إطلالة على العدد 310 من مجلة "البوابة"
الإثنين 12/أكتوبر/2015 - 11:27 ص
طباعة
صدر اليوم الاثنين 12 أكتوبر 2015م العدد 310 من مجلة "البوابة" التي حمل عنوانها الرئيسي "إله الحرب.. هل يشعل الدب الروسي العالم؟"، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز.! وقال د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان: "الكتيبة ١٠١" "في الطريق إلى الكتيبة «١٠١» بسيناء، التقيت الأسبوع الماضي بمطار «المليز» الطيارين الذين نفذوا عملية «حق الشهيد»، ضد عصابات الإجرام في سيناء، أبطال مصريون من لحم ودم، رجال بطعم ولون تلك الأرض الطيبة، تمنيت من كل قلبي أن أرى ابني يومًا بينهم، تمنيت أن أقبل الأرض تحت أقدامهم، تمنيت أن أحتضنهم جميعًا، ولكنني لم أملك سوى أن أشد على أياديهم وأمضي".
وتابع: "كنت على موعد لزيارة الكتيبة «١٠١» بمنطقة العريش، تلك التي حظيت بالنصيب الأكبر من الهجمات الإرهابية التي شنها عناصر «تنظيم بيت المقدس» على المقار الأمنية والعسكرية بالعريش في ٢٩ يناير الماضي، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من أبنائنا من ضباط وجنود الجيش والشرطة، ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الإرهابيون تلك الكتيبة فهم يعتبرونها مقر قيادة القوات المنتشرة في العريش والشيخ زويد ورفح، ويحملونها مسئولية إجراء التحقيقات الأولية مع العناصر الإرهابية التي يتم القبض عليها في تلك المنطقة قبل إرسالهم إلى المقار الأمنية في العريش والإسماعيلية والقاهرة.
و أشار إلى أن الكتيبة «١٠١» تشغل مساحة تزيد على الكيلو متر ورجالها مسئولون عن كافة الحملات الكبرى على البؤر الإرهابية، وكافة العمليات النوعية التي تنفذها قوات الصاعقة، وقد تعرضت جراء ذلك لهجمات متعددة بقذائف الهاون وصواريخ ١٠٧ في أكثر من مرة قبل الهجوم الدامي الكبير الذي تعرضت له في يناير الماضي وتقع الكتيبة في أقصى شرق ضاحية السلام، وغرب ضاحية الريسة، وتغلق القوات محيطها بالمتاريس الترابية، فيما يتولى أفراد حراستها عن طريق المراقبة من أعلى أسطح المباني المجاورة ويفصل بينها وبين مديرية الأمن متاريس ترابية".
وتابع: "قبل ولوجي للباب الرئيسي للكتيبة، قرأت الفاتحة على أرواح الشهداء وبدأت أتخيل المشهد، مشهد الهجوم الإرهابي الكبير الذي تخللته بطولات لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ولا أعرف لماذا عندما نظرت في عيون الضباط وضباط الصف والجنود، قفزت إلى ذهني مباشرة مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاحتفال بالعيد الثاني والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، عندما قال: "انتوا فاكرين إنكم تقدروا تهدوا مصر، لا والله لن تستطيعوا طالما هذا الجيش موجود"، وكان الرئيس يوجه حديثه إلى طيور الظلام وحلفائهم وهو يتحدث عن الدروس المستفادة من نصر أكتوبر المجيد وأولها الوحدة العضوية بين الجيش والشعب، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
وقال: سواعد عفية وعيون لا تعرف النوم، اللهم إلا لحظات تناور بها في مجابهة الخطر حيث قال لي أحدهم: أنت رجل وطني وأسرتي، جميعهم، يحبونك، فمواقفك واضحة منذ اليوم الأول وقد كشفت لنا الكثير، دمعت عيناي على الفور، قلت له: إنكم من فتحتم لنا، أنتم وزملاؤكم، طاقات الأمل في غدٍ أفضل، فدماء الشهداء من زملائكم كانت الجسر الذي عبرنا عليه نحو النور بعد عام من حجب الشمس عن الأرض والزرع والضرع.
التفت أحد أصدقائه قائلًا: نحن من حملناهم فوق أكتافنا لنودعهم الثرى مضرجين في دمائهم، وكانت آخر كلماتهم وهم يودعون الحياة وصيتهم أن نواصل تصدينا للخونة حتى نطهر البلاد من قوى الغدر والطغيان.
حكى لي أحد الضباط كيف حاول إنقاذ زميله من الموت لساعات وسط نيران كثيفة تتابعت بعد الانفجار الرهيب، لكنه فشل في النهاية، وكيف يطارده وجه صديقه مطالبا بالثأر.
وجوه من نور ونار وقلوب قدت من صخر المحبة تلين لكل من زملائهم وهم في رحلة الكفاح من أجل أمن وأمان مصر والمصريين وتقوى على الأعداء حتى تصير رعدًا ونارًا".
واختتم مقاله بقوله: "شعرت بالفخر وأنا أقف بينهم فقد كتبت كثيرًا عنهم قبل أن ألتقيهم، والآن ها أنا ذا بينهم أبصر وجوههم عن قرب وأشم رائحة الأجساد عبقة طرية رغم الأجواء التي تشع بالقسوة والجدب إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا."
ورصد الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي في مقال له تحت عنوان "إله الحرب.. عن النار التي أشعلها بوتين في العالم"، متسائلا: لماذا قرر فلاديمير بوتين أن يزود أسطوله ببحر قزوين بمنظومة أسلحة متطورة، يخوض بها معركة أربكت العالم كله؟ وهل يريد بوتين مساندة صديقه بشار الأسد في أن يبقى في منصبه رئيسًا لبلد الباقي الوحيد فيها هو الخراب؟
وهل من المنطقي أن يعادي بوتين العالم كله إلا قليلًا بالفعل، حتى يحظى برضا رجل واحد فقط، فقد بالفعل شرعية البقاء في قصره الذي لا يغادره أبدًا؟".
وتابع: "الإجابة التي تأتيك وعلى لسان مسئولين روس، «ديمتري بيسكوف» الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية قال: إن الهدف من العملية العسكرية في سوريا، هو مساندة القوات المسلحة السورية التي تحارب الإرهاب، وحتى يؤكد المسئول الروسي أن العملية العسكرية ليست نزهة ولا نزوة عابرة، فقد أكد أن العملية ليست مرهونة بفترة زمنية محددة، يما يعني أنهم ماضون فيما بدءوه حتى النهاية".
لم يخف بوتين ما يريده إذن؟
منذ شهور وقوات التحالف الذي تقوده أمريكا يوجه ضربات إلى تنظيم داعش الذي يطلق على نفسه كذبًا وزورًا تنظيم الدولة الإسلامية، دون أن تكون هناك نتائج واضحة لهذه الضربات، ما حدث هو العكس تمامًا، تمدد داعش في الأراضي العراقية والسورية، وتناثرت الشواهد على أن القوات الأمريكية، لم تكن تحارب، بل أسقطت أسلحة لقوات داعش، وهو ما أنكرته هذه القوات بعد ذلك، مدعية أن ما حدث للأسلحة كان سقوطًا بالخطأ وليس إسقاطًا عن عمد، وقبل أن تخلص القوات الأمريكية من هذه التهمة لاحقتها تهمة أخرى بأنها من أسقطت الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حتى يصبح أسيرًا في أيدي قوات داعش، وكأنها أرادت أن تمكن التنظيم من الانتقام، وإرسال رسالة إلى خصومه العرب بأنه لن يرحم ولم تكن قوات التحالف جادة في محاربة داعش، فهل أراد بوتين أن يكون مسيح العالم المخلص، فيتصدى هو لذبح داعش، وإنهاء سطوتها وأسطورتها؟
قد يكون هذا سببًا كافيًا، لكن من قال لكم: إن بوتين أو غيره من قادة الحروب بكل هذا النبل؟".
وشدد على أن الضربات الروسية لها أهدافها الأخرى، قد يكون أقلها تخليص العالم من داعش، فالتخلص من هذا التنظيم قد يكون فيه نوع من الثأر القديم، فروسيا لا تنسى أبدًا هزيمتها في أفغانستان على يد تنظيمات وجماعات جهادية، تعرف هي جيدًا أن داعش مجرد تطور لها، فالإرهابيون الذين خرجوا ليقتلوا ويخربوا ويعيثوا في الأرض فسادا، ليسوا إلا أحفاد من ذهبوا للقتال في أفغانستان لحساب المخابرات الأمريكية، وإن أعلنوا أنهم يفعلون ذلك لوجه الله ولو أردتم تلخيصًا لما يريده بوتين من حربه في سوريا، فلا بد أن نتابع الفيديو الذي صورته المخابرات الروسية، وبثته على العالم كله، الأسطول الروسي يطلق صواريخه العابرة للقارات من بحر قزوين".
وأشار إلى أنه لا يمكن أن نعتبر ما فعله بوتين في سوريا معجزة، فالنتائج لا تزال على الأرض، وقوات داعش على الأرض، تتعرض لضربات موجعة نعم، لكن لا يزال لديها ما تقوله وتفعله، ولم يكن غريبًا أنه في ظل الضربات الروسية التي وصلت طبقًا لتصريحاتهم الرسمية إلى 60 ضربة يوم السبت الماضي وحده، أن تتقدم داعش لتحتل مساحات كبيرة من حلب، ولتصبح هذه المدينة في وضع مأساوي جديد، فنصفها تحت سيطرة الحكومة، ونصفها تحت سيطرة شياطين داعش، ولذلك فإن نتائج العمليات على الأرض ليست محسومة لأحد على الإطلاق، والمهم في حقيقة الأمر ليس ما يحدث داخل سوريا فقط، فما يحدث خارجها ربما يكون هو الأهم، فعلى أساسه، يمكن أن تتطور الأحداث في المنطقة، لنجد أنفسنا وجهًا لوجه أمام حرب عالمية ثالثة، أو لنجد أنفسنا أمام تسوية سياسية تخرج فيها كل الأطراف الفاعلة في سوريا خارج المشهد تمامًا، لتبدأ هذه الدولة المنكوبة عهدًا جديدًا، لا يعرف أحد من ملامحه أو تفاصيله، إلا أنه سيكون خاليًا فقط من الوجوه والقوى والحسابات والمصالح القديمة".
وشدد على أن مصر لم تخف موقفها، فالدولة المصرية تعرف أن سوريا هي عمقها الاستراتيجي، استقرارها مهم وأمنها ضرورة؛ ولذلك كان طبيعيًا أن تعلن مصر عبر وزير خارجيتها سامح شكري أنها تؤيد الضربات على سوريا، وتدعم طريقة التعامل مع داعش، وإن أخذت مصر فقط على روسيا أنها لم توسع نطاق التنسيق مع دول المنطقة قبل وأثناء الضربات، ولن يمر موقف مصر بالطبع مرورًا عابرًا، فالسعودية لا يعجبها أن تناصر مصر روسيا، فالمملكة أعلنت عبر مسئول دبلوماسي بارز أنها ستدعم معارضي الأسد، وستمدهم بأسلحة فتاكة، وسيكون هذا هو الرد المناسب، فلن تترك السعودية المعارضة التي صنعتها ودعمتها ومولتها على الأرض السورية لتتحطم تحت وطأة ونيران الضربات الروسية.
واختتم مقاله بقوله: "كل طرف يعمل ما يرى أنه في مصلحته بالطبع، على مقربة من هذه الخطوط الواضحة يمكن أن ترى إيران التي تدعم روسيا بشكل واضح، والعراق التي طالبت بوتين بالتدخل من أجل القضاء على داعش، وفرنسا التي وجهت ضربات لداعش على الأرض بالفعل، ويمكن أن تقرأ موقف أمريكا وإنجلترا التي تسير تابعة للأمريكان علي طول الخط، والسعودية التي لا تريد أن تقر بهزيمتها أبدًا، وقطر التابعة للسياسة الأمريكية على طول الخط وبعيدًا عما سيفعله بوتين، لا بد أن تسأل سؤالًا، عن شخصية هذا الرجل، الذي يبدو في مساحة معينة كواحد من آلهة الحرب، الذي سيشعل العالم بحرب جديدة، ستكون طبقًا لكل المؤشرات حربًا عالمية ثالثة، إنه ليس مسيحًا ولا منقذًا، هو أحد مجانين السياسة في العالم، مشروع فردي، يبني مجده وحده، يريد أن يحتل صفحة كاملة في التاريخ دون أن ينازعه فيها أحد، يفعل ذلك بصرف النظر عن الضحايا وعن هؤلاء الذين سيتساقطون تحت قدميه... سيدخل بوتين التاريخ من باب اللعنة، لكن هذا لا يعنيه، فما يشغله فقط أن يكون المجد حليفه، حتى لو اشتعلت الدنيا كلها من حوله".
وتناولت المجلة العديد من التقارير والأخبار المهمة، منها: داعش في أنقرة.. القاعدة: دماء قيادات النور ليست معصومة ويبيعون دينهم من أجل الحكم .. وطنية الكنيسة القبطية .. مخالفات حزب النور توزيع التموين .. بغداد تنضم لدمشق وتستنجد بموسكو للتخلص من داعش .. وتقرير هام تحت عنوان: "النمنم يخوض معركة الهوية ضد أصحاب اللحى والعمائم".