تجدد المطالب بإصدار قانون الإرهاب في تونس .. بعد استشهاد 15 جنديا

السبت 19/يوليو/2014 - 10:55 ص
طباعة تجدد المطالب بإصدار
 
عادت المطالبة بإصدار قانون الإرهاب إلى السطح مرة أخرى في تونس، عقب استشهاد 15 جنديا تونسيا على يد مسلحين بجبل الشعانبي، وطالب رئيس الحكومة والقوى السياسية المجلس التأسيسي بسرعة إصدار القانون.
تجدد المطالب بإصدار
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية رشيد بوحولة، استشهاد 15 وإصابة 20 جنديا تونسيا على أيدي مسلحين يعتقد بأنهم على صلة بتنظيم القاعدة، حيث هاجموا موقعين عسكريين في جبل الشعانبي، الأربعاء 16 يوليو الجاري ، خلال وقت الإفطار.
وأضاف المتحدث أنّ "مجموعتين إرهابيتين" قامتا بمهاجمة نقطتي مراقبة تابعتين للجيش على مستوى منطقة هنشير التلة في عمق الجبل باستعمال قذائف "آر بي جي"، وأسلحة رشاشة تزامنا مع وقت الإفطار. والهجوم هو الأعنف الذي تتعرض له القوات العسكرية التونسية منذ سنوات طويلة، موضحا أنّ اشتباكات أعقبت الهجومين؛ مما أسفر أيضا عن مصرع "إرهابي."
وكانت وزارة الدفاع التونسية أعلنت في 2 يوليو عن مقتل أربعة من جنودها في انفجار لغم بسيارة "هامر" أثناء قيام وحدات من الجيش الوطني بعملية تمشيط "في إطار مكافحة الإرهاب بمنطقة جبل ورغة في ولاية الكاف". بحسب ما أوردت الوزارة على موقعها الرسمي.
وقالت الوزارة إنها دمرت في حينها مواقع لعناصر إرهابية متحصنة في جبال ورغة، وقامت بعملية ملاحقة لهذه العناصر.
تجدد المطالب بإصدار
وشهدت بعض المحافظات التونسيّة ليل الخميس 17 يوليو الجاري مسيرات شعبيّة حاشدة للتنديد بالإرهاب والتضامن مع عائلات الشهداء من الجيش الوطني، الذين سقطوا قبل يومَين في هجوم إرهابي مسلّح في منطقة هنشير التلة في جبل الشعانبي في محافظة القصرين.
دعا رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، نواب المجلس الوطني التأسيسي إلى ضرورة التسريع في سن قانون الإرهاب لتوفير الحماية القانونية والبحث عن الآليات الناجعة للقضاء على آفة الإرهاب.
وأعلن رئيس الوزراء التونسي، عن إطلاق حملة تستهدف شبكات تجنيد المواطنين للقتال في الخارج، لا سيما سوريا والعراق، وكذلك ضد رجال الدين الذين يحرضون على العنف.
وقال جمعة في خطاب متلفز، الخميس: إن الهجمات كانت تهدف إلى تشويه سمعة تونس المنفتحة والمتسامحة، وعرقلة انتقالها للديمقراطية، مضيفا أن السلطات ستعزز رقابتها للحدود، وستتخذ تدابير لمواجهة الشبكات التي تجند أعدادا كبيرة من التونسيين للقتال في سوريا والعراق.
تجدد المطالب بإصدار
وحمل بعض السياسيين مسئولية سقوط جنود من قوات الجيش التونسي في جبل الشعانبي، إلى المجلس التأسيسي بسبب ما اعتبروه "تباطؤاً" في المصادقة على القانون المعروض عليه منذ مدّة. وقال الأمين العام الجديد لحزب "المسار" سمير بالطيب: إن هناك فراغاً تشريعياً بما أنّ الإطار القانوني لمحاربة الإرهاب غائب ومعطل بسبب المجلس التأسيسي، المتسبب في "هذا الفراغ"، مشيراً إلى نوع من "التساهل مع الإرهاب". 
كما طالب حزب آفاق تونس في بيان له، نواب المجلس الوطني التأسيسي بالمصادقة الفورية على مشروع قانون مجابهة الإرهاب والإقلاع عن التستر وراء التعلات الواهية الهادفة لتعطيل صدوره وتنفيذه.
واستنكر الحزب استهداف قوات الجيش التونسي، قائلا: مثل هذه العمليات الإرهابية التي تستهدف بالأساس أمننا واستقرار بلادنا ووحدتها في مرحلة نتجه فيها لإنهاء المسار الانتقالي وتعزيز البناء الديمقراطي، مؤكدا مواصلة دعمه المطلق ومساندته الكاملة لقوات أمننا الداخلي ولجيشنا الوطني.
الأمين العام المساعد
الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي
وقرّرت الهيئة الإداريّة للاتحاد العام التونسي للشغل، في جلسة استثنائيّة عقدتها، أول من أمس الخميس، تنظيم مسيرة وطنيّة مناهضة للإرهاب ومسيرات أخرى على صعيد محلي اليوم السبت . كذلك دعت العمال والقوى الوطنيّة والمنظمات والأحزاب إلى المشاركة المكثفة للردّ الشعبي على الإرهاب تحت راية واحدة هي راية تونس، وشعار موحّد هو: "لا مكان للإرهاب في تونس".
على صعيد آخر طالبت الهيئة بالإسراع بسنّ قانون الإرهاب وإنهاء مناقشته بعد أن ظلّ طيلة أشهر في المجلس التأسيسي أسير المزايدات والمراهنات، إذ إن هذا الأمر أعاق عمل الأجهزة وشجّع الأطراف الإرهابيّة على مواصلة تحدّي القانون والدولة.
كذلك دعا الاتحاد إلى عقد المؤتمر الوطني لمقاومة الإرهاب في خلال الأسبوع المقبل بعد التشاور مع جميع الأطراف. 
راشد الغنوشي رئيس
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
ودعت حركة النهضة- الذراع السياسي لجماعة الإخوان في تونس- إلى التسريع في المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب لتعويض القانون المعمول به حاليا، منددة بالجريمة الإرهابية التي طالت "جنودنا في شهر رمضان المعظّم".
وأكدت الحركة، في بيان لها، أن مخططات الإرهاب تستهدف النيل من الأجهزة العسكرية والأمنية وإجهاض المسار الانتقالي ووأد الديمقراطية والحرية في تونس وبث الفوضى، معتبرة استكمال المسار وبناء المؤسسات الدائمة للدولة أفضل رد على المخططات الإرهابية.
ودعت الحركة إلى التعجيل بعقد جلسة الحوار الوطني وتحديد موعد مؤتمر وطني لمقاومة الإرهاب من أجل ضبط إستراتيجية تمكن من التصدي لهذا الخطر، معلنة إلغاء حفل الإفطار الوطني الذي دعت لتنظيمه اليوم السبت 19 يوليو وكل التظاهرات الاحتفالية أيام الحداد الوطني.
هذا وأعلنت حركة النهضة أنها ستنظم مسيرة أمس إثر صلاة الجمعة انطلاقا من جامع الفتح بالعاصمة، إضافة إلى عدد من المسيرات الأخرى في كامل أرجاء البلاد إثر صلاة التروايح.
مصطفى بن جعفر
مصطفى بن جعفر
فيما وردّ رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، أن "لا وجود لفراغ تشريعي ما دام قانون الإرهاب لعام 2003 لا يزال موجوداً بالرغم من أنّه تعسفي". وأشار إلى أنّ "لتونس دستور جديد يفرض عليها سنّ قوانين جديدة تتلاءم معه وتحترمه، وتحفظ الحريات ولا تتعدّى على حقوق أحد وتحترم المواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس". وأكّد أن لا وجود لنية تعطيل المصادقة على القانون؛ لأنه قانون للأجيال القادمة. ورغم إقراره بوجود شيء من التأخير، غير أنّه قال: إنّ النقاش ينبغي أن يذهب إلى العمق. واعتبر بن جعفر أن الربط بين فاجعة القصرين وقانون الإرهاب يحمل نوايا غير سليمة. وأكّد أنّ محاربة الإرهاب تحتاج إلى إستراتيجية متكاملة، وقال: إن أفضل ردّ على الإرهاب هو التسجيل في الانتخابات والمشاركة فيها لسدّ الطريق أمام من يريدون الشر لتونس، على حدّ تعبيره. 
مهدي جمعة
مهدي جمعة
إلا أن المجلس الوطني التأسيسي سيعقد، يوم الاثنين القادم، جلسة عامة للاستماع إلى رئيس الحكومة مهدي جمعة، الذي من المنتظر أن يكون مرفوقا بوزير الداخلية ووزير الدفاع ووزير العدل، في إطار جلسة استماع حول ملف الإرهاب وآليات التصدي له، ارتباطا بالأحداث الأخيرة التي حصلت في الشعانبي.

شارك