قصف مواقع الحوثيين قرب الحدود السعودية والحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في عدن / 500 قذيفة على 4 قرى شيعية والمعارضة تنسحب من سهل الزبداني
الأربعاء 22/يوليو/2015 - 11:14 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الأربعاء الموافق 22/ 7/ 2015
500 قذيفة على 4 قرى شيعية والمعارضة تنسحب من سهل الزبداني
قصف مقاتلو المعارضة السورية أربع قرى موالية للنظام في ريفَيْ حلب وإدلب شمال البلاد بحوالي 500 قذيفة، بهدف الضغط على النظام و«حزب الله» لوقف قصف الزبداني بعد شن 600 غارة عليها، في وقت انسحب مقاتلو المعارضة من سهل الزبداني للدفاع عن المدينة الواقعة شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان. وتعهدت «حركة أحرار الشام الإسلامية»، إحدى أكبر الفصائل المسلحة، بـ «حماية الأقليات»، فيما شددت تركيا إجراءات الأمن على حدودها مع سورية بعد التفجير الانتحاري مقابل عين العرب (كوباني) أول من أمس.
وأعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» عن استهداف «ثكنات جيش النظام وميليشياته الشيعية في معسكري نبل والزهراء، رداً على الهجمة البربرية لقوات النظام وحزب الله والحرس الثوري الإيراني على مدينة الزبداني». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصف الفصائل المعارضة مناطق في نبل والزهراء وسقوط 160 قذيفة على القريتين أمس، وقال إن «جيش الفتح» أطلق 300 قذيفة على بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، بالتزامن مع اشتباكات لأكثر من 8 ساعات متواصلة في محيط البلدتين. وأشار «المرصد» ونشطاء معارضون، إلى أن أهالي سكان القرى الأربع خرجوا بتظاهرات في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي وقطعوا الطريق إلى مطار دمشق الدولي، مطالبين «حزب الله» بإرسالهم للدفاع عن أهلهم في حال لم يتمكن عناصر الحزب وقوات النظام من الدفاع عنها.
وقتل 18 شخصاً وأصيب عشرات بجروح في سقوط صاروخ أرض- أرض على حي المغاير في وسط مدينة حلب، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى انهيار أكثر من ثلاثين مسكناً، مضيفاً أن عشرات الأشخاص عالقون تحت الأنقاض، والدمار هائل.
وبعدما قال «المرصد» إن 600 غارة شنتها قوات النظام على الزبداني، أشار إلى أن مقاتلي المعارضة انسحبوا من سهل الزبداني للدفاع عن المدينة حيث جرت أمس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و«حزب الله» من جهة، والمقاتلين المحليين من جهة أخرى، وسط أنباء عن تقدم المقاتلين وتدمير آليات تابعة للحزب وقوات النظام. وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، إن ثوار الجبل الشرقي أحرزوا فجر الثلثاء تقدماً عسكرياً أمام قوات الأسد وعناصر «حزب الله» وسيطروا على حاجزين ونقاط متقدمة عدة ودمروا دبابة. واعتبر «الجيش الحر» والحكومة الموقتة التابعة لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، أن هجوم النظام و«حزب الله» على الزبداني «غزو إيراني».
وواصلت «حركة أحرار الشام» حملتها لكسب الرأي العام الغربي أمس، وبعد مقالته في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، كتب لبيب نحاس مسئول العلاقات الخارجية في الحركة، مقالاً في «ديلي تلغراف» البريطانية شدد فيه على أن «أحرار الشام تريد أن ترى نهاية لحكم الأسد وهزيمة شاملة (لتنظيم الدولة الإسلامية) وحكومة مستقرة وتمثيلية في دمشق». وأضاف: «نود أن نرى نظاماً سياسياً يحترم الهوية والتطلعات السياسية المشروعة للأغلبية في سورية، وفي الوقت ذاته يحمي الأقليات ويمكّنها من لعب دور حقيقي وإيجابي في مستقبل البلاد».
إلى ذلك، وعدت الحكومة التركية بتعزيز الإجراءات الأمنية غداة هجوم انتحاري قتل فيه 32 مدنياً ونسب إلى «داعش» في مدينة سوروتش قرب الحدود مع سورية. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: «تم تحديد هوية مشتبه فيه ويتم التحقق من صِلاته المحتملة مع الخارج أو داخل تركيا. الاحتمال الأكبر هو أن يكون الأمر هجوماً انتحارياً على علاقة بداعش». ووعد بـ «مواصلة تعزيز الأمن. وسنبحث في خطة عمل تشمل إجراءات أمنية جديدة على حدودنا»، مؤكداً: «سنبذل كل الجهود ضد المسئولين (عن الهجوم) أياً كانت هوياتهم».
سياسياً، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، تأكيده «ضرورة الحل السياسي» في سورية، وأن «دعم الإرهاب هو السبب الرئيسي وراء استمرار الأزمة والتطرف»، فيما قال دي ميستورا الذي يصل غداً إلى دمشق أنه يسعی إلی «حل سياسي جديد للأزمة السورية لنتمكن من تسويتها بالطرق السلمية والديمقراطية».
ترامب مع ضرب «داعش» والاستيلاء على نفط العراق
حرب العراق وإخفاقات الرئيس السابق جورج دبليو بوش لم تعد الشبح الذي يلاحق الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية عام 2016، مع تحول رجل الأعمال دونالد ترامب إلى الكابوس الجديد لليمين الأمريكي والذي قد يفسد حظوظ الحزب في الفوز على المرشحة الأقوى بين الديمقراطيين هيلاري كلينتون.
وقبل ستة أشهر من الانتخابات التمهيدية للسباق إلى البيت الابيض بلغ عدد المرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري رقما قياسيا مع إعلان حاكم أوهايو جون كاسيتش تلاشحه امس.
وباتت القائمة الجمهورية تضم اربعة أعضاء في مجلس الشيوخ على الأقل واربعة حكام واربعة حكام ولايات سابقين ورئيسة مجلس إدارة شركة سابقة وجراح اعصاب متقاعداً بالإضافة إلى ترامب.
ولم تعطِ النخبة الحزبية أهمية لترامب حين أعلن ترشحه في حزيران (يونيو) الماضي ووصفه الإعلام الأمريكي بأنه «مهرج»، لكنه يتصدر الاستطلاعات الجمهورية اليوم مهدداً حظوظ المرشحين الأقرب للمؤسسة الحزبية، الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش، وحاكم ولاية ويسكونسن سكوت والكر، والسناتور ماركو روبيو.
وأعطى استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وقناة «أي بي سي» ترامب القفزة الأكبر بين المرشحين الجمهوريين منذ بدء السباق، وتصدر بنسبة ٢٤ في المئة من المستفتين في مقابل ١٤ في المئة لوالكر و١٣ في المئة لبوش.
ويعتمد ترامب أسلوباً مختلفاً عن معظم المرشحين الرئاسيين عبر مخاطبته الأمريكيين بلهجة عامية، واستمالة القاعدة اليمينية بشعارات تهاجم المهاجرين غير الشرعيين، وتعد ببناء جدار على الحدود مع المكسيك وضرب تنظيم «داعش» والاستيلاء على نفط العراق.
وتفرض لهجة ترامب وتقدمه في الاستطلاعات، انتقال المرشحين الجمهوريين أكثر إلى موقع اليمين لمبارزته في الانتخابات التمهيدية، ما سيزيد صعوبات عودتهم إلى الخط الوسط في مواجهة المرشح الديمقراطي لاحقاً.
وتجاوز البليونير ترامب كل المحرمات في حملته وصولاً إلى إهانة السناتور الجمهوري جون ماكين قائلاً إنه «ليس بطل حرب»، رغم احتجازه وتعذيبه ست سنوات خلال حرب فيتنام.
ورفض ترامب الاعتذار من ماكين في ظل دعوات طالبته بالانسحاب من السباق قبل المناظرة الأولى للمرشحين في ٦ آب (أغسطس) المقبل. لكن البليونير الأمريكي يرى في الحملة فرصة لتسويق أجندته واسمه التجاري والإعلامي.
وفي الصف الديمقراطي، تخوض كلينتون معركة أسهل في مواجهة السناتور بيرني ساندرز الذي تتقدم عليه بفارق 45 نقطة.
وأفاد موقع «بوليتيكو» بأن جوزف بايدن، نائب الرئيس، يدرس الترشح ما قد يجعله المرشح الأقوى ضد كلينتون. وأشار إلى ان بايدن سيحسم قراره في أيلول (سبتمبر) المقبل.
وتراهن كلينتون على تبني شعارات ليبرالية في الانتخابات التمهيدية، والتحالف مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الدفاع عن سياسته الداخلية والخارجية، والعمل لجذب الأقليات.
وتتقدم كلينتون في الاستطلاعات على جميع المرشحين الجمهوريين، وبفارق ٣ نقاط عن بوش و10 نقاط عن ترامب.
قصف مواقع الحوثيين قرب الحدود السعودية والحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في عدن
ذكرت مصادر مطلعة لـ«الحياة» أن طيران «التحالف»، الذي تقوده السعودية، قصف صباح وظهر أمس تجمعات للحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالقرب من منفذ حرض الحدودي ومديرية ميدي، رداً على إطلاقهم قذائف على الحدود السعودية. وأشارت إلى أن مجموعات مسلحة أطلقت قذائف «كاتيوشا» ورشاشات باتجاه الحدود السعودية ما استدعى الرد عليها وسقط بنتيجة ذلك ما يقارب ١٥٠ من مقاتلي الحوثيين وعناصر الحرس الجمهوري التابعين لصالح.
وأشارت المصادر إلى أن الطيران والمدفعية قصفا تجمعات مسلحين في جبل أبوالنار عند الحدود جنوب شرقي قرية الخوبة السعودية، بعد أن تم اكتشاف مصادر النيران التي استهدفت القرى الحدودية السعودية أمس.
واستهدف طيران التحالف مجمعاً في جبل حديد تستخدمه ميليشيا الحوثي وقوات صالح مقراً لها، كما قصف مواقع للميليشيات في ميدي التي تقع على الحدود قرب مدينة الموسم السعودية الساحلية.
وذكرت مصادر مطلعة أن مروحيات «اﻷباتشي» تمكنت من تمشيط المديريات القريبة من الحدود السعودية، بحثاً عن جماعات مسلحة قامت بإطلاق قذائف «كاتيوشا» على قرى حدودية سعودية في الطوال والخوبة، مشيرة إلى أن المروحيات شوهدت أيضاً صباح أمس وهي تمشط الحدود شرق الخوبة، وأطلقت أعيرة نارية أمس على عدد من المواقع التي يتحصن فيها الحوثيون في محافظة صعدة.
إلى ذلك، بدأت الحياة الطبيعية تعود إلى أحياء محافظة عدن تدريجياً، خصوصاً في قلب المحافظة، بعد طرد جيوب المتمردين إلى مسافات لا تستطيع قذائفهم الوصول منها إلى المدنيين وسط عدن، إلا أن الحذر لا يزال يسيطر على سكان المحافظة لعدم توافر الماء والكهرباء.
وكشف نائب وزير الصحة اليمني الدكتور ناصر باعوم لـ«الحياة» أن الوضع العام في عدن أصبح أكثر أمناً بعد سيطرة القوات الشرعية على المحافظة، مضيفاً أن السكان بدءوا يمارسون الحياة، مع قليل من التخوف من هجمات مباغتة قد تقوم بها الميليشيات الحوثية وقوات صالح. وأوضح أن ميناء عدن استقبل أمس أول قوافل الاغاثة القادمة من ميناء جيبوتي وترفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أن قافلة سعودية ستصل إلى ميناء عدن اليوم بعد أن أصلحت مراسيه. وقال باعوم: «الحالة الإنسانية في محافظات عدن سيئة للغاية، وتعاني المدينة من نقص في المواد الطبية والعلاجية، ولا توجد مياه صالحة للشرب، أما الكهرباء فهي تعمل نصف اليوم بشكل متقطع، والحياة في اليمن والمناطق المحاصرة تعاني كثيراً». وأوضح أن قوات الحوثيين تتمركز في محافظة لحج، وتتحكم بخزانات المياه المغذية لعدن، مسببة أزمة يعاني منها سكان المدينة، بالتزامن مع انقطاع موارد المعيشة بعد تفجير خزانات الغاز ومصافي النفط.
"الحياة اللندنية"
تعزيزات عسكرية للتحالف إلى عدن لاستكمال «السهم الذهبي»
وصول سفينة إماراتية ضمن قافلة مساعدات إنسانية
استقبل ميناء عدن أمس الثلاثاء ثلاث سفن مساعدات إحداها من الإمارات للمرة الأولى بعد استكمال المقاومة اليمنية تحرير محافظة عدن ومديرياتها، بالتزامن مع تقارير عن تنفيذ قوات التحالف الداعمة للشرعية عملية إنزال لمعدات عسكرية كبيرة وجنود في منطقة البريقة. وقالت مصادر في المقاومة اليمنية إن الإنزال الضخم يأتي لاستكمال المرحلة الثانية من عملية «السهم الذهبي» التي أدت إلى تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة.
وسلمت الأمم المتحدة بحراً شحنة من المساعدات الإنسانية إلى عدن، هي الأولى للمنظمة الدولية التي تصل إلى هذه المدينة في جنوب اليمن منذ بداية النزاع المسلح قبل نحو أربعة أشهر. ووصلت سفينة ثانية محملة بالمساعدات الإنسانية أرسلتها الإمارات، بعد الظهر كما وصلت أيضاً سفينة كويتية لذات الغرض.
وقال وزير الداخلية اليمني اللواء عبده الحذيفي: إن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، باتت تسيطر على المناطق السكنية في مدينة عدن بالكامل. وأوضح الوزير في الحكومة المعترف بها دولياً، أن القوات الموالية للرئيس، تتقدم في المرحلة الراهنة نحو محافظة لحج المجاورة، لاستعادتها من قبضة الحوثيين، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية أن الأيام المقبلة ستشهد عمليات تحرير واسعة بعد استكمال استعادة قاعدة العند الاستراتيجية.
واستعداداً لمزيد من الانتصارات على فلول التمرد، أكدت مصادر أمنية وصول تعزيزات عسكرية من دول التحالف العربي، وأشارت المصادر إلى أن هذه التعزيزات تتكون من ١٣٠ آلية عسكرية جديدة، ومئات الجنود المدربين.
وكشف الدكتور حمزة الكمالي، عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني سابقاً، عن استعدادات وتحضيرات عسكرية ستشهدها قاعدة العند الجوية ومحافظتا أبين ولحج، فضلاً عن محافظة تعز وسط وجنوب اليمن. وأوضح الكمالي، في تصريحات أمس أن هذه العملية العسكرية، التي ستنطلق خلال أيام تعتبر المرحلة الثانية من عملية «السهم الذهبي»، التي أطلقتها قوات التحالف لاستعادة عدن.
غموض يكتنف مصير التشيكيين المخطوفين في لبنان
توقيف متهم لمشاركته بمهاجمة مراكز الجيش في أحداث عرسال
أوقف الجيش اللبناني، أمس، متهماً بالمشاركة في أحداث عرسال العام الماضي، في وقت لايزال الغموض يلفّ ملفّ التشيكيّين الخمسة المخطوفين (سيفارك جان، حمصي آدم، جوبيس ميروسلوف، بيسيك مارلين وكوفون بافيل) في كفريا في البقاع الغربي منذ يوم السبت الماضي، في حين أكد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أن اسقاط الحكومة ليس ضمن أهدافه في المرحلة الحالية.
وقد استنفرت الأجهزة الأمنية للإمساك بأي خيط يشير إلى خلفيات العملية وهوية منفذيها، وما إذا كانت أهدافها مادية أم يراد منها مبادلة التشيكيين، لا سيما وأن سائق السيارة التي كانت تقلهم صائب فياض هو شقيق اللبناني علي فياض الموقوف في تشيكيا منذ عام 2014 بعدما اعتقل بطلب أمريكي لاتهامه بالمتاجرة بالسلاح والتآمر على الولايات المتحدة، رغم أنه يحمل الجنسية الأوكرانية. وكان مستشاراً لوزير الدفاع الأوكراني لشئون الشرق الأوسط في عهد الرئيس السابق فكتور يانوكوفيتش، وأوقفته السلطات التشيكية تمهيداً لتسليمه إلى الولايات المتحدة الراغبة في محاكمته، لذلك انتهز شقيقه صائب فرصة ذهبية وجدها أمامه لإخراجه من وراء القضبان التشيكية، فقام بمعاونة آخرين بما خطط له ونفذه، ونجح فيه، كما ترجح بعض المصادر، حتى ان معلومات صحفية تحدثت عن أن التشيكيين الخمسة موجودون حالياً في قرية لبنانية جنوبية، وعملية اختطافهم جاءت من أجل الضغط لإطلاق سراح علي فياض بعدما دخلوا إلى لبنان في مهمة صحفية، وأنهم قبل ساعات قليلة من اختفائهم كانوا يتواجدون في أحد فنادق العاصمة إلى جانب شخص أسمر حليق الرأس يعتقد أنه صائب فياض، وكان بحوزتهم كاميرات ومعدات تصوير كثيرة، وربما كانوا صباح ذلك اليوم يتوجهون إلى سوريا من أجل مهام صحفية عبر البقاع، حيث وصلوا إلى كفريا واختطفوا منها. واعتبرت هذه المصادر أن ترك جوازات سفر المخطوفين في السيارة يدل على ان الجهة الخاطفة تريد إيصال رسالة ولم يكن الأمر محض صدفة، بل إن الجهات الأمنية لاحظت أن الجوزات وضعت في السيارة بشكل منظم وليس مبعثراً ما يدل على ان هناك هدفاً من ذلك.
من جهة أخرى، أوقفت قوى الجيش في منطقة عرسال ليل أمس الأول، المدعو حسن محمد شاهين المطلوب لمشاركته مع آخرين في مهاجمة مراكز الجيش خلال أحداث عرسال في شهر أغسطس/آب 2014، كما أوقفت قوى الجيش في منطقة دير عشاش في قضاء زغرتا، السوري محمود مصطفى درباس للاشتباه في ارتكابه أعمالاً إرهابية، ولقيادته سيارة تحمل لوحة مزورة، وتجوله ببطاقة هوية مزورة، وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم.
وفيما لا تزال الأزمة الحكومية تراوح مكانها قبل يوم واحد من الجلسة الحكومية المقررة غداً لبحث آلية عمل الحكومة بعد أسبوعين من آخر جلسة شهدت نقاشاً حامياً وعراكاً كلامياً بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل حكم وانتهت بتأجيل البحث في البنود الواردة في جدول الأعمال، أكد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في حديث إلى وكالة الأنباء الإيرانية أمس أن «إسقاط الحكومة ليس من ضمن الأهداف التي يعمل عليها في هذه المرحلة، وأن الأولوية لديه الآن هي للاعتراض من داخلها ولمواصلة التحرك في الشارع».
37 قتيلاً باشتباكات قبلية جنوبي ليبيا والجيش يتقدم في بنغازي
الاتحاد الأوروبي يحدد 5 شخصيات لمعاقبتها بينها 3 من قادة الميليشيات
تمكن الجيش الليبي أمس من السيطرة بالكامل على طريق مطار بنغازي بعد معارك ضارية مع الجماعات المتشددة، فيما سقط عشرات القتلى في اشتباكات قبلية بين التبو والطوارق في أكبر مدن الجنوب الليبي، كما وقعت اشتباكات بين قوات تابعة لمصراتة مع عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في الطريق الجنوبي لبلدة أبوقرين قرب مشروع اللود الزراعي أبو نجيم «شرقي مصراتة، غربي سرت».
وقال الناطق باسم اللواء الأول مشاة أحمد الخراز إنَّ أفراد الجيش تقدموا وسيطروا على طريق المطار بالكامل، وأفاد أن قوات الجيش قامت في الأيام الماضية بعمليات نوعية حملت اسم «سالم النايلي»، سيطرت خلالها على طريق المطار بالكامل ومعسكر 21.
وأشار إلى تمشيط معسكر 319، من قبل مجموعة الدبابات والمدفعية وقوات الصاعقة بمحور بوعطني، كما أكد سيطرة الجيش على ميناء المريسة منذ يومين.
وأكد الخراز أن الشرطة العسكرية وأفراداً من الجيش قبضوا على قناص سوداني الجنسية في منطقة بوهديمة، كما قبضت السرية الثالثة التابعة للواء على ستة أفارقة، ثلاثة سودانيين وإثيوبي وتشاديين اثنين.
من جهة أخرى قال مسئولون أمس إن العشرات سقطوا قتلى في اشتباكات بين قبيلتين في أكبر مدن الجنوب الليبي وقال حامد رافع الخيالي عميد بلدية مدينة سبها إن الاشتباكات تفجرت بين الطرفين قبل أربعة أيام في ضاحية من ضواحي المدينة.
وقال مسئول من قبيلة تبو إن الاشتباكات بدأت بعد مقتل أحد أفراد القبيلة عند حاجز أمني.
وقال الخيالي هاتفياً من سبها الواقعة على مسافة 700 كلم تقريبا جنوبي طرابلس «قتل حوالي 29 فرداً من الطوارق وجرح أربعة في الاشتباكات.»
وطلبت المدينة من المسئولين العسكريين في طرابلس المساعدة في إعادة النظام، لكنها لم تتلق رداً.
في غضون ذلك اشتبكت قوات تابعة لمصراتة مع عناصر التنظيم الإرهابي، في الطريق الجنوبي لبلدة أبوقرين قرب مشروع اللود الزراعي أبونجيم واُستُعملت فيها الأسلحة الثقيلة.
وأفاد مصدرٌ بمجلس مصراتة العسكري بأنَّ مسلحي التنظيم تسللوا ودخلوا طريق مشروع اللود الزراعي عن طريق بلدة زمزم التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وأضاف أنَّه في أعقاب ذلك عَقَدَ مجلس مصراتة العسكري اجتماعاً طارئاً مع الغرفة الأمنية المشتركة و«اتحاد ثوار مصراتة»، جرى فيه تكليف قوات لتعزير حماية وتأمين المنطقة العسكرية. وأكد أنَّ دورية أمنية رصدت قبل أيام أربع سيارات عسكرية للتنظيم الإرهابي تقترب من منطقة البويرات و«تم إجبارها» على الفرار.
على صعيد آخر كشفت مصادر دبلوماسية أن الاتحاد الأوروبي حدد خمس شخصيات ليبية سيفرض عليها عقوبات بينهم ثلاثة من قادة الميليشيات المتشددة في طرابلس إلى جانب قائديْن عسكرييْن يقولان إنَّ فصيلهما لا يمكنه الالتزام بأي اتفاق، سيُفرض عليهم حظرٌ للسفر إلى الاتحاد وتجميدٌ للأصول إذا لم يغيروا موقفهم.
ومن المنتظر أن تُفرض عقوبات على ثلاثة من قادة الفصائل المسلحة في طرابلس يدعمون برلمان الميليشيات، وهم عبد الرحمن السويحلي، وهو سياسي من مصراتة على صلة بالحكومة التي شكَّلتها جماعة ميليشيا فجر ليبيا المتشددة في طرابلس، وهو مدرج أيضاً على قائمة عقوبات من الأمم المتحدة تعرقلها روسيا والصين، إلى جانب صلاح بادي وعبد الرءوف المناعي. وبحسب الوكالة نفسها فإنَّ العقوبات تضم عسكريين بارزين في الجانب الآخر.
واستنكرت الحكومة الليبية الشرعية على لسان أبوبكر بعيرة عضو لجنة الحوار التابعة للبرلمان فرض عقوبات على شخصيات تعمل تحت الشرعية المتمثلة في مجلس النواب المنتخب.
"الخليج الإماراتية"
مقتل 13 من "داعش" في أعمال عنف ببعقوبة
قتل 13 من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" و6 مدنيين في أعمال عنف في بعقوبة مركز محافظة ديالي، 57 كم شمال شرقي بغداد، وفقا لما أعلنته الشرطة العراقية، اليوم الأربعاء.
وقالت المصادر: إن طيران التحالف الدولي نفذ طلعات جوية على مواقع تابعة لعناصر تنظيم داعش في قرى خميرة الحدودية مع محافظة كركوك ما أسفر عن مقتل 13 مسلحا كانوا باجتماع لقيادات التنظيم بينهم 3 قيادات عربية وهم أبو أسامة الوالي "مصري الجنسية" وعلي الشكماك "مصري الجنسية" وعبدالله ليثي "أردني الجنسية".
وأشارت إلى أن عبوة ناسفة موضوعة في حي الزراعة شمال غربي بعقوبة انفجرت في وقت متأخر من ليلة أمس أسفرت عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 10 آخرين بجروح.
مقتل 14 من طالبان باشتباكات شمال أفغانستان
لقي 14 مسلحاً مصرعهم في اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين من حركة طالبان في قضائي "ألمار"، و"قيصر" بولاية فارياب شمالي أفغانستان.
وأفاد الضابط في الجيش الأفغاني، "شيرين شاه كوهبندي"، أن اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن ومسلحين من طالبان بعد تنفيذ الأولى عملية أمنية في منطقة "توربات"، في ألمار، لافتاً إلى أن الاشتباكات استمرت قرابة 12 ساعة، وأسفرت عن مقتل 10 مسلحين بينهم اثنان يحملان الجنسية الأوزباكستانية.
وذكر كوهبندي أن قوات الأمن تمكنت خلال العملية الأمنية، أيضاً من إبطال مفعول 30 لغماً أرضياً زرعها المسلحون على جوانب الطرقات في المنطقة.
من جانب آخر، أوضح، النائب في البرلمان الأفغاني عن ولاية فارياب، فتح الله قيصري، أن 4 مسلحين قُتلوا، وأصيب 4 آخرون، إضافة إلى شرطيين مدنيين، خلال اشتباكات اندلعت جراء هجوم مسلحين على مخفر للشرطة في منطقة "تاراكجي"، التابعة لقضاء "قيصر" في الولاية.
وفي المقابل، ذكرت طالبان في بيان لها، أن 9 عناصر من قوات الأمن لقوا حتفهم، وأصيب 9 آخرون، في الاشتباكات التي اندلعت بقضاء ألمار، فضلاً عن تمكن عناصر الحركة من السيطرة على 12 مخفر للشرطة.
محكمة أمريكية تغرم شركة رفضت توظيف مسلمة محجبة
قضت محكمة أمريكية عليا تغريم شركة "آبركرومبي آند فيتش" للألبسة 25 ألف دولار تعويضا للفتاة المسلمة "سامانثا إيلاوف"، بسبب رفض الشركة توظيفها لكونها محجبة.
وكانت إيلاوف، المولودة في مدينة "تولسا" بولاية "أوكلاهوما"، تقدمت عام 2008 بطلبٍ لشركة "آبركرومبي آند فيتش" للألبسة، من أجل العمل في قسم ألبسة الأطفال، وكانت تبلغ من العمر حينها 17 عاماً، إلا أن الشركة رفضت طلبها بداعي "مخالفتها للسياسة المتبعة بشأن ملابس العاملين".
وتجدر الإشارة إلى أن محكمة منطقة "تولسا"، قضت سابقاً لصالح الفتاة وغرمت الشركة بدفع مبلغ 20 ألف دولار كتعويضات، بعد الدعوى التي رفعتها لجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية، مؤسسة اتحادية، بالنيابة عن إيلاوف، إلا أن محكمة الاستئناف في "دينفر"، أصدرت حكماً لصالح الشركة، لتنتقل القضية في أكتوبر عام 2014 إلى المحكمة العليا، حيث أكدت المحكمة في قرارها، الذي جاء بتأييد 8 أعضاء مقابل 1، أن على الشركة توفير الإمكانات التي تسمح للعاملين فيها تأدية عباداتهم، مشيرةً أنه لا يحق للشركة، رفض أيّ شخص يتقدم للعمل، بسبب معتقداته الدينية.
جدير بالذكر أن قانون الحقوق المدنية الذي صدر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1964 يحظر التفرقة بين العاملين، بسبب انتماءاتهم الدينية أو الإثنية.
"الشرق القطرية"
ورطة أردوغان تضع تركيا على خط النار
رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يشير إلى تورط داعش في تفجير سوروتش التركية
يرى مراقبون أن التفجير الانتحاري الذي استهدف أول أمس مدينة سوروتش التركية، على الحدود مع سوريا، من شأنه تعميق ورطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع تنظيم داعش، وهي ورطة مُرشحة لأن تتفاعل في اتجاه وضع تركيا على خط النار.
وأعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، أن عناصر من الشرطة التركية قامت بتحديد هوية مشتبه به مرتبط بالتفجير الانتحاري المذكور، حيث “يتم حاليا التحقق من روابطه المحتملة مع الخارج أو داخل تركيا”.
وقال خلال مؤتمر صحفي، إن “الاحتمال الأكبر هو أن يكون الأمر هجوما انتحاريا على علاقة بتنظيم داعش”، لافتا إلى أن حكومته ستعقد جلسة استثنائية “للتباحث في أي إجراءات أمنية جديدة محتملة على حدودنا”.
وفيما تبدو الحكومة التركية مشغولة بملابسات هذا التفجير الذي وقع وسط حديقة مركز ثقافي في سوروتش، التي تقع على بعد نحو 10 كيلومترات من بلدة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية، ارتفع الجدل من جديد حول علاقة أنقرة بتنظيم داعش، ودور أردوغان في تسهيل تمدد هذا التنظيم داخل سوريا والعراق.
ويدور سجال حاليا في تركيا حول هذا الدور وسط اتهامات مباشرة للرئيس رجب طيب أردوغان بأنه هو الذي ورط أنقرة في مُستنقع داعش من خلال تمهيد الطريق أمام هذا التنظيم بتقديم الدعم الكامل لـ”الجهاديين”، وفتح حدود البلاد أمامهم، إلى جانب مساعدته له في عمليات تهريب النفط العراقي، وبيعه في السوق السوداء.
ورغم أن هذا الهجوم الانتحاري يبدو في ظاهره موجها ضد الأكراد، فإن المراقبين يؤكدون أن ذلك لا ينفي مسئولية الحكومة التركية عن الكارثة التي تعصف بالعراق وسوريا، وهي كارثة أبرزت في مناسبات عديدة بصمات تركيا التي لم تتخلص بعد من أوهام أردوغان الذي يريد استعادة مجد غابر على حساب دول الجوار التي مازالت تعاني من سياسته الخارجية التي لم تخرج من دائرة استحضار تاريخ الامبراطورية العثمانية.
وتُجمع دوائر التحليل السياسي داخل تركيا ودول الجوار، على أن هذه الورطة التي تُبقي الباب مفتوحا على سيناريوهات متعددة، ستكون لها تداعيات مباشرة على مصداقية أردوغان، كما أنها قد تساهم في إحداث شرخ في حزبه الذي لم يتعاف بعد من جروحه التي نكأتها نتائج الانتخابات التشريعية الماضية التي أفقدته غالبية المقاعد في البرلمان.
داعش يُجند المهاجرين الأفارقة لتوسيع دائرة نفوذه في ليبيا
التنظيم المتطرف ينفذ حملة ممنهجة لتجنيد المهاجرين الأفارقة واستغلال ظروفهم الإنسانية لتحقيق أهدافه في التوسع والتمدد داخل ليبيا
حذر مراقبون من تزايد عمليات تجنيد المهاجرين الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا، ليكونوا وقود الحرب التي يشنها تنظيم داعش في مسعى لإقامة دولة الخلافة، بعد تمكنه من التوسع في وسط وجنوب التراب الليبي.
ورصدت مصادر ليبية متطابقة قيام داعش بتجنيد المئات من المهاجرين الأفارقة الذين باتت تغص بهم ليبيا، وخاصة في مناطقها الساحلية وذلك انتظارا لفرصة تمكنهم من الانتقال إلى السواحل الجنوبية لأوروبا.
وقال وحيد الزوي مسئول المكتب الإعلامي في كتيبة “شهداء الزاوية”، إن تنظيم داعش “يسعى إلى تعويض النقص لديه بتجنيد أفارقة من المهاجرين غير الشرعيين”.
وأشار في تصريح نقلته وكالة الأنباء الليبية في وقت سابق إلى أن سعي داعش لضم المهاجرين الأفارقة إلى صفوفه، جاء بعد مقتل عدد كبير من عناصره وقياداته لافتا في هذا السياق إلى مقتل نحو 85 فردا من داعش في معركة الليثي بضواحي بنغازي التي جرت قبل عدة أيام.
ويبدو أن تنظيم داعش الذي استطاع خلال الأشهر القليلة الماضية قلب موازين القوى الميدانية في ليبيا من خلال تمدده وتوسعه في أجزاء واسعة من البلاد، وسيطرته شبه الكاملة على مدينة سرت، أصبح في حاجة إلى المزيد من الأفراد لمواصلة تمدده، لا سيما في هذه المرحلة التي يُنظر إليها على أنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات على ضوء تداعيات اتفاقية السلم والمصالحة التي وقعها الفرقاء الليبيون الأحد قبل الماضي في مدينة الصخيرات المغربية.
ويُرجع مراقبون حاجة داعش إلى المزيد من الأفراد والعناصر القادرة على حمل السلاح، إلى فقدان هذا التنظيم للعشرات من مقاتليه في الضربات الجوية التي تشنها الطائرات الليبية، وإحكام السيطرة على الحدود الليبية مع تونس ومصر، بالإضافة إلى استمرار سلاح الجو الليبي في استهداف السفن المجهولة التي تقترب من السواحل الليبية.
وساهم هذا الحصار في تضييق الخناق على تنظيم داعش الذي لم يتبق له سوى المنفذ الحدودي السوداني، وهو يخضع حاليا لميليشيا فجر ليبيا، والتوجه إلى المهاجرين الأفارقة لتجنيدهم بالقوة والابتزاز، أو عبر إغرائهم بالمال وتوفير الأمن والأمان لهم.
وقال المُحلل السياسي الليبي سامي عاشور، في اتصال هاتفي مع “العرب”، إن عمليات تجنيد الأفارقة للقتال في صفوف داعش، تكثفت خلال الأسابيع الماضية، في سياق حملة مُمنهجة استندت إلى عاملين أساسيين، أولهما “فكرة الجهاد” التي يسعى داعش إلى الترويج إليها، وثانيا الاسترزاق الذي يدفع الكثير من الحالمين بالهجرة إلى البحث عن مصدر لتغطية حاجياتهم في انتظار الهجرة إلى أوروبا.
وتُعتبر ليبيا دولة عبور للمهاجرين الأفارقة نحو أوروبا، حيث يتدفق عليها المئات من المهاجرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية.
وأصبح تواجد هؤلاء المهاجرين في ليبيا يؤرق الدول الأوروبية، ما دفعها إلى تشكيل قوة بحرية لمنع المهاجرين القادمين من ليبيا من الاقتراب من السواحل الجنوبية الأوروبية، وخاصة منها سواحل جنوب إيطاليا (جزيرة لامبيدوزا) التي تبعد نحو 300 كيلومتر عن السواحل الليبية.
ولا يُعرف إجمالي عدد المهاجرين الأفاراقة في ليبيا، ومع ذلك سعت بعض الأطراف الليبية إلى استغلال هذا الملف للضغط على الدول الأوروبية، فيما تفطن تنظيم داعش إليهم من زاوية تحويلهم إلى خزان بشري لعملياته العسكرية في سياق مخططاته التوسعية.
ويرى سامي عاشور في تصريحه لـ”العرب”، أن المهاجرين الأفارقة الذين ينتشرون في أجزاء متفرقة من ليبيا، أصبحوا بين مطرقة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدول الأوروبية للحد من الهجرة غير الشرعية، وسندان تنظيم داعش الذي يسعى إلى استغلالهم، والزج بهم في معاركه الخاسرة.
ووصف أسلوب داعش في تجنيد المهاجرين الأفارقة بـ”الخسيس”، لأنه “يعتمد على استغلال حاجة المهاجر غير الشرعي إلى المال، والأمن والأمان”، وانتصاراته الميدانية بـ”الوهمية”، مؤكدا في المقابل أن كل من تطأ قدمه مُستنقع داعش لن يتمكن أبدا من الخروج منه”.
مناورة حماس الإعلامية مع السعودية تقلب عليها طهران ولا تُربحها الرياض
استبعد مراقبون أن تشهد الفترة القادمة تحولا عميقا في طبيعة العلاقة بين المملكة العربية السعودية وحركة حماس الفلسطينية، ومن خلفها جماعة الإخوان المسلمين، بعد اللقاء الأخير الذي جمع العاهل السعودي برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في مكة ومالت جل التحليلات السياسية إلى تصنيفه كبادرة مجاملة ضمن عادة استقبال قيادة المملكة الوفود العربية والإسلامية التي تقوم بأداء العمرة في الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان.
وحاولت دوائر إعلامية وسياسية على ارتباط بحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين استثمار اللقاء العابر للترويج إلى أنّ مصالحة بصدد الحدوث بين حماس والسعودية على أرضية رغبة الأخيرة في تجميع أكبر ما يمكن من القوى السنيّة في العالمين العربي والإسلامي بمواجهة إيران خصوصا بعد إبرام الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
غير أنّ مختصين في الشأن السعودي أكّدوا أن ذلك مجرّد مناورة إعلامية من حركة حماس تقوم على تضخيم صورتها ودورها بما يوحي بأن الرياض في حاجة إليها في المواجهة مع طهران، فيما الحركة في حالة من الضعف الشديد والتراجع بفعل لعبة تغيير الولاءات التي دأبت عليها، وأيضا بفعل ما سببته من انقسام في الموقف الفلسطيني بسيطرتها على قطاع غزّة وجرّها سكانه إلى ويلات ومآس بالتورط في حروب لم يبد لها أي تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية.
ويؤكّد هؤلاء تعدّد الموانع التي تجعل من مصالحة سعودية إخوانية أمرا مستبعدا ومن ضمنها وجود اعتراض شديد على تلك المصالحة من قبل شخصيات لها وزنها في الأسرة الحاكمة تنظر بسلبية للجماعة ولا تنقطع عن التذكير بأن الرياض أتاحت ملاذا لأعضاء الجماعة خلال عملية الاجتثاث التي تعرضوا لها في مصر في ستينات القرن الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع الإخوان في التسعينات من تأييد حركة هدفت لتغيير نظام الحكم في المملكة.
وسبق للأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الراحل وشقيق الملك سلمان بن عبدالعزيز ووالد ولي العهد الحالي الأمير محمد بن نايف أن وصف الجماعة بأنها “مصدر كل مشاكلنا في العالم العربي”.
ولا يخفي أمراء سعوديون اليوم ريبتهم من السياسة السرية للجماعة باعتبارها تهديدا خبيثا للحكم رغم أنهم لا يغفلون كون إيران تمثل خطرا حاليا.
ومن هذا المنطلق يرون أن لا شيء يضطر المملكة للاختيار بين خبث الإخوان وخطر إيران، طالما تمتلك الرياض كما كبيرا من الخيارات التي يتيح لها وزنها السياسي وقوّتها المالية تنفيذها بنجاح، وفي مقدّمتها نسج تحالفات وشراكات إقليمية ودولية، فيما التحالف مع حركة مأزومة يبدو عديم الجدوى.
وتتخبط حماس في أزمة مالية خانقة وبدت خلال الفترة الأخيرة في حالة عجز شديد عن تلبية حاجات سكان قطاع غزّة وحتى عن ضبط الأمن فيه وحماية منتسبيها من الاستهداف على يد جماعات ترفع لواء “الجهاد”.
ولا يبدو أن حماس بصدد تحقيق مكاسب من مناورتها الأخيرة، بل إن نتائج عكسية بدأت تتضح وتتمثل في انقلاب طهران ضدّها والذي انعكس بوضوح في الخطاب الإعلامي الإيراني الحاد تجاه الحركة، دون أن تكون قد ربحت دعم السعودية.
وفي المقابل يمكن لهذا التطور أن يحسب إنجازا للرياض من زاوية كونها نجحت في تحييد حركة حماس من “المعركة” ضدّ إيران وحرمت خصمها دعم أحد حلفائه دون أن تكون لها رغبة في كسب حركة حماس والتصالح معها.
ومن هنا تكون محاولة حماس هذه المرّة اللعب على تغيير الولاءات مختلفة عنها في المرّة السابقة حين انقلبت على حليفها القديم بشار الأسد وراهنت على حكم الإخوان في مصر آنذاك.
وسيكون من العسير إعادة بناء الثقة مع دمشق وطهران. وأظهر الهجوم الذي شنته وسائل إعلام إيرانية على حماس مدى انزعاج طهران من خطوة مشعل حيث، حيث وجهت وكالة فارس الإيرانية للأنباء اتهامات للحركة بأنها “ستشارك بـ700 من عناصرها في القتال باليمن تلبية لطلب المملكة”. كما اعتبرت عدة صحف إيرانية، أن حماس “تعمل ضد مصالح طهران في المنطقة”.
وتحاول قيادات حماس الحدّ من خسائر مغامـرة تغييـر الولاءات، حيث ورد على لسان مـوسى أبو مـرزوق القول “إن حماس ستحافظ على علاقات مع جميع الأطراف رغم تباينها”.
ونقلت وكالة الأناضول عن القيادي في الحركة قوله إنّ “التسريبات حول زيارة قيادة حماس للسعودية هي من نسج الجهالة، فمن سمّاها تسريبات يجهل طبيعة التغيرات الكبيرة في المنطقة ويقصد التشهير بالحركة وخلط الأوراق حتى لا يرى الناس حقيقة الأمور على أرض الواقع وحجم التغيرات التي حدثت”.
"العرب اللندنية"