مصر تنجح في وقف العدوان على غزة بعد العقبات التي حاولت وضعها قطر وتركيا

الثلاثاء 05/أغسطس/2014 - 02:07 م
طباعة مصر تنجح في وقف العدوان
 
شهر من العدوان، شهر من القتل والتدمير الذي طال قطاع غزة عاصفا ً بأرواح الأبرياء، فقطاع غزة أصبح لُعبة تتقاذفها أقدام إسرائيل وحماس، في لعبة سياسية.
حماس تبحث عن دور يعوض غياب تنظيمها الأم في مصر وحصارها في المنطقة فتلعب دور البطل المزعوم، وإسرائيل تنتقم من حماس فتقتل أهل غزة!! 
شهر كامل من نزيف الدم، وأطراف ضليعة في المنطقة تحاول عرقلة أي مساع لوقف إطلاق النار، وأبرزها قطر وتركيا، فقد أعربت مصادر سياسية مقربة من الوفد الفلسطيني الذي يجري بالقاهرة مباحثات حول وقف إطلاق النار بقطاع غزة عن خشيتها من أن تكون أطراف فلسطينية- راميا إلى حركة حماس- تتبني أجندة تركية قطرية تهدف إلى حرمان القاهرة من تحقيق "نصر سياسي" يبعث برسالة حول استعادة مصر لدورها المركزي في المنطقة.
مصر تنجح في وقف العدوان
وقالت المصادر: إن المحور التركي- القطري لم يعد يهمه متى وكيف ينتهي العدوان على غزة، بقدر ما يهمه ألا يحدث ذلك عبر البوابة المصرية بأي ثمن. 
وكشفت المصادر أن تلك الأطراف كانت تسعي– بإيعاز من أنقرة والدوحة– إلى طرح مطلب تدويل الإشراف على معبر رفح الذي يقع على الحدود بين غزة وشمال سيناء، وهو المطلب الذي ترفض مصر مجرد طرحه للنقاش من الأساس باعتباره ينهي سيادتها على المعبر، حيث تهدف كل من أنقرة والدوحة إلى جعل القاهرة جزءا من المشكلة وطرفا مباشرا ًفي الأزمة وتصدير صورة تسبب الحرج للقيادة في مصر أمام شعوب المنطقة ككل..
مصر تنجح في وقف العدوان
وتصدت منظمة فتح إلى هذا المطلب باعتباره "يفخخ " مباحثات القاهرة، على حد تعبير المصادر التي تؤكد أن تلك الأطراف تصر على أنه لا حديث عن أي وقف لإطلاق النار قبل انسحاب إسرائيل بالكامل من غزة برا وبحرا وجوا، فضلا عن عودة جميع النازحين وحرية الصيد في المياه الإقليمية، بينما ترى القاهرة أنه لا بد من أن يكون وقف نزيف الدم الفلسطيني أولوية مطلقة ثم يتم التفاوض بعد ذلك حول جميع المطالب الأخرى.
وتشير المصادر إلى أن قرار بعض أطياف المقاومة في إشارة واضحة لحركة حماس أصبح مرتهنا للدوحة التي تقدم الدعم المالي وأنقرة التي تقدم الدعم السياسي لها؛ مما جعل العاصمتان تريان أنهما صاحبتا الحق في تحريك الدفة واستخدام تلك الأطراف كمخلب قط ضد القاهرة.
مصر تنجح في وقف العدوان
وأخيرا دعت مصر، مساء الاثنين، بشكل رسمي، إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى "وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد اعتباراً من الساعة 05:00 "ت.غ" الثلاثاء.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها: "حرصاً من مصر على أرواح الأبرياء وحقناً لمزيد من الدماء، تدعو مصر كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وكافة الفصائل الفلسطينية إلى وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد اعتباراً من الساعة 05:00 ت.غ الثلاثاء".
وساد هدوء نسبي أنحاء قطاع غزة، في اليوم الثلاثين من الحرب الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات التي سبقت بدء سريان التهدئة، باستثناء بعض الغارات المتفرقة التي لم تسفر عن وقوع أي إصابات.
ومن جانبها، دعت وزارة الداخلية في غزة أهالي القطاع، لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال فترة التهدئة.
وناشدت السكان بعدم الاقتراب من الأماكن والمواقع التي تعرضت للقصف..
وقد بدأ صباح اليوم الثلاثاء، سريان التعليق المؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، بين الفصائل الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي لمدة 72 ساعة، بناءً على مقترح مصري، لتبدأ خلال هذه المدة مفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن كل قواته البرية ستنسحب من القطاع قبل بدء وقف إطلاق النار وفقا للمقترح المصري.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر: "سيعاد نشر قوات الدفاع الإسرائيلية في مواقع دفاعية خارج قطاع غزة، وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية".
وأوضحت مصادر إسرائيلية أن الانسحاب جاء بعد أن "استكمل الجيش عملية تدمير الأنفاق بين غزة وإسرائيل".
ودخلت "التهدئة الإنسانية" بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي حيز التنفيذ، الساعة الثامنة (5:00 ت غ) من صباح يوم الثلاثاء، بعد موافقة الطرفين عليها لمدة 72 ساعة.
مصر تنجح في وقف العدوان
ووافقت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على المقترح المصري بوقف إطلاق النار في غزة لمدة 72 ساعة تبدأ الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ) من صباح الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم في وقت متأخر من مساء الاثنين: "أبلغنا مصر رسميا موافقتنا على مقترح وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة تبدأ الساعة 08:00 بتوقيت فلسطين (05:00 ت.غ) من صباح يوم الثلاثاء".
وفي السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" عزت الرشق في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن "حماس وافقت على وقف إطلاق النار وستبدأ مفاوضات غير مباشرة حول شروط التهدئة وذلك على أساس المطالب الفلسطينية التي توافق عليها الوفد الفلسطيني وقام بتسليمها للجانب المصري".
وجاء موقف حماس بعد وقت قصير من إعلان إسرائيل قبولها المقترح المصري بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 72 ساعة بداية من الساعة 05:00 ت غ اليوم الثلاثاء.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر (لم تسمها) في ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، القول: إن الموافقة جاءت "بعد إطلاع أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية خلال الساعات الماضية على التفاصيل المتعلقة بوقف إطلاق النار غير المشروط وفقا للمبادرة المصرية".
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن بلادها سترسل وفدا إلى القاهرة، خلال ساعات، للمشاركة في مفاوضات التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضحت أميرة أورون أن "إرسال الوفد الإسرائيلي للقاهرة سيكون خلال ساعات"، مشيرة إلى أن ذلك "مرتبط بسريان الهدنة لوقف إطلاق النار في غزة التي بدأت فعلياً صباح اليوم".

شارك