داعش تنقلب ضد الأكراد.. والمالكي يحاول تكوين ائتلاف مع البيشمركة

الأربعاء 06/أغسطس/2014 - 02:22 م
طباعة داعش تنقلب ضد الأكراد..
 
يبدو أن داعش لم تكفها قطعة من الكعكة، وتريد أن تستولي على باقيها، فبعد أن استقرت الأمور في العراق وفرضت هي هيمنتها على مناطق، بينما استولى الأكراد على مناطق أخرى، حاول داعش الآن أكل خصمه والاستيلاء على مناطقه.
فقد حاول داعش إقامة شعائر إسلامية مجدداً في مناطق هي في الأصل ليست مسلمة، فيما ترددت أنباء عن انسحاب قوات البيشمركة الكردية من عدة مناطق مما أفسح المجال لدخول مقاتلي داعش إليها. 
وهذا ما جعل في سابقة من نوعها، القوتان الكرديتان في العراق وسوريا تتحدان لمواجهة داعش، وهما البيشمركة ووحدات حماية الشعب YPG والمرأة YPJ الذين قدموا من سوريا لتقديم المساعدة، بغية إزالة الحدود بين الجانبين الكرديين، اللذين يشوبهما بعض التوتر.
وقد كشف مصدر كردي مطلع أن أحداث "شنكال" في العراق، قد تؤخر إعلان إقليم كردستان استقلاله عن العراق، وذلك بعد المعارك العنيفة بين مسلحي "دولة الخلافة" والقوات الكردية، وسيطرة داعش على قرى للإيزيديين الكرد.

داعش يفجر مزار الإيزيديين

داعش يفجر مزار الإيزيديين
وكانت قوات البيشمركة قد واصلت تقدمها في جبهات القتال في زمار والحمدانية لاستعادة السيطرة عليها بعد مقتل حوالي 100 من عناصر داعش مساء الثلاثاء، أسفر عن فرار آلاف العائلات من قراهم.
ووفق تقارير ميدانية، فإن مقاتلي داعش فجروا مزار "+ئامادين" ومزار"لامريين" المقدسين لدى الطائفة الإيزيدية والمتواجدين أسفل جبل سنجار، كما يحاولون تفجير المزارات الأخرى التابعة للطائفة في أعلى جبل سنجار، بعد إنذارهم للأهالي القريبين من المزارات بالإخلاء من أجل تفجيرها .
وأشار شهود عيان إلى قيام المسلحين باقتحام المباني والمصارف والجمعيات الحكومية وغيرها من الدوائر الخدمية وسرقوا الأموال وأغلب احتياجات الأهالي في القضاء.
في حين أصدر الموقع الرسمي لوحدات حماية الشعب بياناً، أكد فيه أن مسلحي داعش هاجمت ربيعة، على الحدود العراقية السورية، واستمرت الاشتباكات حتى ساعات منتصف ليلة أمس الثلاثاء.
وأشار البيان إلى أن الهجمات التي شنتها المرتزقة بأثقل أنواع الأسلحة "دبابات، قذائف أوبيس والهاون" قد ووجهت بحدة من قبل مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة.
داعش تنقلب ضد الأكراد..
فيما كان هذا الهجوم فرصة جيدة لنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ليسدد ضربة لتنظيم دولة الخلافة، فبسرعة أمر المالكي قيادتي القوة الجوية وطيران الجيش بمساندة قوات البيشمركة الكردية التي تخوض حربا لاستعادة السيطرة على مناطق احتلها تنظيم "الدولة الإسلامية" شمال غرب الموصل.
ويعتبر هذا أول تنسيق أمني بين بغداد والإقليم الذي ظل طوال فترة انهيار الجيش العراقي يقف موقف المتفرج وسيطر على مناطق متنازع عليها وعزز تواجده فيها. 

الأكراد وداعش ضد العراق

لقد استطاعت المجموعات المسلحة المتكونة من ثوار العشائر وفصائل المقاومة والمجلس العسكري لثوار العراق وتنظيم "داعش" يوم الثلاثاء 10-6-2014م من السيطرة على الموصل وعدد من البلدات في محافظات أخرى، وتمكن المسلحون من السيطرة على ناحية جلولاء في محافظة ديالي، بينما دخلت قوات البيشمركة الكردية إلى ناحية السعدية وذلك بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة.
ويأتي سقوط الموصل وعدد من المدن الأخرى في محافظات ديالي وصلاح الدين وكركوك والأنبار بشكل سريع ومفاجئ بعد انسحاب وصفه البعض بالمشبوه من الجيش، وتواطؤ من البيشمركة التي سارعت لبسط نفوذها على كركوك جاعلة من ذلك أمرا واقعا.
والآن بعدما انقلب الأطراف ضد بعضهم، يدعونا الأمر للتساؤل حول أن التطورات الجديدة قد تمثل تعاونا بين الأكراد وحكومة المالكي في إشارة لمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية أو اتحاد فيدرالي عراقي يواجه خطر تنظيم "دولة الخلافة الإرهابي" المعروف إعلاميا بداعش. 

شارك