في كتاب توثيقي.. ماذا فعل الإخوان بأقباط مصر

الأربعاء 02/سبتمبر/2015 - 06:00 م
طباعة في كتاب توثيقي..
 
اسم الكتاب – رحيق الاستشهاد – أحداث يوم الأربعاء الدامي 14 اغسطس 2013 
الكاتب – الانبا مكاريوس الاسقف العام 
الناشر – إيبارشية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس 
هذه هي الطبعة الثالثة من الكتاب التوثيقي  (رحيق الاستشهاد احداث يوم الاربعاء الدامي 14 اغسطس 2013 م ) حيث لم تزل أحداث الأربعاء 14 أغسطس 2013علامة فارقة في تاريخ مصر والاقباط ، حيث فض اعتصامي الإخوان المسلمين رابعة والنهضة،  وهذه العلامة أصبحت مصدرًا محوريا في كتابة تاريخ الأقباط  المعاصر ، لذلك اهتم الأنبا مكاريوس، الأسقف العام بالمنيا ورئيس تحرير مجلة الكرازة في كتابه  «رحيق الاستشهاد» ان  يقدم توثيقا دقيقًا لحرق الكنائس وخسائر الأقباط من المنشآت  المدنية في إطار روحي عميق يستلهم خبرة الأقباط في توقعهم للموت حيث صار الجميع قاب قوسين أو أدنى من الاستشهاد، لا سيما بعدما تأكد لهم أن كل المسيحيين أصبحوا مستهدفين، بعد فض الاعتصام في إطار خطة كانت محكمة علي مستوي الجمهورية

مقدمة البابا

مقدمة البابا
الكتاب قدم له قداسة البابا تواضروس الثاني قائلًا: هذه صفحات للتاريخ نسجلها ومازالت الأحداث الدامية ماثلة أمامنا كوطن وككنيسة وكمجتمع، نسجلها بصدق شهادة لكل العالم وكيف قدم أقباط مصر صورة مضيئة عن معانى الوطنية والأخوة والمواطنة وكيف طبقوا الوصية المسيحية بصورة أذهلت العالم والمصريين إننا نحبكم أيها المعتدون.. ونسامحكم.. ونغفر لكم.. ونصلى من أجلكم وسلامة حياتكم.. مبارك شعبي مصر.

محور الكتاب

الكتاب يعرض بدقة متناهية أحداث الأربعاء الدامي الذى تعرضت فيه كنائس المسيحيين ومؤسساتهم وممتلكاتهم لهجمة شرسة، وكانت قد سبقت تلك الاعتداءات تهديدات لجميع الأقباط في طول البلاد وعرضها، سواء من أعلى المنصات في رابعة أو النهضة  - كما تؤكد مقاطع الفيديو - أو من خلال المنشورات التي وزعت وفيها تهديد صريح باستهداف كل من الأقباط والمؤسسة العسكرية وقوات الجيش، أو من خلال بعض الخطب التحريضية في بعض المساجد، وقد قامت الكنيسة في أكثر من مكان بنقل هذه التخوفات إلى المسئولين.
أطلقت إيبارشية المنيا مبادرة تحويل اليوم الذى تمت فيه الاعتداءات إلى عيد قبطى يحمل معنى الفرح والفخر.. ويقول الأنبا مكاريوس تلقينا العشرات من الاقتراحات بخصوص اسم لهذا العيد، مثل: رحيق الاستشهاد، التقدمة، الكنيسة مجمرة بخور، من أجل الوطن، نيروز جديد، نيروز صغير – اسم عيد الشهداء في الكنيسة - ، عيد النصرة، الابن الضال، ذبيحة حب، حصاد البركات، ذبيحة المسيح
عيد القرابين المقدسة، عيد الوطنية القبطية، ضريبة وطنية الأقباط، عيد الكنيسة القبطية المصرية.. وغيرها.

المعترفون الأقباط

سجل الكتاب وقائع كثيرة غيرة معروفة للإعلام – غير وقائع تدمير وحرق الكنائس لذلك اقترح على هيئة الكتاب طبع وتوزيع الكتاب بمكتبة الاسرة ليخرج الى القاري المصري العادي ليدرك حجم الضريبة التي دفعها الاقباط في ثورة 30 يونيو ومن هذه الوقائع تلك القصة التي ذكرها الانبا مكاريوس صفحة 59 لشاب يدعي ج ع و مدرس لغة انجليزية 25 عام كان متواجد بكنيسة الانبا موسي الأسود بحي ابو هلال في المنيا مع عدد من الشبان يطفئون زجاجات المولتوف التي يلقيها المعتدون من الخارج وكان ذلك عند مساء الاربعاء اذ لم يتمكن المعتدون من الهجوم عليها نهارا وحالما بدأوا في الهجوم على الكنيسة بعد تحطيم البوابة خرج هو مع الآخرين – لأن حياتهم بالطبع أهم من المباني – فصادفه أحدهم فظنوه انه جاء لينضم في النهب والحرق معهم ولكنه أخبرهم انه مسيحي وهنا اوسعه ضربا وشتما ثم اخذوه جماعة من الملتحين وادخلوه جمعية تابعة لهم ليواصلوا الضرب والشتيمة والاهانة وطلبوا منه خلع الصليب الذي يرتديه ولكنه رفض مفضلا قتله عن ان يتخلى عن الصليب ولكنهم نزعوه عنه بالقوة وظل يضرب حتى اليوم التالي حيث استطاع الهرب وفور هربه عاد للكنيسة التي حرقت، كنيسة الانبا موسي ليزيل آثار الدمار والرماد

قراءة في جداول الجرائم الإخوانية

قراءة في جداول الجرائم
قدم الكتاب جداول توثيقية دقيقة  نقرا من خلالها ان الكنائس التي حرقت بالكامل هي: بأسيوط كنيستان وبالجيزة واحدة وبالفيوم عشرة وبالمنيا 19 كنيسة وببني سويف 2 وبسوهاج واحدة وبشمال سيناء واحدة .. ومن خلال جدول آخر نعرف أن الكنائس التي حُرّقت جزئيا هي بأسيوط أربعة كنائس وبالجيزة واحدة وبالسويس4 وبالمنيا 6 وبسوهاج 1 ومن خلال جدول ثالث نتعرف على عدد الكنائس التي القيت عليها زجاجات المولتوف واطلاق الرصاص وهى بأسيوط واحدة بالجيزة ثلاثة بالمنيا ثلاثة ومن خلال قراءة جدول رابع نتعرف على عدد الكنائس التي تم سلبها ونهبها بالكامل وهى بالجيزة واحدة وبالمنيا ثلاثة كنائس 
أما جداول ممتلكات الاقباط التي نهبت وهي لم تحظي باهتمام اعلامي كافي كما حظيت الكنائس فقد افرد لها الانبا مكاريوس  ملاحق تفصيلية علي مسوي الجمهورية كشفت القراءة فيها الآتي:
 إنه في الأقصر تم حرق ونهب محلات لبيع الملابس والاحذية وصيدلية موريس وفندق حورس ووجهة فندق سونيا ونهب عمارة سان ستيفانو . وفي سوهاج تم حرق محل تسالي ومحل احذية ومفروشات وبقالة وساعات واجهزة كمبيوتر وستوديو تصوير وصيدلية ومحلات مفروشات وإكسسوارت واقمشة و3 محلات حلواني ومحل للبيتزا وتكسير ونهب 13 سيارة مختلفة الموديلات واصابة 5 اقباط بطلق ناري وسحل في الشوارع . وفي اسيوط والقوصية تم حرق ونهب 31 محل ومنزل وفندق وصيدلية وسيارة كما حرق فرع دار الكتاب المقدس، أما في المنيا فتم حرق ونهب وتدمير وتكسير وسرقة محلات وصيدليات وتخريب منازل بالكامل وكانت قرية دلجا بديرمواس هي الأعلى في النهب والمنيا بالإجمال هي الأعلى في ارتكاب الجرائم، حيث ارتكاب بهذه المحافظة وحدها نحو 356 جريمة، أما أشهر جرائم قتل الأقباط فقد تمت في شمال سيناء، حيث قتلت الجماعات الإرهابية مجدي لمعي بقطع رأسه وقتل هاني كمال بالمساعيد وقتل القس مينا عبود كاهن كنيسة العذراء بالمساعيد العريش.

ومن التأملات اليومية

التي كتبها الأنبا مكاريوس أثناء الأحداث نختار منها:
قبلتم سلب أموالكم بفرح لأنكم رثيتم لقيودي أيضا وقبلتم سلب أموالكم بفرح، عالمين أن لكم مالا أفضل في السماوات وباقيا.
"عبرانيين 34:10" يشير القديس بولس إلى الذين تحملوا الكثير من الآلام مثل الطرد من الوظائف والحرمان من الامتيازات ومصادرة الأموال وغيرها من ألوان الهوان.
والسلب المقصود هنا بحسب ما قصدته اللغة هو عمليات السطو والنهب الواضح والتدمير، فقد كان الاستيلاء على ممتلكات المسيحيين يتم جهارا، ولكنهم قبلوا ذلك بفرح لأنه من أجل الله ومصر، لقد أدركوا أنهم وإن خسروا هذه الأملاك التافهة، فلهم في السماء كنز لا يسرق: عالمين في أنفسكم أن لكم مالا أفضل في السماوات وباقيا. 
والمقصود بعالمين في أنفسكم أنكم اقتنيتم أنفسكم وهو الأهم من الأموال، أن يخسر إنسان كل ما حوله لأجل المسيح ولكى يربح نفسه من يهلك نفسه من أجلى يجدها «متى 16:25» حتى لو خسر الإنسان ثيابه، بل إن ضرب في جسده وتعذب وقتل هذا الجسد، وخسر اسمه وشهرته ومكانته وكرامته، فإن روحه أغلى وأبقى بصبر كم اقتنوا أنفسكم «لو19:21» إن قبول سلب الأموال بفرح هو تعامل أرقى مع الأمر، فهو ليس مجرد احتمال للخسارة أو استسلام للظلم بسبب العجز، كلا وإنما بقلب راض وفرح، مقدمين شهادة بذلك للمسيح، فإن الاستشهاد ليس فقط بسفك الدم، ولكن أيضا باحتمال إساءات الآخرين، وعلى قدر تعلق قلوبنا بمحبة الله نستهين بالماديات، فلا تنزعج أن اغتصبها منك أحد أو طمع فيها. لقد تعرى المسيح لأجلنا، ننظر إليه وهو معلق على الصليب فنخجل أمام حبه، ونستخف بالتالي بكل ما يشغلنا عنه من أمور العالم.
كان جنود الرومان يقتسمون ثياب المسيح بينهم، بينما يتجرع هو أشد الآلام، نقول ذلك لكل من رأى كنيسته تهدم وتحرق بالنار، وتباع محتوياتها علنا بأبخس الأثمان، خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح «فيلبى 3:8».
"ك.ى" تحكى قصة معاناتها.. وكذلك المتجر الخاص بأسرتها لاعتداء وحشى بدءا من النهب إلى التحطيم إلى إشعال النيران وشبت النار في المنزل والمتجر وهرع سكان البيت إلى الخارج ولم يكن سوى مخرج الباب الرئيسي للمنزل حيث تجمهر عدد كبير من المعتدين بأنواع متعددة من الأسلحة ما أن رآهم حتى هجموا عليهم ونزعوا منهم ما كانوا يحملون في أيديهم، ثم اختطفوا تلك السيدة مع طفلها وهددها بقتله غير أن الطفل وصل إلى أسرته بأعجوبة ولا يعرف لا الطفل ولا أهله كيف عاد سالما.
أما هي فقد نزعوا خاتمها وأقراطها وقاموا بتقطيع شعرها بطريقة وحشية وأشبعوها لطما بقسوة على وجهها ونزعوا حذاءها وأجبروها على السير فوق قطع الزجاج المكسر حتى دميت قدماها مما أثر على أعصاب بطن القدمين وبعد ذلك حملوها عنوة إلى مكان مهجور بقصد الاعتداء عليها وظلت تقاوم وحشيتهم بل طلبت منهم أن يقتلوها عوضا عن الإساءة إليها، ولكن الله أرسل أناسا لينقذوها بأعجوبة من بين أيديهم ويحملوها بعيدا بينما المعتدون يتبعونهم أملا في استعادتها من جديد.

شارك