بعد إصدار أوامره بدعم البيشمركة.. هل يتحالف المالكي وبرزاني في مواجهة داعش؟!

الإثنين 04/أغسطس/2014 - 07:35 م
طباعة دعم البيشمركة دعم البيشمركة
 
فيما تعد خطوة لتخفيف حدة التوتر والحرب الإعلامية بين رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، ورئيس إقيلم كردستان مسعود بارزاني، عقب فترة من الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، الأمر الذي أدى إلى توسع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، أمر رئيس الوزراء "نوري المالكي" اليوم الاثنين، قيادتي القوة الجوية وطيران الجيش بمساندة قوات البيشمركة الكردية التي تخوض حربًا لاستعادة السيطرة على مناطق احتلها تنظيم "الدولة الإسلامية" شمال غرب الموصل، فيما قال مسئولون أكراد كبار إن قوات البيشمركة تعتزم شن هجوم مضاد ضد مقاتلي (داعش)، وخسرت البيشمركة خلال اليومين الماضين أهم المدن الخاضعة لسيطرتها في محافظة نينوي، وهما زمار وسنجار التي تقطنها الأقلية الإيزيدية.
انسحاب قوات البيشمركة
انسحاب قوات البيشمركة
ويعد ذلك أول تنسيق أمني بين بغداد والإقليم الذي ظل طوال فترة انهيار الجيش العراقي يقف موقف المتفرج، وسيطر على مناطق متنازع عليها وعزز تواجده، وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت حربًا إعلامية واتهامات متبادلة بين المالكي وبارزاني .
وتمتاز "زمار" بالآبار النفطية المنتجة ووجود سد الموصل العملاق على أراضيها، وهي مجاورة لمدينة دهوك الكردية، فيما تأتي أهمية سنجار لوقوعها على الحدود العراقية السورية.
واستولى تنظيم "داعش"، الأحد، على قضاء سنجار الواقع قرب الحدود العراقية السورية، بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليه، ما أدى إلى نزوح جماعي للسكان، بحسب ما أفاد مسؤول كردي محلي، إضافة إلى سيطرتهم على سد الموصل بعد انسحاب الأكراد، ويعتبر سد الموصل أكبر سد في العراق.
وفي وقت سابق كان رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، قد اتهم رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، بدعم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مشيرا إلى أن حكومة بغداد لن تسكت على تصرفات حكومة أربيل، وذلك في خطوة تكشف عن تصاعد الخلافات بين بغداد وأربيل.

نوري المالكي
نوري المالكي
وقال المالكي في كلمته الأسبوعية، الأربعاء، مخاطبا بارزاني: "أوقفوا غرفة عمليات داعش لديكم"، مضيفاً: "لن نسكت على أن تكون أربيل غرفة عمليات ومقرًا للخارجين عن القانون وداعش والبعث".
وأشار المالكي خلال كلمته إلى أن بعض الشركاء في العملية السياسية "دقوا إسفينا بين مكونات الشعب بسبب أطماعهم"، لافتًا إلى أن حكومته شخّصت الأطراف الداخلية والخارجية التي تقف وراء "المؤامرة" التي حدثت في العراق.
وفيما يتعلق بإصرار بارزاني على إجراء استفتاء من أجل انفصال إقليم كردستان عن العراق، قال المالكي: "التقسيم أصبح لغة البعض اليومية دون حياء"، مضيفا أن العراق يرفض التمييز بين الأديان والمذاهب والأطياف.
مسعود بارزاني
مسعود بارزاني
وعن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش العراقي في ملاحقة عناصر تنظيم داعش واستعادة الأراضي التي سيطر عليها، قال المالكي إن "جميع المحافظات ستطهر واحدة تلو الأخرى، ولن نقف حتى آخر نقطة في العراق.
وانتقد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، مشددًا على أن الوقت قد حان لوضع حد لتفرد ثلة من الأشخاص بالقرار السياسي في بغداد، مضيفًا أن العراق يتجه نحو الهاوية، وأن فئة قليلة على وشك جر العراق باتجاه الدكتاتورية".
مسعود بارزاني والمالكي
مسعود بارزاني والمالكي
ورأى رئيس إقليم كردستان، أن المالكي يجري حالياً «تهميش الجميع، وكأنه أُسقط النظام الجديد في العراق على يد شخص، فيما الباقون يعيشون على مكرمات القائد الجديد»، وقال الزعيم الكردي، في مقابلة صحافية، إن «العراق يتجه إلى كارثة، إلى عودة الديكتاتورية، والاستئثار بالسلطة في كل مرافق الدولة». وكشف برزاني أنه سيدعو ما إن يعود إلى أربيل من زيارته للولايات المتحدة إلى «اجتماع عاجل يحضره القادة العراقيون لوضع كل القضايا على طاولة البحث الجدي والصريح بعيداً من أي مجاملة، وإذا رفض رئيس الحكومة نوري المالكي الحضور أو التعاطي بإيجابية، فإننا سنرفض في المقابل وجوده رئيساً للحكومة العراقية، فنحن نرفض بقاءه في الحكم، لم يعد هناك مجال للمجاملات ولا للدبلوماسية، إما معالجة الوضع وإما مواجهة وضع لا يمكن القبول به، وفيه شخص واحد يستحوذ على كل مرافق الدولة ويتصرف وفق إرادته ويهمش الآخرين ثم يبقى رئيساً للوزراء، هذا غير مقبول على الإطلاق». وحذر من «قرار آخر»، قد يلجأ إليه في حال فشل الجهود لعقد الاجتماع، ملمّحًا إلى أنه سيلجأ إلى استفتاء الشعب الكردي على إعلان دولة كردية، في حال عدم تنفيذ ما ورد في الدستور وتحديد ضوابط للحكم وإقامة شراكة حقيقية، وأكد أنه «إذا فشلنا في وقف الديكتاتورية فلن نكون مع عراق يحكمه ديكتاتور». ورداً على تصريحات برزاني، قال علي الموسوي، المستشار الإعلامي للمالكي، إن «التصريحات المتكررة لرئيس إقليم كردستان بخصوص تفرد المالكي بالسلطة تمثل تصعيداً غير مفهوم وهي مرفوضة شعبياً»، وقد أجرى وزير الأمن القومي العراقي فالح الفياض محادثات مغلقة مع وزيري الخارجية والداخلية التركيين في إسطنبول وأنقرة هذا الأسبوع حول العلاقات الثنائية التي يسودها التوتر بسبب الأزمة السياسية التي تهيمن على العراق، وكشف دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الزيارة كان مخططاً لها مسبقاً، وبُحثت خلالها العلاقات الثنائية، إضافة إلى الأزمة في سوريا المجاورة».
وأصبح المشهد الآن لا مفر فيه أمام الفرقاء في الساحة السياسية العراقية من التوحد من أجل مواجهة خطر (داعش) والفصائل الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار العراق، وفي ظل حرب لتغيير التركيبة العراقية من تهجير للأقليات الدينية، وإسقاط الدولة.

شارك