حرب المليشيات تقضي علي "الدولة" في ليبيا.. وأمريكا تجلي موظفيها الدبلوماسيين

السبت 26/يوليو/2014 - 04:42 م
طباعة الميليشيات تقضي علي الميليشيات تقضي علي الدولة
 
غرقت ليبيا أكثر في أوضاعها الأمنية المتأزمة، اذ لا تهدأ الاشتباكات المسلحة في مدنها، وإن اختلفت في حدّتها، أو في تنوع أطرافها ومواقعه.

امريكا تخلي سفارتها بطرابلس

وزير الخارجية الأميركي
وزير الخارجية الأميركي جون كيري
وفي خطة تأخرت كثيرا ، اعلنت الولايات المتحدة الامريكية  اخلاء سفارتها بالعاصمة الليبية طرابلس من جميع الموظفين والمسؤولين الي تونس  في ظل ارتفاع حدة الاشتباكات بين الجماعات المسلحة.
ورغم أن السفارة كانت تعمل بعدد محدود من الموظفين، غادر الفريق المتبقي برًا إلى تونس بعد ساعات على تحذير الحكومة الليبية الجمعة من "انهيار الدولة" مع استمرار المعارك بين ميليشيات متنافسة من أجل السيطرة على مطار طرابلس.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري  إن اخلاء السفارة في ليبيا ناجم عن "خطر حقيقي" على حياة الدبلوماسيين الاميركيين، مضيفا امام الصحافيين في باريس ان الولايات المتحدة "تعلق" عملياتها لكن لا تغلق سفارتها في العاصمة الليبية.
قالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف " نظرا للعنف المتواصل والمعارك بين الميليشيات بالقرب من مقر السفارة الأمريكية في طرابلس نقلنا كافة العاملين بشكل مؤقت خارج ليبيا". وأوضحت المتحدثة أن كافة موظفي السفارة الأمريكية نقلوا إلى تونس المجاورة. واصدرت وزارة الخارجية الاميركية تحذيرا الى الاميركيين من السفر الى ليبيا وحثت كل المتواجدين في هذا البلد الى “الرحيل فورا”. يأتي ذلك وسط مخاوف من تكرر سيناريو مقتل السفير الأمريكي في بنغازي في سبتمبر (أيلول) 2012.

ليبيا تحت رحمة المليشيات

حرب المليشيات  في
حرب المليشيات في ليببا
تجددت الاشتباكات في مطار العاصمة الليبية طرابلس، يتعرض لقصف منذ 13 يوما ما ادى الى اضطراب حركة الملاحة الجوية، واشتعلت النيران في المدرج ودمر برج المراقبة واحترقت عدة طائرات مدنية وتحول المبنى الرئيسي إلى مستشفى ميداني، في حين اعترف الناطق باسم الحكومة بالتدهور الأمني، وقال إن الحكومة تدرس إمكانية طلب المساعدة الدولية للسيطرة على أمن البلاد.
ويبلغ عدد هذه الميليشيات ما يقرب من 1700 ميليشيا مسلحة، والجماعات السلفية.. درع ليبيا.. "الزنتان".. أبرز الميليشيات التي تحكم ليبيا لا تزال الميليشيات المسلحة عقبة كبيرة تعترض طريق تحقيق الاستقرار في ليبيا، فعلى الرغم من اختلاف أسماء وتوجهات وأدوار هذه الميليشيات فإنه يؤخذ على الحكومة الليبية ضعفها وعدم قدرتها على توحيد هذه الجماعة في كيان واحد أو فرض سيطرتها عليها نتيجة لضعف قوتها العسكرية والأمنية ونقص السلاح ما يهدد بانزلاق البلاد نحو مزيد من التفكك وعدم الاستقرار.
وتدور الاشتباكات في محيط المطار الدولي بين قوة حماية المطار (مليشيات الزنتان) من جهة، وقوات من ثوار درع ليبيا وكتائب ثوار سابقين من جهة أخرى.وتسيطر مليشيات من الزنتان الواقعة شمال غرب ليبيا على منطقة المطار منذ الإطاحة بـمعمر القذافي عام 2011، لكنها تواجه منافسة من مليشيات أخرى، وكان ثوار الزنتان أكدوا دعمهم عملية اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يتهمه الإسلاميون بأنه يقوم بانقلاب.
وفي بنغازي (شرق)، اعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي الاثنين ان قواته انضمت الى القوة شبه العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سبق ان اعلن شن عملية عسكرية في بنغازي واتهمته السلطات الليبية ب"محاولة انقلاب".
وبالإضافة الي الاشتباكات اليومية هناك العديد من حوادث الاغتيالات اليومية في ليبيا والتي تستهدف قيادات بارزة أمثال أحمد البرغثي قائد الشرطة العسكرية الليبية، واختطاف رئيس الوزراء ونائب رئيس المخابرات الليبية يشير إلى أن الأمور في ليبيا في طريقها لأجواء حرب.
وأكد أسعد زهيو، المتحدث باسم الحركة الوطنية الشعبية الليبية، أن ليبيا الآن يحكمها تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين والجماعات المتشددة. وأشار زهيو، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، "إلى أن ليبيا تتجه نحو الهاوية لأنها أصبحت مهددة بالتقسيم وتفتيت الوحدة الوطنية"، كما أنه جار تقسيمها إلى خمس دويلات، موضحًا أن حكم الميليشيات لن ينتهي لأنه قائم على حزب المؤتمر الوطني الذي جاء على جماجم الليبيين. ولفت إلى أن هناك أيدى خفية وراء عدم بناء جيش ليبي قوي، ولا توجد نية صادقة لبناء دولة، فضلًا عن وجود أجندات غربية تريد استمرار الحالة التي يعاني منها الليبيون الآن من الدمار والخراب، كما أن الغاز الذي يعتبر المصدر الرئيسي للثروة الليبية أصبح حكرًا على القوى الأجنبية بواسطة الميليشيات المسلحة التي تخدم الإخوان والقاعدة.

انهيار الدولة

المستشار مصطفى عبد
المستشار مصطفى عبد الجليل
ودعت الحكومة الليبية في بيان مجددا الى وقف المعارك محذرة من خطر “انهيار الدولة” بين المليشات التي اوقفت الحياة في العاصمة طرابلس.
وأصدرت الحكومة الليبية المؤقتة قرارا بتكليف فريق عمل برئاسة المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق لوضع آلية لفك الاشتباكات المسلحة وإيقاف القتال في مدينة طرابلس.
وابدي المراقبون قلقهم من ان تؤدي اعمال العنف الى اغراق البلاد في الحرب الاهلية وتعيد احياء الخصومات بين عشرات الميليشيات التي تنشط وفقا لما يخدم مصالحها سواء كانت ايديولوجية ام اقليمية ام قبلية. وهذه الميليشيات التي يهيمن عليها الاسلاميون تتولى تطبيق القانون في البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي في تشرين الاول/اكتوبر 2011 لان السلطات الانتقالية لم تتوصل بعد الى تشكيل جيش وشرطة محترفين.

العالم يتجه لمعاقبة قادة المجموعات المسلحة

إبراهيم الدباشي مندوب
إبراهيم الدباشي مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة
وقال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي،:«هناك رأي دولي بدأ يتشكل ويتجه نحو فرض عقوبات على قادة المجموعات المسلحة التي تهاجم المنشآت العامة وتعيق بناء مؤسسات الدولة وتخطف وتقتل المدنيين، سيقدمون للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية التي أُوكل إليها مجلس الأمن التحقيق في الجرائم المرتكبة في ليبيا منذ ١٥ فبراير ٢٠١١».
واضاف: «العالم لن يساعد ليبيا في بناء الدولة في ظل غياب سلطة تحظى بالشرعية الكاملة لديها القوة لفرض القانون والنظام، كما أن العالم لا يتواصل مع من ينتهك القانون ويدمر المنشآت ويقتل المدنيين ويهجرهم من بيوتهم ويستولى على محتوياتها ويدعي الوصاية على ليبيا».
وعن موقف مجلس الأمن من الحالة الليبية، قال الدباشي: «مجلس الأمن لم يعد بإمكانه التدخل لحماية المدنيين لأن الفقرة التي تبيح ذلك في القرار ١٩٧٣ ألغيت منذ شهر أكتوبر ٢٠١١، والوضع الدولي الحالي لا يسمح بصدور قرار جديد بالخصوص».
وعن أحداث مطار طرابلس، قال الدباشي، في تصريح لـ«بوابة الوسط»:: «العالم ينظر إلى مهاجمة المطار على أنه جريمة وإغلاق الوزارات جريمة ومنع المواطنين من العودة إلى بيوتهم جريمة وتأخير مباشرة البرلمان عمله وإعاقة مؤسسات الدولة جريمة».

شارك