وسط جدل حزبي وتناقضات.. هل تسلّح ألمانيا أكراد العراق لمواجهة داعش؟

الأربعاء 13/أغسطس/2014 - 09:46 م
طباعة بارزاني وجيش البشمركية بارزاني وجيش البشمركية
 
أورزولا فون دير لاين
أورزولا فون دير لاين
أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أمس الثلاثاء 12 أغسطس 2014، أن الحكومة الألمانية تدرس إمكانية توريد معدات حربية إلى العراق، جاءت هذه التصريحات للوزيرة، المنتمية إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، بعد لقائها بنظيرها البريطاني ميشيل فالون في العاصمة الألمانية برلين طبقا لما ورد في مجلة دير شبيجل الألمانية، ويأتي هذا القرار مناقدًا لما أعلنته الحكومة الألمانية منذ أسبوع.
حيث أكدت الحكومة الألمانية رفضها تقديم دعم عسكري لخصوم تنظيم الدولة الإسلامية المسلح في العراق وذلك رغم إقرار المتحدثة باسم الخارجية الألمانية، الأسبوع الماضي، في برلين بأن الوضع في العراق ازداد سوءًا بعد استيلاء التنظيم على المزيد من المناطق، إلا أنها قالت إن تعزيز تسليح الجماعات الكردية لمواجهة التنظيم يعد بمثابة الرد الخطأ على هذا التطور.
ورأت المتحدثة ضرورة توصل جميع الأطراف في بغداد إلى تشكيل حكومة بمشاركة جميع الطوائف والمجموعات العرقية والدينية، وقالت إن السبيل الأفضل لإضعاف التنظيم هو العمل على ألا يقدم المسلمون السُّنة دعمًا للإرهابيين.
شتيفن زايبرت
شتيفن زايبرت
فضلا عن رد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في مؤتمر صحفي: "إن هذه الحكومة تتبنى مثل سابقيها مبدأ عدم تصدير الأسلحة إلى أي مناطق صراعات أو حروب.. هذا مبدأ نلتزم به"، وذلك ردًا على دعوة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني للمجتمع الدولي إلى تسليح الأكراد لتعزيز موقفهم في معركتهم مع مسلحي التنظيم.  لكن الحكومة الألمانية تبدو وكأنها في طريقها للعدول عن هذا القرار.
رئيس الكتلة البرلمانية
رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار
ففي معرض رد فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية على سؤال حول ما إذا كان من الممكن توريد أسلحة إلى العراق في وقت لاحق، قالت فون دير لاين: "في الوقت الراهن ندرس توريد معدات غير فتاكة فقط"، وتابعت فون دير لاين: "فإذا ظهر في هذا المجال لاحقا سؤال حول منع وقوع إبادة جماعية فعلينا أن نناقش الأمور بشكل مكثف داخل ألمانيا ومع بعضنا البعض مرة أخرى".
والجدير بالذكر أن دعوة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في ألمانيا، جريجور جيزي، لحكومة بلده إلى السماح بتصدير أسلحة للعراق قد قوبلت بالرفض من داخل الحزب نفسه، حيث عارضه نائباه في رئاسة الكتلة البرلمانية سارة فاجن كنيشت وديتمار بارتس.
وفي سياق متصل، حذر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني زيجمار جابريل من عمليات الإبادة التي تقوم بها قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" للإيزيديين في شمال العراق، جابريل، الذي يشغل أيضًا منصب نائب المستشارة ميركل، وصف ما يحدث هناك بأنه "بمثابة إعداد لإبادة جماعية، ولا يمكن توصيفه بشيء آخر"، وأيد جابريل مطلب الإيزيديين بضرورة أن يقيم المجتمع الدولي والجيش العراقي مناطق حماية لهم في شمال العراق.
أوميد نوريبور
أوميد نوريبور
والملاحظ أن الأحزاب الألمانية تشهد جدلًا حول تسليح الأكراد في شمال العراق، حيث اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذا الأمر، فقد أعرب مسئول السياسة الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي كارل جورج فيلمان يوم الاثنين (11 أغسطس) لإذاعة ألمانيا عن تأييده لإرسال شحنات للأكراد في شمال العراق حيث قال: "يمكننا بصفتنا المجتمع الدولي الغربي، مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) توفير الأسلحة للأكراد بالعراق". وأضاف فيلمان أنه في إطار ما يحدث من عمليات إبادة جماعية وتهجير للشعب العراقي لا يمكن الاكتفاء بالعبارات الرنانة لشجب هذه العمليات فحسب".
وعلى الجانب الآخر يعارض حزب الخضر تسليح الأكراد في شمال العراق، حيث حذر مسئول السياسة الخارجية في حزب الخضر أوميد نوريبور يوم الاثنين( 11 اغسطس) بالقناة الثقافية بإذاعة ألمانيا من أن تسليح الأكراد في شمال العراق يمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى نزاعات مع الدولتين المجاورتين للعراق، وهما تركيا وإيران، غير أنه لم يستبعد تقديم السلاح الجوي الألماني دعمًا للهجوم الأمريكي الحالي على داعش وذلك طبقا لحواره اليوم (13 اغسطس)مع مجلة دير شبيجل الألمانية. 

شارك