فقد قتل يعقوب العمر أمير جبهة النصرة المتطرفة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا بتفجير عبوة ناسفة في سيارته منتصف ليل السبت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في هجوم يأتي وسط تقدم الجبهة في هذه المحافظة على حساب مقاتلي المعارضة السورية. 

وقال المرصد في بريد الكتروني اليوم السبت "لقي +أمير قاطع ادلب+ في جبهة النصرة يعقوب العمر مصرعه قبيل منتصف ليل أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته بالقرب من منزله في بلدة خان السبل شمال مدينة معرة النعمان" التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن التفجير أدى كذلك إلى إصابة نجلي يعقوب العمر ، وهو سوري في العقد الرابع من العمر. ونعت حسابات موالية للنصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، العمر. 

وفي وقت سابق أدرجت كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية، وأدرجت تركيا، في أول يونيو جبهة النصرة التي تعتبر الجناح السوري لتنظيم القاعدة، إلى لائحتها للمنظمات الإرهابية، التي تفرض عليها عقوبات مالية.

ونعت حسابات موالية للنصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، العمر. وكتب مستخدم يقدم نفسه باسم ابو عيسى الشيخ "استشهاد الشيخ يعقوب العمر امير من امراء جبهة النصرة بادلب بعبوة ناسفة. شل الله يد من قتله".  وقال آخر يقدم نفسه باسم "ابو سليمان المهاجر"، ان العمر "غدرته من شر العباد عصابة (...) ملعونة من طبعها الاجرام". واوضح عبد الرحمن ان "اغتيال العمر يأتي مع تمدد جبهة النصرة في محافظة ادلب على حساب الكتائب المقاتلة، وسيطرتها على مناطق واسعة اهمها ريف جسر الشغور وحارم وسرمدا.

وسيطرت الجبهة المتطرفة على هذه المناطق تباعا. وكانت آخر هذه المناطق سرمدا القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والتي سيطرت عليها الخميس اثر معارك مع مقاتلي المعارضة. 

وقررت  "جبهة النصرة" في وقت سابق من الهيئة الشرعية في حلب، وتعليق عضويتها في "مجلس القضاء الموحّد" في ريف دمشق، والذي تم التوافق عليه من كافة الفصائل العسكرية، باستثناء تنظيم "الدولة الإسلامية". ويأتي ذلك بموازاة إعلان "الجبهة الإسلامية" رفضها أي إمارة أو خلافة "لا يختارها أهل الشام".

وسبقت المعارك بين الجبهة والكتائب المقاتلة التي اندلعت مطلع يوليو، "اغتيالات متبادلة" بين الطرفين، بحسب عبد الرحمن. وبدأت المواجهات بين النصرة والكتائب المقاتلة اثر اعلان زعيم الجبهة ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي في 11يوليو، نية تنظيمه انشاء "امارة اسلامية" خاصة به، بعد "الخلافة" التي اعلنها تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل اكثر من شهر في مناطق سيطرته في سوريا والعراق. 

وفي 14 يوليو الماضي ، أعدمت عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام( داعش)  قائد "جبهة النصرة" صفوان الحنت، المكنى بأبي حازم، برصاصة في رأسه، علي إثر محاولته الخروج من المدينة متنكراً بزي نسائي. وأوضحت أنه كان ينوي الالتحاق بـ"جبهة النصرة"، التي انسحبت في معظمهما إلى مناطق القلمون ودرعا.

كما وقعت اشتبكات عديدة بين مقاتلي "جبهة النصرة" وحركة " أحرار الشام" ، وهو ما ادي الي تحقيق (داعش) 9 انتصارات بالجبهة السورية علي حساب لفصائل الاخري التي تتنحار وفشلت في التوحد لمواجهة (داعش) او هزيمة الجيش العربي السوري.

وبعد حرمان جبهة النصرة من مواردها التي كانت تأتيها من "الدولة الإسلامية" قبل الشرخ بين الفصيلين، وبعد فقدان الجبهة لعدد من آبار النفط والموارد الأخرى، باتت الجبهة في الشرقية في وضع حرج وفي مأزق مادي يعيق حركتها وقد جاءت المعارك اليومية مع "الدولة الإسلامية" لتزيد تأزم حاله.

وجبهة النصرة تكونت في يناير 2012 بقيادة أبي محمد الجولاني بمرجعية سلفية جهادية تستند إلى دعم العديد من القيادات السلفية في مختلف دول المنطقة، وباعية الجبهة أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وهو ما يجعلها الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا.

واصبح  تواجد جبهة النصرة في الأراضي السورية واستمرارها أمرا مرهونا بقوتها  العسكرية والبشرية في ظل تبني اغلب الفصائل المقاتل تقريبا لأفكار متقاربة عن لم تكن واحدة ، مما يجعلا تبحث عن دعم من اجل البقاء والاستمرار في الصراع من اجل البقاء مع  قوات الجيش العربي السوري، وعددا من  الفصائل المنخرطة في الصراع، التي يأتي في مقدمتها الجيش السوري الحر بمختلف ألويته، والدولة الإسلامية في العراق والشام، وقوات الحماية الشعبية الكردية، او تتبخر وتتلاشي في كيانات اخري.