الناشط حسو هورمي: الإيزيديون يدفعون ثمن تراخي الحكومة العراقية ووحشية داعش
الخميس 05/نوفمبر/2015 - 10:40 م
طباعة
ـ تهجير وسبى وخطف واغتصاب.. هذا ما يواجهه الإزيديون من داعش
ـ مصالح صناع القرار أثرت على قضايا الإيزيديين والأقليات
منذ سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل وتهجير الأقليات في العراق، وهناك مشكلات حقيقية تعاني منها الأقليات العراقية بمختلف اتجاهاتها، ودفعت الثمن كثيرا بشكل أكبر مما كان يحدث في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين، وما ترتب عليه من مأساة انسانية خطيرة، وكانت المعاناة الأكبر بحق المسيحيين والإيزديين، بعد ان تم خطف الفتيات والسيدات الإيزيديات وبيعهم في سوق النخاس عبيدا، وما توفى منهم نتيجة الممارسات القمعية التي ارتكبها عناصر داعش ضدهم، وسط صمت الحكومة العراقية وعدم قدرتها على معالجة الموقف.
لذا كان لنا حوار مع الناشط الإيزيدي حسو هورمي مع بوابة الحركات الإسلامية، لكى يطلعنا على آخر التطورات في العراق.
كيف تصف أوضاع الأقلية الإيزيدية اليوم؟
بعد توسّع نفوذ "داعش" في سوريا وامتداده إلى العراق وبعد تهجيره المسيحيين من الموصل، اقتحم مقاتلو التنظيم مدينة سنجار معقل الإيزيديين في 2014.08.03 مما أدى إلى قتل حوالي(4000) أربعة آلاف شخص من الرجال والنساء والأطفال، سبي النساء، والفتيات، وخطف الأطفال الإيزيديين، بيع، وإهداء النساء، والفتيات الإيزيديات، وإجبار العديد من الأسرى الإيزيديين على اعتناق الدين الإسلامي، إلى جانب نزوح جميع الإيزيديين الساكنين في قضاء سنجار، ونواحيها وقراها، وناحية بعشيقة وبحزانى، إلى إقليم كوردستان العراق حيث يبلغ عددهم نحو(400000) أربعمائة ألف إنسان "تصور معي شعب كامل يعيش تحت الخيم كيف سيكون حاله !!
الوضع لا يبشر بالخير على المدى القريب في ظل تأخير تحرير مناطق الإيزيدية وليس هناك تحسن كبير للوضع الحياتي والمعيشي لاسيما بعد الأداء الخجول لمؤسسات الحكومة العراقية والدور الاغاثي الهزيل للمنظمات الدولية
* ماذا تفعل الحكومة العراقية للحفاظ على الإيزيديين؟
مع شديد الاسف الحكومة العراقية لم تقم بدورها المطلوب لأسباب عدة و نستطيع القول انها في موقف غير ايجابي تجاه ماحل بالإيزيدية لاسيما في المجال الاغاثي والانساني وتامين المأوى والمسكن والاكل والمستلزمات الحياتية ودور الحكومة العراقية هزيل جدا في انقاذ المختطفين والمختطفات الايزيدية ورعاية الناجيات وإعادة تأهيلهن ودمجهن في المجتمع ومن قام بهذه الوظيفة هي الحكومة الكوردستانية وهناك تقصير واضح تجاه العدد الكبير للأيتام الذين أفرزتهم غزوة داعش على سنجار (816) منهم (482) ذكر و (334) أنثى ولم يبنى لهم دار للرعاية أو تخصيص راتب لهم كون أغلبهم بدون معيل.
وبرغم هذه المعاناة ، وبدلا من الحفاظ على الاقليات وحماية حقوهم يصدر قرار في بغداد لا يقل من قرارات داعش بحق الاقليات فقبل أيام وبالتحديد في 2015.10.27 قرر مجلس النواب العراقي وصادق على مشروع قانون البطاقة الوطنية الذي يلزم في المادة (26) الفقرة ثانيًا منه على أسلمة الأولاد القاصرين من أبناء هذه الاقليات العراقية غير المسلمة عند اشهار احد الوالدين اسلامه وهذا انتهاك صارخ لحقوق وحريات الاقليات الدينية الايزيدية والمسيحية والصابئة المندائية .
ونحن نطالب القيادات العراقية بسن قوانين تحمي امن وسلامة النازحين وتؤمن التعايش السلمي للأقليات ونطالب الجهات التنفيذية بخطوات اكثر عملية
* كيف تصف تفاعل المجتمع الدولي مع معاناة الإيزيديين؟
فداحة الكارثة ألقى بظلالها على الأسرة الدولية وحجم الجريمة أجبرت المجتمع العالمي والأمم المتحدة في تناول القضية بشكل جدي ولكن هذه الجدية في الاهتمام بقضية الايزيدية والمسيحية والشبك والصابئة بدأت تراجع وتقل بعد أن دخلت صناع القرار الدولي على الخط ومصالحهم اثرت بصورة سلبية على تفاعل المجتمع الدولي مع معاناة الإيزيديين وهناك تقاعس تجاه الاعتراف بالإبادة الجماعية الحاصل بحق الايزيدية في سنجار والجهد الدولي تجاه قضية الايزيدية ليست بالمستوى المطلوب ومحل انتقادنا
* ما تأثير تنامى الهجرة إلى أوروبا على معاناة الإيزيديين؟
هجرة الاقليات تحصيل حاصل وهي نتيجة حتمية لممارسات تنظيم دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام وتحقق مارب التنظيم بإفراغ الوطن من الاقليات الغير مسلمة
نزيف الهجرة بدأ يمزق جسد المجتمع الايزيدي وهناك اسباب عديدة تقف وراء تزايد هذه الظاهرة ومنها الإحساس بخيبة أمل تجاه الحكومة في بغداد واربيل بعد احتلال داعش لمناطق سكناهم والشعور بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية ،بالإضافة الى تنامي الفكر السلفي الإسلامي الراديكالي وعدم وجود برنامج حكومي للحد منه وردعه مع فقدان الثقة بالآخر.
تأخر تحرير مناطقهم من أيدي داعش وعدم تقديم الخدمات الحياتية للمناطق المحررة منذ 2014.12.18 وعدم وجود برنامج واضح لإعادتهم إلى بيوتهم، فهناك عوائل كاملة تشتت بسب الهجرة وصعوبة الوصول الى اوربا والمخاطر التي تتعرض له المهاجر
* ماذا بعد عام وأكثر على احتلال داعش للموصل والمدن العراقية؟
مر عام وخمسة اشهر على احتلال داعش للموصل والى اليوم هذا التنظيم المتشدد هو الذي يمسك بزمام الامور الادارية والعسكرية والسياسية في المدينة، بالرغم من ان الولايات المتحدة بدأت في الثامن من آب عام 2014 بضرباتها الجوية على التنظيم وتبعها التحالف الدولي ولكن التنظيم لايزال كما هو من قبل وهناك معاناة كثيرة للشعب وفرضت على الاهالي عقوبات قاسية ويبدو ان هناك مصالح دول تمدد فترة بقاء داعش في الموصل.
وعلى الرغم من وجود حاضنات لداعش في المنطقة الان وبمرور الزمن ضاق بهم الامر ذرعا وهم الان يتمنون الخلاص من هذه العصابات الإجرامية
* كيف تصف ممارسات التنظيم الوحشية؟ وكيفية العلاج؟
الممارسات الوحشية التي ينتهجها التنظيم بحق النساء والأطفال من قتل وتعذيب وحرمان واغتصاب وفرض الشريعة الاسلامية وخاصة نساء الموصل يتعرضن لانتهاكات جسيمه وأنهن يعشن تحت وطاه ظروف انسانيه صعبه وممارسات وحشيه يقوم بها افراد تنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها ممادى الى تخوف كبير وقلق بين الأهالي .
المعروف ان تنظيم داعش الذي يسيطر على الموصل منذ يونيو قد وجه انذارا يمهل المسيحيين في المدينة ليختاروا ما بين اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية، أو حد السيف ،فالمسيحيين فضلوا مغادرة مدينة الموصل على تطبيق شروط لتنظيم داعش.
اما عن جرائم التنظيم ضد الايزيدية فان مقاتلي تنظيم داعش ارتكبوا إبادة جماعية ضدهم ، إلى جانب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد المدنيين بمن فيهم الأطفال هذا ما اكده تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودعا المجلس في جلسنه ال 29 في 2015.03.19، في تقرير استند إلى مقابلات مع أكثر من مئة من الضحايا والشهود، مجلس الأمن الدولي إلى إحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الجناة.
العلاج يكمن في أن تقوم مجلس الأمن الدولي بإحالة الوضع في العراق إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في قضية الإيزيديين والمسيحيين والشبك وأن تعتبر مناطق منكوبة وعلى الحكومة العراقية ( بغداد - اربيل ) ان تعجل بتحرير مناطقهم وتنظيف تلك المناطق من الالغام والمخلفات العسكرية مع اعادة بناء البنية التحية وتشكيل مناطق امنة بضمانات وحماية دولية (غطاء جوي) للمناطق الايزيدية والمسيحية في سنجار وسهل نينوى، للحيلولة دون تكرار مثل هذه الكارثة من جديد مستقبلا ولتحقيق ما ذكرناه لا بد من تخصيص ثلاثة ميزانيات لكل من (الحكومة العراقية ، حكومة إقليم كردستان وميزانية من المجتمع الدولي والامم المتحدة) بهدف أعمار تلك المناطق والسعي لوضع خريطة طريق لحل التداعيات الاجتماعية الناتجة من جرائم داعش واعادة اسكان المواطنين في تلك المناطق في ظل توفر الأمن والامن والعيش الكريم وبعكسه صعب عودة المواطنين لمناطقهم
* ماذا عن رد فعل المنظمات الحقوقية بشأن معاناة الإيزيديين؟
رد الفعل يترواح بين التنديد والشجب والاستنكار والدعم الارشادي والقانوني وسجلنا شكاوي حول انتهاكات داعش بحقنا
* هل تفلح التبرعات المادية وحدها في حل أزمة الإيزيديين؟
هذه التبرعات والمساعدات هي جزء من تخفيف المعاناة وليست ازالة كلها اي انها جزء يسير من الحل.
* ماذا عن المكونات الأخرى المتضررة من داعش؟
يمر أبناء المكونات العراق بأسوأ المراحل في تاريخهم الحديث، في بلد عرف بتنوعه الديني والقومي والاثني وهوياته المتعددة والمتعايشة منذ الاف السنين، حيث يوجد في هذه الارض( المسيحيين والإيزيدين، والصابئة المندائيين، والكاكائية، والشبك، والتركمان، والأكراد الفيلية، والبهائية، والشركسية، والزرادشتية) وغيرهم من المذاهب والطوائف الأخرى التي ساهمت في بناء مجد وتاريخ وحضارة العراق جميعهم أخذوا حصتهم من ظلم وعنف واضطهاد داعش ولكن بدرجات متفاوتة وحصة الأسد كانت للإيزيدية .