إذاعة "البيان".. وسيلة إرهاب جديدة لـ"داعش"

الأحد 20/يوليو/2014 - 12:33 م
طباعة إذاعة البيان.. وسيلة
 
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش، عن بثه إذاعة البيان، لمخاطبة الأماكن والمدن التي يسيطر عليها، والمدن التي سينفذ فيها عمليات لضمها إلى سيطرته.
وأطلق داعش اسم "البيان" على إذاعته، معلنًا أن الإذاعة ستتضمن مواد دينية وخطبا لقيادات التنظيم، وتحريضا على الجهاد.
وكان التنظيم، قد أصدر مجلة تسمى "دابق" باللغة الإنجليزية، وأعلن سابقا عن اتجاهه لبث قناة فضائية خاصة به.
تعدّ المجلة الجديدة التي أصدرها تنظيم داعش باللغتين العربية والإنجليزية، محاولة لتلميع صورة الجماعة والتعتيم على جرائم الحرب التي ترتكبها، وفقا لما ذكره محللون.
وصدر العدد الأول من مجلة دابق بتاريخ 8 يوليو الجاري تحت عنوان "عودة الخلافة"، ووزعت النسخة العربية منه في سوريا والعراق كما نشرت النسخة الإنجليزية على الإنترنت.
إذاعة البيان.. وسيلة
واعتبر المحللون، أن مجلة دابق تعتبر نموذجا لما سيكون عليه الإعلام في المرحلة المقبلة في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، فالمجلة مليئة بالحشو الجهادي المعتاد الذي تروج له الجماعات الإرهابية.
وقال ناشط اعلامي، من داخل المدينة: إن بث الإذاعة كان بدأ منذ عدة أسابيع، ولكنه يعمل بفترة تجريبية، ويقتصر على عدة ساعات متقطّعة من العمل.
وأضاف أن التنظيم قام بتوزيع منشورات ورقية في الأسواق وعلى المحلات التجارية في المدينة، وكذلك استخدم الإعلانات الطرقية كإحدى الوسائل الإعلانية للترويج عن المحطة الإذاعية التابعة له، كتب عليها "تردد القناة 99.9 إف إم" .
وأشار إلى أن التنظيم يتناول عدة مواد ومواضيع يبثها على الإذاعة كــ "الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وسير وعبر، عقيدة وسلوك، وبالتحديد الأناشيد الإسلامية"، وأهمها الأناشيد التي تمجد أبو بكر البغدادي أمير التنظيم، والتي تدعو إلى حمل السلاح والجهاد قتال الخوارج حسب وصفهم.
 وأكد الناشط أن المعدات التي يقوم التنظيم باستخدامها حالياً في الراديو تعود ملكيتها لراديو "أنا"، الذي قام التنظيم قبل عيد الأضحى من عام 2013، بعدة أيام من مداهمة مكتب خاص كنا نود تجهيزه لراديو "أنا"، ومصادرة كافة المعدات الموجودة داخل المكتب.
ويجبر مسلحو التنظيم الأهالي على الاستماع في الأماكن العامة، إلى البرامج المُقدمة عبر الإذاعة.
إذاعة البيان.. وسيلة
واكتشف سائقو سيارات الأجرة العمومية، ووسائط النقل الداخلي، ترددات الإذاعة على موجة FM الخاصة بإذاعة التنظيم، حيث يقضي الركاب معظم وقتهم في الاستماع إلى أناشيد دينية وبرامج دعوية، وخطب تحريضية تحثّ على الجهاد ومحاربة البدع واتباع الدين الإسلامي الحنيف.
يروي الناشط المعارض بشار خليل ، كيف تجبر شرطة مرور التنظيم القاعدي سائقي السيارات وباصات النقل على الاستماع إلى برامج الإذاعة: منع مسلحو التنظيم الاستماع إلى الأغاني والموسيقى، وأغلقوا محال الأشرطة الموسيقية، ويفرضون على المدنيين إذاعة جديدة لا أحد يعرف من يديرها، ومن أين تبث.
وأشارت مصادر في المحافظة إلى أنّ حواجز التنظيم ودورياته وزعت منشورات فيها تردّد الإذاعة، ودعت الناس إلى متابعتها تحت طائلة المحاسبة، ولا يعرف المدنيون مركز الإرسال، أو الكادر الإعلامي.
 ويؤكد الناشط الإعلامي طارق شام أن الإذاعة تبث من داخل المدينة، ودليل ذلك أن إشارتها تضعف إذا ابتعدت عن المركز. 
فيما يرجح ناشطون آخرون أن الإذاعة تبث ترددها من خارج محافظة الرقة.
وأشار المحللون إلى حجم التحريض المذهبي الموجود في الإذاعة والأكاذيب الهادفة إلى الإعلاء من شأن داعش.
حيث أنه تمت الإشارة في أحد المقالات إلى قبول توبة العديد من العناصر الذين قبض عليهم من داعش في العراق، ولكن ماذا عن عمليات إعدام آلاف المعتقلين بدماء باردة والتي وثقت بمقاطع الفيديو؟
ويرى المحللون، أنه كما نشرت صور لأطفال يلعبون على الأرجوحة وعلى كتفهم شعار داعش، فهل هذه فعلا الوسيلة التي يستقطب فيها داعش الأطفال؟ الحقيقة غير هذا، إذ بات معروفا أن الأطفال يشكلون الجيش الرديف والمستقبلي لداعش ويتم استغلالهم الآن في المعارك العسكرية والعمليات الانتحارية.
كما تعمد المجلة- وفقا للمحللين- إلى نقل صورة مغايرة للواقع عن علاقة داعش مع القبائل والعشائر العربية.
إذاعة البيان.. وسيلة
وفي عددها الأول ادعت دابق، أن الأمن والاستقرار أقوى في المناطق التي تسيطر عليها داعش، وبأن الغذاء متوفر وبخاصة الخبز، وأن الجماعة تجمع الزكاة وتعيد توزيعها إلى مكاتب الزكاة في هذه المناطق.
في المقابل أشار المزارع محمود حسن إسماعيل من الرقة إلى أن داعش تقوم بفرض الإتاوات على الفلاحين وأصحاب الأراضي تحت مسمى زكاة الحبوب.
وقال: إن القمح والطحين اختفيا من الرقة وباتت داعش تتحكم بالتوزيع، مؤكدا أن أوضاع المزارعين يرثى لها بسبب الضرائب والزكاة وقيام الجماعة بتحديد أسعار المحاصيل، لتشتريها بأسعار زهيدة جدا وتخزنها في الصوامع وتتحكم بتوزيعها.
ويرى مراقبون ، أن مجلة دابق هي مجرد وسيلة إعلامية جديدة لتكبير وتهويل الأحداث بهدف تغطية المآرب الحقيقية التي تعمل الجماعة لتحقيقها، مضيفون أن الاسم بحد ذاته والمقالات الافتتاحية والمعرّفة عن المجلة والخلافة بالإضافة إلى الصور، هي للتعريف بداعش بطريقة مغايرة للواقع.
وتعد تصرفات داعش الإعلامية، ما هي إلا محاولة لفرض وجودها بأي طريقة، حيث يحاول التنظيم فرض وجوده بكل الأشكال في الأماكن التي يسيطر عليها، والتبشير بذهابه لأماكن أخرى لفرض سيطرته، إضافة إلى تجنيد العديد من أبناء الدول العربية والإسلامية للتوجه إليه أو لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولهم.
ويرى مراقبون، أن التشويش على هذه الإذاعة والتصدي لها بكل الأشكال الممكنة هو الحل، بالإضافة إلى تفعيل دور الأزهر الشريف في التصدي لدعاوى الإرهاب.

شارك