في ذكري فض رابعة.. 14 أغسطس الرهان الأخير للإخوان في مصر

الأربعاء 13/أغسطس/2014 - 11:21 م
طباعة في ذكري فض رابعة..
 
في الذكرى السنوية الأولى لفض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، والتي توافق غدًا الخميس الرابع عشر من أغسطس، دعت جماعة الإخوان أنصارها إلى تدشين ما سمته بـ"موجة ثورية" تبدأ غدًا تحت عنوان "القصاص مطلبنا" في ذكرى فض الاعتصام، وطالب تحالف دعم الشرعية، الشباب والطلبة بتصدر القيادة الميدانية للحراك الثوري، على حد قوله.
وقال التحالف، في بيان أصدره أول من أمس: لتكن كافة الميادين بكافة المحافظات هدفا للحراك، والقرار الميداني للأرض بما يحفظ الأرواح ويحقق الأهداف فيما يخص الميادين الثلاثة: رابعة والتحرير والنهضة، وحذر التحالف من استهداف أرواح المصريين.
عربات الشرطة المدرعة
عربات الشرطة المدرعة
ومع استمرار التهديد والتحريض، من قبل قيادات الإخوان أثناء الاعتصام، وتحريضهم على التخريب والدمار، وتهديد الأمن القومي لمصر، خلال فترة الاعتصام بأكملها، والتي استمرت 45 يومًا، ظل خلالها قيادات الإخوان وكان أبرزهم صفوت حجازي ومحمد البلتاجي، يحرضون من أعلى المنصة ويهددون الشعب، بأن فض الاعتصام يتم مقابل عودة مرسي للحكم، وبدأت الداخلية آنذاك تحث المعتصمين على فض الميدان، إلا أنهم رفضوا الفض وظلوا يحرضون على العصيان في أنحاء الجمهورية ويتوعدون ويهددون أنه حال عدم عودة المعزول للحكم سيتم حرق مصر، الأمر الذى دفع الداخلية بعد صبر أكثر من شهر إلى القيام بفض الاعتصام، وفى هذا اليوم 14 أغسطس من العام الماضي في تمام السادسة صباحًا بدأت قوات الأمن في التوجه إلى ميدان رابعة لتمهل المعتصمين وقتا حتى يخلو الميدان الا أنهم أصروا على البقاء، الأمر الذى دفع قوات الأمن إلى التدخل الفوري، ومحاولة إخلاء الميدان حيث وجدت الكثير من الأسلحة والمتفجرات في حوزة المعتصمين، ما أدى إلى توغل عربات الشرطة المدرعة داخل الحواجز الموجودة على أطراف الاعتصام.
وبعد مرور عام كامل على فض اعتصامي رابعة والنهضة، مازالت دعوات الإخوان إلى الحشد في الميادين مستمرة دون أن يملوا أو يكلوا من ذلك، وتعتبر هذه الدعوات بمثابة تحديًا كبيرًا للجماعة وحلفائها، فبعد فشل جميع المحاولات السابقة في الحشد، والتي كان آخرها يوم 3 يوليو الماضي ذكرى عزل مرسى، ومن قبلها 30 يونيه ذكرى مليونية مطالبة الشعب بإسقاط الإخوان، يبدو أن الإخوان أصبحوا على حافة الهاوية ولم يستطيعوا القيام مرة أخرى بعد أن سقطوا واحدًا تلو الآخر، وجميعهم  في السجون الآن، وفي  الوقت نفسه جاءت دعواتهم هزيلة، ولم تشهد تجمعات في استمرار لضعف التظاهرات التي تحولت إلى مجرد بؤر صغيرة في أنحاء الجمهورية.
فض الاعتصام وهدم
فض الاعتصام وهدم الخيام
وقد يكون تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، الذي أكدت فيه أن فض الاعتصام كان أكبر مذبحة شهدها التاريخ، وأن قوات الأمن كانت تخطط لهذه المذبحة، جاء ملاذًا أخيرًا يحتمي وراءه الإخوان، ويستعطفون العالم من خلاله، وفي تقريرها الذي أعلنته أمس طالبت هيومن رايتس ووتش بالتحقيق في واقعة فض اعتصام رابعة، وكذلك تعليق المساعدات العسكرية لمصر إلى أن تتبنى إجراءات لإنهاء انتهاكاتها للحقوق، على حد قولها. 
وقالت المنظمة، في تقريرها ، إنها أجرت مقابلات مع أكثر من 200 شاهد، بينهم متظاهرون وأطباء وسكان من مناطق الأحداث وصحفيون مستقلون، وزارت كل موقع من مواقع التظاهر أثناء الاعتداءات أو مباشرة في أعقاب بدئها، وراجعت أدلة مادية وساعات من مقاطع الفيديو وتصريحات مسئولين حكوميين.
في المقابل، أكدت الحكومة المصرية أن التقرير اتسم بالسلبية والتحيز في تناوله لأحداث العنف التي شهدتها مصر خلال عام 2013، وتجاهل العمليات الإرهابية التي ارتكبها تنظيم الإخوان الإرهابي وأنصاره.
في ذكري فض رابعة..
وأصدرت الهيئة العامة للاستعلامات بيانًا للرد على الادعاءات الواردة بالتقرير، وقالت الهيئة: إذ لم تفاجأ الحكومة المصرية بالتقرير، في ضوء التوجهات المعروفة للمنظمة، والنهج الذي دأبت على اتباعه، فإنها ترفض التقرير وتنتقد عدم حياديته، حيث أبرز تواصل واستمرار التوجهات غير الموضوعية للمنظمة ضد مصر.
ورأت الحكومة أن ما أورده من توصيفات وسرد للوقائع التي حدثت خلال شهري يوليو وأغسطس 2013، يعكس بوضوح، ليس فقط عدم مهنية كوادر المنظمة بالاعتماد على شهود مجهولين ومصادر غير محايدة وغير موثوق بها، بل يؤكد انفصال واضعي التقرير تمامًا عن واقع المجتمع المصري، وتوجهاته الفكرية والسياسية خلال السنوات الثلاث الماضية، أخذا في الاعتبار عدم تمتع المنظمة بوضعية قانونية للعمل في مصر، وبالتالي فإن إجراءها لتحقيقات وجمع أدلة وإجراء مقابلات مع شهود على أحداث العنف دون أي سند قانوني يُعد انتهاكا سافرا لمبدأ القانون الدولي المستقر بسيادة الدولة فوق أراضيها.
وعبرت الحكومة عن أسفها لتغاضي التقرير عمدًا عن الإشارة إلى وقوع المئات من شهداء الشرطة والقوات المسلحة والمدنيين، جراء أحداث العنف والإرهاب التي لا تزال مستمرة إلى الآن، عن طريق هجمات وتفجيرات منسقة ومنظمة على يد من وصفهم التقرير بالمتظاهرين السلميين.
في ذكري فض رابعة..
ورغم رفض الحكومة لهذا التقرير، إلا أن الإخوان سيتخذون منه سورًا للخروج هذا اليوم، ومحاولة إثارة زوبعة قد يستعطفون بها العالم، وسيمثل لهم حالة من الحماس هذا اليوم، إلا أنه من المتوقع أن التظاهرات لن تحقق طموحهم، خاصة في سعيهم إلى الحرق والتخريب  واستهداف ضباط الشرطة، كما فعلوا وقاموا بحرق عشرات أبراج الكهرباء في محافظات مختلفة.
وقد يلقى هذا التقرير أيضا باللوم على الحكومة أمام  العالم، وبالأخص في ظل الفهم الخاطئ لتصريحات السيسي الأخيرة التي اعتبرها البعض دعوة للمصالحة مع الإخوان.
وكان وفد رفيع المستوى من مجلس العموم البريطاني يضم ٢٠ فردًا برئاسة النائب دافيد أنتوني حضر الشهر الماضي إلى مصر لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم التهنئة على فوزه في الانتخابات الرئاسية، حاملًا معه مبادرة مصالحة وطنية، لإعادة الإخوان إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد الاعتراف بشرعية السيسي، وإشراكهم في الحكومة القادمة والبرلمان.
في ذكري فض رابعة..
ويشهد يوم ذكر الفض، على حد إعلان الجماعة، برومو، أنتجه  التنظيم العالمي  للإخوان يحشد للتظاهر غدًا في كل ميادين العالم. ويبدأ البرومو بكلمة "مذبحة الحرية – رابعة"، باللغتين العربية والإنجليزية، ومقولات لكل من اللواء محمد نجيب والمشير محمد عبد الغني الجمسي عن خطورة تدخل الجيش في السياسية، حيث كانت كلمة اللواء محمد نجيب: "إذا ما خرج الجيش من ثكناته فإنه حتمًا سيطيح بكل القوة السياسية والميدانية ويصبح هو القوة الوحيدة في البلد"، ثم عرض لإحصائيات الشهداء والمصابين والمعتقلين وفيديوهات لعملية الفض والإصابات والضحايا مصحوبة بموسيقى تصويرية "أوبرية حماسية".
وتمثلت الإحصائيات طبقاً للبرومو: 6000 شهيد، 41 ألف معتقل، 70 ألف مصاب، بالإضافة إلى 1264 حكم إعدام، و1585 سيدة وفتاة اعتقلن، واختتموا الفيديو بعبارة "انزل شارك حرر وطنك اليأس خيانة مكملين.. موعدنا 14 أغسطس 2014 في كل ميادين الحرية بالعالم. 
في ذكري فض رابعة..
في سياق مواز، بدأ ما يسمى "المجلس الثوري"، الذي أنشاته جماعة الإخوان مؤخراً، في الاستعداد للذكرى في الخارج، من خلال دعوات للتظاهر أمام مقرات السفارة المصرية، والشوارع الرئيسية في عدد من الدول الأوروبية، كما دعا ائتلاف دولي تابع لجماعة الإخوان يدعى "الائتلاف العالمي للمصريين بالخارج" في وقت سابق أنصار جماعة الإخوان في الدول الأوروبية للمشاركة في إحياء ذكر الفض.
وقالت مصادر مقربة من الجماعة إن التظاهرات في الخارج ستركز على عدد من الدول الأوروبية مثل تركيا، وبريطانيا، وبلجيكا، وسويسرا، وألمانيا وفرنسا بجانب بعض المدن في الولايات المتحدة مثل نيويورك، مشيرة إلى أن الجماعة بدأت في تصميم شعارات جديدة لهذا اليوم مرسوم عليها علامات رابعة العدوية .
في ذكري فض رابعة..
وكما جاء في وكالة الأناضول، فسيكون إحياء هذه الذكرى عبر 6 وسائل احتفائية تنوعت بين التظاهر في الميادين، وإقامة يوم خطابي كرنفالي شبيه بيوم من أيام اعتصام رابعة، وتضامن مع السجناء، ووضع الزهور على قبور الضحايا، وزيارات ذوي الضحايا، وارتداء زي الحداد.
فهل تنجح الجماعة غدًا.. في استثارة مشاعر العالم وفق ما تُخطط له، في محاولةٍ أخيرة ويائسة للعودة إلى الحياة السياسية، وإعادة مندوبها المحبوس حاليًا الرئيس السابق محمد مُرسي، أم تكون تظاهراتها بمثابة المسمار الأخير في نعش الجماعة بمصر؟

شارك