"داعش" تكرر تهديداتها لمصر

الأربعاء 13/أغسطس/2014 - 04:08 م
طباعة داعش تكرر تهديداتها
 
طالعنا تصريح أذيع على مواقع جهادية عدة، قال فيه أبو صهيب الليبي القيادي بـ"داعش": إن أول من سيبدأ بقتله هو الرئيس محمد مرسي، واصفا إياه بالطاغوت والمجرم الأكبر؛ ومعللا ذلك أن مرسي كان متمسحا بالدين ومتسترا به، وأضاف ما نصه: «العوام والغلابة كانوا يقولون إنه أكثر حافظ للقرآن، ويقيم الصلاة، لكنه مجرم، وقريبًا نتقرب إلى الله بقتل المرتدين والطواغيت في مصر.
عندما يتحدث شخص بما لا يستطيع فعله أو بما هو أكبر من إمكانياته يرد البعض معقبا على كلامه قائلا: "هو الكلام عليه رقيب؟".. فـ"داعش" تتحدث هذه الأيام وكأنها عبرت الحدود الشمالية الشرقية لمصر برا مرورا بالإسماعيلية والسويس، أو بحرا مرورا بدمياط ولم تعبر فقط بل حددت أولى خطواتها بعد دخولها؛ ألا وهي قتل محمد مرسي.

موقف "داعش" من المصريين

موقف داعش من المصريين
انقسم موقف داعش من المصريين إلى ثلاثة مواقف:
أولا: الشعب المصري 
تحاول "داعش" إظهار سماحتها تجاه الشعب المصري المغلوب على أمره- من وجهة نظرها- فمنذ فترة تداولت وسائل الإعلام المصرية في أحد برامجها "مصر الآن" على قناة "إم بي سي مصر" عن طريق مديرين وعمال مصريين يعملون في العراق أكدوا أن رجال داعش ومسلحيها بعد أن سيطروا على هذه المناطق- عاملوهم معاملة تتسم بالحسنى خاصة بعد معرفتهم أنهم مصريون، بل ووصل الأمر إلى أنهم خيروهم بين المكوث والبقاء في أماكن عملهم وإعطائهم الأمان، وبين المغادرة الآمنة، والتي اختارها معظمهم خوفا من المستقبل هناك. 
ويؤكد ذلك مدير أحد المشروعات العراقية بمدينة بيجي محمد الفايد، الذي روى كيف كانت معاملة داعش لهم؛ لأنهم مصريون، وأنهم عند مغادرتهم الأراضي العراقية مروا بما يقرب من سبع لجان تفتيش تتبع داعش والثوار العراقيين، ورحبوا بهم بعد التعرف إلى هويتهم.
وأشار الفايد إلى أن أزمة "داعش"- من وجهة نظره هو ومن معه- مع الجيش والشرطة العراقية فقط وأنهم كانوا يسمحون لمن يسلم سلاحه من الجيش والشرطة بالمغادرة دون أذى، ولم يقع أحد تحت طائلة القتل إلى من كان يحم السلاح ضدهم.
داعش تكرر تهديداتها
ثانيا: الجيش المصري
أما موقف داعش تجاه الجيش المصري فعلى العكس تماما؛ حيث هاجم "أبو محمد العدناني" المتحدث باسم "داعش" عبر مقطع صوتي له الجيش المصري؛ ووصفه بجيش الردة جيش السيسي فرعون مصر 
الجديد، لأن جيش مصر دك صفوف المجاهدين الموحدين- من وجهة نظره- في سيناء وهدم بيوتهم، بدلا من محاربة اليهود.

محمد مرسي
محمد مرسي
ثالثا: مرسي
كما اعتبر التنظيم في نفس التسجيل صوتي المشار إليه للمتحدث باسم داعش أبي محمد العدناني أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي منافقا يلتف حول الشعب المصري باسم الدين والشريعة، وأنه حاقد على المجاهدين في سيناء؛ ولذلك عين قاضيا نصرانيا ليحكم على من أسر منهم، ودعا إلى التبرؤ منه وحزبه والصدع بردته، وقال محدثا إياه: كفاك تلبيا على المسلمين، ووصفه بمرسي المرتد الطاغوت، وأكد موقفه مؤخرا على موقعه الإلكتروني أن أولى خطواتهم بعد دخولهم مصر هي قتل الطاغوت مرسي كما ذكرنا سابقا.

من أين لـ"داعش" بهذه الثقة؟

من أين لـداعش بهذه
يتساءل الكثيرون هل هذه الثقة وهمية، وترهات يتفوه بها العاجز الذي آخره الوقوف أمام جماعات صغيرة قروية مسلحة أو جيش مدمر متشرذم خائف؟ أم أنها ثقة المعتمد على العملاء المزروعين في مصر، والمتواجد أكثرهم في سيناء ظنا منهم أنهم سيمهدون لهم في يوم ما، ثم يعطونهم الإشارة للهجوم؟
طالعنا منذ أيام قليلة تحت عنوان ("داعش" يضع خطة لاقتحام السجون في مصر والعراق لتهريب الإرهابيين في "90 دقيقة") أن داعش نشرت وثيقة عبر موقعه الإلكتروني بعنوان "إستراتيجية اقتحام السجون" وتعتمد خطتهم على نفس منوال تهريب حماس للإخوان في يناير 2011 بتهريب أكبر عدد من المسجونين، إلا أن حماس أرادت بفكرتها التشويش على هروب الإخوان، وأن الشرطة هي التي فعلت ذلك، أما "داعش" فتريد هذه المرة تأمين انسحاب جنودها والمهربين والأسرى الذين سيتم القبض عليهم واختطافهم.

تهديدات "داعش"

تهديدات داعش
تعلمنا أن المتكلم كثيرا يفعل قليلا، فها هي "داعش" ما بين الحين والآخر تهدد، ولكن نجد تهديدها ينقسم لقسمين:
تهديد سهل التنفيذ
وهو تهديدهم لما يسيطرون عليه ويتحكمون فيه، كتهديدهم المسيحيين في الموصل، ثم الأكراد من بعدهم، ثم الإيزيديين الآن الذين يعانون معاناة كبيرة تحت أيديهم، كما قامت بنبش القبور، وهدم الكنائس، والأضرحة، التي تحمل أسماء الأنبياء والصحابة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل طالعنا خبرا نشرته قناة "آفاق" العراقية يفيد بأن «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» قرر إعادة كتابة القرآن الكريم، وحذف بعض الآيات من سورة «الكافرون»، وآيات التطهير..
هذا بالإضافة إلى الشعب المسلم نفسه في الموصل الذي طولب بتقديم بناته تحت مسمى "جهاد النكاح".. إلى غير ذلك من الأحكام التي يطبقونها عليهم.
تهديد صعب التنفيذ
قامت "داعش" بأكثر من تهديد يفوق قدراتها، منه الذي سبق ومنه الذي نعاصره هذه الأيام، فمما سبق هددت "داعش" قطر بإلغاء المونديال وإلا ستواجه صواريخ "داعش".. وهددت منذ ما يقرب من شهرين بقتل السيسي وأقباط مصر وتحويل مصر إلى جحيم.. ولم يحدث شيء.. وها هي تهدد بقتل مرسي بعد دخول مصر.
وقد هددت "داعش" من قبل حسب ما ذكرته شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية 
التي أكدت أن «داعش» تسعى إلى هدم الكعبة المشرفة، وذلك بعد هدم المقدسات الدينية المسلمة وغير المسلمة بالعراق وسوريا، ومن بينها تفجير تمثال صلاح الدين الأيوبي.
واستندت شبكة «فوكس» في معلوماتها إلى ما نشره أحد أعضاء «داعش» على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، والذي أكد فيه أن قائده أبوبكر البغدادي تعهد بهدم الكعبة؛ لأن الحجاج يعبدون أحجارًا من خلال لمسهم الكعبة، دون عبادة الله، وعبادة الأحجار من المحرمات..
والسؤال هنا هل في ظل استهداف طائرات أمريكا لمواقع "داعش" هل تستطيع الأخرى أن تستمر على تهديداتها المتواصلة يمينا ويسارا، وقد زاد الأمر سوءا بأن أعلنت باريس أنها ستساعد الأكراد بإمدادات حربية لمواجهة "داعش".

شارك