حماس تواصل تهورها.. وتراهن على المتغيرات الإقليمية

السبت 09/أغسطس/2014 - 07:55 م
طباعة حماس تواصل تهورها..
 
أكد فوزى برهوم، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس أنه لا عودة للوراء وأن المقاومة ستتواصل بكل قوة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتوعد إسرائيل بأنها لن تنعم بأي أمن أو أمان ما لم يتحقق ذلك للشعب الفلسطيني، ويحصل على حقه في المطالب الإنسانية والعادلة.
فوزي برهوم
فوزي برهوم
وقال برهوم، في بيان صحفي ، لا عودة إلى الوراء والمقاومة ستستمر وبكل قوة، وأضاف إن مراوغة وتعنت الاحتلال لن يفيده بشيء.
وشدد على أنه لا تنازل عن أي من مطالب الشعب الفلسطيني التي يفاوض عليها وفد فلسطيني في القاهرة.
كانت الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل انتهت أمس بعد مرور 72 ساعة دون التوصل لاتفاق لتتجدد الغارات الإسرائيلية على القطاع، فى حين أطلقت المقاومة الصواريخ باتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية.
مشير المصري
مشير المصري
ومن جانبه، أكد القيادي بحركة حماس مشير المصري، أن هناك تعنتا إسرائيليا فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وقال إن ردود العدو الصهيوني لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
وأضاف المصري، نحن نتحدث عن وقف شامل للعدوان المفروض على الشعب الفلسطيني، وإن هذا ما لا يستعد له الجانب الإسرائيلي وإنه غير مستعد لوقف الاغتيالات والاجتياحات الجزئية لقطاع غزة، كما أنه ليس مستعدا لإنهاء الحصار على قطاع غزة.
ورأى أن ما أسماها الردود الجزئية، تعد بمثابة محاولة لإهدار الوقت وتقديم مناورات سياسية لتبرير ساحة ميدان القتال.
ولفت إلى استمرار عملية التفاوض، مشيرا إلى أن الموقف السياسي الفلسطيني موحد في هذا الإطار، وأن المقاومة ترقب عن كثب التطورات السياسية الجارية في القاهرة، وأنها على أهبة الاستعداد لكافة الخيارات.
حماس تواصل تهورها..
وتوعد إسرائيل بأنها لن تنعم بأي أمن أو أمان ما لم يتحقق ذلك للشعب الفلسطيني، ويحصل على حقه في المطالب الإنسانية والعادلة.
يأتي موقف حماس الجديد في ظل انشغال مصر بأوضاعها الداخلية وأوضاع المصريين في ليبيا، بالإضافة إلى تهديد الميلشيات الليبية للأمن القومي في مصر، في مراهنة منها على المتغيرات الاقليمية في الدول منها لبنان ومصروالعراق.
كما تراهن حماس، على الغضب الشعبي ضد اسرائيل والدعم لقطاع غزة، مما يؤدى إلى ضغوط على الإدارة المصرية الجديدة وتقديم تنازلات للحركة.
  ورغم الشعبية التي تكسبها حماس، فإنها واقعة اليوم تحت ضغط ضرورة الحصول سريعًا على نتائج سياسية بعد معارك دمرت قطاع غزة. 
تصريحات ليفني
تصريحات ليفني
وفى ظل تبادل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الاتهامات بشأن استمرار العنف في قطاع غزة، قالت إسرائيل إن حماس هي من خرق وقف إطلاق النار، فيما نفت الحركة الفلسطينية أي علاقة لها بإطلاق الصواريخ الجمعة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، إنه من غير الممكن أن تكون جماعات فلسطينية أخرى هي من يطلق الصواريخ، لأن حماس "إن أرادات تعميم وقف إطلاق النار في القطاع، فهي تقوم بذلك بشكل جيد."
في ذات السياق، أعلنت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، عن وجود توافق بين مصر وإسرائيل لخنق حماس، الأمر الذى استفذ الحركة وطالب سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، مصر بالرد على تلك التصريحات.
ووصف أبو زهري تصريحات ليفني، التي تشغل أيضا منصب المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين- بالتصريحات "القذرة"، وطالب المسؤولين المصريين بالرد عليها.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن ليفني قولها إن الحكومة الإسرائيلية تؤيد المصريين وكل الذين لا يريدون دفع أي مبلغ لحماس ويضيقون الخناق عليها. 
وأكدت ليفني ضرورة مواصلة استخدام القوة ضد حماس.
حماس تواصل تهورها..
من جهته، قال مصدر قريب من مفاوضات الهدنة إن مصر توصلت إلى صيغة توفيقية سيتم عرضها مساء اليوم السبت على الجانب الإسرائيلي.
وأوضح المصدر أن موضوع معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، مسألة مصرية - فلسطينية، لا علاقة لإسرائيل بها"، لافتا إلى أن "فتح وحماس اتفقتا على التفاصيل المتعلقة بكيفية إدارة المعبر على أن تكون الإدارة العامة للسلطة الوطنية حتى لا تشكل هذه المسألة نقطة خلاف مع الأخوة في مصر.
ويجري وفد فلسطيني، ضمنه حماس، منذ أيام مفاوضات غير مباشرة في القاهرة، مع وفد اسرائيلي قدم فيها كل طرف مطالب يصعب التوفيق بينها.
وتقود مصر جهودا للوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ أكثر من شهر والذي أوقع نحو 1900 شهيد وعشرة آلاف مصاب، ولم تنجح جهودها في تمديد هدنة استمرت 72ساعة انتهت أمس الجمعة بين الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل.
وعقب انتهاء هدنة الـ 72 ساعة بين حماس واسرائيل الجمعة اطلقت عشرات القذائف من قطاع غزة على اسرائيل التي ردت على الفور بغارات جوية وقصف مدفعي، ما اسفر عن وقوع قتيلين وعدد من الجرحى. 
ووضعت حماس شروطًا لوقف المعارك أن ترفع إسرائيل الحصار المفروض علي قطاع غزة منذ 2006، في حين تصر اسرائيل على نزع السلاح في قطاع غزة لتسمح بإعادة اعماره. 
ناتان ترال، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، قال إنه النسبة لحماس يجب على الاقل الحصول على رفع الحصار لكن من الواضح أنها لن تحصل على ذلك. والسؤال الصحيح هو معرفة الى أي حد يمكن أن يكون تخفيف الحصار"، وليس رفعه.
في الوقت الذى تطالب فيه كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس على الاقل بفتح ميناء لقطاع غزة على المتوسط اذا تعذر الحصول الآن على رفع الحصار، واقامة مطار دولي.
حماس تواصل تهورها..
ويشير ترال إلى أن ذلك يعني أن البواخر لن يتم تفتيشها، وهو ما لن تقبله اسرائيل، باعتبار أنه يمكن أن يتيح لحماس توريد قذائف دون حاجة الى تهريبها عبر انفاق توصل الى مصر.
وفقدت حماس الدعم المصري، حيث أنها منبثقة من الإخوان المسلمين، إثر الاطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي. 
 وأكد كوبي ميخائيل، الاستاذ في جامعة أرييل الاسرائيلية، أن حماس على وشك أن تخسر كل شيء وهي تفعل ما بوسعها لزيادة الضغط. 
وقال مصدر مقرب من الوفد الفلسطيني بالقاهر، بدأنا نشعر بملامح خطر من عملية تفكيك حالة الوحدة الوطنية  التي تجلت بحرص الرئيس محمود عباس على  تقديم المطالب باسم الشعب الفلسطيني من خلال تشكيل وفد موحد، وربطها بأفق سياسي متعلق بالقضية الفلسطينية والحل النهائي، فتأكد لنا من خلال متابعتنا الدقيقة  لخطاب حماس الاعلامي  حرصها على تمييز نفسها عن  الوفد الموحد عبر تسريب اخبار وروايات خاصة لقناة الجزيرة واخرى مساندة لحماس والحديث عن وفدها والفصائل في محاولة لاستثمار أية نتائج ايجابية لصالحها، والانفكاك من استحقاقات الوحدة الوطنية التي تعززت في الآونة الأخيرة.
ورأى المصدر أن سلوك حماس في المفاوضات والمثبت في خطابها الاعلامي، يؤكد سعيها لإفشال دور القيادتين الفلسطينية والمصرية لصالح قوى اقليمية.

شارك