سجون "داعش" أسوأ من سجون الأسد

الأحد 03/أغسطس/2014 - 03:55 م
طباعة سجون داعش أسوأ من
 
يبدو أن "داعش" نجحت دون قصد في إظهار جانب من جوانب رحمة الأسد بأعدائه.. فالأسد يحارب من أجل الحفاظ على منصبه تحت دعوى وزعم الحفاظ على سوريا من أعدائها.. أما "داعش" فتقتل وتذبح وتقطع الرءوس وترجم متسترة بستار الدين والشريعة الإسلامية، وما خفي كان أعظم، أي سجون "داعش" التي قيل عنها: إنها "أسوأ من سجون الأسد".

جولةٌ داخل معتقل "داعش": مسلخٌ للأجساد وشهادات حيّة

أبو سيف الإدلبي
أبو سيف الإدلبي
معتقل لدى «داعش» يروي لـ«الحياة»: أعطونا رأساً مقطوعاً لنزنه... والسياف يفرح للرقاب الطرية
«وضعوا رأساً مقطوعاً في وسط الغرفة، وطلبوا من كل واحد منا حمله من أذنيه وتقدير وزنه». أما «السياف المصري»، فوضع سيفه على رقبة السجين الأرمني، وقال إنها «طرية ولن تعذبني كثيراً». هذا بعض ما شاهده الناشط الإعلامي «سيف الإدلبي» من أهوال خلال 38 يوماً أمضاها في سجن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) قرب الدانا، معقل التنظيم في شمال غربي البلاد. 
«سيف الإدلبي»، الذي فضل عدم استخدام اسمه الحقيقي، روى لـ «الحياة» في اتصال هاتفي ورسائل عبر «سكايب» مراحل اعتقاله وتنقله في سجون «داعش» قبل خروجه مع 15 آخرين بعد اندلاع المواجهات بين التنظيم وكتائب إسلامية مقاتلة و«الجيش الحر». وأسفرت المواجهات عن إطلاق 300 سجين من مستشفى العيون مقر التنظيم في حلب بعدما أعدم «داعش» نحو 70 آخرين. وأطلق عشرات من مقره في الرقة في شمال شرقي البلاد. يقول «سيف الإدلبي»، وهو طالب في جامعة حلب: «شاركت في تظاهرة ضد النظام (السوري) أمام مسجد آمنة في حي سيف الدولة في حلب. وتم اعتقالي أكتوبر 2011 أمام مسجد أويس القرني في صلاح الدين. وبعد خروجي من المعتقل بعد شهر، بدأت في الحراك السلمي. وخططت مع شباب لتحريك التظاهرات في الجامعة. بداية، تظاهرنا أمام كلية العلوم ثم كنا ننظم تظاهرات يومية في جميع الكليات». ويضيف: «لأنني من جبل الزاوية (في إدلب)، بقيت مطلوباً على حواجز النظام وطردت من الجامعة. كما أن والدي، وهو مهندس يعمل في معمل إسمنت، انشق عن النظام. وواصلت نشاطي الإعلامي في حلب وتنقلت مع والدي على الجبهات»، وكان يعمل مع «أحفاد الرسول» المنضوي تحت مظلة «الجيش الحر». وفي نوفمبر الماضي، طوق مقاتلون من «داعش» 16 شخصاً في مصنع قرب أطمة على حدود تركيا و«أطلقوا النار علينا. قُتل اثنان وجرح أربعة كنت واحداً منهم، اذ أصبت بشظية في رأسي. ونقلت إلى مستشفى أورينت، وأخرج الطبيب الشظية تحت بنادقهم المصوبة إلى رأسه وأنا مكبل الأيدي». بعدها نُقل «سيف الإدلبي» إلى أطمة «حيث وضع أحد التونسيين السكين على رقبتي وناداني بالذبح، ثم أُدخلت السجن. كنت أُعرض فيها على القاضي، وكان مرة يقول إنه سيخرجني ومرة يقول: أنت كافر وستذبح». بعد ذلك، أُخذ إلى أطراف بلدة الدانا، حيث حوَّل «داعش» مقر حزب البعث سجناً، وبقي هناك حتى أفرج عنه. 
سجون داعش أسوأ من
السجن عبارة عن غرفتين للاعتقال ضم سجانين وحراساً، ضم 13 كردياً وشخصين أرمنيين و«سيف الإدلبي». ويروي الأخير أهوال ما شاهده خلال نحو شهر من الاعتقال، حيث كان التونسي «أبو البراء» القاضي، في حين كان «أبو الولاء» و«أبو يعقوب الحلبي» مسئولَيْن عن «البازار» في التفاوض حول قيمة الفدية للمخطوفين. ويوضح: «طلبا مائة ألف دولار فديةً لكل شخص أرمني أو الذبح. أما السجان «خطاب العراقي»، فكان يأكل الكباب ويرمي علينا بقايا البقدونس والبصل ويقول لنا: أنتم أوسخ من الأمريكيين الذين دخلوا» العراق. 
ومن مشاهداته التي يتذكرها «سيف الإدلبي» أنهم أحضروا ذات يوم رأساً مقطوعاً لرجل في أواخر الثلاثينات من العمر وطلبوا من كل سجين أن يزنه، و«عندما قلنا إننا لا نستطيع حمل الرأس الذي كان ملطخاً بالدم، طلبوا منا أن نحمله من أذنيه ونزنه. الأرمني قال: إن وزنه نحو ستة كيلوغرامات. وأنا قلت نحو خمسة، فكان عناصر داعش وهم ملثمون، يضحكون ويصححون الوزن، ثم قال أحدهم لي: سيأتي غداً شخص آخر ويزن رأسك». 
وتحدث أيضاً عن «جولة سياحية» كما يسمونها، رتبوها لنا إلى «مسلخ الأجساد»، إذ أخرجوهم معصوبي الأعين إلى أطراف البلدة. و«شاهدنا أجساداً معلقة من دون رءوس وأخرى مقطعة». ونقل عن أحد الأرمن قوله بعد هذه «الجولة»: إن «السياف» أخرج السيف من صدره ووضعه على رأسه (الأرمني) وقال له: «رقبتك طرية لن تعذبني كثيراً». وبعد المواجهات الأخيرة، بقي «سيف الإدلبي» وزملاؤه من دون طعام ولا ماء ولا حراس، بحسب قوله. ويضيف: «شاهد بعضهم علم داعش على البناء وسمعوا نداءاتنا، فجاءوا وحررونا. ثم نقلنا إلى تركيا».

ناشطان يرويان فظاعات الأَسر لدى ميليشيات "دولة العراق والشام"

ناشطان يرويان فظاعات
 كتبت لناشطين إعلاميين سوريين حياة جديدة بعد خروجهما من سجون ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، حيث شاهدا فظاعات إعدام سجناء آخرين، وتعرضا للضرب المبرح وأمضيا أياماً بفتات من الطعام.
فقد والدا سيف (22 عاما) أي أمل في رؤيته مجدداً بعدما خطفه عناصر (جهاديون) من الدولة الإسلامية في العراق والشام من المكتب الإعلامي حيث يعمل في محافظة إدلب (شمال غرب).
وتعرض الشاب للضرب من قبل محتجزيه، قبل أن يحكم عليه بالإعدام بسبب نشاطه الإعلامي، وتبلغ والداه أن الحكم قد نفذ فيه. إلا أن الحملة العسكرية التي تشنها كتائب مقاتلة بعضها إسلامية ضد هذا التنظيم منذ أكثر من أسبوع، أنقذت حياته. ويقول سيف لوكالة (فرانس برس) عبر الإنترنت: «أخبرت الدولة الاسلامية والديّ أنه تم ذبحي. لم يتمكنا من تصديق أعينهما عندما رأياني مجدداً». ولم يعتقد سيف أن خروجه من السجن ممكن، لا سيما بعد الحكم عليه بالإعدام من قبل أحد العناصر الأجانب في التنظيم.
ويقول: «لم أحظ بمحاكمة عادلة. القاضي (الجهادي) التونسي دخل الغرفة وأصدر الحكم مباشرة.. اختار الحكم الأقصى؛ لأن مزاجه اقتضى ذلك».
وخطف عناصر من الدولة الإسلامية سيف في نوفمبر، وأطلق في السادس من يناير بعدما شن مقاتلو المعارضة هجوماً على السجن التابع للدولة الإسلامية في مدينة الدانا في إدلب.
وأتى الهجوم ضمن المعارك التي تخوضها ثلاثة تشكيلات كبرى من مقاتلي المعارضة السورية، ضد تنظيم (الدولة الاسلامية).
ويحتجز عناصر هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة، مئات المقاتلين من كتائب مختلفة، إضافة إلى ناشطين وصحفيين بينهم أجانب. ويقول ناجون من سجونه، ومنهم سيف: ان الظروف فيها «غير إنسانية، وأسوأ من سجون نظام» الرئيس بشار الأسد، والتي احتجز فيها سيف العام 2011.
ويضيف هذا الشاب الذي كان طالباً في جامعة حلب حين انضم الى الاحتجاجات المناهضة للنظام في العام 2011 «صدقوني، سجون داعش (وهو الاسم الذي تعرف به الدولة الإسلامية اختصارا) أكثر رعباً. أقله في سجون الأسد كنت أحصل على الغذاء كل ليلة».
ويوضح: «كنت أحصل على نصف لتر من المياه كل يومين، إضافة الى فتات من الغذاء؛ لأنهم يكرهون الناشطين الإعلاميين، كنت أتعرض للضرب والسباب وأُتهم بأنني كافر».
ويقول سيف إنه رأى عناصر الدولة الإسلامية يعدمون سجناء آخرين، بينهم فتى كردي في الخامسة عشرة من العمر، اتهموه بالاغتصاب والانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، والذي خاض فرعه السوري (حزب الاتحاد الديمقراطي) معارك ضد «داعش» منذ أشهر.
ويوضح أن الفتى «نفى الاتهامات الموجهة إليه، إلا أنهم ضربوه طوال خمسة أيام، إلى أن (اعترف). حينها أطلقوا النار عليه مباشرة».
ويشير إلى أن الدولة الإسلامية تحتجز أيضاً أرمنيين حاولا الهرب من سوريا، بعدما هاجم الإرهابيون الكنائس، لا سيما في محافظة الرقة (شمال).
ويقول: «أرونا الأرمنيين ورءوس السجناء الذين أُعدموا لإرهابنا». ويتابع: «كان التعذيب بلا رحمة. كان جبيني ينزف مدة يومين من شدة الضرب، بدون أن أتلقى أي علاج. رأيت رجالاً في السبعينيات من العمر خطفوا لطلب فدية».
يضيف: «كان ثمة العديد من الأكراد في سجونهم، وكان إطلاق أي منهم يكلف عائلته مئات الآلاف من الليرات السورية».
ميلاد الشهابي
ميلاد الشهابي
أما ميلاد الشهابي، فناشط إعلامي خطفه تنظيم (الدولة الإسلامية) من مقر عمله في وكالة «شهبا برس» في مدينة حلب نهاية ديسمبر. ويقول لفرانس برس: «قالوا علي أن أتعلم كيف أتحدث عن داعش».
ويوضح الشهابي: «سمعت الطلقات النارية عندما كان العناصر يعدمون المحتجزين. كان ثمة رصاص كثيف، لدرجة اعتقدت أن ثمة اشتباكات».

مصير من يحاول الهرب من سجون "داعش"

مصير من يحاول الهرب
كما قلنا من قبل إن مصير من يدخلون سجون داعش إما الإعدام أو الهرب، وحتى الذين يحاولون الهرب قد يلحق بهم الموت، كما لحق ببعض الأسرى الذين حاولوا الفرار من جحيم "داعش".

جحيم سجون "داعش" لا يحتاج لدلائل

جحيم سجون داعش لا
بعد كل ما نسمعه ونراه من "داعش" في الساحات والميادين- على مرأى ومسمع من الناس يسهل علينا بعد ذلك تصديق أي كلام يقال عن هذا التنظيم الدموي داخل السجون وخلف الجدران، فقد ظهر بالصورة المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي عدد من الملتحين يقال إنهم ينتمون لـ"داعش" أثناء تطبيق حد السرقة على أحد السارقين طبقًا للشريعة الإسلامية التي تقضي بقطع يد السارق، وإلى غير ذلك من جرائم الرجم التي حدثت بأبشع صورة ممكن أن يتصورها عقل إنسان.

شارك