تكليف "العبادي" بتشكيل الحكومة يثير الانتقادات.. واستمرار المعارك بين "داعش" والبيشمركة

الإثنين 11/أغسطس/2014 - 11:18 م
طباعة حيدر العبادي حيدر العبادي
 
فؤاد معصوم
فؤاد معصوم
حظي قرار الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، بتكليف  حيدر العبادي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بكثير من ردود الفعل المتباينة، ما بين ترحيب دولي وانتقاد داخلي، وخاصة من قبل نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته، في خطوة اعتبرها المتابعون  قد تزيد من التوتر على الساحة السياسية في ظل تمسك رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، بالترشح لولاية ثالثة، وعدم رضاه عن قرار الرئيس العراقي.
يري متابعون أن تكليف العبادي جاء بعد إرسال الأحزاب الشيعية الرئيسية في مجلس النواب العراقي خطابًا للرئيس معصوم، لترشيح نائب رئيس مجلس النواب، حيدر العبادي، لتشكيل الحكومة، وعدم رضاهم عن استمرار المالكى، وهو ما يعد ضربة للمالكي الذي يزعم أنه يحظى بدعم جميع المجموعات الشيعية في العراق.
المالكى
المالكى
 لقد ظل المالكي، الذي ينظر إليه على أنه شخصية خلافية تثير الانقسام في المشهد السياسي العراقي، يعرقل الجهود الرامية إلى حل المأزق السياسي الذي يشهده البلد في الوقت الذي يواجه تهديدا من الجهاديين الإسلاميين الذين حققوا مكاسب في شمال العراق، لقد أصر المالكي على الترشح لولاية ثالثة رئيسًا للوزراء ضد نصيحة مجموعات سياسية في العراق وضد دعوة المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، من أجل تغيير القيادة العراقية. 
على الجانب الآخر رفض حلفاء نوري المالكي تكليف الرئيس العراقي للعبادي، معتبرين أن هذه الخطوة ليست شرعية في تصعيد للتوتر السياسي، وقرأ خلف عبد الصمد عضو حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي، بيانًا  أكد فيه أن حيدر العبادي يمثل نفسه فقط، ولا يمثل الحكومة العراقية.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بالتحرك للأمام في شأن تشكيل حكومة جديدة في العراق، مشيدًا بقرار الرئيس العراقي بتعيين حيدر العبادي رئيسا لحكومة جديدة.
بان كى مون
بان كى مون
وقالت ستيفان دوجاريتش المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين إن الأمين العام يحث الدكتور العبادي رئيس الوزراء المكلف على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة مقبولة لدى كل مكونات المجتمع العراقي، وأن الأمين العام قلق من أن التوتر السياسي المتزايد إلى جانب التهديد الذي يمثله الهجوم العسكري لمتشددي تنظيم داعش.
من جانبها طالبت بعثة الأمم المتحدة في بغداد القوات العراقية بالابتعاد عن التدخل في عملية الانتقال السياسي الذي تمر به البلاد، وأكد رئيس البعثة في العراق نيكولاي ملادينوف إنه ينبغي أن تبتعد قوات الأمن العراقية عن الإجراءات التي يمكن أن ينظر إليها وكأنها تدخل في المسألة المتعلقة بالانتقال الديموقراطي للسلطة السياسية.
داعش تتقدم رغم أزمة
داعش تتقدم رغم أزمة الحكومة العراقية
ويشغل العبادي إلى جانب موقعه في مجلس النواب، منصب مسئول المكتب السياسي في حزب الدعوة الإسلامية والمتحدث الرسمي باسمه، وتولى هذا المنصب في حزب الدعوة خلفا لإبراهيم الجعفري، الذي تسببت أزمة إبعاده عن منصب رئيس الوزراء وترشيح رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، في انشقاق حزب الدعوة وتشكيل الجعفري لتنظيم سياسي جديد سماه تيار الإصلاح الوطني.
وبعيدًا عن أزمة رئيس الوزراء العراقي الجديد، استمر تنظيم "داعش فى التقدم بمواقع جديدة بشمال العراق،  ووجه التنظيم ضربة جديدة رغم الغارات الجوية الأمريكية لقوات البشمركة الكردية المرابطة في عدد من المدن والبلدات العراقية أبرزها سنجار، تلكيف، الحمدانية، مخمور، زمار، معبر ربيعة، ما يعرف بمنطقة الشلالات في الموصل وسد الموصل ومنطقة عين زالة النفطية.
واعتبر "فرانس 24" في تقرير له أنه في الوقت الذى يسود الجدل موقف رئيس الحكومة العراقية الجديدة، تستمر المعارك على تخوم العاصمة العراقية، كما أن الاشتباكات مستمرة حول أبو غريب على أبواب العاصمة بشكل يومي بالرغم من التعتيم الإعلامي من قبل السلطة ومن قبل الدولة الإسلامية حفاظا على حياة وسرية حركة مقاتليه. 

شارك