مصرع جنرال أمريكي برصاص جندي أفغاني.. يثير تساؤلات عن مستقبل العلاقات بين البلدين

الخميس 07/أغسطس/2014 - 10:44 م
طباعة مصرع جنرال أمريكي
 
مصرع جنرال أمريكي
يخشى متابعون للشأن الأفغاني أن يؤدي مصرع جنرال أمريكي برصاص جندي أفغاني الثلاثاء إلى تدهور العلاقات بين جيشي البلدين الحليفين في المعركة ضد حركة طالبان.
 قتل الجنرال هارولد جاي غرين برصاص جندي أفغاني في لقاء بين قوات أفغانية وضباط من حلف الناتو، وأصيب نحو 15 آخرين، في أحدث هجوم يستهدف القوات الدولية بالدولة الآسيوية المضربة، شنه مسلح يرتدي زي الجيش الأفغاني، داخل مركز تدريب عسكري بالعاصمة كابول
ويتوقع أن يؤدي قتل جنرال أمريكي برصاص جندي أفغاني إلى تنامي الريبة السائدة أصلًا بين الجيشين، لكن دون التأثير على تدريب العسكر الأفغان الذي يبقى أولوية لواشنطن والحلف الأطلسي الذي يستعد لسحب قواته.
والجنرال هارولد جاي غرين هو العسكري الأمريكي الأعلى رتبة، الذي يسقط على مسرح عمليات منذ حرب فيتنام، وقد قُتل برصاص جندي أفغاني فتح النار أثناء لقاء بين قوات أفغانية وضباط من حلف شمال الأطلسي، وأشارت بعض المواقع الإلكترونية التابعة لحركة طالبان إلى مقتل 6 محتلين أمريكيين، وإصابة عدد آخر في قاعدة بجرام الجوية نتيجة استهدافها بثلاثة صواريخ.
وفي مايو الماضي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إبقاء حوالى 10 آلاف جندي في أفغانستان، على أن يغادروها تدريجيا بحلول عام 2016، وسيضطلع الجنود بمهمتين أساسيتين، هما محاربة فلول القاعدة وتدريب القوات الأفغانية، ونددت حركة طالبان بالإعلان الأمريكي واعتبرت بقاء جنودها احتلالًا، ودعت إلى سحب كل الجنود الأمريكيين من البلاد.

الخسائر الامريكية تعيد نظر علاقة واشطن بكابول

الخسائر الامريكية
ويخشي مراقبون أن يؤدي الهجوم على القوت الأمريكية ومصرع الجنرال هارولد جاي غرين، إلى تعقيد مهمة قوة الحلف الأطلسي في الأشهر الأخيرة لوجودهم على الأراضي الأفغانية حتى انسحابهم المقرر في نهاية السنة.
وأبدى انزعاجهم من أن يؤدي ذلك أيضًا إلى أن يضر بالجهود المبذولة لتدريب الجيش الأفغاني الذي سيضطر العام المقبل لمواجهة تمرد طالبان وحده أو بمساعدة أمريكية محدودة.
وقال الجنرال الأفغاني المتقاعد هادي خالد "عندما تخسر الولايات المتحدة جنرالًا كما حدث، فلابد أن تعيد النظر في علاقاتها مع شركائها الأفغان"، مضيفا "لكن عليها أيضا أن تبقى ملتزمة" لأنه "لا يمكنها أن تترك كل شيء وتذهب".
وأضاف الجنرال هادي أن هذا الهجوم "سيحث القوات الأجنبية إلى توخي منتهى الحيطة والحذر، "موضحًا" أنها ستحد من علاقاتها مع العسكريين الأفغان، كما ستركز على تدريب المدربين بدلا من تدريب جنود الصف مباشرة".
والجندي الأفغاني الذي قتل الجنرال غرين أثناء زيارة ضباط رفيعي المستوى إلى مجمع مخصص للتدريب، قُتل بدوره.
مصرع جنرال أمريكي
وأوضح المحلل غرايم سميث في مجموعة الأزمات الدولية "أن الجنرال غرين "كان خبيرًا في العتاد العسكري"، و"كان واحدًا من الذين يملكون القدرة على مساعدة الأفغان على تدبير أمورهم بأنفسهم".
وأضاف "أن وقع الهجوم قد يشعر القوات الأجنبية بأنها أكثر عرضة للخطر إن أمضت وقتًا مع زملائها الأفغان"، لافتًا إلى أن "القواعد المشتركة فصلت في الغالب مع حواجز بين الجيشين".
وأدان الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، الهجوم الذي قال إنه استهدف جنوداً أفغان ودوليين في المعسكر التدريبي، الذي يتبع الأكاديمية العسكرية الوطنية، معتبراً أن الهجوم من تنفيذ "أعداء لا يريدون أن يروا أفغانستان في وضع قوي."
من جانبها، أعلنت حركة "طالبان" الأفغانية المتشددة، في بيان للمتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، تأييدها للهجوم الذي شنه مسلح، يُعتقد أنه من الجيش الأفغاني، إلا أن الحركة لم تعلن مسئوليتها عن الهجوم.
ووصف كرزاي الهجوم بـ"الجبان"، كما قدم تعازيه ومواساته إلى أسر الضحايا من الجنود الأفغان والدوليين، دون أن يتضح على الفور ما إذا كان هناك أي ضحايا آخرين خلاف ما أعلنت عنهم وزارة الدفاع الأمريكية.

زيارة كيري.. أزمة انتخاب رئيس

زيارة كيري.. أزمة
يأتي ذلك وسط زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أفغانستان اليوم الخميس - في ثاني زيارة له خلال أقل من شهر- للضغط من أجل التوصل لاتفاق على تقاسم السلطة بين المرشحين الرئاسيين، بعد اكتمال مراجعة نتيجة الانتخابات المتنازع عليها.
وصرح مسئول كبير بالخارجية الأمريكية للصحفيين، بأن الوزير يأمل أن يحصل على جدول زمني من المرشحيْن المتنافسيْن أشرف غني وعبد الله عبد الله، لإكمال التفاصيل المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وعبر المسئول الأمريكي عن رغبة بلاده في تسلم الرئيس الأفغاني منصبه وإعلان الحكومة الجديدة، قبل انعقاد قمة حلف شمالي الأطلسي (ناتو) مطلع سبتمبر القادم في فرنسا.
وكان الطرفان قد اتفقا على حل الخلاف بينهما بشأن نتائج الانتخابات، والذي كان سيؤدي إلى تهديد أول عملية انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة، وذلك بعد زيارة وساطة قام بها كيري في يوليو الماضي، لكن لا تزال هناك خلافات كبيرة بينهما حول تشكيل حكومة موحدة.
تعمقت أزمة الانتخابات الرئاسية في أفغانستان الأحد عندما اتهم المرشح عبد الله عبد الله نائباً للرئيس الأفغاني حامد كرزاي بأنه أشرف على تزوير النتائج لمصلحة منافسه أشرف عبد الغني.
مصرع جنرال أمريكي
ولوح فريق عبد الله بالإعلان عن تشكيل حكومة موازية للحكومة، وأثار تلميح عبد الله مخاوف لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ودول حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، بعد إعلانه أن "القصر الجمهوري ولجنة الانتخابات وفريق أشرف غني قام بتزوير نتائج الانتخابات".
ويرى المحلل السياسي (أحمد سير مهجور)، أن هذا من شأنه تأخير توقيع الاتفاقية الأمنية بين كابل وواشنط،. ويعتقد مهجور أن "الولايات المتحدة حريصة على ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في أفغانستان مستقرة سياسيا"، ومن شأن تفاقم الأزمة السياسية أن تعصف بهذا الإنجاز، والعودة بالبلاد إلى المربع الأول قبل التدخل الأمريكي في أفغانستان، حسب قوله.
وعلى صعيد الشعب الأفغاني، يعتقد مهجور أنه "لا أحد يرحب بعودة الاقتتال الداخلي، بعد أن خاضت أفغانستان حروبا أهلية لعقود، ولا تزال تعيش جزءا منها، ويخشى الأفغان تطور الأزمة السياسية إلى عنف وصراع مسلح".
ويبقي الخروج من الوضع الحالي، بالتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية الأفغانية، وإذا فشلت جهود جون كيري، فإن الأوضاع قد تتأزم في أفغانستان وتخسر أمريكا جهود 13 عامًا من العمل داخل البلاد، وتتحول أفغانستان إلى حلقة من حلقات الخسارة الأمريكية في السياسية الخارجية.

شارك