استئناف ضرب غزة.. إسرائيل تطالب بإعلان حماس تنظيما إرهابيا.. وحماس تتلاعب بأرواح الفلسطينيين

السبت 09/أغسطس/2014 - 02:37 م
طباعة استئناف ضرب غزة..
 
بعد هُدنة استمرت 72 ساعة بين إسرائيل وحماس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم 33 هدفا في قطاع غزة منذ منتصف الليل، دون الإشارة إلى ماهية هذه الأهداف التي تم استهدافها.
وقال الجيش الإسرائيلي في تغريدة على حسابه الرسمي في (تويتر)، صباح اليوم السبت، "منذ منتصف الليل هاجم الجيش الإسرائيلي 33 هدفا في قطاع غزة".
وفي وقت سابق، أعلن الجيش، سقوط 4 صواريخ على جنوبي إسرائيل صباح اليوم السبت، دون أن يتحدث عن وقوع أضرار أو إصابات.
ومنذ فجر اليوم، تشن الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات متفرقة على أنحاء القطاع استهدفت منازل وأراضي زراعية ومساجد.
وكانت حدة المعارك تراجعت صباح اليوم السبت في غزة بعد يوم شهد إطلاق سيل من الصواريخ والضربات الجوية الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين، بينهم طفل في العاشرة من العمر.
استئناف ضرب غزة..
استؤنف القتال بعد فشل المفاوضين من الجانبين في التوصل إلى تمديد هدنة استمرت 72 ساعة، وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش من الجمعة. 
واستمرت عمليات القصف الإسرائيلية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، واستهدفت خصوصا مناطق أخليت من السكان، ولم تسفر عن إصابات.
كما ذكر الجيش الذي سحب صباح الثلاثاء قواته من قطاع غزة بعد إعلانه تدمير أنفاق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تحركاته تقتصر حاليا على ضربات جوية.
ولم ينجح الفلسطينيون والإسرائيليون في التوصل إلى اتفاق لتمديد التهدئة خلال المفاوضات غير المباشرة التي جرت في القاهرة، وهو ما حدا بالخارجية المصرية إلى حث الطرفين على استئناف الهدنة بعودة المفاوضات بين الجانبين. 
وزير الخارجية المصرية
وزير الخارجية المصرية سامح شكري
وكشفت الخارجية المصرية في بيان أنه "أمكن التوصل إلى اتفاق حول الغالبية العظمى من الموضوعات ذات الاهتمام للشعب الفلسطيني وظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم؛ الأمر الذي كان يفرض قبول تجديد وقف إطلاق النار".
وجاءت هذه التطورات بالرغم من وجود أمل حقيقي في تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها بعد شهر من بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي خلف أكثر من 1900 قتيل، بينهم أكثر من 450 طفلا فلسطينيا، ودمر آلاف المنازل وأجبر نحو نصف مليون فلسطيني على الفرار من منازلهم، في حين قتل في الجانب الإسرائيلي 64 جنديا.
وفيما يؤكد الوفد الفلسطيني أنهم مستمرون في التفاوض مع الوسطاء المصريين في القاهرة رغم استئناف العمليات العسكرية، أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن إسرائيل كانت قد أبلغت مصر باستعدادها لتمديد وقف إطلاق النار 72 ساعة قبل انتهاء سريانه، متهما حماس بخرق وقف إطلاق النار قبل انتهائه، رغم أن حماس كانت قد نفت صحة تقارير كانت قد تواترت بشأن قيامها بإطلاق صاروخين قبل ساعات من انتهاء الهدنة. وأعلن مسئول إسرائيلي أن "إسرائيل لن تفاوض تحت الصواريخ" مشيرا إلى أن إسرائيل كانت أبلغت مصر استعدادها لتمديد التهدئة لثلاثة أيام قبل أن "تنتهك حماس وقف إطلاق النار"، معلنا انسحاب بلاده من المفاوضات.

حماس تتلاعب

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية
وتشترط حماس لوقف المعارك أن ترفع إسرائيل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 2006، في حين تصر إسرائيل على نزع السلاح في قطاع غزة لتسمح بإعادة أعماره.
 وفي هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن ناتان ترال الخبير في مجموعة الأزمات الدولية قوله: "بالنسبة لحماس يجب على الأقل الحصول على رفع الحصار، لكن من الواضح أنها لن تحصل على ذلك". 
والسؤال الصحيح هو معرفة إلى أي حد يمكن أن يكون تخفيف الحصار وليس رفعه، وتطالب كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس على الأقل بفتح ميناء لقطاع غزة على البحر المتوسط إذا تعذر الحصول الآن على رفع الحصار، وإقامة مطار دولي.
لكن ترال أشار إلى أن "ذلك يعني أن ترسو بواخر دون أن يتم تفتيشها وهو ما لن تقبله إسرائيل" باعتبار انه يمكن أن يتيح لحماس توريد قذائف دون حاجة إلى تهريبها عبر أنفاق توصل إلى مصر".
و من الواضح أن حماس المحاصرة الآن بعد تفتيت تنظيمها الأم وهو جماعة الإخوان المسلمين في مصر بين القيادة الجديدة في مصر وبين إسرائيل، فإنها تعي جيدا أنها لا تستطيع الوقوف في وجه قوة العدو الصهيوني؛ مما يدفع للتساؤل حول إصرارها على إعلان الوعود لأهالي قطاع غزة ورفع شعارات رنانة عن المقاومة ضد الاحتلال، بينما يُقتل الفلسطينيون بالآلاف وتظل حماس وقياداتها في مناطق الأمان. 
وقد ترددت بعض التحليلات حول أن حماس تعمدت إفشال الهدنة وإطلاق صواريخ سريعا عقب انتهاء مدة الهدنة حتى تضغط على الطرف الإسرائيلي، وهذا معناه المزيد من الدم الفلسطيني مرة أخرى خاصة مع ضعف الطرف الفلسطيني.. 
ولكن يبدو أن حماس التي تستقوي بدعم قطري تركي لا يهمها تمديد فترة الحرب، لكن الأهم أن تحاول تحقيق نصر سياسي بأي شكل من الأشكال.
رون بروسور
رون بروسور
وقد دعا مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، رون بروسور، مجلس الأمن الدولي إلى "إصدار قرار يطالب بتجريد قطاع غزة من الأسلحة وإدانة حركة حماس وإعلانها منظمة إرهابية"، فيما جددت إسرائيل قصفها بعد ساعات من الهدوء، وردت المقاومة بإطلاق 4 صواريخ حسب بيان للجيش الإسرائيلي.
وقال بروسور في رسالة شكوى بعث بها إلى الدول الأعضاء في المجلس: إن "حماس أثبتت بشكل لا يقبل التأويل بأنها لا تولي أي أهمية لحياة أفرادها وسكان قطاع غزة؛ وذلك خلافاً لإسرائيل التي وافقت على جميع الاقتراحات بوقف إطلاق النار".

شارك