أساس الالتباس في تجديد الخطاب الديني بمجلة الثقافة الجديدة
الإثنين 07/ديسمبر/2015 - 11:05 ص
طباعة
سوف يظل موضوع تجديد الخطاب الديني مطروح علي موائد البحث لسنين عديدة قادمة وذلك لما يمثله من اهمية قصوي في الوقت الحالي وايضا للصراع الكبير حوله من هنا تاتي اهمية الملف الذي نشرته مجلة الثقافة الجديدة في عددها الاخير ديسمبر 2015 حول تجديد الخطاب . حيث كتب الروائي اشرف الخمايسى ان اساس الالتباس في تجديد الخطاب هو سوء الطوية وفساد النوايا بين المثقفين والاصوليين فيقول الخمايسى ان اي دين بالاساس هو فكرة تجديدية وان جملة تجديد الخطاب الدينى لم تكن ابدا تغيير الخطاب حتى نتعامل معها بكل هذا الخوف والرعب والمشكلة كما يراها تكمن في الطرفين فالتنويريون مثقفون ثقافة حرة والمثقفون نوعان حقيقيون ومدعون والحقيقيون نادرون كالزئبق الاحمر والمدعون عدد حبات الرمل والمثقف الحقيقي انسان راق فيلسوف ربي عقله ودرب ذهنه علي قبول الاخر بحب او رفضه بوعي مستعد لمحاورة المختلف والمتخلف دون استعلاء خطابي او كره وجداني بل مستعد لمحاورته درجة لخروجه من الاستراتيجية الفكرية التى اعتنقها وانضمامه لفكر محاوره . والاصوليون مثقفون ثقافة دينية وينقسمون الي نفس النوعين حقيقين ومدعين والاصولي الحقيقي مسلم ناجح وموقفه ممن يخالفه الراي او العقيدة او وجهة النظر السياسية هو قول الله تعالي (لكم دينكم ولي دين )ثقافة دينية تعترف بالاخر وتمنحه حقه في الوجود والاعتقاد اما الاصولي المدعي فغالبا يكون مسلما تعرض لفشل كبير في حياته او هزة نفسية عاتية . ويصل الخمايسى في مقاله ان المطلوب قبل تجديد الخطاب فهم الخطاب الديني فاساس كل التباس فهم ما.
الاستبداد
وحول الاستبداد بين النص والتجربة التاريخية كتب احمد بان موكدا ان المشكلة تكمن في وقوع العرب تحت تاثير عاملين متناقضين هما البداوة والاسلام ان قيم البداوة تحرض علي الكبرياء وحب الرئاسة وتفتخر بالنسب اما الاسلام فهو دين الخضوع والتقوي والعدالة وان العربي بدوي في عقله الباطن مسلم في عقله الظاهر فهو يمجد القوة والفخار في افعاله بينما في اقواله يعظ الناس بتقوى الله والمساواة وكما كتب الدكتور علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين قائلا ان الدين والدولة امران متنافران بالطبيعة فاذا اتحدا في فترة من الزمن كان اتحادهما موقتا ولا مناص من ان ياتي عليهما يوم ويفترقان
ويصل بان الي ان تفسيرات النصوص المنتحلة والتجربة التاريخية لخلط الدين بالملك والنظرية السياسية الاسلامية المزعومة هي في حقيقتها فقه سلطاني يتمسك باصباغ الدين لصنع استبداد.
القهر
وفي الورقة الثالثة بالملف تكتب اسماء العماوي تحت عنوان (وما الملك الا التغلب والحكم بالقهر )فتشير الي استخدام اية اطيعو الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم لاخضاع المسلمين للحاكم رغم ان السياق "السو سيو ثقافي" الذي يعني السياق الاجتماعي الثقافي الذي نزل فيه القران اي مجتمع شبه الجزيرة العربية الذي يحمل سمات ومقومات محددة يتطلب الوقوف علي الدواعي والاسباب التى دعت الي تشريع مثل هذه الاية ليس هذا فحسب وكذلك المخاطبين بها فسياق الاية حسب ما اقره النيسابوري في كتابه اسباب النزول ان هذه الاية نزلت في خالد بن الوليد وعمار بن ياسر عندما بعثهم الرسول ص في سرية الي حي من احياء العرب فتخاصموا اذن فسياق هذه الاية سياق اجتماعي سياسي خاص بشئون الحرب علاوة علي ذلك هناك اختلاف حول من هم اولى الامر فمنهم من عنى السلاطين وبعضهم راوا انهم اهل العلم والفقه .هذا هو نموذج مطلوب لتجديد الخطاب حسب الواقع الاجتماعي دون وراثة التفسيرات القديمة.