هاجم الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، البابا تواضروس بابا الإسكندرية، بعد زيارته للقدس مرورًا بإسرائيل، واصفًا ذلك بأنه "مخالف للموقف الشعب المصري".

وقال مخيون، في تدوينة له على "فيس بوك": "بعد هزيمة 1967 ووقوع القدس كاملة تحت الاحتلال الصهيوني، أعلن البابا كيرلس السادس رفضه لزيارة القدس، وفي 1980/3/6 أصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية قرارًا بمنع اﻷقباط من زيارة القدس، واستمر العمل بهذا القرار طوال عهد البابا شنودة الثالث، الذي قال مقولته الشهيرة "لن ندخل القدس إﻻ مع إخواننا المسلمين".

وتابع: "وهذا هو الموقف الشعبي- مسلمين وأقباط- تجاه زيارة اﻷراضي المحتلة الفلسطينية باعتبار أن الزيارة صورة من صور التطبيع المرفوضة مع كيان محتل للأراضي الفلسطينية، ويعتبر البابا تواضروس الثاني هو أول مَن يدخل القدس من البطاركة اﻷقباط في العصر الحديث، وقد أبدت إسرائيل حفاوة بالغة بهذه الزيارة.. إن قرار زيارة القدس يمس الوطنية المصرية جمعاء-مسلمين وأقباط- حيث إن الكنيسة واﻷقباط جزء من النسيج الوطني المصري، ويخشى أن تفتح هذه الزيارة الباب أمام اﻷقباط لزيارة القدس مما يعتبر خروجًا وانعطافًا عن موقف الكنيسة الواضح والثابت خلال العقود السابقة".

 يذكر أن البابا تواضروس ذهب إلى زيارة القدس منذ عدة أيام، وذلك على متن طائرة إسرائيلية وذهب معه السفير الإسرائيلي.

عاد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء أمس من مدينة القدس، بعد رئاسته لصلاة الجنازة على جثمان الأنبا إبراهام مطران الكرسي الأورشليمى والشرق الأدنى، تلك الخطوة التي أثارت جدلا واسعا داخل مصر وخارجها بين مؤيدين له ومعارضين.

ورفض البابا إجراء أي مقابلات أو محادثات مع الجانب الإسرائيلي، وتجنب الوقوف مع مواطنين يهود، حيث حاول بعض المسئولين في الكنيست الإسرائيلي مقابلة البابا بشكل ودى، إلا أن المحيطين بالبطريرك تجاهلوا الاقتراح. 

وعلمت «البوابة» أن الأقباط المتواجدين في القدس وعددا من الفلسطينيين واليهود رفضوا إرسال الصندوق الذي يحمل جثمان المطران إلى مصر لكي يصلى عليه البابا تواضروس، قبل معرفتهم بالوصية الإبراهيمية، ورغبة الراحل في دفن جثمانه في القدس، قوبل هذا الأمر بارتياح شديد وبفرحة عارمة داخل الكنائس المسيحية في القدس. 

لم يفكر البابا تواضروس في تداعيات سفره إلى القدس بقدر اهتمامه بتنفيذ وصية الأنبا إبراهام، وجاء القرار البابوى بالسفر للقدس بعد محادثات ونقاشات أجراها البابا مع أساقفته والمقربين منه، وكشفت مصادر أن البابا تحدث مع بعض المسئولين في الدولة حول هذا الأمر. 

وكان البابا تواضروس والوفد المرافق له قد ألقوا نظرة الوداع على الأنبا إبراهام الذي شدد في وصيته الأخيرة على دفنه في الأراضي المقدسة في فلسطين، تلك الوصية التي أربكت البابا وأعضاء المجمع المقدس في اتخاذ القرار بالسفر إلى القدس من عدمه، حيث أكد القس بولس حليم المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنه لولا وصية المطران إبراهام ما كان البابا ذهب إلى القدس.

وقال حليم «إن الكنيسة لا تضع في حساباتها أي معادلات سياسية، وكل خطواتها رعوية ووطنية، لذلك فإن زيارة البابا تواضروس للقدس لتشييع جنازة الأنبا إبراهام مطران القدس والشرق الأدنى لا يجب أن تدخل فيها أي حسابات سياسية ويجب ألا تفسر بهذا النهج إطلاقا».

وأشار حليم إلى أن الأقباط على وعى بتقاليد الكنيسة وقوانينها، ويعلمون أن رئاسة البابا تواضروس لقداس الجنازة واجب ولا يعني بأى حال السماح للأقباط بالزيارة، وقال «لا مجال للتشكيك في الأمر ونثق في وعى المصريين بإدراك الجهات التي تقف خلف المزايدة على موقف الكنيسة والبابا، فالكنيسة سباقة في العمل الوطني ومشهود لها بذلك من الجميع». 

وقال القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل البطريركية المرقسية إن سفر البابا تواضروس إلى القدس هدفه تشييع جنازة الأنبا إبراهام ولا تعني بأى حال من الأحوال كسر قرار المجمع المقدس بمقاطعة السفر للقدس تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف سرجيوس أن الأنبا إبراهام كان راهبا بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون باسم الراهب سدراك في بداية رهبنة البابا تواضروس، وتتلمذ البابا على يديه وتربطه به علاقة شخصية ويدين له بالفضل، لذلك قرر السفر إلى القدس بشكل استثنائى لتشييع جنازته. 

وأشار سرجيوس إلى أن البابا تواضروس منذ اعتلائه الكرسي البابوى عام ٢٠١٢ أكد أكثر من مرة التزامه بقرار المجمع المقدس الصادر عام ١٩٨٠ بمقاطعة سفر الأقباط إلى القدس، رغم معاهدة كامب ديفيد للسلام، كما أكد الأمر نفسه للرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقائهما في أكثر من مناسبة مشددا على أنه لن يزور القدس إلا بصحبة شيخ الأزهر.

قال محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية المصري: إن الدعو السلفية تحاول خلط ما هو سياسي بكل ما هو ديني، عبر أساليب مسيسة ودعوات غير مقبولة كان آخرها دعوة "طرق الأبواب" تحت شعار "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر"، مضيفا "أعضاء الدعوة السلفية تجنوا بهذه الدعوة على دور الأزهر الشريف الذي يجوب جمهورية مصر العربية للتحدث مع المواطنين حول كل الأمور المتعلقة بالدين". وأضاف "الجندى" خلال لقاء له ببرنامج "ساعة من مصر"، المذاع على قناة "الغد العربي"، مع الإعلامي خالد عاشور، أن مثل هذه التصرفات تؤجج الفتن وقد تجر البلاد إلى مشاحنات بسبب الأفكار التي تتبناها هذه الجماعة ويوجد من يؤمنون بها، مؤكداً أن الدعوة السلفية تعانى من الإفلاس السياسي، كما أنها تحاول العودة من جديدة لإلباس السياسة عباءة الدين ما سيُشكل مزيداً من المشاحنات. وأشارعضو مجمع البحوث الإسلامية المصري إلى أن الدعوة السلفية تحاول تبييض وجهها، وتمارس دور مشبوه يهدف إلى خلق حالة من الاستقطاب الشعبى بهدف العودة إلى الشارع بعد الفشل السياسي والدعوى الذي عانت منه هذه الجماعة. وشدد "الجندى" على أن الدعوة السلفية تجور على حق الأزهر والأوقاف وتتجنى على الحاكم، مردفاً: "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تُعد سلطة تسمى الحسبة يمارسها الناس ويتم تعيينهم من قبل الأمير، مثلما يحدث في المملكة السعودية".

ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس الجنازة على الأنبا إبراهام، مطران القدس والكرسي الأورشليمى، أمس، بكنيسة القيامة في «القدس المحتلة»، وتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن»، رحب فيه الأخير بوجود البابا في الأراضي المقدسة، ووجه له الدعوة لزيارة رام الله، لكن البابا اعتذر عن عدم تلبيتها، مؤكداً أنه لن يدخل رام الله أو القدس لزيارة الأماكن المقدسة إلا في صحبة شيخ الأزهر.

واعتذر «أبومازن» للبابا عن عدم استطاعته المشاركة في تشييع جنازة المطران الراحل، نظراً لسفره إلى فرنسا لحضور مؤتمر قمة المناخ، وقرر أن تتحمل الرئاسة الفلسطينية تكلفة «غداء الرحمة» الذي جرى العُرف أن يقام في المناسبات الاجتماعية في الأراضي المقدسة.

وقبّل البابا جثمان المطران، الذي كان موضوعاً داخل صندوق مفتوح، وقال في كلمة ألقاها خلال الصلاة: «جئت إلى القدس لتقديم واجب إنسانى وليس للتجول، جئت للعزاء في المطران المتنيح، وليس لزيارة سياسية، بل زيارة وطنية وإنسانية، ومعى وفد من الأساقفة والكهنة من كافة كنائس وإبراشيات مصر بداخلها وخارجها للتعزية في المطران الجليل».

في سياق متصل، قال أنور كمال سدراك، ابن شقيق الأنبا إبراهام، إن الأسرة أقامت سرادق عزاء لعمه الراحل بمدينة المنشأة في سوهاج، وشارك في تقديم العزاء رجال الدين الإسلامي والمسيحي والقيادات التنفيذية والشعبية وأهالى المدينة وقرى المركز، مضيفاً لـ«المصري اليوم: «والدي كان يرغب في السفر إلى القداس، لكنه تراجع بعدما علم أن الأمر يحتاج إلى الحصول على تأشيرة سفر من إسرائيل للنزول بمطار تل أبيب، والأسرة لم تفكر في زيارة القدس طوال مدة ٢٤ عاماً قضاها عمي الراحل مطراناً هناك، التزاماً بقرار المجمع المقدس، عدم زيارة المواطنين الأقباط للقدس إلا بصحبة إخوتهم المسلمين»، وأكد في ذات الوقت ترحيب الأسرة بسفر البابا لحضور الجنازة وترؤس القداس.

استشهد أربعة جنود مصريين في هجوم نفذه مسلحون صباح أمس، على ارتكاز أمني بمنطقة المنوات على طريق سقارة بالجيزة. وقالت مصادر أمنية إن ملثمين يستقلان دراجة بخارية، أطلقا أعيرة نارية على كمين المنوات بطريق سقارة بالجيزة، ما أسفر عن استشهاد أربعة من الجنود، فيما نجح المهاجمون في الفرار بعد اشتباك بالأسلحة مع قوات الكمين.

ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر أمني رفيع قوله، إن رجال الشرطة الأربعة استشهدوا في منطقة أبو النمرس التابعة للجيزة، وأضاف أن القتلى هم اثنين برتبة أمين شرطة ومجندين من قوة تأمين المنطقة الأثرية الجنوبية بمنطقة الأهرامات.

في الأثناء، أكد المتحدث العسكري المصري سقوط طائرة مروحية أثناء قيامها بمهام الاستطلاع والتأمين الجوي المخطط «على طريق القاهرة- الإسماعيلية». 

وأضاف المتحدث على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن الحادث وقع جراء «حدوث عطل فني مفاجئ أدى إلى سقوطها بمنطقة مزارع 6 أكتوبر على طريق القاهرة- الإسماعيلية، مما أسفر عن إصابة طاقم الطائرة بإصابات مختلفة وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم».

تبنى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هجوماً مسلحا في محافظة الجيزة أسفر عن مقتل ٥ من الشرطة المصرية وإصابة آخرين، صباح اليوم السبت، وذلك حسبما أوردت قناة الجزيرة عبر شريط العاجل لديها.