«الأطلسي» يتضامن مع تركيا ويحذرها من استهداف الأكراد / وجبة إعدامات... لسيف القذافي وأعوان والده / النظام الإيراني يخسر في اليمن وسوريا، فيصعّد في البحرين
الأربعاء 29/يوليو/2015 - 11:18 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الأربعاء الموافق 29/ 7/ 2015
وجبة إعدامات... لسيف القذافي وأعوان والده
أصدرت محكمة الاستئناف في طرابلس أمس، وجبة اعدامات بحق سيف الإسلام القذافي المعتقل في الزنتان، وثمانية مسئولين في عهد والده العقيد معمر القذافي. ونصت الاحكام، القابلة للطعن، على الاعدام رمياً بالرصاص، وذلك لإدانة المحكومين بالتورط في قمع دموي للانتفاضة التي أسقطت النظام السابق عام 2011. وانسحبت على المحاكمة اجواء المناكفات السياسية في البلاد، إذ سارع البرلمان المعترف به دولياً الذي يتخد من طبرق مقراً له، إلى إصدار قانون للعفو العام ترافق مع التشكيك بمشروعية المحاكمات في طرابلس.
وإضافة إلى سيف الإسلام الذي حكم عليه غيابياً، شملت احكام الاعدام بالرصاص الصادرة عن دائرة الجنايات في محكمة طرابلس برئاسة القاضي ناجي الامين، كلاً من عبدالله السنوسي، مدير الاستخبارات السابق وصهر القذافي، والبغدادي المحمودي، آخر رئيس حكومة في عهده، إضافة إلى أبو زيد دوردة آخر رئيس لجهاز الامن الخارجي، ومنصور ضو (الأمن الداخلي) وميلاد دامان (جهاز مكافحة الزندقة) وعبدالحميد عمار ومنذر الغنيمي وعويدات غندور.
وبرأت المحكمة 4 متهمين، أبرزهم عبدالعاطي العبيدي، آخر وزير خارجية في نظام القذافي، إلى جانب علي الزاوي وعادل العباني ومحمد الواعر الذين بوشرت إجراءات الافراج عنهم فوراً، فيما أوقفت محاكمة المتهم الهادي الجطلاوي (مسئول أمني سابق) لاحالته إلى مصحة للامراض العقلية.
كما صدرت احكام بالسجن المؤبد والحرمان من الحقوق المدنية بحق سبعة متهمين، أبرزهم، حسني الوحيشي الصادق، آخر أمين للشئون القانونية في مؤتمر الشعب العام (البرلمان السابق)، إضافة إلى بشير علي حميدان والمبروك مسعود وعمران الفرجاني ومحمد الحناشي ورضوان الهمالي وعامر الدليو.
اما محمد بلقاسم الزوي، آخر رئيس لمؤتمر الشعب العام، فحكم بالسجن لـ12 سنة، فيما صدرت احكام بالسجن لفترات متفاوتة، بحق محمد أحمد الشريف (امين جمعية الدعوة الإسلامية) وعلي الشاهد ومحسن اللموشي وجبريل الكاديكي وسعيد الغرياني وعبدالله الشعلاني وآخرين من معاوني القذافي البارزين.
وتضمنت الأحكام فرض غرامات مالية تصل قيمتها إلى عشرة ملايين دينار ليبي، بحق مدانين، لتورطهم في اختلاسات وإهدار اموال عامة. وبذلك انهت المحكمة مرحلة أولى من المحاكمات بحق 38 متهماً من بينهم سيف الإسلام الذي لم يعد يعرف مكانه منذ تغيّبه عن حضور الجلسات عبر الدائرة التلفزيوينة المغلقة من الزنتان حيث يفترض انه كان موقوفاً لدى ميليشيا محلية.
وفي موقف لافت، دانت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الاحكام. وقالت الناطقة باسم المفوضية رافينا شامداساني في بيان نشر في جنيف ان «الامم المتحدة تعارض عقوبة الاعدام في كل الظروف. وفي هذه الحال ندينها لأن معايير محاكمة عادلة لم تتحقق في شكل واضح».
وأوردت الناطقة باسم المفوضية في بيانها، ان «المحكمة الليبية لم تتمكن من اثبات المسئولية الجنائية الفردية للمدانين في جرائم محددة». كما عبرت المفوضية عن استيائها لـ «صعوبة حصول المتهمين على محامين»، إضافة إلى «معلومات عن اساءة معاملتهم».
بالتزامن، دان المحامي البريطاني جون جونز بصفته وكيلاً لسيف الإسلام القذافي، المحاكمة التي وصفها بالصورية، وأشار جونز إلى موقف المبروك قريرة وزير العدل في الحكومة المعترف بها دولياً (في طبرق) والذي اعتبر ان «المحاكمة غير قانونية».
وقال جونز الذي سعى إلى محاكمة سيف الإسلام أمام المحكمة الدولية في لاهاي حيث لا يمكن الحكم عليه بالإعدام، ان «الأمر برمته غير قانوني، إنه قتل بأمر من القضاء».
في المقابل، أبلغ خبراء قانونيون في طرابلس «الحياة» ان المحاكمة تمت وفق المعايير القانونية الليبية لجهة التحقيق مع المتهمين في الجرائم الجنائية امام غرفة الاتهام التي تحيلهم إلى محكمة الاستئناف. ورداً على موقف برلمان طبرق وتصريحات وزير العدل في الحكومة التي يرأسها عبدالله الثني، لفت مصدر قانوني بارز في طرابلس إلى ان هذا الموقف «منطلق من كيدية سياسية لا علاقة لها بالقانون، ذلك ان أي اعتراض على المحكمة لم يُسجل عند بدء عملها في ظل حكومة الثني، قبل انتقال الأخيرة إلى شرق ليبيا».
وقال لـ»الحياة» أحمد نشّاد محامي دوردة انه «سيتقدم بناء على القانون الليبي، بطعن في الحكم امام دائرة النقض في المحكمة العليا التي ستنظر في تطابق الحكم مع النصوص القانونية السائدة في ليبيا، وذلك في خلال مهلة الطعن التي يحددها القانون».
ضم المقاومة إلى الجيش والأمن
سيطرت القوات الموالية للحكومة الشرعية اليمنية أمس على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها شمال عدن، كما أحكمت حصارها لقاعدة العند الجوية في محافظة لحج، واقتربت من اقتحام أسوارها. وسيطرت قوات الشرعية على جبل يطل على مدينة لودر في محافظة أبين، وضيّقت الخناق على معسكر «لبوزة» الذي يسيطر عليه الحوثيون. وأنزل التحالف أسلحة للمقاومة في محافظة أبين. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ لـ«الحياة» أن الأمم المتحدة تنوي إرسال فريق مراقبة إلى اليمن، نافياً التوجه إلى إرسال قوات لحفظ السلام إلى صنعاء وعدن وغيرهما من مدن اليمن.
وتزامنت هذه التطورات مع اجتماع لمجلس الدفاع الوطني اليمني برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، في مقر إقامته الموقت في الرياض، أُقِر خلاله إلحاق مقاتلي «المقاومة الشعبية» بصفوف وحدات الجيش والأمن. في الوقت ذاته، اتُّخِذَ قرار بإرسال ست كتائب من المقاتلين لتعزيز المقاومة في لحج وتعز والضالع، فيما شهدت أبين معارك عنيفة.
وفي مؤتمر صحافي عقده في باريس، دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إيران إلى وقف دعمها ميليشيا الحوثيين، فيما اعتبر مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والإفريقية امير حسين عبداللهيان أن السعودية «ارتكبت خطأ استراتيجياً في اليمن ولعبت بالنار وتمارس اللعب حالياً في موضوع وقف النار».
ورأى أن العودة إلى «السبل السياسية» في المنطقة واليمن تصب في مصلحة كل الأطراف اليمنية وبلدان المنطقة. وزاد ان «القوى السياسية المؤثرة في اليمن تتمتع بفهم رفيع وتكافح الإرهاب جدّياً وتدعم آليات الحوار الوطني وجهود الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق يمني- يمني ينهي الصراع.
ميدانياً، استهدف طيران التحالف الخطوط الأمامية للجماعة وتحصيناتها الدفاعية في محافظتي لحج وأبين، كما نفّذ عملية إنزال «أسلحة نوعية «لمسلحي «المقاومة الشعبية» الموالين للحكومة في منطقة مودية التابعة لمحافظة أبين، في ظل أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين والقوات الموالية لهم، على كل جبهات القتال وكانت جماعلة الحوثيين خرقت مرات هدنة إنسانية أعلنها التحالف لمدة خمسة أيام.
وتوقّعت مصادر القوات الحكومية و«المقاومة الشعبية» استكمال عملية السيطرة على قاعدة العند الجوية في لحج خلال ساعات، خصوصاً مع اقتراب مقاتليها من أسوار القاعدة من أكثر من اتجاه، تحت غطاء جوي من طيران التحالف. وهاجمت تلك القوات أمس تحصينات الحوثيين بصواريخ «كاتيوشا» وقذائف مضادة للدروع، وتمكّنت من تدمير أبراج المراقبة في أسوار القاعدة الاستراتيجية.
وأضافت المصادر أن ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح فرّت من مناطق في شمال عدن باتجاه منطقة «المدينة الخضراء»، بعدما زرعت ألغاماً في مواقعها. وأشارت إلى أن قوات المقاومة والجيش الشرعي تقدّمت في أطراف مديرية دار سعد وسيطرت على مقرات حكومية، منها «المجلس المحلي والبلدية ومكتب الزراعة».
وذكرت مصادر القوات الحكومية أن قيادة الأركان الموالية للرئيس هادي أمرت المنطقة العسكرية الرابعة (مقرها عدن) بإرسال ست كتائب من المقاتلين لتعزيز مسلّحي «المقاومة الشعبية» في لحج وتعز والضالع.
إلى ذلك، أفادت مصادر «المقاومة الشعبية» في محافظة أبين بأنها تمكنت من قطع طرق إمداد الحوثيين نحو عدن، وخاضت معارك عنيفة مع قواتهم في منطقة لودر أدت إلى سيطرة المقاومة على جبل «يسوف»، ما سيمكّنها من السيطرة على مدينة لودر. وروت مصادر عسكرية وشهود أن طيران التحالف استهدف أمس مواقع للحوثيين في منطقة العين بمحافظة أبين، كما ضرب معسكر اللواء 15 في مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة التي يسيطر عليها الحوثيون، فيما أكد قادة عسكريون موالون لهادي أن طيران التحالف زوّدهم أمس كميات نوعية من الأسلحة، ستمكّنهم من تحقيق الانتصار في مناطق أبين.
واستهدف طيران التحالف مواقع الحوثيين في قاعدة العند وفي محيطها، كما ضرب معسكر «لبوزة» ومنطقة عطان، بعد رفضهم وقف النار في ثاني أيام الهدنة الإنسانية التي جاءت بطلب من هادي، لمدة خمسة أيام.
وفيما تواصلت المواجهات في مدينة تعز وعلى أطراف مدينة مأرب، قررت «اللجنة الثورية العليا» التابعة لجماعة الحوثيين في صنعاء، رفع الدعم الحكومي نهائياً عن أسعار المشتقات النفطية وإخضاعها للسعر العالمي، كما قرّرت زيادة في السعر، من أجل «إنشاء ميناء نفطي وتشييد محطة لتوليد الكهرباء».
في جنيف، كشف الناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاسارفيتش، أن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت حوالى أربعة آلاف شخص. كما أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن 1859 مدنياً بين 3984 شخصاً قتلوا في الفترة من آذار (مارس) الماضي حتى 19 تموز (يوليو) الجاري، في حين أشارت الوكالتان التابعتان للأمم المتحدة إلى إصابة حوالى 19300 شخص، بينهم 4200 مدني.
«الأطلسي» يتضامن مع تركيا ويحذرها من استهداف الأكراد
أكد الحلف الأطلسي (ناتو) تضامنه الكامل مع تركيا في «الحرب على الإرهاب» التي اعتبر انها «تمثل تحدياً للمجموعة الدولية»، لكنه نبّه أنقرة من عواقب «استهداف المقاتلين الأكراد الذين ساهموا في الدفاع عن السكان الأيزيديين الذين شردهم تنظيم داعش في العراق، ونسف الحوار السياسي مع حزب العمال الكردستاني إذا واصلت استهداف قواعده في العراق وسورية».
وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تم التطرق فيه إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين. وأوضح أردوغان خلال الاتصال تفاصيل العمليات العسكرية، التي اتخذتها الحكومة التركية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وإصرار تركيا على مواجهة الإرهاب ومكافحته بكل الطرق والوسائل.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل سفره إلى الصين بأن «استمرار عملية السلام مع الأكراد امر مستحيل إذا واصل الكردستاني هجماته الدموية على القوات الحكومية»، وهو ما تكرر أمس عبر قتل متمردين اكراد 3 رجال أمن في هجمات متفرقة بمدن شمدنلي وموش وملازغيرت (جنوب شرق)، والذي رد الطيران التركي عليه بقصف مواقع لـ «الكردستاني».
وحض أردوغان البرلمان على تجريد السياسيين المرتبطين بجماعات إرهابية من الحصانة لمقاضاتهم، ما يشير إلى مواجهة ساخنة بين الأحزاب خلال الاجتماع الطارئ للبرلمان اليوم، والذي دعت المعارضة لعقده من اجل مناقشة الحملة العسكرية التي أطلقتها الحكومة ضد «داعش» و»الكردستاني».
ويزيد سخونة الجلسة البرلمانية قبول مدعي عام الجمهورية طلب نواب «العدالة والتنمية» فتح تحقيق في وجود رابط بين حزب «الشعوب الديموقراطية» الكردي و»الإرهاب» تمهيداً لحل الحزب. لكن أردوغان عارض فكرة حل الحزب الكردي «لأنها لا تفيد في شيء عملياً».
ورد صلاح الدين دميرطاش، زعيم حزب «الشعوب الديموقراطية، قائلاً: «نحن جاهزون للمحاكمة لأننا نعلم أننا لم نفعل شيئاً ضد الوطن، بينما أنهى أردوغان نفسه مسيرة التفاوض ودفع البلاد إلى الحرب».
وفي مداخلة أكدت تنامي حضوره السياسي، طالب الرئيس السابق عبدالله غل البرلمان بالعمل لـ «وقف الحرب وإراقة الدماء»، وإيجاد حل سلمي للقضية الكردية، ما أثار اهتمام كثيرين لأنه لم يدعم تحميل الرئيس وحكومة «العدالة والتنمية» الأكراد مسئولية تدهور الوضع والعودة إلى القتال وإنهاء وقف النار، علماً ان بشير أتالاي، الناطق باسم «العدالة والتنمية» قال إن «عملية السلام مع الكردستاني قد تستأنف إذا ألقى عناصره أسلحتهم وتركوا البلاد».
وفي شأن الاتفاق مع واشنطن حول إنشاء «منطقة آمنة» محررة من «داعش» في محافظة حلب شمال سورية، كشف أردوغان أنه سيجري تدريب حوالى 5 آلاف مقاتل من تركمان سورية وتسليحهم لحماية هذه المنطقة، من دون ان يوضح إذا كانت واشنطن وافقت على تدريب التركمان، فيما أفادت صحف موالية بأن قادة في الجيش والاستخبارات التركية اجتمعوا مع ممثلي أحزاب تركمانية سورية في أنقرة لبحث إنشاء هذا الجيش، بعد الاختلاف مع واشنطن حول «المعارضة المعتدلة» التي يجب أن تحمي المنطقة.
وحذرت أحزاب معارضة تركية من العودة إلى «استخدام ورقة التركمان مجدداً في الشرق الأوسط، بعد تجربة فاشلة سابقة في العراق، ادت إلى جدل طويل مع الأكراد حول كركوك لم يخدم مصلحة تركمان العراق كما وعدتهم أنقرة».
وفيما يؤكد أردوغان ان «المنطقة الآمنة» ستسمح بعودة 1.7 مليون لاجئ سوري من تركيا للمكوث فيها بحماية غطاء جوي، تمسكت واشنطن برفض فكرة «الحظر الجوي» فوق هذه المنطقة. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي: «لا نواجه معارضة في الجو لدى تحليق التحالف في هذه المنطقة من سورية. بالطبع ليس ذلك حظراً جوياً لكن لديه التأثير ذاته لأن نظام الأسد لا يتحدانا، وداعش لا يملك طائرات».
ورأى مسئولون أمريكيون سابقون أن «أي منطقة آمنة يجب أن يسبقها تحديد قواعد الاتفاق والاشتباك ورسائل إلى نظام الأسد بأن استهداف هذه المنطفة سيواجه رداً عسكرياً». وقال المسئول السابق في الخارجية فريديريك هوف لـ «الحياة»: «إذا ضرب الأسد المنطقة الآمنة يجب ان تكون واشنطن جاهزة للرد في شكل حاسم»، مشيراً إلى أن الاتفاق على المنطقة الآمنة كان «قريباً في نهاية ٢٠١٤، لكن واشنطن تريثت بسبب المفاوضات مع إيران. واليوم لا يريد أوباما تركة كارثية في سورية للرئيس الذي سيخلفه».
وخلال الاجتماع الطارىء الذي عقده على مستوى المندوبين في بروكسيل، نأى الحلف الأطلسي بنفسه من الانخراط عسكرياً في خطة تركيا لفرض منطقة عازلة داخل سورية. واعتبر أمينه العام ينس ستولتنبرغ ان هذه «المسأله تبحثها الولايات المتحدة وتركيا».
"الحياة اللندنية"
البحرين: تفجير إرهابي واستشهاد شرطيين.. وطهران في دائرة الاتهام
الإمارات تستنكر بشدة وتدين تدخلات إيران
استشهد شرطيان وجرح ستة آخرون أمس الثلاثاء في البحرين في هجوم «إرهابي» على قرية السترة بالقرب من العاصمة المنامة، وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية على تويتر أن أحد المصابين الستة في حالة خطرة.
وذكر شهود أن قوات الأمن أغلقت القطاع الذي وقع فيه الهجوم، وذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا» أن المعلومات الأولية للحادث «تثبت تورط إيران».
وأوضحت أن المعلومات تفيد بأن المتفجرات المستخدمة في التفجير هي من نفس نوع المتفجرات التي تم الكشف عنها خلال عملية إحباط تهريب مواد متفجرة وأسلحة لها علاقة بإيران إلى المملكة السبت الماضي.
ودان الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء العمل الإرهابي وأكد أن القانون سيأخذ مجراه في معاقبة كل من يدان في تنفيذ هذا العمل الإرهابي، وأن يد العدالة سوف تطال كل من يريد النيل من أمن واستقرار البحرين، سواء بتنفيذ أي عمل أو المساعد عليه أو التعاون معه أو التحريض على تنفيذه.
وأشار إلى أن الحكومة وشعب البحرين يقفون صفاً واحداً مع رجال الأمن ويستنكرون مثل هذه الأعمال الإرهابية الآثمة التي لن تزيدنا إلا قوة وتمسكاً بالوحدة الوطنية، مؤكداً أن أمن المواطنين والمقيمين وسلامتهم هي مسألة لا يمكن التفريط فيها، وأن كل من يخرج عن الصف الوطني أو يحاول زعزعة الأمن في المملكة سوف يواجه بسلطة القانون.
وكان الأمير خليفة قد عقد في قصر القضيبية اجتماعاً أمنياً اطلع فيه على تقرير مفصل عن الحادث الإرهابي، وأشاد بالجهود التي يقوم بها رجال الأمن في الحفاظ على استقرار البلاد، وما يقدمونه من تضحيات وعطاءات من أجل أن تنعم البحرين وكل من يعيش على أرضها بالطمأنينة والأمن، مؤكداً أن هذه التضحيات على الدوام هي موضع فخر واعتزاز كل أبناء الشعب البحريني.
وأعرب عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا معرباً عن تمنياته للمصابين الشفاء العاجل.
وفي سياق متصل، أكد الأمير خليفة أن يد القانون ستطال كل من يهدف إلى تدمير ما حققته البحرين من مكتسبات، جاء ذلك خلال استقباله لجموع من المواطنين يتقدمهم مجموعة من رجال الدين ورجال وسيدات الأعمال، والكتاب والصحفيين والمثقفين، حيث استعرض معهم مجمل الأوضاع الراهنة على الساحتين المحلية والدولية، وأكد أن الإرهاب لن يزيدنا إلا قوة وصلابة.
وقال: «إن هذه الزيارات التي بيننا وبينكم تزيد من تقاربنا وتلاحمنا، وأبوابي مفتوحة للجميع، وأنا قريب لكم ومنكم، ومجلسي مفتوح لسماع رأيكم وملاحظاتكم وكل ما يهمكم ويصب في مصلحة شعبنا ووطننا». وأضاف «إن أولوياتنا كانت وما زالت هي خدمة شعبنا ووطننا، وما يحدث من حولنا سواء بالتدخل في شئوننا بتصريحات غير مسئولة تهدف إلى إثارة الفتن أو بمحاولة التأثير في أمننا واستقرارنا بأعمال إرهابية، لن يثنينا عن القيام بواجبنا وتنفيذ برامجنا وخططنا التنموية».
وأشاد بمواقف رجال الصحافة والإعلام في الدفاع عن وطنهم، والتعبير بكل صدق عن حرصهم الشديد على تنمية بلدهم، وفي الشأن الخليجي، فقد أكد رئيس الوزراء أن بعض السياسات الخارجية تسعى إلى إشغال دول الخليج العربية عن مسيرة التنمية والنماء التي تحظى بها، وذلك بإثارة القلاقل والفتن الداخلية.
وقال «نحن على ثقة بأن قادة دول الخليج لديهم نظرة شمولية لما يحدث من حولنا، ولن يؤثر أي مخطط في عملهم وسعيهم لخدمة شعوبهم وأوطانهم، لذلك فإننا ندعو إلى مزيد من التوحد في الكلمة والجهود لصد أي محاولات تسعى لإدخالنا في دوامة الحروب والصراعات الداخلية، وتشتيت أفكارنا عن التنمية».
من جانبهم، أكد المواطنون موقفهم الثابت والرافض للمحاولات الإيرانية التي تحاول أن تسيء للبحرين بتدخلاتها الخارجية وإثارة الفتن بمختلف الأشكال، مشيرين إلى أنهم سيتصدون في مختلف الأوقات والمحافل لمن يريد أن يتدخل في شئون البحرين الداخلية أو يزعزع أمن واستقرار بلدنا بأي نوع من الأعمال الإرهابية.
إلى ذلك توالت الإدانات المحلية والخليجية والعربية للتفجير الإرهابي وشجبت لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب بأقوى الألفاظ التفجير الآثم، وقالت إنه يمثل رسالة جديدة من الطابور الخامس في البحرين لمحاولة كسر إرادة الشعب البحريني وإعادة الأوضاع مجدداً للمربع الأول، عبر إزهاق الأرواح وبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين والمقيمين.
وناشد رئيس اللجنة النائب عبدالله بن حويل الحكومات الخليجية بضرورة الدفع بالاتحاد الخليجي الذي يمثل الضمان الآمن للبحرين ولدول المجلس ككل، قبالة تحديات إقليمية ودولية، تستهدف النيل من مقدرات دول المنطقة وخيرات شعوبها.
من جهتها، دانت فعاليات بحرينية الحادث، وقالوا إن الالتفاف الشعبي البحريني وراء القيادة الرشيدة وضد كل أشكال التدخلات الإيرانية في شئون المملكة الداخلية سيتواصل معلناً رفضه واستنكاره لجرائم الإرهاب التي تحاول النيل من أمن البلاد واستقرار مواطنيها.
ودعت الفعاليات إلى ضرورة التعامل والتصدي بحزم لكل من تسول له نفسه العبث بأرواح الناس وزعزعة الأمن والسلام والاستقرار الأهلي على أرض الوطن.
ودعا رئيس جمعية البحرين للتسامح والتعايش بين الأديان يوسف بوزبون إلى التمسك بالثوابت الوطنية وعدم الانجرار خلف الدعوات التي من شأنها أن تثير الفتن بين مكونات المجتمع البحريني.
من جانبها، شددت سيدة الأعمال كلثم زينل على ضرورة التعامل بحزم مع المتورطين بالاعتداء الإرهابي، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن وسلام البلاد.
ودانت الأوقاف الجعفرية بشدة التفجير وأعلنت رفضها الإرهاب الذي يستهدف جر الوطن إلى دائرة الفتنة والصراع.
وأدان نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية التفجير الإرهابي الغاشم، واعتبر في بيان أن هذا العمل الإرهابي الجبان سيزيد من عزيمة الشعب البحريني وحكومته في مواجهة موجة الإرهاب التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المملكة.
وأكد الأمين العام وقوف الجامعة إلى جانب البحرين ملكاً وحكومة وشعباً في مواجهة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله.
كما استنكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الحادث الإرهابي، وأكد وقوف مصر وتضامنها الكامل مع قيادة وحكومة وشعب البحرين في مواجهة ظاهرة الإرهاب.
وأدانت الحكومة الأردنية بشدة التفجير، وجدد وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني تضامن الأردن ووقوفه مع الحكومة والشعب البحريني لمواجهة الإرهاب والعنف الأعمى الذي يستهدف المساس بأمن وسلامة واستقرار البحرين.
وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة في شهداء الحادث، مؤكداً استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي الشنيع الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين ومؤكداً في الوقت ذاته وقوفها مع البحرين وتأييدها لكافة الإجراءات التي تتخذها للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها، كما بعث ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر والشيح جابر المبارك رئيس الوزراء ببرقية تعزية مماثلة.
ودانت بريطانيا التفجير، وأكدت متانة العلاقات مع البحرين خصوصا في مجال الامن، كما دانته الولايات المتحدة ووصفته ب «الجريمة المروعة».
المقاومة تقتحم "العند" وجبهة التمرد تتصدع في صنعاء
هادي يأمر بدمج أفراد مقاتلي المقاومة في أجهزة الأمن والجيش
قالت مصادر خاصة في المقاومة اليمنية أن قواتها ووحدات من الجيش الوطني بدأت مساء أمس الثلاثاء عملية اقتحام قاعدة «العند» الجوية الاستراتيجية في لحج كما أعلنت سيطرتها على مدينة العين في أبين في وقت انهارت فيه الهدنة التي أعلنها التحالف جراء خروق الحوثيين وحلفائهم حول عدن وفي محافظات أخرى، بينما زاد تصدع الجبهة العسكرية للانقلابيين المتمردين بعد رفض عدد من جنود وضباط قوات الاحتياط في صنعاء التوجه إلى جبهات القتال في الجنوب.
وتخطت قوات المقاومة الأسوار الجنوبية لقاعدة «العند» التي تقع على مسافة ستين كيلومتراً إلى الشمال من عدن. وقالت المصادر إن تلك القوات تمكنت من اقتحام القاعدة من جهة الجنوب تحت غطاء من غارات قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقالت مصادر في المقاومة ل«الخليج»: إن قوة من المقاومة والجيش تستعد لاقتحام قاعدة العند عقب تقدمها كثيراً في محيطها تحت غطاء جوي وغارات مستمرة لمقاتلات التحالف العربي على القاعدة الجوية التي يمثل سقوطها بيد المقاومة بالنسبة للمتمردين نهايتهم في الجنوب.
وفي وقت سابق عززت المقاومة الشعبية والجيش الوطني بإسناد من قوات التحالف العربي تقدمها في محيط القاعدة، والضواحي الشمالية لمحافظة عدن. وجاء هذا التقدم بعد أن فرضت قوات الشرعية في الأيام القليلة الماضية حصارا على القاعدة التي يتحصن فيها المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وواصلت المقاومة تقدمها شمال عدن عقب يوم من سيطرتها على المجلس المحلي بدار سعد، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين المقاومة والمتمردين ونجح رجال المقاومة في التوغل إلى داخل المدينة الخضراء، ما اضطر عناصر الحوثي وصالح، إلى الفرار نحو المناطق التابعة لمحافظة لحج.
وسيطرت المقاومة على جبل يسوف الاستراتيجي وأجزاء من مديرية لودر محافظة أبين عقب معارك مع ميليشيات جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، التي فرت صوب البيضاء، وسقط في مختلف جبهات القتال قتلى وجرحى من الطرفين غالبيتهم من المتمردين.
وسيطرت المقاومة الشعبية مساء أمس على مدينة العين، في محافظة أبين، بعد شهور من سيطرة ميليشيا صالح والحوثيين عليها، عقب مواجهات عنيفة، فيما أكدت مصادر أخرى أن المقاومة الآن تمشط المنطقة استعداداً لتحرير المناطق المجاورة.
وأفادت مصادر في المقاومة بأن قوات التحالف العربي نفذت أمس الثلاثاء عملية إنزال جوي لكميات من الأسلحة بمديرية مودية في محافظة أبين. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن طائرة تابعة لقوات التحالف العربي نفذت عملية الإنزال في مواقع تسيطر عليها المقاومة الشعبية في مودية بالأسلحة الثقيلة والذخائر.
وأضافت أن مسلحين من المقاومة الشعبية تسلموا الأسلحة، مشيرة إلى أن عملية الإنزال الجوي جاءت بعد مطالبات متكررة من المقاومة الشعبية لقوات التحالف بضرورة الدعم بالأسلحة لقتال الحوثيين وقوات صالح.
اغتيال ضابط وأردوغان يؤكد استمرار الحرب على «داعش» و«الكردستاني»
الناتو يتعهد بـ«تضامن قوي» مع تركيا
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن مواصلة عملية السلام مع الأكراد «مستحيلة» إذا واصل مسلحو حزب العمال الكردستاني شن هجمات دموية على قوات الأمن التركية، وشدد على أن الحرب ضد تنظيم «داعش» والنشطاء الأكراد ستستمر، مشيراً إلى قيام منطقة أمنية خالية من «داعش» سيسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في وقت قتل عسكري بالرصاص ليل الاثنين خلال هجوم شنه مسلحون في محافظة موس بجنوب شرقي البلاد، في وقت تعهد حلف شمال الأطلسي «الناتو» بتضامن قوي مع تركيا في حربها ضد «داعش» والناشطين الأكراد، من دون الحديث عن منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
وأكد أردوغان إن العمليات العسكرية ضد الناشطين الأكراد وإرهابيي تنظيم «داعش» ستستمر بـ«العزم نفسه». وقال إن «التراجع غير وارد. هذه العملية ستستمر بالعزم نفسه». وقال أردوغان إن قيام «منطقة أمنية» خالية من تنظيم «داعش» في شمال سوريا سيسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وقال أردوغان إن «تطهير هذه المناطق وإقامة منطقة آمنة سيسمح بعودة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا وعددهم يقارب 1.8 مليون نسمة. وكان مسئول أمريكي كبير قال الاثنين إن الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة وتركيا «تهدف إلى إقامة منطقة خالية من تنظيم «داعش» وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا».
من جهة أخرى، أكد حلف شمال الأطلسي الذي عقد اجتماعاً طارئاً في بروكسل أمس بطلب من أنقرة، تضامنه مع الحليفة تركيا في هجومها على تنظيم «داعش» والناشطين الأكراد في سوريا.
وقال الأمين العام للحلف، النرويجي ينس ستولتنبرغ في ختام اجتماع سفراء الدول ال28 الأعضاء أن «كل الحلفاء أكدوا لتركيا تضامنهم ودعمهم الحازم». وأضاف إن «الإرهاب يشكل تهديداً مباشراً لأمن أعضاء الحلف الأطلسي وللاستقرار والازدهار الدوليين»، مؤكداً أن تركيا لم تطلب «وجوداً عسكرياً إضافياً» للحلف. واعترف كل المشاركين لتركيا «بحقها في الدفاع عن نفسها» لكن بعض المشاركين دعوا إلى «رد متكافئ» ضد متمردي حزب العمال الكردستاني لإنقاذ عملية السلام الهشة التي بدأت منذ 2012، كما ذكرت مصادر دبلوماسية في بروكسل. وقال ستولتنبرغ إن الحلف «يتابع التطورات بشكل وثيق جداً ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا». وأضاف أن هذا الاجتماع «فرصة للتصدي لعدم الاستقرار على أبواب تركيا وعلى حدود الحلف»، مؤكداً أن «الإرهاب بكل أشكاله لا يمكن تبريره أو التسامح معه».
وفي بروكسل أيضاً أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في عطلة نهاية الأسبوع «أهمية تكافؤ القوة في الرد التركي»، كما قال ناطق باسمه.
من جهته، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أنه «يجب التنبه إلى عدم الخلط بين الأهداف».
إلى ذلك، هاجم مسلحون قائد الشرطة في إقليم ملاذغيرت عندما كان على متن سيارته الخاصة مع زوجته، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. وقد توفي الضابط في المستشفى متأثراً بجروح بالغة أصيب بها. ولم تتبن أي جهة الهجوم ولكنه جاء في وقت كثف فيه مسلحو حزب العمال الكردستاني العمليات ضد القوات التركية منذ عدة أيام في جنوب شرق تركيا.
"الخليج الإماراتية"
المقاومة الشعبية تدمر دبابة للحوثيين وسط اليمن
تمكنت المقاومة الشعبية اليمنية، اليوم الأربعاء، من تدمير دبابة حديثة الصنع تابعة لمسلحي جماعة أنصار الله الحوثية في مدينة تعز وسط اليمن وقتل من فيها.
وقالت مصادر في المقاومة، إن مسلحي المقاومة الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي دمروا الدبابة وقتلوا من فيها من مسلحين في حي الجهيم.
وأضافت المصادر أن هذه الدبابة كانت قصفت عدة منازل خلال الأيام والأسابيع الماضية بشكل عشوائي ما خلف قتلى وجرحى من المدنيين.
يأتي هذا في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات عنيفة فجر اليوم بين مسلحي الحوثي ومسلحي المقاومة في جبهة الضباب غربي مدينة تعز، دون أن تتضح حتى الآن الخسائر الناجمة عن ذلك.
مصر: مقتل وإصابة 4 مجندين بمهاجمة سفارة النيجر
استهدف مسلحون مجهولون، فجر اليوم الأربعاء، قوة الحراسة المكلفة بتأمين سفارة دولة النيجر بمحافظة الجيزة المصرية، ما أدى إلى استشهاد مجند وإصابة فرد شرطة ومجند آخر، بالإضافة إلى موظف أمن السفارة "مصري الجنسية".
وأفاد بيان لوزارة الداخلية المصرية، أن مسلحين يستقلون سيارة ملاكي قاموا بإطلاق أعيرة نارية تجاه قوة الحراسة المعينة لتأمين سفارة النيجر بدائرة قسم شرطة الأهرام بالجيزة. وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها في ملاحقة الجناة والعمل على ضبطهم.
"الشرق القطرية"
الأكراد والنظام السوري يطردون «داعش» من الحسكة
تمكنت قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية أمس، من طرد تنظيم «داعش» من مدينة الحسكة بعد معارك استمرت حوالى الشهر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما فرضت المعارضة السورية سيطرتها على أكثر من 17 حاجزا في غرب وجنوب إدلب، وتقدمت في سهل الغاب لتسيطر على عدة مواقع في ريف حماة الغربي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام من طرد التنظيم من آخر موقع كان يسيطر عليه في حي الزهور في جنوب الحسكة». وتتقاسم وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة مع قوات النظام.
من جهة أخرى تمكن فصيل تابع للمعارضة السورية من فرض سيطرته أمس على أكثر من 17 حاجزا في غرب وجنوب إدلب، وقتل العشرات من قوات النظام، كما واصل تقدمه في منطقة سهل الغاب ليسيطر على عدة مواقع للنظام بريف حماة الغربي.
وسيطر «جيش الفتح» الذي يضم عدة فصائل عسكرية مثل «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» وجند «الأقصى» و«فيلق الشام»، على بلدتي تل واسط والزيارة، اللتين تتمتعان بموقع استراتيجي في سهل الغاب، كما بثت مواقع تابعة للمعارضة صورا تظهر السيطرة على سد زيزون والمحطة الحرارية التي تغذي عشرات المدن والقرى في حماة وإدلب واللاذقية بالكهرباء.
وقال المرصد: إن المعركة بدأت بالتمهيد المكثف للقصف على مواقع قوات النظام، خاصة في التلال المرتفعة، مثل تل خطاب وتل أعور، مما أجبر قوات النظام على الانسحاب بعد سقوط عدد من الجرحى والقتلى في صفوفهم.
وأضاف أن سيطرة فصائلها على التلال المرتفعة التي تشكل خط الدفاع الأول عن مناطق سيطرة النظام، سمحت بكشف خطوط الإمداد لقوات النظام، مما أدى إلى حالة «تخبط» بين عناصرها وسهل عملية السيطرة والتقدم في سهل الغاب.
وذكر أن المعارضة تستمر في التقدم حتى تسيطر على سهل الغاب بالكامل، حيث تسعى للسيطرة أساسا على المناطق التي يتم منها قصف المناطق الخاضعة للمعارضة، خاصة بلدة جورين الموالية للنظام.
وأكد المرصد أن قوات النظام ردت على خسائرها في ريف إدلب الغربي وسهل الغاب باستهداف مناطق الاشتباك والقرى المحررة بعشرات الغارات الجوية، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
تونس تعلق نشاط 80 جمعية يشتبه في ارتباطها بالإرهاب
علقت تونس نشاط 80 جمعية تحوم حولها شبهة «الإرهاب»، وعلاقات مع «جماعات تكفيرية»، في حملتها للتضييق على المتشددين الذين يهددون أمن البلاد.
وقال كمال الجندوبي الوزير المكلف العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني «تم إحصاء 157 جمعية تحوم حولها شبهة الإرهاب، والعلاقات مع الجماعات التكفيرية».
خادم الحرمين يندد بالهجمات الإرهابية ضد تركيا
«الناتو» يؤكد تضامنه مع أنقرة وأردوغان يؤكد استحالة السلام مع الأكراد
أعلنت السعودية أمس، دعمها للعمليات العسكرية التي تشنها تركيا ضد تنظيم «داعش» في سوريا، وندد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالهجمات الأخيرة في تركيا، معرباً عن تأييده لـ«حق تركيا في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية». وبينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مواصلة عملية السلام مع الأكراد «مستحيلة»، مؤكداً استمرار العمليات ضد «داعش» والمتمردين الأكراد بالعزم نفسه، أعلن حزبه «العدالة والتنمية» أن عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني قد تستمر إذا ألقت العناصر الإرهابية أسلحتها وتركت البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أمس أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تلقى اتصالاً هاتفياً مساء أمس من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أطلع خلاله أردوغان العاهل السعودي على تفاصيل العمليات العسكرية التي اتخذتها الحكومة التركية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وإصرار تركيا على مواجهة الإرهاب ومكافحته بكل الطرق والوسائل.
وذكرت «واس» أن خادم الحرمين أكد للرئيس التركي إدانة المملكة للأعمال الإرهابية التي تعرضت لها جمهورية تركيا الشقيقة، وتأييدها لحق تركيا في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية، مبيناً أن العمليات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا تؤكد أن تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية تشكل خطراً على الأمن والسلم في المنطقة والعالم أجمع يجب القضاء عليه.
وتابعت الوكالة أنه جرى خلال الاتصال استعراض مستجدات الأوضاع في المنطقة والتأكيد على العلاقات المتميزة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية، وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة إضافة إلى استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
من جهته صرح أردوغان أمس أن مواصلة عملية السلام مع الأكراد «مستحيلة»، إذا واصل متمردو حزب العمال الكردستاني في شن هجمات دموية على قوات الأمن التركية. وقال في مؤتمر صحفي في أنقرة قبل أن يبدأ جولة تستمر 4 أيام في الصين وإندونيسيا «من المستحيل الاستمرار في عملية السلام مع الذين يهددون الوحدة الوطنية».
وأكد أردوغان أن العمليات العسكرية ضد الناشطين الأكراد وتنظيم «داعش» ستستمر بـ«العزم نفسه». وقال إن: «التراجع غير وارد، هذه العملية ستستمر بالعزم نفسه».
من جهة أخرى، قال أردوغان إن قيام «منطقة أمنية» خالية من تنظيم «داعش» في شمال سوريا سيسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وأضاف أن «تطهير هذه المناطق وإقامة منطقة أمنية سيسمح بعودة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا وعددهم يقارب 1,8 مليون نسمة إلى بلادهم».
وفي شأن متصل قال بشير أتالاي المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أمس، إن عملية السلام بين تركيا والمتمردين الأكراد قد تستمر إذا ألقت «العناصر الإرهابية أسلحتها وتركت البلاد. وأضاف: «لا يمكن أن نقول إن عملية السلام انتهت بشكل فعلي، يوجد ركود حالياً في الآلية ولكن يمكن أن تبدأ من جديد من حيث توقفت إذا ظهرت تلك النوايا».
"الاتحاد الإماراتية"
فجر ليبيا توظف محاكمة رموز نظام القذافي للتغطية على أزمتها
ثوار الزنتان يتمسكون بسيف الإسلام كسلعة سياسية باهظة الثمن، ويرفضون تسليمه إلى سلطات طرابلس
رأى مراقبون أن توقيت محاكمة تسعة من رموز نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، منهم نجله سيف الإسلام، ليس بريئا، وإنما جاء مشحونا بعوامل سياسية أملتها خطة تستهدف التغطية على مأزق ميليشيا فجر ليبيا التي تُهيمن على حكومة طرابلس الموالية لجماعة الإخوان، ولإيجاد مناخ جديد قد يُعرقل جهود المصالحة في أعقاب التوقيع على اتفاقية الصخيرات لتسوية الأزمة الليبية.
ولا تستبعد الأوساط السياسية الليبية والتونسية أن يرتد صدى تلك المحاكمة على الواقع السياسي التونسي، حيث تعالت الأصوات المطالبة بمقاضاة حمادي الجبالي الأمين العام السابق لحركة النهضة الإسلامية على خلفية تسليمه للبغدادي المحمودي آخر رئيس حكومة في عهد القذافي، وإضراره بصورة تونس وسمعتها الإقليمية والدولية.
وأصدرت محكمة ليبية أمس، حكما غيابيا بالإعدام رميا بالرصاص ضد سيف الإسلام نجل العقيد القذافي، لعدم حضوره أمام المحكمة، بسبب تواجده في سجن بمدينة الزنتان الجبلية غرب البلاد، إلى جانب أحكام أخرى مماثلة حضوريا ضد ثمانية من كبار المسئولين الليبيين السابقين منهم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء، وعبدالله السنوسي مدير المخابرات السابق.
وتخللت هذه المحاكمة التي جرت داخل ثكنة عسكرية تخضع لسيطرة ميليشيا فجر ليبيا، أعمال عنف وانقسامات تسببت في تباين الآراء، حيث سارعت حكومة عبدالله الثني المُعترف بها دوليا إلى رفضها واعتبارها غير شرعية، بينما رحبت بها القوى الموالية لفجر ليبيا.
ويظل الموقف كله غامضا نظرا إلى الغموض الذي يحيط بما يعرف بـ"ثوار الزنتان" الذين يتحكمون في مصير سيف الإسلام تماما. فهو في قبضتهم وصرحوا بأنهم لن يسلموه إلى سلطات طرابلس. وهم لا يخفون أنهم يستخدمونه كورقة ضغط للحصول على مكاسب سياسية، وهم يعرفون تماما قيمة سجينهم على أنه سلعة سياسية.
وتضاربت المواقف والقراءات المرتبطة بتوقيت هذه المحاكمة، رغم إجماع المتابعين على وصفها بأنها “مسرحية” الهدف منها التغطية على المشاكل المتراكمة التي تُعاني منها حكومة طرابلس، والتي دفعت رئيسها خليفة غويل إلى التلويح بالاستقالة.
وربط مراقبون اختيار هذا التوقيت للإعلان عن تلك الأحكام، بالتقارير التي أشارت في وقت سابق إلى أن عددا من كبار قادة ميليشيا فجر ليبيا غادروا العاصمة طرابلس في اتجاه تركيا في عملية وُصفت بأنها مقدمة لفرار جماعي لأمراء الحرب نتيجة احتدام القتال بين فصائل تلك الميليشيا الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، وفي سياق خطة لإيجاد دور جديد لهم في المرحلة القادمة.
وكانت وكالة الأنباء الليبية قد أشارت الاثنين إلى أن نحو 13 من قادة الميليشيات المُسلحة قد غادروا العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة في اتجاه تركيا للاستقرار فيها، ولم تستبعد أن توظف السلطات التركية أولئك القادة لخدمة مشاريعها المستقبلية في ليبيا.
وتخشى الأوساط السياسية الليبية من تداعيات هذه التطورات الخطيرة، ومن ارتدادات هذه المحاكمة على مسار المصالحات بين القبائل والمدن الليبية الذي قطع شوطا هاما في اتجاه ترسيخ السلم الاجتماعي في البلاد، حتى أن البعض منها ذهب إلى حد توقع حدوث انفجار أمني قد يُغير قواعد المشهد السياسي، بما يؤثر على دول الجوار.
وتبدو تونس واحدة من أبرز دول الجوار المعنية بهذه المحاكمة، حيث أكد الناشط السياسي التونسي، المحامي مبروك كورشيد أن بلاده ستشملها ارتدادات الأحكام الصادرة ضد رموز نظام القذافي بحكم تورطها في تسليم المحمودي إلى جهة ليبية غير شرعية.
وقال في اتصال هاتفي مع “العرب”، إن تلك المحاكمة كشفت عن مفارقات “أليمة ومحزنة”، منها أن تونس هي “أكبر المتضررين سياسيا وأمنيا واقتصاديا وأخلاقيا من الأحكام الصادرة عن تلك المحاكمة”.
ولم يتردد في وصف تلك الأحكام بـ”المهزلة” لأنها جاءت نتيجة لسطوة الميليشيات، وتحت تهديد السلاح، وعكست تواطؤا لافتا بين إخوان ليبيا وإخوان تونس، وذلك في إشارة إلى حركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي.
وحمّل حركة النهضة مسئولية حياة المحمودي، مؤكدا في نفس الوقت أن أفراد عائلة المحمودي يعتزمون مقاضاة حمادي الجبالي، وكذلك الرئيس السابق المنصف المرزوقي على خلفية عملية التسليم تلك.
ولفت إلى أن ملف هذه القضية أصبح جاهزا، وسيتم تقديمه للقضاء التونسي خلال هذا الأسبوع، دون أن يستبعد تدويل هذه القضية، علما وأن حكومة الترويكا برئاسة الجبالي كانت قد سلمت المحمودي إلى حكومة عبدالرحمان الكيب في 24 يونيو 2012، ما أثار استياء في الأوساط السياسية، التي تحدثت في حينه عن صفقة مالية بين الطرفين.
التنافس التركي الإيراني يشعل الصراع على رئاسة إقليم كردستان العراق
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني
جدّد الخصوم السياسيون لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تمسّكهم بإقامة نظام برلماني وبتحديد صلاحيات الرئيس، معسّرين بذلك مهمّة زعيم الحزب الديمقراطي في مساعيه إلى تجديد رئاسته للإقليم والتي يبذلها تحت ضغط الوقت وفي ظل متغيرات إقليمية عاصفة وتنافس تركي إيراني شرس على الفوز بالهيمنة على الإقليم.
وتنتهي رئاسة البارزاني لإقليم كردستان العراق في التاسع عشر من أغسطس القادم، وقد طلب أمس تمديدها لعامين قادمين.
وخلف واجهة الصراع على رئاسة الإقليم بين الحزب الديمقراطي بزعامة البارزاني من جهة، وحزب الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني الاتحاد الوطني الكردستاني-والذي يقوده حاليا مقربون منه في ظل مرضه الشديد- وحركة التغيير المنشقّة عنه من جهة مقابلة، سباق إيراني تركي على الهيمنة على الإقليم.
وتقف أنقرة إلى جانب البارزاني باعتباره من مسانديها في صراعها ضد حزب العمال الكردستاني، فيما تقف طهران خلف ورثة الطالباني وتدفع باتجاه إنشاء إقليم السليمانية المستقل عن أربيل بهدف إضعاف الموقف الكردي وتسهيلا لمهمة الهيمنة على الإقليم ككل في سياق مساعي الهيمنة الأشمل على العراق بأكمله.
والحزبان الديمقراطي والاتحاد الوطني متنافسان شرسان على امتداد عشريات من الزمن ووصل الصراع بينهما إلى خوض نزاع مسلّح في تسعينات القرن الماضي، وهو ما تحذّر شخصيات كردية مستقلّة من تجدّده مع تصاعد الخلافات بين الطرفين وفي ظلّ تدخلات الخارج في شئون الإقليم.
وتمسّكا بالمساندة التركية كرّر مسعود البارزاني مواقف المساندة لحملة الجيش التركي التي أعلنتها أنقرة ضدّ تنظيم داعش في سوريا وشملت بها المقاتلين الأكراد من حزب العمّال.
وقال البارازاني في بيان إن “الحكومة التركية خطت خطوات إيجابية في طرحها لمسيرة السلام، إلا أن بعض الأطراف مع الأسف لم تحسن تقدير الأمور، وأصيبت بالغرور، وأنا قمت مرارا بإرسال رسائل إلى بي كا كا-حزب العمال الكردستاني- لحثهم على اتباع سياسة طويلة الأمد لتحقيق السلام”. وأتبع البارزاني مساندته تلك بطلبه البقاء في منصب رئيس الإقليم حتى نهاية الدورة الرابعة من برلمان كردستان، أي لعامين قادمين.
كما دفع بتعقيدات الظرف الراهن والمخاطر التي تحفّ بالإقليم لتبرير مطلبه، حيث ورد في بيان صدر أمس عن المكتب السياسي لحزبه “أن إقليم كردستان يمر بمرحلة تاريخية وعصيبة، حيث الأحداث الداخلية، والوضع المتأزم حول حدود كردستان، والحرب الدولية ضد الإرهاب، والتغييرات المختلفة التي تشهدها المنطقة، تستلزم أن نوحّد أصواتنا وطنيا ونقف صفا واحدا مع شعب كردستان ومع جميع الأطراف والأحزاب السياسية”.
وطالب الحزب في ذات البيان ببقاء البارزاني في منصبه حتى نهاية الدورة الرابعة الحالية لبرلمان إقليم كردستان، مشيرا إلى “أن الجلسات والحوارات حول مسألة منصب وصلاحيات رئيس الإقليم ستبقى مستمرة في أروقة برلمان كردستان من قبل اللجان القانونية ورؤساء الكتل والأحزاب السياسية الكردستانية، حتى يتم التوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف”.
ولم يتأخر ردّ منافسي البارزاني وخصومه السياسيين وخصوصا حركة التغيير الكردية التي جدّدت مطالبتها بإقامة نظام برلماني في إقليم كردستان العراق فيما شددت على أهمية تحديد سلطات رئيس الإقليم. وقال مسئول العلاقات السياسية للحركة محمد توفيق رحيم في مؤتمر صحفي مشترك عقده في السليمانية مع المتحدث الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني عماد أحمد “نحن مع النظام البرلماني ومع ضرورة تحديد سلطات رئيس إقليم كردستان”.
ومن جهته أكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني عماد أحمد، “إصرار حزبه على موقفه بإقامة نظام برلماني في إقليم كردستان”. وعلى طرف نقيض من موقف البارزاني من الهجمات التركية على مقاتلي حزب العمال داخل الإقليم، طالب رحيم بوقف تلك الهجمات، مشدّدا على “عدم القبول بأي حجج لتبرير القصف التركي على إقليم كردستان”.
وخلال الأشهر الماضية برز مسعود البارزاني بالتركيز على الدعوة إلى استقلال إقليم كردستان عن العراق، في محاولة منه للظهور بمظهر البطل القومي استعدادا لمعركة الرئاسة.
وفسّر مراقبون الصمت التركي على تلك الدعوات التي تتناقض مع رفضها إقامة دولة للأكراد الذين يطالبون بجزء من أراضيها، بأنها مجرّد خطوة تكتيكية تستند إلى وثوقها من أن البارزاني لن يقدم على خطوة كبيرة باتجاه فصل كردستان العراق دون تنسيق معها.
ويقول مختصّون في الشأن التركي إن أنقرة لا تمانع في تحقيق قدر مدروس من استقلال القرار في إقليم كردستان العراق في حدود ما يخدم مصالحها وصراعها مع إيران، وأنها في هذا الإطار تشجّع أربيل على عدم التنسيق مع بغداد في ملف النفط وبيعه بشكل مستقل طالما أن تركيا قناة ضرورية لمرور ذلك النفط ومشتر رئيسي له بأسعار أدنى من أسعار السوق العالمية.
النظام الإيراني يخسر في اليمن وسوريا، فيصعّد في البحرين
في خضم الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، عاد ملف تدخّلات إيران في البحرين، وفي منطقة الخليج العربي عموما، ليتصدّر الواجهة من جديد، على خلفية مجموعة من الأحداث التي بدأت بتصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في خطبة عيد الفطر، والتي أساء فيها إلى البحرين، مرورا بخبر إحباط عملية نقل شحنات أسلحة مهرّبة من إيران إلى البحرين، يوم الأحد الماضي، وليس انتهاء بالتفجير الذي استهدف، صباح أمس، رجال أمن بحرينيين في منطقة سترة، جنوبي العاصمة المنامة. وقد جاء في بيان لوزارة الداخلية البحرينية أن المتفجرات المستخدمة في العملية تشبه المتفجرات التي تمّ إحباط إدخالها إلى المملكة عن طريق بحرينيين على صلة بإيران.
الخبراء اعتبروا أن عملية التصعيد الإيرانية الأخيرة في البحرين مردّها الخسائر التي منيت بها طهران في سوريا واليمن تحديدا؛ فيما قال آخرون إن صنّاع القرار في إيران، الذين يقتاتون على ماضي الثورة الإيرانية الخمينية، ويحاولون استحضار روح الامبراطورية الفارسية، بدءوا يستشعرون أن الفرص في تحقيق “دولة الشيعة” أو “دولة البحرين الكبرى” في تقلّص لذلك عمدوا على إيقاظ خلاياهم النائمة وتحريك أذرعها للتوسع ونشر التشييع في المنطقة الخليجية والعربية، وأيضا الآسيوية، وذلك انطلاقا من العراق والبحرين.
وهذا المخطط كما سبق وذكرت صحيفة “العرب”، (في 28/07/2015، العدد: 9990، ص(7))، هو مخطط قديم ومتجدّد، تتغيّر ملامحه الخارجية وسياسة تطبيقه وفق الأحداث والمتغيّرات في إيران والمنطقة. وفي السنوات الأخيرة شكّلت أحداث الربيع العربي نقطة مفصلية في مشروع آيات قم، ورؤى الساسة في طهران، الذين شبّهوا في مرحلة أولى هذه الأحداث بـ”الثورة الإسلامية”، ثم وبعد أن فشلوا في استثمارها لصالحهم وسارت رياح هذا الربيع على غير ما تشتهي السفن الإيرانية أصبحوا يصفونه بـ”الفوضى”.
ويشير الباحث فادي شامية، في تحليل له حمل عنوان “المشروع الإيراني في ضوء الثورات العربية: ثوابت ومتغيرات”، وصدر ضمن دراسة ضخمة عنوانها “المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية”، إلى أن المشروع الإيراني خسر مجموعة أوراق رئيسية له كان يلعب عليها لينشر فكره وسياسته في المنطقة، وهذه الأوراق هي:
* سحب ورقة المطالب الشعبية في العالم العربي: إذ لم يعد لتبني إيران مظالم الشعوب أيّ معنى، فمن جهة فاقد الشيء لا يعطيه، وقمع الحرية في إيران لا يؤهلها بيع هذه الحرية للشعوب الأخرى.
* سحب ورقة فلسطين: وهي تعد أحد أهم عبّارات المشروع الإيراني إلى قلب المنطقة العربية.
* كشف خداع شعار الوحدة الإسلامية: شكّلت مفارقة البحرين-سوريا، عاملا هاما في كشف خداع شعار “الوحدة الإسلامية” الذي رفعه المشروع الإيراني منذ زمن، واستطاع من خلال بعض أدواته في المنطقة كـ”تجمع العلماء المسلمين في لبنان” مثلا أن يخدع كثيرين. وتحوّل أدوات إيران في المنطقة من الحديث عن الوحدة إلى التحريض كشف حقيقة هذه “الوحدة”. ثم جاءت المواقف مما يجري في سوريا والبحرين لتزيد المشهد وضوحا.
* فقدان عقدة القوس في المشروع الإيراني: إذ لا يمكن لأي نظام بديل أن يعادل النظام السوري في خدمته للمشروع الإيراني، فكيف إذا أصبح النظام القادم في سوريا بحالة مواجهة مع المشروع الإيراني.
* انهيار الصورة الذهنية لـ“حزب الله” أهم ذراع إيراني في المنطقة: إذ يبدو أن الخسائر التي أصابت الحزب غير قابلة للتعويض، لا سيما أن الرأي العام أعاد قراءة تجربة الحزب من أولها.
لكن، وكما يشير فادي شامية، بقدر ما تشتدّ وطأة الخسارة على الإيرانيين، فإنهم يصعّدون من تدخّلاتهم ويحرّكون خلاياهم في البلدان المستهدفة، على غرار ما جري في اليمن من دعم للحوثيين، وما يجري في العراق على أيدي الحشد الشعبي والميليشيات الموالية لإيران، وأيضا البحرين، حيث عمدت أذرع إيران هناك على رفع منسوب العنف والتوتر بين أفراد المجتمع البحريني؛ ما يعني أن المواجهة مع المشروع الإيراني ستكون أقسى هذه المرة وتحتاج سياسة أكثر فعالية.
يفسر كيهان برزكار، مدير مركز الأبحاث العلمية والدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط، الترابط بين إيران والخليج العربي قائلا إن “لمنطقة الخليج أهميتها القصوى في التنمية والأمن ومصالح إيران القومية، لذلك ينبغي أن تظل على رأس نشاطات سياسة إيران الخارجية. فالخليج هو الطريق الأساس لارتباط إيران بالعالم الحر، ولتصدير الطاقة واستيراد البضائع وحفظ أمن الطاقة، ونقطة الاتصال بآسيا الجنوبية والشرقية. ومن ناحية أخرى فإن حضور إيران الفعال في القضايا السياسية والأمنية للخليج والعراق والعالم العربي يزيد من قدرة إيران على التأثير في القضايا الإقليمية وفي علاقتها مع القوى الكبرى”.
"العرب اللندنية"