بعد شهورٍ من تأسيسها.. الغموض يحيط مصير "الجبهة الإسلامية" في سوريا

الثلاثاء 05/أغسطس/2014 - 07:03 م
طباعة الجبهة الاسلامية الجبهة الاسلامية تتوعد لبشار
 
توعدت الجبهة الإسلامية نظام الأسد وميليشياته، بعمليات تزلزل أركانهم، بعد التقدم الذي أحرزته الجبهة في معركة فك الحصار عن بلدة المليحة بريف دمشق.
الجبهة الاسلامية
الجبهة الاسلامية
وكانت الجبهة في وقت سابق قد شنت هجوماً على مواقع تمركز قوات النظام على أطراف بلدة المليحة من جهة بلدة زبدين، إثر عملية "استشهادية" لأحد عناصر "جبهة النصرة"، وفكوا الحصار عن البلدة بعد 124 يوماً من الحصار، وخسر النظام في معركته أكثر من 50 عنصراً بين قتيل وجريح، حسب مصادر معارضة.
وشن الطيران الحربي 5 غارات جوية على مناطق متفرقة من المليحة، وسط اشتباكات عنيفة.
ويدخل النظام الجهادي في سوريا مرحلة جديدة من التقدم بعد عملية الفرز وإعادة الهيكلة، وبعد أن انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في المرحلة السابقة، فستكون هذه المرحلة هي انفصال بين جيش الإسلام وأحرار الشام، ليصل بذلك التحالف الذي حمل اسم الجبهة الإسلامية إلى نهايته بعد فقدانه الغطاء الإقليمي لاستمراره.
وضمن مبادرة حملت اسم "واعتصموا"، اتفقت مجموعة من فصائل المعارضة السورية المسلحة ذات التوجه الديني المتشدد والمعتدل، على تشكيل ما اسمته "مجلس قيادة الثورة السورية" ودعت جميع الفصائل الأخرى للانضمام إلى المجلس الجديد.
مجلس قيادة الثورة
مجلس قيادة الثورة السورية
أعلن 18 فصيلاً مسلحاً من المعارضة السورية عن تأسيس "مجلس لقيادة الثورة" ضمّ فصائل تمت تسميتها على أنها فصائل معتدلة مثل جبهة ثوار سوريا.
وكان ممثلو 18 فصيلاً مسلحاً أعلنوا في شريط فيديو أنه "بهدف توحيد الفصائل العاملة على الأراضي السورية، تم الاتفاق على تشكيل مجلس لقيادة الثورة في سورية تحت مسمى "مجلس قيادة الثورة السورية"، ليكون الجسم الموحد للثورة السورية على أن يقوم المجلس باختيار قائد له وتشكيل مكاتبه وعلى رأسها المكتب العسكري والقضائي خلال مدة لا تتجاوز 45 يوماً.
يسعى التحالف إلى توسيع نشاطه العسكري الموحد في سوريا، والاستيلاء على مسمى الثورة السورية والعمل باسمها، رغم أن فصائل كبيرة أخرى غير ممثلة فيه، مثل أحرار الشام وجبهة النصرة.
ونص البند الأول من اتفاق هذه الفصائل على تشكيل مجلس قيادة الثورة السورية، ليكون الجسم الموحد للثورة السورية. 
وحدد الاتفاق مهلة 45 يوماً يتم خلالها اختيار قائد للمجلس، وتشكيل المكاتب التابعة له، وخصوصاً المكتب العسكري والقضائي. 
حركة نور الدين الزنكي
حركة نور الدين الزنكي
وسيتوزع تشكيل المجلس الجديد، بحسب الجبهات التي كان يتوزع عليها تشكيل هيئة أركان الجيش الحر وهي الجبهة الشمالية، والشرقية والجنوبية، والغربية، والوسطى، بحيث يكون لكل جبهة من هذه الجبهات فرع يقودها، مؤلف من ممثلين عن جميع الفصائل المشاركة في تشكيل مجلس القيادة.
وأهم الفصائل الموقعة على الاتفاق، هي جيش الإسلام وألوية صقور الشام وجبهة ثوار سوريا وحركة حزم وجيش المجاهدين والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وحركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام ولواء الحق وهيئة دروع الثورة وفصائل أخرى غيرها.
وأكد مصدر سوري معارض "أن الفصائل المجتمعة تفتقد للتجانس بينها، فهي تضم أكثر من مرجعية ومتباعدة في الايديولوجية، مشيرًا إلى توقيع عدد من الفصائل مثل جيش الإسلام وفيلق الشام والأجناد ونور الدين الزنكي والصقور وجيش المجاهدين المحسوبين على التيار المتشدد إضافة إلى هيئة دروع الثورة المحسوبة على جماعة الاخوان المسلمين، إضافة إلى باقي الكتائب المعتدلة التي تتلقى الدعم من الغرف العسكرية كجبهة ثوار سوريا وحزم وصقور الغاب وجبهة حق المقاتلة والفرقة 101.
ولفت المصدر إلى أن مبادرة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، جاءت من قبل عدد من العلماء وطلاب العلم في سوريا بهدف توحيد الفصائل العاملة على الأرض السورية، وهو أمر يثير الاستغراب فالثورة في سوريا لم تنطلق من الجوامع والمساجد.
وأضاف المصدر أن الفصائل الموقعة تظن أنها بديل عن التشكيلات المعارضة مع أنهم اختاروا ذات التقسيمات والجبهات كما في الأركان وكأنهم يقدمون نفسهم بديلًا عن الأركان.
وشدد على أنه يجب على الائتلاف أن يقدم مبادرة لتوحيد الفصائل المقاتلة لا أن ينظر في مبادرات الآخرين.
وأشار إلى أن الجبهة مؤلفة من فصائل إسلامية متنوعة إخوانية قريبة من قطر وتركيا كــ "لواء التوحيد"،  وسلفية ما بين السعودية كـ"جيش الإسلام"،  وقطر كـ"أحرار الشام" المتشددة، والمهددة بالتصارع والخلاف تحت وطأة الخلاف القطري السعودي.
جبهة النصرة
جبهة النصرة
ويأتي غياب اسم جبهة النصرة عن الاتفاق طبيعياً، لأنها لم تدخل رسمياً من قبل في أي تحالف عام بين الفصائل، بينما جاء غياب كل من أحرار الشام، ولواء التوحيد، ليطرح تساؤلات حول مصير الجبهة الإسلامية، ورغم أن هناك قابلية لانضمام فصائل أخرى إليها على رأسها "أحرار الشام"، إلا أنه من المستبعد أن يحدث ذلك، لاسيما وأن أحرار الشام تعيش تحت ضغط هائل من الاستقطاب والتجاذب بين نهجها ذي الميول القاعدية، وبين مقتضيات الميدان وما تفرضه من تحالفات تخالف نهجها، وما يتفرع عن ذلك أحياناً من حالات صراع داخلية بين قيادة الحركة وبين قاعدتها العسكرية.
ويسعى جيش الإسلام، بقيادة زهران علوش، إلى الانفصال عن حركة أحرار الشام الإسلامية التي اضطر إلى الاقتران بها تحت مظلة الجبهة الإسلامية، التي كانت وقتها مطلباً سعودياً، أرادت الرياض من خلاله مواجهة مسار مؤتمر جنيف ومنع اتخاذه منصة لإعلان الحرب على الإرهاب كما كانت 
تريد كل من دمشق وروسيا، في ذلك الوقت، أي قبل مؤتمر جنيف، كانت أهم الفصائل المسلحة ، باستثناء داعش والنصرة ـ
جبهة تحرير سوريا الإسلامية،  كان ينتمي إليها جيش الإسلام، وألوية صقور الشام، والجبهة الإسلامية السورية كانت تهيمن عليها حركة أحرار الشام وتضم لواء الحق. 
وقد سبق لـ "أحرار الشام" أن رضخت للضغوط، ووافقت على بعض المواثيق والاتفاقات التي كانت ترفضها من قبل، ومثال ذلك التوقيع على ميثاق الشرف الثوري الذي أحدث جدلاً واسعاً، وأثار اتهامات متبادلة مع كل من جبهة النصرة والدولة الإسلامية، بسبب تلميحه إلى موضوع استبعاد المهاجرين من خلال تأكيده على العنصر السوري في العمل الثوري. 
عناصر أحرار الشام
عناصر أحرار الشام
وأكد أحد عناصر أحرار الشام، أن قيادة الحركة رفضت ميثاق الشرف الثوري عندما عرض عليها أول مرة، لأنها اعتبرته يتضمن بنوداً تشكل انحرافاً عن ثوابتها ومخالفةً لمنهجها. لكن الحركة عادت ووافقت على الميثاق من دون أي تعديل، بسبب التطورات الميدانية التي فرضتها حرب الفصائل الجهادية ضد بعضها البعض.
وتشير كافة المؤشرات إلى أن حركة أحرار الشام لا تنطلق في تحديد موقفها بناءً على التطورات الميدانية، بل إن عامل التمويل يلعب دوراً كبيراً في تحديد الكثير من مواقفها، لاسيما بعد أن خسرت القسم الأكبر من مواردها المالية، التي كانت تدرها عليها آبار النفط في المنطقة الشرقية أو بعض المعابر الحدودية التي كانت تحتكر إدارتها قبل فقدانها السيطرة عليها، مثل معبر تل أبيض في ريف الرقة. 
وبذلك يكون زهران علوش قد نجح في حشر أحرار الشام في زاوية ضيقة لا تملك فيها الكثير من الخيارات. 
ويشغل علوش منصب رئيس الهيئة العسكرية في الجبهة الإسلامية التي تشكلت أواخر العام الماضي.
وقد أعلنت الجبهة الإسلامية رفضها لـ"الخلافة" التي أسسها تنظيم الدولة الإسلامية والإمارة التي تسعى جبهة النصرة لإقامتها، ولـلحكومة التي يسعى الائتلاف لنقلها إلى داخل سورية.
وفى جميع الأحوال وبعد 8 أشهر فقط من تأسيسها، يسود مصير الجبهة الإسلامية الغموض في ضوء الصراع السعودي القطري وضغوط كل من الغرب وجبهة النصرة والدولة الإسلامية "داعش" على فصائلها المختلفة.
https://www.youtube.com/watch?v=VaAxR4NI-MU

شارك