"داعش" تتلقى ضربة مُوجِعة بقتل الرجل الثاني بعد البغدادي

السبت 22/أغسطس/2015 - 12:29 م
طباعة داعش تتلقى ضربة مُوجِعة
 
أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة 21 أغسطس 2015 أن الرجل الثاني في تنظيم الدولة الإسلامية، قتل في ضربة جوية أمريكية نفذت يوم الثلاثاء الماضي.
داعش تتلقى ضربة مُوجِعة
قال المتحدث باسم البيت الأبيض، نيد برايس، في بيان: إن  فاضل أحمد الحيالي المعروف أيضًا باسم "حاجي معتز"، والملقب بأبو مسلم التركماني- حسبما يطلق عليه تنظيم "داعش"- قتل في غارة جوية أمريكية يوم 18 أغسطس الجاري، أثناء تحركه في سيارة قرب الموصل في العراق، إلى جانب المسئول الإعلامي للدولة الإسلامية أبو عبد الله.
وحسب متابعين فإن العملية تمت في غارة جوية من طائرة بدون طيار اعتمدت على معلومات استخباراتية.
التركماني، كان لواء سابق في عهد صدام حسين، وتولى مسئولية المحافظات التي استولى عليها "داعش" في العراق، بعد يونيو 2014.
هو من مواليد قضاء تلعفر الواقع غرب الموصل، واسمه الحقيقي "فاضل عبد الله أحمد الحيالي"، وهو ضابط سابق في الحرس الجمهوري وكان على وشك حصوله على رتبة عقيد، لكن الأحداث التي حصلت بعد 2003 ودخول القوات الأمريكية إلى العراق حالت دون ذلك.
كذلك عمل التركماني في المخابرات العسكرية والحرس الجمهوري أثناء خدمته في الجيش العراقي تحت قيادة صدام.
داعش تتلقى ضربة مُوجِعة
وسجن التركماني في معسكر بوكا بالعراق، وانضم إلى البعثيين في عهد صدام إلى داعش في القتال ضد حكومة بغداد التي يتزعمها الشيعة.
كان من أكثر الضباط المقربين للرئيس العراقي السابق صدام حسين، حسبما قال مقربون منه، كذلك كان رجل حرب وله ثقافة عسكرية واسعة، إلا أن فكر التركماني بدأ بالتغير في السنوات الأخيرة ما قبل الاحتلال، حيث بدأ يميل إلى الفكر السلفي، ولكن دون الإفصاح عن ذلك بشكل علني.
كذلك كان المنسق الأساسي لنقل الأسلحة والمتفجرات والسيارات والأفراد بين العراق وسوريا، كما أنه المسؤول عن العمليات في العراق وساعد في التخطيط لهجوم التنظيم على الموصل في يونيو من العام الماضي.
كان  قائد العمليات العسكرية في التنظيم ولديه قدرة على جذب واستقطاب المقاتلين من القومية التركمانية لتنظيم "داعش"، ويشار إلي أن "التركماني" له فضل كبير على التنظيم، حيث دأب على تجنيد أكثر من 800 مقاتل تركي، وإدخالهم إلى سوريا، بالإضافة إلى قيادته لجل المعارك نيابة عن البغدادي.
داعش تتلقى ضربة مُوجِعة
وحذر خبير في مكافحة الإرهاب، من أن تأثير مقتل التركماني على التنظيم قد يكون قصير المفعول، كذلك كان من المقربين لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي حيث كان يشرف على عملياته في العراق.
وقال سيث جونز، وهو مسئول سابق بوزارة الدفاع الأمريكية ويعمل حاليا في مؤسسة راند، خبرتي في متابعة الدولة الإسلامية تشير إلى أنهم أظهروا.. القدرة على وضع الأشخاص في مناصب عندما يقتل مسؤولون بارزون، مضيفًا أن مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم هي العامل الأكثر الأهمية في تحديد قوته.
وتنفذ الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربات جوية يومية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. 
وأسفرت ضربة جوية بطائرة بدون طيار الشهر الماضي عن مقتل قيادي كبير للتنظيم في مدينة الرقة معقله في سوريا.
في هذا السياق، سخر أنصار تنظيم "داعش" من مزاعم البيت الأبيض الأمريكي بقتل الرجل الثاني في التنظيم فاضل الحياري الملقب بـ"حجي معتز"، أو "أبو مسلم التركماني"، كما يطلق عليه أنصار التنظيم.
داعش تتلقى ضربة مُوجِعة
وقال أنصار التنظيم: إن نقل الولايات المتحدة الأمريكية للخبر يؤكد "تردي معنوياتها في الحرب ضد دولة الإسلام، فهي تعيد ذات الخبر الذي نشرته في ديسمبر من العام الماضي، وتبين زيفه".
في حين قال أحد أبرز أنصار تنظيم الدولة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لو استشهد الأخ أبو مسلم التركماني منذ 3 أيام لأعلنت الدولة فورًا وبكل عز وفخر. هذه الحقيقة وحدها تكفي لتنسف ادعاءات البيت الأبيض بأنه قتل".
فيما ذهب العديد من أنصار تنظيم "داعش" إلى نفي المعلومة المتداولة بأن "أبو مسلم التركماني" هو نائب "أبو بكر البغدادي"، واستدل بعضهم بأن "نائب الخليفة يجب أن يكون قرشيًّا، والتركماني ليس كذلك".
داعش تتلقى ضربة مُوجِعة
ويعتبر مقتل التركماني، بمثابة الضربة القاضية للتنظيم الإرهابي، والذى حتما سيؤثر سلبًا على أداء "داعش" في العمليات الإرهابية التي تشنها في العراق وسوريا، وغيرها من الدول العربية، حيث أنه يعتبر ثاني أهم قيادي في التنظيم الإرهابي.
كشفت محللة شئون مكافحة الإرهاب في معهد دراسة الحرب، هارلين جامبير، أن التركماني انضم بعد خروجه من معسكر بوكا لتنظيم القاعدة في العراق، قبل أن يُسهم في إطلاق تنظيم الدولة المتشدد إلى جانب البغدادي وآخرين.
فيما تباينت آراء الخبراء، بشأن تأثير مقتله على التنظيم؛ حيث اعتبر البعض أن ذلك سيقوض محاولة "داعش" الظهور بصورة التنظيم الذي لا يقهر، في حين أشار آخرون إلى عدم تأثر عمليات المتشددين بغيابه.
ويرى محللون أن عملية اغتيال التركماني، جاءت بالتزامن مع تسريبات عن تنفيذ القوات الأمريكية عملية إنزال جوي شمال الموصل، حيث أفادت مصادر عسكرية رفيعة في العراق بقيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بإنزالين جويين في محافظة نينوي.
وقالوا: إن مقتل التركماني، الذي كان له دور فاعل في تأسيس هذا التنظيم إلى جانب الحاج بكر والذي قتل في دير الزور عام 2013، سيُلقي بتداعياته على التنظيم وعلى خططه العسكرية وشبكة علاقاته العامة.
وأضاف: هذه العمليات النخبوية، تُعيد إلى الأذهان عمليات اصطياد قيادات القاعدة في وزيرستان وفي أفغانستان وفي اليمن والعراق ما بعد عام 2006، والتي انتهت بمقتل قيادات الخط الأول من التنظيم أبرزهم أبو مصعب الزرقاوي، وأبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي والعولقي في اليمن وأبو يحيى الليبي وأبو زبيدة في أفغانستان.
ويرى مراقبون أن استهداف رءوس "داعش" في العراق والموصل، هي استراتيجية أمريكية جديدة قديمة، استخدمتها ضد قيادات القاعدة في وزيرستان واليمن وشمال إفريقيا، وهذا يعني أن المشهد العملياتي ضد داعش يتجه نحو مزيد من عمليات نخبوية استخباراتية تنفذها فرق كوماندوز مباشرة؛ لتكون بديلًا عن العمليات العسكرية الواسعة.
للمزيد عن "أبو مسلم التركماني" شخصيته وحياته۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا

شارك