صراع الميليشيات يعود مجددًا.. "فجر ليبيا" تعلن عملية "الثأر" لمقتل قياداتها

السبت 31/أكتوبر/2015 - 05:04 م
طباعة صراع الميليشيات يعود
 
ما زالت الفوضي التي تشهدها ليبيا، فرصة كبيرة للجماعات الإرهابية المسلحة في تحقيق مطماعها في البلاد، ومع مواصلة الهجمات بين الجيش الليبي والجماعات الإرهابية، تستعد ميليشيا فجر ليبيا إلى إطلاق عملية عسكرية غرب البلاد، ضد الجيش الليبي والقوات المساندة له، رداً على سقوط وتحطم طائرة مروحية تابعة للمليشيا، ومقتل عدد من قياداتها الذين كانوا على متنها، حسب مسئول محلي.
صراع الميليشيات يعود
ونشب صراع داخل ميلشيا فجر ليبيا وحزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وبدأت الفجوة بين فصائل تلك الميليشيا تتسع بشكل لافت، فيما أعلن أكثر من ثمانية من الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والبناء استقالتهم، على خلفية ذلك الحادث الذي ما زالت الروايات بشأنه متضاربة، وتُثير تساؤلات مُتعددة حول ملابساته، وتوقيته.
ووفق متابعين للشأن الليبي فإن هذه التطورات تثير شكوكًا حول ارتباط سقوط الطائرة بخلافات داخل ميليشيا فجر ليبيا وجماعة الإخوان؛ ما دفع طرفًا من تلك الميليشيا إلى التخلص من أولئك القادة، وخاصة منهم حسين أبو دية الذي يُوصف بأنه مسئول المنطقة الغربية في فجر ليبيا.
وقال مسئول في وزارة الدفاع في حكومة طرابلس التابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، الموالي للميليشيا: إن قوات فجر ليبيا تعيد تنظيم صفوفها، لإطلاق عملية عسكرية واسعة غرب البلاد تمتد حتى الجبل الغربي، تستهدف السيطرة على مدينة الزنتان حيث مقر القيادة العامة للجيش في المنطقة الغربية، إضافة إلى استهداف القوات المساندة للجيش في منطقة ورشفانة الساحلية، مضيفًا أن العملية سيشارك فيها نحو ألف مقاتل مدعومين بقرابة 500 آلية عسكرية، لافتا إلى أن العقيد صلاح بادي أحد أبرز قادة فجر ليبيا، هو من سيقود العملية التي ستنطلق خلال الأيام القريبة المقبلة.
وتابع أن هذه العملية تأتي رداً على حادثة سقوط طائرة مروحية في منطقة الماية على ساحل البحر، والتي فقدت فيها فجر ليبيا ثلاثة من كبار قادتها.
 ووجه المؤتمر العام أصابع الاتهام إلى "جيش القبائل" بالوقوف وراء سقوط الطائرة عبر استهدافها بمضادات الطيران.
تأتي هذه الحملة العسكرية من قبل الميليشيا عقب مقتل أبرز قادات فجر ليبيا؛ حيث تحطمت بهم الثلاثاء الماضي 27 أكتوبر 2015 طائرة كانوا يستقلونها من العاصمة طرابلس؛ ما يعتبر ضربة موجعة للجماعة، أدى إلى غضب عناصر بالجماعة.
وتشهد صفحات محسوبة على فجر ليبيا في فيس بوك، تحشيداً إعلامياً لهذه العملية، فيما تنشر الصفحة الرسمية للميليشيا، تدوينات بشكل متواصل، تلمح من خلالها إلى العملية، مضيفة: "هناك مفاجأة من قيادة فجر ليبيا".
صراع الميليشيات يعود
والجدير بالذكر أن جماعة "فجر ليبيا" هم أكثر الجماعات الرافضة لعودة الاستقرار في ليبيا، وتقف عائقًا أمام نجاح الحوار الليبي، فهي ترى أن مصلحتها في استمرار الفوضى داخل البلاد، حتى تتمكن من تنفيذ مخططاتها التي تستمدها من تركيا وقطر وتدفعها إلى مزيد من الفوضى والدمار. 
وبدأت فجر ليبيا طريقها في العمل الإرهابي تحديدًا في 13 يوليو من عام 2014، بهدف الاستيلاء على مطار طرابلس العالمي وعدد من المعسكرات في المناطق المجاورة له، وكانت قد أطلقت اسم "فجر ليبيا" على هذه العملية، واتخذت بعد ذلك من فجر ليبيا اسمًا ثابتًا لها.
كانت فجر ليبيا تشترط الإطاحة بقائد الجيش الفريق أول خليفة حفتر، وإدماج عناصر الميليشيا في الجيش وتمكين قياداتها من أن يصبحوا قيادات عسكرية بارزة في الجيش، وهو ما ترفضه حكومة عبدالله الثني والبرلمان المعترف به دوليًّا ومقره طبرق.
كان البرلمان الليبي المعترف به دوليًّا، رفض الحكومة التي اقترحها المبعوث الأممي برناردينو ليون، وطالب بضمانات دولية تكفل بقاء حفتر واستمرار الجيش موحدًا وعدم إدماج الميليشيات فيه؛ لأن ذلك سيمنع المؤسسة العسكرية من مواصلة الحرب على الإرهاب في بنغازي والشرق عمومًا، في ظل وجود تحالف بين المجموعات الإسلامية المتشددة "داعش" و"القاعدة" مع قيادات بارزة للميليشيات التي تدعم الموقف ضد العمليات التي يقوم بها الجيش في مدينة بنغازي.
وكانت أعلنت حكومة طرابلس الموالية لميليشيات فجر ليبيا، أنها ستلاحق المسئولين عن إسقاط مروحية كانت تقل عسكريين، وتعهدت باتخاذ إجراءات "حازمة".
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد عبد الكافي عقب سقوط الطائرة: إن السلطات بدأت تحقيقًا في الحادث، وأعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف القوات المسلحة.
كانت بوابة الحركات الإسلامية، ذكرت في تقرير سابق لها، أنه مع سقوط أبرز قادة الميليشيا، ستواجه ليبيا الفترة القادمة، أحد أمرين: إما مرحلة هدوء نسبي قد تؤدي إلى نجاح الحوار الليبي وعودة الاستقرار، وإما أن تدخل في حالة فوضى غير مسبوقة قد تؤدي إلى مزيد من الصراعات بين المسلحين والجيش الليبي، وهذا ما حدث بإعلان الميليشيا عن عملية عسكرية موسعة.
صراع الميليشيات يعود
وتشهد ليبيا، منذ سقوط نظام القذافي، أعمال عنف تحولت إلى صراع مسلح على السلطة، نتج عنه انقسام البلاد بين سلطتين: الأولى حكومة يعترف بها المجتمع الدولي ومقرها في طبرق بشمال شرق البلاد، والثانية حكومة مناوئة لها، تدار من العاصمة طرابلس، بمساندة تحالف جماعات مسلحة، تحت مسمى "فجر ليبيا".
واقترح المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون، تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا تتولى الحكم لمرحلة انتقالية لتكوين المؤسسات في هذا البلد، غير أن الفصائل الليبية، بالإضافة إلى مجلس النواب، أعلنوا رفضهم المقترح، إلى جانب ذلك، تنشط التنظيمات المسلحة مثل التنظيم الإرهابي "داعش"، في بعض المدن الليبية وخصوصاً في سرت، وقامت تلك التنظيمات بعدة عمليات خطف وقتل، خلال الأشهر الماضية، فضلا عن العمليات الإرهابية التي تشنها ميليشيات فجر ليبيا.
المتابعون للشأن الليبي كانوا توقعوا تخطيطات فجر ليبيا لمعارك جديدة تتجاوز ورشفانة، لتصل إلى الزنتان، وبالتالي إحكام سيطرتها على كافة الغرب الليبي لفرض واقع ميداني جديد يُمكنها من أوراق جديدة لتحسين شروطها التفاوضية ارتباطا بالمسار السياسي المُتعثر في انتظار تولي المبعوث الأممي الجديد الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر الذي سيخلف برناردينو ليون الذي فشل في مهمته طوال العام الماضي.
للمزيد عن حادث مقتل قيادات فجر ليبيا ...... اضغط هنا

شارك