وسط ضربات أمريكية لداعش..التنظيم يتحرك لاحتلال بغداد.. والأطراف كلها تتأهب لمحاربته

السبت 09/أغسطس/2014 - 02:08 م
طباعة وسط ضربات أمريكية
 
تحركت أمريكا لضرب داعش أخيرا، بعدما تمكنت في العراق وأعلنت دولة الخلافة؛ مما أثار التساؤل حول توقيت هذا التحرك الذي جاء متأخرا، فإذا كانت تصريحات أمريكا طوال الوقت انصبت على ضرورة أن يتحرك الشعب العراقي بنفسه لمقاومة داعش فما الذي دفعه للتحرك حاليا، وإذا كان قادرا على التحرك لماذا لم يتحرك من قبل؟!، يأتي هذا التحرك بعد تداول أن ''داعش'' هي في الأصل صناعة أمريكية، ويتضح ذلك من خلال مدها بكافة أشكال الدعم في سوريا ضد بشار الأسد.
بارك أوباما
بارك أوباما
وجاءت التحليلات بأن قرار الرئيس الأمريكي بارك أوباما بتوجيه ضربات جوية محدودة في العراق ضد ''داعش'' جاء بعد أن تحولت لوحش يخالف تعليمات الولايات المتحدة الأمريكية، واقترابها من قوات ''البيشمركة'' الخاصة بالأكراد، واقترابها من ''بترول'' العراق.
ويتماشى هذا التحليل مع تصريحات أوباما التي أكد فيها، أنه أجاز توجيه ضربات جوية مستهدفة ضد "تنظم الدولة الإسلامية"، بجانب إسقاط مساعدات إنسانية لأقليات عراقية محاصرة بواسطة ميليشيات التنظيم المتشدد شمال العراق.
وقال فيها : "صرحت مراراً.. أمريكا لا يمكنها التدخل لدى اندلاع أي نزاع في العراق، لكن عندما نتملك إمكانيات فريدة للمساعدة في تفادي مجزرة، أعتقد أن الولايات المتحدة لا يمكن لها تجاهل ذلك"، مضيفا: "يمكننا التحرك بحرص ومسئولية لمنع إبادة جماعية..".
وسط ضربات أمريكية
واستطرد بقوله إنه أمر الجيش بتوجيه ضربات جوية مستهدفة ضد "الدولة الإسلامية"، حال تحرك مسلحوها باتجاه مدينة إربيل، عاصمة إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي.
ويأتي التحرك الأمريكي وسط استمرار زحف مقاتلي "داعش" نحو مدينة "أربيل"، ما يهدد سلامة مستشارين عسكريين أمريكيين بالمدينة، طبقاً لخبراء عسكريين، وفي هذا السياق أوضح الرئيس الأمريكي: "سنقوم بكل ما هو ضروري لحماية مواطنينا.. وندعم حلفاءنا في ساعة الخطر".
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن قيام مقاتلات أمريكية بقصف مواقع تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال العراق، بعد قليل من تفويض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الجيش بتوجيه "ضربات جوية محددة الأهداف"، ضد التنظيم المعروف باسم "داعش".
جون كيري
جون كيري
وقال المتحدث باسم "البنتاجون"، الأدميرال جون كيري، في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع "تويتر": إن القصف استهدف مواقع المدفعية التي يستخدمها مسلحو التنظيم ضد قوات "البيشمركة" الكردية، بالقرب من مدينة "إربيل"، حيث يوجد فريق مستشارين من الجيش الأمريكي بالمدينة.
وتابع كيري أن قرار القصف صدر من قائد القيادة المركزية، وبتفويض من القائد الأعلى، لافتاً إلى أن الرئيس، باراك أوباما، شدد على أن "الولايات المتحدة سوف تواصل اتخاذ إجراءات مباشرة ضد داعش، إذا ما أقدم مسلحوه على تهديد أفرادنا أو مصالحنا".

احتلال بغداد

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر
وفي أوج هذه الضربات صرح زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر في بيان صحفي الجمعة: "حسب ما وردتنا من معلومات استخبارية وغيرها أن بعض الجهات والتنظيمات الإرهابية الظلامية لا وفقها الله تعالى قد أتمت استعداداتها لدخول العاصمة الحبيبة بغداد". في إشارة منه إلى داعش. 
وأضاف: "من منطلق السلام والدفاع عن المقدسات فأنا على أتم الاستعداد لجمع العدد للدفاع عنها بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتجهيزها بالعدة الملائمة لذلك". وقال: "أرى أنّ الإسراع بذلك بات ضروريا... فإن وافقت الحكومة على ذلك فسيتم إصدار الأمر ببيان آخر فانتظروا إني معكم من المنتظرين".
وقال الصدر الذي شكل ميليشيا "سرايا السلام" التي تقاتل حاليا في سامراء وجنوب بغداد "إذا تم ذلك فإننا مستعدون لحماية حدود بغداد وبواباتها ومستعدون للدفاع عن مقدساتها ومساجدها وكنائسها ودور العبادة فيها.. فالسلام على جند العراق".
ويقول المسئولون: إن تنظيم الدولة الإسلامية يدفع بمقاتلين وينقل أسلحة ومؤن منذ أسابيع عبر أنفاق سرية في الصحراء من مواقعه الحصينة في غرب العراق إلى مدينة جرف الصخر التي تبعد 40 كيلو مترا إلى الجنوب من بغداد والأنفاق التي حفرها صدام في التسعينيات لإخفاء الأسلحة من مفتشي الأمم المتحدة مكان مثالي للاختباء يسمح للمقاتلين بتجنب نيران طائرات الهليكوبتر.
وقال مسئول في المخابرات واصفا جرف الصخر والبلدات المجاورة لها جنوبي بغداد: "هذا يجعل من غير الممكن بالنسبة لنا أن نسيطر على هذه المنطقة بما فيها من قنوات ومصارف وزراعات توفر غطاء نموذجيا للمتمردين".
وسيكون الاستيلاء على بغداد عسيرا؛ لأن بها آلاف من أفراد القوات الخاصة بجانب عدد كبير من مقاتلي الميليشيات الشيعية لكن الاستيلاء على بلدات جنوبي العاصمة سيسمح للتنظيم بشن هجمات بسيارات ملغومة وهجمات انتحارية في العاصمة، وربما يطلق العقال من جديد لصراع الميليشيات الشيعية والسنية التي تقاتلت من شارع إلى شارع عامي 2006 و2007.
 ومن الواضح أن داعش تحاول كسب أرض جديدة لتواجه الضربات الأمريكية، وخاصة فإن الاستيلاء على بغداد سيكون نقطة فاصلة في الصراع داخل العراق.
و لكن على صعيد آخر يبدو أن كل الأطراف تنتهز الفرصة للوقوف ضد التنظيم الإرهابي، فحكومة نوري المالكي تساند الأكراد الآن، وها هو الصدر يتحرك والولايات المتحدة أيضا؛ مما يدفعنا للتفكير حول مفاوضات سرية حدثت تقتضي القضاء على داعش مقابل الرضى بتقسيم الأراضي العراقية إلى دويلات.. وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

شارك