فرنسا تناشد مجلس الأمن لإنقاذ الأقليات الدينية بالعراق.. وأمريكا تبحث التدخل العاجل

الخميس 07/أغسطس/2014 - 09:23 م
طباعة فرنسا تناشد مجلس
 
فرنسا تناشد مجلس
تأزُّم الوضع الإنساني في العراق، استدعى تدخلًا فرنسيًا للمطالبة بعقد اجتماع طاريء لمجلس الأمن، من أجل مناقشة تردي الأوضاع الأمنية، وإنهاء المأساة الإنسانية، ولحماية المتضررين والمهددين بالعنف وتقديم الاحتياجات العاجلة للكثيرين الذين اضطروا للفرار، مع إعلان استعدادها الكامل لمساعدة القوات التي تحارب ما يسمى بـ"تنظيم داعش" (داعش)، وتماشت هذه الدعوة مع مناشدة بابا الفاتيكان للمجتمع الدولي والرؤساء والملوك للمساعدة في إنهاء الأزمة شمال العراق، إثر اضطرار آلاف المسيحيين العراقيين للفرار من ديارهم.
كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر لها، أبرزت بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيه ضربات جوية أو إنزال مساعدات من الجو لنحو 40 ألفا من الأقليات الدينية في العراق، تقطعت بهم السُبل فوق قمة جبل بعد تهديد من مسلحين إسلاميين، وأن أوباما يبحث عددًا من الخيارات يتراوح بين إسقاط إمدادات إنسانية على جبل سنجار، وتوجيه ضربات عسكرية لمقاتلي "داعش"، المتمركزين عند سفح الجبل.
كان المطران جوزيف توماس، مطران كركوك والسليمانية أعلن أن بلدات قرقوش وتلكيف وبرطلة وكارامليس أخليت من سكانها، وهي الآن تحت سيطرة المسلحين، وطالب المطران توماس مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري ووصف الوضع بالكارثي، مشيرًا إلى أن عشرات الآلاف يُجبرون على النزوح الآن، والتأكيد على أن منطقة شمال العراق يقطنها جزء كبير من مسيحيي العراق هي الآن تحت سيطرة مسلحي داعش.
من جانبه قال عبر لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي عن قلق بلاده بعد سيطرة تنظيم داعش على عدد من المدن العراقية في الشمال، والتجاوزات غير المقبولة التي ترتكب، وأن ذلك كان سببًا لطلب اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
فرنسا تناشد مجلس
وشدد فابيوس على أن فرنسا قلقة جدًا من التقدم الذي أحرزه تنظيم داعش في شمال العراق والسيطرة على مدينة "قره قوش" أكبر مدينة مسيحية في العراق، وأنه أمام خطورة الوضع الذي يشكل المدنيون والأقليات الدينية أولى ضحاياه، تطلب فرنسا موقفًا دوليًا لمواجهة التهديد الإرهابي في العراق وتقديم المساعدة والحماية للسكان المهددين".
كان البطريرك الكلداني لويس ساكو شدد في تصريحات سابقة له، أن مئة ألف مسيحي أُجبروا على الفرار، وأن ما يجري كارثة إنسانية"، مطالبًا مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والمنظمات الإنسانية لمساعدة السكان الذين يواجهون خطر الموت.

فرنسا تناشد مجلس
يأتي ذلك في الوقت الذى تستمر فيه الغارات الجوية التي يقوم بها الجيش العراقي، وتنسيقه مع قوات البشمركة في تنفيذ عمليات تستهدف القضاء على أبرز قيادات التنظيم المتشدد، بالتزامن مع رفض رئيس الحكومة نوري المالكي أي تدخل خارجي في شأن تسمية رئيس الحكومة الجديد من الكتلة النيابية الأكبر، وذلك قبل يوم من انتهاء المهلة الدستورية التي تلزم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بتسمية مرشح الكتلة الأكبر التي يدور الجدل بشأنها لتشكيل حكومة خلال شهر.
ورصدت وكالة رويترز تعزيز مسلحي تنظيم داعش لمكاسبهم في شمال العراق، واستولوا على مزيد من البلدات وشددوا قبضتهم قرب المنطقة الكردية، في هجوم يثير قلق حكومة بغداد والقوى الإقليمية، وأجبر هذا التقدم آلاف السكان في أكبر بلدة مسيحية في العراق على الفرار، خوفًا من إجبارهم على الإذعان لمطالب المسلحين السُنة التي أعلنوها في مناطق أخرى استولوا عليها، وهي أن يغادر المسيحيون ديارهم أو يعتنقوا الإسلام بطريقتِهم الداعشية، أو مواجهة الموت.
وأعلن التنظيم أن عناصره استولت على 15 بلدة وعلى سد الموصل الاستراتيجي المقام على نهر دجلة وقاعدة عسكرية في هجوم بدأ مطلع الأسبوع وسيستمر.
من جانبه قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، إن عدة آلاف من الذين يحاصرهم مقاتلو داعش في جبل سنجار، تم إنقاذهم في الساعات الأربع والعشرين الماضية، مضيفًا أن 200 ألف فروا من القتال، وقال المتحدث ديفيد سوانسون  "هذه المأساة لها أبعاد هائلة تؤثر على حياة مئات آلاف الأشخاص، وأن العديد من النازحين يحتاجون على وجه السرعة إلى مياه وغذاء ودواء.

شارك