الأزمة الليبية تدخل المرحلة الأسوأ.. والدول الغربية ترحل مواطنيها

الخميس 31/يوليو/2014 - 08:02 م
طباعة الأزمة الليبية تدخل
 
الأزمة الليبية تدخل
فى تطور سريع للأزمة الليبية أعلن الاتحاد الأوروبي ، ترحيل أعضاء بعثته الدبلوماسية في ليبيا بشكل مؤقّت إلى تونس، وذلك جرَّاء تدهور الأوضاع الأمنية، وأوضح مايكل مان الناطق باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية كاثرين آشتون، أنه تم اتخاذ نفس القرار لأفراد "يوبام - ليبيا" الأوروبية للمساعدة عل مراقبة الحدود الخارجية اللبيبة.
شدد على أن القرار الأوروبي يأتي مماثلا لخطوات في هذا الاتجاه اتخذتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهيئات دولية متعددة نقلت دبلوماسيها إلى أماكن خارج ليبيا كتدبير وقائي بسبب حالة الفوضى، كما أن الاتحاد سيُعيد بعثته إلى ليبيا عندما تسمح الظروف بذلك، كما سيواصل مراقبة ومتابعة الوضع من العاصمة التونسية.
وجدد المسئول الاوروبي دعوته لكافة الأطراف الليبية للعمل على إجراء حوار حقيقي مثمر يسهم في حل الأزمة وتأمين احترام الاستحقاقات الدستورية ووضع العملية الانتقالية على المسار الصحيح.
كذلك لوحت تونس بإحتمال إغلاق حدودها مع ليبيا حالما تستدعي الضرورة ذلك، في ظل ما وصفته بالتدفق الهائل للاجئين القادمين من الأراضي الليبية، وحذر وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي من أنه ليس بوسع بلاده مواكبة هذا العدد من اللاجئين، الذين يتزايدون في ظل استمرار القتال بين فصائل متناحرة في ليبيا.
تأتى هذه الخطوة في الوقت الذى واصلت الصين فيه عملية لإجلاء المئات من رعاياها العاملين هناك، كما قالت الحكومة الفرنسية إنها أجلت مواطنين فرنسيين وبريطانيين من ليبيا.
الأزمة الليبية تدخل
وفى تقرير موسع لها اعتبرت شبكة دويتشه فيله الالمانية " أن حمل السلاح هو الضمان للاحتفاظ بالقوة في ليبيا" من قبل الميليشيات التي أسهمت في إسقاط معمر القذافي، لكن الميليشيات تسهم اليوم في انهيار الدولة بعد تفردها بالقوة المسلحة، فيما يتفرج الغرب على الأوضاع تاركا ليبيا لمصيرها.
من جانبه اعتبر اندرياس ديتمان خبير الشؤون الليبية أن الوضع خطير جدا، خاصة وأن سحب الدول الغربية لدبلوماسيها من طرابلس يشير إلى أن الغرب فقد الأمل بأي تطور ايجابي في ليبيا،  فالدولة لا يمكنها الحفاظ على أمنها الداخلي ولا حدودها الخارجية، وهي من الواجبات الأساسية لبقاء أي دولة على قيد الحياة. "التطورات الحالية تشير إلى أن ليبيا بلد ضعيف، وفي طريقه إلى الانهيار.
بينما يري يرى روبن رايت المحلل السياسي بمركز ويلسون للدراسات في واشنطن أن الولايات المتحدة وبعض دول الناتو دعمت الثوار خلال عملية إسقاط معمر القذافي عام 2011، ومنذ ذلك الحين تركت ليبيا لمصيرها، منتقدا الموقف الغربي، موضحا أن الحكومة المركزية في ليبيا ضعفت إلى درجة لا تمكنها من الحفاظ على مطار العاصمة، فكيف الحال إذن مع باقي أراضي ليبيا الشاسعة.
نوه روبن رايت  الى أن القوى الغربية أخطأت كثيرا، ولم تطبق القرارات التي أريد بها أعادة بناء ليبيا، فالفرص الحقيقية لبناء دولة ديمقراطية في ليبيا ضاعت، كما أن نتائج الانتخابات الأخيرة في الخامس والعشرين يونيو 2014، التي أظهرت تغييرا في موازين القوى السياسية لصالح الليبراليين قد أشعلت القتال الحالي في ليبيا.
الأزمة الليبية تدخل
علي الجانب الاخر أعلنت مصادر ملاحية مصرية بمطار القاهرة أنه تم رفع حالة التأهب مع الأجواء الليبية تحسبًا لدخول أي طائرات دون تصاريح مرور مسبقة، كما أن دخول الأجواء المصرية سواء للهبوط بمطاراتها أو العبور فوقها يستلزم إجراءات مسبقة، طبقًا لقواعد الطيران الدولي من بينها الحصول على خطة الطيران، والتصاريح اللازمة من سلطات الطيران المدني المصرية، ولا يمكن لأي طائرات أن تدخل أو تعبر إلا بها. ولوحت مصادر ملاحية أن  الحركة القادمة من الأجواء الليبية منخفضة جدًا، وذلك بعد توقف الحركة من وإلى مطاري بنغازي وطرابلس، ولا يتبقى سوى نحو ثلاث رحلات يوميًا من مطاري الأبرق القريب من بنغازي ومعيتيقة بطرابلس.
يذكر أن الأزمة الليبية تتفاقم، بعد أن وصل القتال بين الكتائب المتنافسة في ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين إلى أسوأ مراحلة منذ الاطاحة بمعمر القذافي عام 2011 مما دفع بعض الدول الغربية إلى ان تحذو حذو الولايات المتحدة والأمم المتحدة وتسحب دبلوماسيها من ليبيا، ومقتل نحو 200 شخص منذ اندلاع الاشتباكات قبل أسبوعين في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي في شرق البلاد.

شارك