داعش "أسد" على أكراد سوريا و"نعامة" أمام البيشمركة العراقية

الأربعاء 23/يوليو/2014 - 11:59 ص
طباعة داعش أسد على أكراد
 
توافد قرابة 900 مقاتل كردي خلال الأيام الماضية على سوريا من تركيا والعراق لمساندة الأكراد السوريين في تصديهم لزحف «داعش» على مدينة عين العرب (كوباني) وهي ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه سمع إطلاق نار في الهواء ابتهاجاً بوصول 100 مقاتل كردي جديد إلى عين العرب لصد هجوم «داعش». 
داعش أسد على أكراد
وشهدت المناطق الكردية احتفالات مستمرة في مدينة عين العرب (كوباني) محتفلين بدخول أكثر من 100 مقاتل من كرد تركيا، برفقة عشرات المدنيين من الكرد الذين يقطنون مناطق كردية في تركيا، والذي أتوا لزيارة مدينة كوباني والتضامن معها، ولينضم الـ 100 مقاتل إلى 800 مقاتل آخر كانوا سبقوهم في الانضمام لوحدات حماية الشعب الكردي، لصد الهجوم المرتقب من قبل عناصر الدولة الإسلامية على مدينة عين العرب وقراها.
داعش أسد على أكراد
وبعد أن قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بفرض الحصار على مناطق عفرين وعين العرب "كوباني" والكورد في منبج، أصبحت حياة الكثير من الناس شبه مستحيلة في ظل ظروف إنسانية صعبة وقلة العمل، فلم يبق للبعض سوى الهجرة باتجاه تركيا متحملين المخاطر للوصول إليها وذلك تحت رحمة المهربين وتجار البشر وهو ما يقوي نفوذ حزب الاتحاد الديمقراي الكردي (PYD) على حساب الأحزاب الكردية التي انضمت إليها قبل فترة،
وقد انعكست الأوضاع على الأكراد في منبج؛ حيث تستمر حملة الاختطافات ومصادرة ممتلكات الكرد في مدينة منبج على يد "الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش"، وحملة الاختطاف مستمرة وعدد الرهائن الكرد لدى تلك الجماعات وصلت إلى أكثر من 100 شخص، بتهمة الانتماء إلى هذا الحزب، من بينهم نساء وأطفال في ظل صمت كتائب الحر والمنظمات الإنسانية والسياسية على رأسها الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية.
داعش أسد على أكراد
وذكرت مصادر سورية وجود حالة نزوح بسبب الضغوطات التي تمارسها "داعش" لبعض الأسر وبخاصة القريبة من حزب الاتحاد الديمقراطي وبعض الشخصيات الاجتماعية والتي سكنت منذ أكثر من 60 عاما في مدينة منبج .
بينما أكد عدد من أهالي عين العرب بأن المدينة تتعرض لحصار جائر من الدولة الإسلامية في العراق والشام؛ حيث تم قطع الكهرباء من محطة الكهرباء الموجودة في بلدة الشيوخ جنوبي غربي كوباني (عين العرب). 
وعلى خلاف محاولات داعش الهجوم على أكراد سوريا.. يشترك الأكراد في العراق مع "داعش" في حدود إقليم كردستان كلها باستثناء 15 كيلو مترا، وتقوم بحمايتهم قوات مسلحة خاصة بهم تعرف باسم البيشمركة. 
ويخشى مقاتلو داعش الدخول في مواجهات مع البيشمركة تحت دعوى انشغالهم بقتال ما تبقى من الجيش العراقي المدعوم من ميليشيات شيعية في الجنوب، ويؤجلون الزحف إلى الشمال حيث وسع الأكراد أراضيهم بنسبة وصلت إلى 40 %. 
مسرور البارزاني
مسرور البارزاني
ولكن الحقيقة كما ذكرها مسرور البارزاني مستشار مجلس الأمن الوطني في إقليم كردستان بقوله بأنه على الرغم من امتلاك داعش لكثير من المعدات العسكرية الحديثة لقتالهم، لكن أعتقد أنه يجب أن يكون لدى البيشمركة معدات أفضل بكثير منهم؛ ولهذا يجب أن تشعر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأكمله بالمسئولية. 
 وتابع: أجرينا محادثات مع الولايات المتحدة ومع بعض الدول الأوروبية لكن دون خطوات عملية لتقديم المساعدة لحكومة إقليم كردستان، خاصة في الجانب العسكري، وإن الدول الغربية ستقاتل المتشددين المسلحين الذين اجتاحوا مساحات كبيرة في العراق على أعتابها في نهاية المطاف ما لم تتدخل للتصدي لهذا الخطر من المنبع. 
وشدد على أنه يشك في قدرة الجيش العراقي على دحر ما حققه المتشددون من مكاسب بدون مساعدة من الخارج، وأن العالم غير جاد على ما يبدو في مواجهة التشدد، وأن إقليم كردستان الذي نجح حتى الآن في تحصين نفسه في مواجهة العنف في باقي العراق وسوريا المجاورة هو خط المواجهة مع الإرهاب في الشرق الأوسط، وأن تقاعس الدول الغربية سيعرضها للخطر. واختتم حديثه بقوله: إما أن يأتوا (الغرب) ويواجهوهم هنا، أو ينتظروا عودتهم إلى بلادهم ليواجهوا الإرهاب على أعتابهم.
داعش أسد على أكراد
وقد استغل الأكراد وجود داعش وسيطرتهم على الموصل في تعزيز وتوسيع سيطرتهم على محافظة كركوك الغنية بالنفط.
وقال مصدر رفيع المستوى في أربيل: "جزء من دافعنا للتحرك هو تجنب حدوث كارثة إنسانية".
 وأضاف: "إذا لم نملأ الفراغ الذي خلفه انسحاب الجيش العراقي، سينزح كل الأشخاص إلى المناطق الكردية، نحن لدينا نحو نصف مليون شخص يطرقون أبوابنا".
وقال: "من الأسهل أن نرسل 100 من القوات العسكرية الكردية "البيشمركة" لتملأ الفراغ، وتحفظ الأمن لكي يبقى الناس في أماكنهم. بمجرد أن دخلت قواتنا بدأ النازحون في العودة إلى منازلهم".
بشار الأسد
بشار الأسد
وبدخول الأكراد غير السوريين على خط النزاع يرتفع إلى ثلاثة عدد أصناف المقاتلين الأجانب الذين يحاربون في سوريا: جهاديون سنّة من أنحاء العالم يقاتلون في صفوف المعارضة، ومقاتلون شيعة خصوصاً من «حزب الله» اللبناني وجماعات شيعية عراقية يقاتلون إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، ويُضاف إليهم مقاتلون أكراد ينتمون خصوصاً إلى جماعة «حزب العمال الكردستاني» الذي يملك قواعد في شمال العراق لكن مقاتليه ينتمون خصوصاً إلى الجزء الكردي من تركيا. 

شارك