مسرحا لآخر أعمال العنف التي تزيد المشهد الليبي تعقيدا، فمنذ السبت الماضي، تجري اشتباكات بين مسلحين في مطار طرابلس والمنطقة المحيطة، أدت إلى أضرار بشرية ومادية بالغة، أضافت مزيدا من الصعوبات أمام الحكومة الهشة التي تسعى للسيطرة على مفاصل الدولة، وجرت الاشتباكات في الأساس بين قوة الزنتان المنضمة لرئاسة الأركان (شبه الرسمية) داخل المطار، ومجموعة مسلحة من مصراتة لها ميول إسلامية، إلا أن القتال لا يمكن وصفه بالنزاع بين الزنتان ومصراتة.
العناصر المسلحة تعانى
العناصر المسلحة تعانى من نفص السلاح
من جانبه قال محمود شمام مسؤول الإعلام بالمجلس الانتقالي الليبي سابقا أن تيار الإسلام السياسي في ليبيا يحاول إدراك ما فاته من مكاسب سياسية عن طريق السلاح، في إشارة إلى خسارة التيار الديني نفوذا كبيرا في ليبيا بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو الماضي، خاصة وأن "المدني العام" استطاع اكتساح الانتخابات، التي ستعلن نتائجها الرسمية قريبا، وكان يشير إلى ذلك التيار الذي "يحمل أجندة وطنية عامة تتعلق ببناء الجيش والدولة والدعوة إلى انتخابات رئاسية".
أشار شمام إلى أن تيار الإسلام السياسي في ليبيا لم يستطع أن يفرض فكرة التقاسم بالحوار، فأراد أن يفرضها بالسلاح، واصفا ما حدث في طرابلس بـاللجوء إلى وسائل عسكرية في حرب سياسية بين تيار الدولة المدنية وتيار الدولة الدينية.
ودفعت الاشتباكات قرب مطار طرابلس التي قتل خلالها وأصيب العشرات الأمم المتحدة إلى سحب موظفيها من ليبيا، في ضربة دولية جديدة تشكك في قدرة السلطة الحالية على فرض الأمن في هذا البلد، ويضاف هؤلاء القتلى إلى ضحايا أعمال عنف تشهدها بنغازي أكبر مدن الشرق منذ أسابيع، حيث يشن اللواء المتقاعد خليفة حفتر حملة على من سماهم "المتطرفين" في المدينة التي كانت مهد الاحتجاجات ضد نظام القذافي في 2011.
ويري متابعون أن القوات المساندة لحفتر  تقاتل جماعة أنصار الشريعة، في بنغازي التي تشهد منذ أشهر حالة انفلات أمني غير مسبوقة، وعمليات اغتيال تستهدف رجال الشرطة والجيش والقضاء.
على الجانب الآخر أمر عبدالله الثني رئيس الحكومة الموقتة ، وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة عبر السفارات الليبية بالخارج، لتقديم كل التسهيلات الضرورية للمواطنين الليبيين العالقين في عدد من المطارات عقب اشتباكات مطار طرابلس الدولي، وأن هذه  التسهيلات تشمل الإيواء وتسكين المواطنين وتأمين رحلات العودة.
عبد الله الثني
عبد الله الثني
من جانبه أعلن مسؤول كبير في قطاع النفط الليبي إن ليبيا لن تتمكن من تصدير النفط من أكبر مينائين لديها في شرق البلاد قبل اغسطس  بسبب فحوص السلامة بعد إغلاقهما لنحو عام، حيث تلقي أحدث أعمال عنف بظلالها أيضا على اتفاق حيوي تم التوصل إليه قبل حوالي أسبوعين لإنهاء حصار يفرضه المحتجون على آخر مينائين يسيطرون عليهما.
وحتى ابريل  الماضي كان المسلحون يسيطرون على أربعة من خمسة موانيء في الشرق وهو ما قلص طاقة التصدير الليبية بأكثر من النصف، غير أن عودة الصادرات بطيئة ويواجه التصدير بالطاقة الكاملة معوقات جديدة بسبب احتجاج جديد لحرس المنشآت النفطية في ميناء البريقة.
وقال القائم بأعمال وزير النفط في ليبيا إن انتاج الدولة العضو في منظمة أوبك ارتفع إلى حوالي 600 ألف برميل يوميا -مع استئناف بعض الانتاج في الشرق واستئناف تشغيل حقل كبير في الغرب- مقارنة مع 1.4 مليون برميل قبل أزمة موانيء وحقول النفط.
بينما أكد ريتشارد مالينسون الخبير لدى إنرجي أسبكتس في لندن "كانت هناك توقعات لظهور مزيد من المشكلات والاحتجاجات، لكن إعلان الليبيين أنه لن يتم إعادة فتح الميناءين الرئيسيين في الشرق قبل الشهر القادم يقلص وتيرة عودة الامدادات الليبية مقارنة مع توقعات السوق، الاتفاق الحالي قد يتماسك ، على الأقل إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة وإلى أن يعلم المسلحون الذين يطالبون بدولة اتحادية إمكانية تنفيذ مطالبهم ، لكن ارتفاع مستوى العنف في البلاد يبعث على القلق.
وتراجع سعر مزيج برنت من أكثر من 115 دولارا للبرميل في أواخر يونيو إلى أدنى مستوى في ثلاثة اشهر عند 104.39 دولار للبرميل لأسباب منها توقعات بزيادة الصادرات الليبية، لكن الأسعار تعافت لتتجاوز 106 دولارات للبرميل اليوم الاربعاء.
وتشير توقعات الخبراء إلى أنه إذا تماسك اتفاق فتح الميناءين فقد يتراوح متوسط الشحنات بين اقل من 500 ألف برميل يوميا وما يصل إلى مليون برميل يوميا وفقا للصعوبات الفنية.

شارك