إطلالة على العدد 359 من مجلة "البوابة"
الإثنين 30/نوفمبر/2015 - 11:12 ص
طباعة
صدر اليوم الاثنين 30 نوفمبر 2015م العدد 359 من مجلة "البوابة" التي حمل عنوانها الرئيسي "البابا في القدس"، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز.!
د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
وقال د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان: كل شيء هادئ في «سان ميشيل».. ولكن! أكتب الآن وقد وصلت منذ ساعتين إلى باريس، كنت قد غادرتها آخر مرة في الخامس عشر من أبريل الماضي، سبعة أشهر- ويزيد- لم أزر تلك المدينة الجميلة، كنت قد تابعتُ- مثلى مثل الملايين- ما حدث في المدينة العريقة قبل أسبوعين، وتوقعت- عندما آتي إليها قادمًا من مصر- أن أشاهد تغييرات عميقة، والحقيقة أنني لم أشهد أي تغييرات ملحوظة بخلاف انتشار قوات شرطة إضافية في المطار، لكن سرعان ما تكشفت لي أمور كثيرة لم أستوعبها من خلال النظرة الأولى، كان قد مر على وصولي للفندق أقل من ساعتين عندما أخبرتني صاحبة الصيدلية- التي أبتاع منها الأدوية دائمًا، وهي يهودية الديانة- عن كم الرعب والخوف الذي يعيش فيه أهل باريس منذ حدوث تلك العمليات، لأول مرة أشاهد تلك المرأة- المبتسمة دائمًا- تعلو وجهها ملامح الحزن والكآبة والخوف، في آن واحد، تسأل مضطربة: هل سيضربون مرة أخرى؟ تنتظر مني أن أجيبها، رغم أنها باتت تخاف حتى من جيرانها المسلمين، جزائريين كانوا أم مغاربة، لم تعد هذه السيدة- البسيطة والمتعلمة، في آن- قادرة على التفرقة بين هؤلاء البسطاء الذين قدموا من بلادهم يحدوهم الأمل في بناء حياة جديدة، وبين هؤلاء الإرهابيين أعداء الحياة".
وتابع: "في الصباح ذهبت لتناول الفطور، كعادتي عندما أتواجد في باريس، في مقهى الفوكيت العريق، عادة قديمة توارثها أجيال من العرب والمصريين من محبي العاصمة الفرنسية، عندما يفدون إليها- خاصة في الصيف- لم أر زحامًا كعادة ذلك المقهى كل صباح، "ربما أجواء الصقيع" قلت لنفسي، لكن درجة الحرارة لم تبلغ الخامسة بعد في باريس، ومرشحة لتصل إلى تسع درجات بحلول الظهر، كان المقهى- في ذلك التوقيت من كل عام- يعج بالرواد فماذا حدث؟!كان عادل سيدهم- ذلك الصديق المسيحي المصري الطيب، الذي يحلو لي مداعبته بالملاك- قد دعاني لتناول الغداء في حي سان ميشيل. هناك كان كل شيء يبدو هادئًا، قبل أن يفاجئني عادل بأنه تأخر نظرًا لوجود إنذار بوجود قنبلة بالمترو، إنذار كاذب بالطبع، ولكنه تسبب في تأخر المواطنين عن الذهاب إلى أعمالهم وفي المطعم- الذي يقدم المشويات فقط- قال لي الشيف اللبناني: كيف أحوال مصر؟ قلت له: أخبرني أنت عن أحوالكم في باريس؟ فهز كتفه قليلًا وقال: كل شيء تغير في باريس بعد الأحداث"، جملة لخصت ما يشعر به العرب والمسلمون في باريس بعد تلك الأيام الدامية".
وأشار إلى "إنه الإرهاب دائمًا، عندما يضرب، يغير كل شيء، ألم يغير خرائط العالم بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، التي طالت أهدافًا مهمة في نيويورك وواشنطن، ودفعت دولًا عظمى- ظلت عشرات من السنوات تتشدق باحترام حقوق الإنسان- إلى أن ترتكب أفظع الجرائم في أبوغريب وجوانتانامو، إنه كالسرطان عندما يهاجم الجسد، فيحيل كل شيء إلى خراب، حتى النفوس، لكن الغريب أن تلك المجتمعات لا تتذكر كل ذلك عندما يضرب الإرهاب بلادنا، لا تتذكر- هي أو عملاؤها ومريدوها- سوى حقوق هؤلاء الإرهابيين الذين يخطفون حياتنا ويحيلونها إلى شيء أشبه بالكارثة، تلك الرؤية الغريبة آن لها أن تختفي، وأن نوحد النظرة والفكرة تجاه الإرهاب والإرهابيين وحلفائهم، بل كل من يبرر لهم أفعالهم أو يقدم لهم الدعم دولًا كانت أو منظمات، يجب أن نضع تعريفًا واضحًا للعمل الإرهابي والفكر الإرهابي، كي نقف على حدود من ينفخون فيه من روحهم، فيمنحونه الحياة عندما يصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت، يجب أن نقف جميعًا في وجه سرطان العصر، نقتلع جذوره ونجفف منابعه ونصوب نحو القلب لكل من يدعمه بالسلاح أو المال، أو الأفكار، فهي أكثر قوة وخطورة من سابقيها".
واختتم مقاله بقوله: "إن حلفًا عالميًا موحدًا لمواجهة الإرهاب بات واجب اللحظة، قبل أن يأتى اليوم الذي نلعن فيه صمتنا وتقاعسنا وانحيازنا لمصالح ضيقة ما سوف يقضى على حضارة الإنسان بل وإنسانية الإنسان في الأجل القريب اللهم بلغت اللهم فاشهد".
الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي
ورصد الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي في مقال له تحت عنوان زيارة البابا تواضروس للقدس في مقال تحت عنوان "البابا في القدس لا صدمة ولا مفأجاة" قائلًا: "كان يمكن للبابا تواضروس- رأس الكنيسة المصرية- أن يريح نفسه تمامًا ويكتفى بإرسال وفد من معاونيه للصلاة على الأنبا أبراهام أسقف القدس، ويبدو أن هذه كانت الفكرة الأولى التي اعتمدها بعد معرفته بوفاته، لكن بعد ساعات قليلة عادت الكنيسة لتعلن رسميًا أن البابا سوف يسافر بنفسه لكن الساعات القليلة التي فصلت بين القرارين جرت فيها مياه كثيرة، وأعتقد أنه من المهم أن تعلن الكنيسة ما جرى فيها، فهل تراجَع البابا عن فكرته الأولى من تلقاء نفسه، أم أن اتصالات سياسية سيادية حسمت الموقف وجعلته يشد الرحال إلى القدس بنفسه، وإذا كانت هذه الاتصالات جرت بالفعل- وهو أمر ليس مستبعدًا بالمرة- فما طبيعتها؟ هل كانت نصيحة أم أمرًا؟ أم مجرد نقاش تبادلت فيه وجهات النظر، وتم الاستقرار في النهاية على أن يسافر؟!".
البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
وتابع: "لا يمكن أن أجزم بشيء، فأنا هنا أسأل فقط، والسؤال جائز، والإجابة حق مطلق للبابا شخصيًا، فيمكنه أن يجيب عن سؤالي، أو يلتزم الصمت، لا أحد ولا شيء يمكن أن يجبره على الإجابة ووصلت إلى البابا آثار عاصفته التي أثارها في وجه الجميع بقرار من كلمات معدودة، فهو أول بابا يسافر إلى القدس بعد احتلال الأرض العربية في ١٩٦٧، وهو يكسر بما فعله قرار المجمع المقدس الذي صدر في العام ١٩٨٠ بمنع سفر الأقباط إلى القدس ما دامت فلسطين تحت يد الاحتلال، وهو من خالف موقف البابا شنودة الحاسم والحاد بحظر السفر، وهو الذي لم يكن يسامح أحدًا يخترق القرار، حتى لو كان من المقربين له، كما أن البابا تواضروس نفسه انقلب على ما يمكن اعتباره ثوابته الوطنية التي أعلن الالتزام بها وكان البابا تواضروس يستقبل محمود عباس أبومازن، الذي دعاه إلى أن يزور القدس، فالرئيس الفلسطيني لديه دعوة لا يملها بأن يزور العرب والمسلمون القدس لتخفيف وطأة الاحتلال عن أبنائه، فهم في حاجة لأن يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة آلة الاحتلال الإسرائيلي، وقد دعانا عندما التقينا به في مقر إقامته بقصر الأندلس بمصر الجديدة أن نزور القدس وألا نقول عن ذلك تطبيعًا".
محمود عباس
وشدد على أنه "لم يخرج البابا تواضروس عن ثوابت الكنيسة في رده على الرئيس الفلسطيني، أعاد ما قاله البابا شنودة من قبل آلاف المرات، بأنه لن يدخل القدس إلا ويده في يد إخوانه من المسلمين، ليعتقد الجميع أن تواضروس يسير على خُطى شنودة شبرًا بشبر وذراعًا بذراع والعاصفة يمكن أن أفهمها في سياقها تمامًا، بقايا الناصريين الذين بنوا مجدهم على رفض التطبيع، ووصم كل من يولى وجهه شطر تل أبيب بالعار، انتفضوا، وبدلًا من أن يناقشوا الأمر على أرضية سياسية كما كانوا يفعلون دائمًا، لجأوا إلى تخريج جديد، وهو أن البابا بزيارته يغذي الأرض الطائفية بنيران جديدة، سرعان ما تشتعل في الجميع، وهي حجة واهية، وتبرير متهافت بالطبع، فالدكتور على جمعة، وهو من هو في قامته العلمية والدينية، زار القدس، ولم تكن لزيارته عواقب ذات بال والعاصفة الأكبر التي أعتقد أنها ستهب على البعض ستكون من الأقباط الذين يحرقهم الشوق لزيارة الأماكن التي عاش وصلب فيها المسيح- طبقًا لمعتقدهم- بعد أن منعتهم الكنيسة سنوات طوال، من مجرد التطلع لتحقيق هذه الرغبة الدينية، وأعرف أن أقباطًا كثيرين ماتوا وهم أسرى الحنين إلى مهبط المسيح ومرقده، لكنهم قدموا طاعة السلطة الدينية رغم اعتقادهم بعنفها وحدتها على أشواق أرواحهم".
وأشار إلى أنه "صحيح أن هناك آلاف المسيحيين الذين سافروا إلى القدس عبر قبرص واليونان وبلدان أوروبية أخرى، فلم يقدروا على مقاومة حنينهم، وبعض هؤلاء كان مقربًا من البابا شخصيًا، ويصرح في العلن أنه ملتزم بقراره، لكن في السر فعلها، وكان مقتنعًا تمامًا بما أقدم عليه، وأمثال هؤلاء لم يتعرضوا لعقوبة كنسية كانت تصل في بعض الأوقات إلى الحرمان من التناول لمدة عام كامل، لكن في المشهد العام وعلى السطح كان هناك التزام شبه كامل بالقرار الذي لم يخترقه البابا شنودة تحت أي ظرف من الظروف، ولم تغلبه أبدًا أشواقه الدينية أو تجبره اتصالات سيادية أو ابتزازات عاطفية على أن يتزحزح عن قراره خطوة واحدة في السنوات الأخيرة التي أعقبت وفاة البابا شنودة، خرج بعض الأقباط وعددهم ليس هينًا ولا قليلًا على القرار الكنسي، وقاموا بزيارة القدس، والمفاجأة أن الكنيسة لم تعترض طريقهم، كل ما فعلته أنها غضت الطرف عن زيارة الأماكن المقدسة، وكأنها لا ترى ما يحدث، ما دام لم يتحول إلى ظاهرة وعادة متكررة تحرج البابا الذي أعلن أنه ملتزم بقرار البابا شنودة والمجمع المقدس".
واختتم مقاله بقوله: "سأترك كل الجدل حول زيارة البابا، أعرف أن الجدل سينتهى وتبقى آثاره- إيجابية أو سلبية- لكنني سأتوقف عند معنى واحد، وهو أن البابا تواضروس كان في حاجة ملحة لمثل هذه الزيارة، التي أصفها بأنها زلزال، هذا الرجل تنقصه أحداث عظيمة لتكتمل صناعته كبطريرك له كاريزما وتاريخ وأثر، وأعتقد أن الزيارة- حتى لو اختلفنا حولها- عمل كبير وضخم، لقد دخل البابا تواضروس بما فعله طريق الكبار، وليس عليه إلا أن يستسلم بعد ذلك لأقداره".
وتناولت المجلة العديد من الأخبار والتقارير المتعلقة بالحدث الكبير منها تقرير للكاتب الصحفي مايكل عادل تحت عنوان " تفاصيل «الوصية» التي أجبرت البابا على الذهاب للقدس" والتي كشف فيه عن أنه أثناء رحلة البابا للقدس، قال أديب جودة الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة، إنه «في تمام الساعة الخامسة صباح يوم الجمعة أقام البابا تواضروس القداس الإلهي في كنيسة القيامة وشاركه الأساقفة والكهنة والمطارنة والراهبات وترجمان الطائفة وأبناء الطائفة» وأنه قام باستقبال قداسته، وقدم له هدية عبارة عن علبة تحوى كنوز القيامة وبها زيت سبت النور، وحجر القبر المقدس، والشمع المقدس من القبر المقدس.
وأكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن سفره للأراضي المقدسة مهمة كنسية خالصة وليست نزهة أو لمجرد زيارة الأماكن المقدسة بالقدس، وقال في تصريحات خاصة لـ«البوابة»: «أنا رايح علشان أقود صلاة جنازة مش رايح أتفسح». وأنه في التقليد الكنسى القبطي، يعتبر مطران القدس الرجل الثاني بعد بابا الإسكندرية في ترتيب المجمع المقدس، حيث اختاره البابا شنودة ليكون مطران القدس وأعطاه اسم أبراهام، فحافظ على الكنيسة وكل أملاكها في أورشليم القدس وصنع سلاما كثيرا وكان محبوبا من الجميع ومن كل حكام الدول التي خدم فيها في الخليج والعراق والأردن ولبنان.
القس بولس حليم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
كما أكد القس بولس حليم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدى الأيام الثلاثة الماضية، أن لولا وصية المطران أبراهام ما كان البابا ذهب إلى القدس والكنيسة لا تضع في حساباتها أي معادلات سياسية، وكل خطواتها رعوية ووطنية، لذلك فإن زيارة البابا تواضروس للقدس لتشييع جنازة الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى لا يجب أن تدخل فيها أي حسابات سياسية، ويجب ألا تفسر بهذا النهج إطلاقا وأن الأقباط على وعى بتقاليد الكنيسة وقوانينها، ويعلمون أن رئاسة البابا تواضروس لقداس الجنازة واجب رعوى يجب أن يقوم به، وهذا لا يعني بأي حال السماح للأقباط بالزيارة، وقال: "لا مجال للتشكيك في الأمر، ونثق في وعي المصريين بإدراك من يقوم بالمزايدة على موقف الكنيسة والبابا تواضروس، فالكنيسة سباقة في العمل الوطني ومشهود لها بذلك من الجميع".
بينما انتقدت الدكتورة هبة البشبيشي، الخبيرة في العلاقات الدولية، الهجوم على زيارة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى القدس، معتبرة تلك الحملة «فانتازيا إعلامية»، مشيرة إلى أن البابا تواضروس لم يترك مجالًا للغط، صرح بأن ذهابه للقدس جاء لأداء واجب إنساني، وليس للزيارة.
ونوهت «البشبيشي» بأن وجود أي عربي في القدس، هو رسالة للاستيطان بأن القدس عربية، ومهد لكافة الأديان، فضلًا عن أنه يعد دفاعًا عن القدسيين، لافتة إلى أن الكنيسة المصرية تتعرض لهجوم غير مبرر، مؤكدة أن قرار الامتناع عن زيارة القدس ما زال قائمًا، والمسيحيون ملتزمون به.
كمال زاخر
وقال كمال زاخر: «إن زيارة البابا تواضروس للقدس حدث ديني بحت، تنظمه التقاليد الدينية والأعراف الكنسية، وهو تشييع جنازة الأنبا أبراهام الرجل الثاني في الكنيسة، وليست حدثًا سياسيًا ولا تجب قراءته بعيون سياسية، وإن حالة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي وبين بعض الأوساط القبطية واردة ومتوقعة، ولكن لا يجب الخوف منها، لأن هناك أيضًا مؤيدين للزيارة يشتاقون لزيارة القدس لأسباب دينية. وتقرير آخر بعنوان كنيسة القبطية في القدس.. كنز مصري يقبع في الظل القدس وممتلكات الأقباط في القدس والأديرة في المدينة المقدسة واحتفالات النور المقدس والأنبا أبراهام وتقرير مفصل بعنوان "الكنيسة" ترد على مروجي الشائعات: البابا لم يدخل القدس بتأشيرة إسرائيلية والتنسيق تم مع الجهات الفلسطينية.. وتؤكد: العالم كله يشهد بوطنيتنا.. ومتحدثها الإعلامي منتقدًا ما حدث: "فانتازيا إعلامية".
بالإضافة إلى عدد من أخبار الإسلام السياسي منها مفاجأة.. منفذ عملية قضاة العريش راسب بكلية العلوم.. حادث الطائرة الروسية في سيناء.. رواية أخرى.. عبد المنعم أبو الفتوح راكب الموج..