إطلالة على العدد 366 من مجلة "البوابة"

الإثنين 07/ديسمبر/2015 - 11:32 ص
طباعة إطلالة على العدد
 
صدر اليوم الاثنين 7 ديسمبر  2015م العدد 366 من مجلة "البوابة" التي حمل عنوانها الرئيسي "الخليفة الكاذب"، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز. 
إطلالة على العدد
وقال د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان" أردغان .. نهاية خليفة كاذب " ينتمى أردوغان إلى أسرة متوسطة الحال ترجع أصولها إلى منطقة «ريزا» على ساحل البحر الأسود وكان والده الحاج أحمد يعمل قبطانًا، انتقل مع زوجته إلى «إسطنبول» مثل الكثير من عائلات الطبقة الوسطى التى هاجرت من قرى الأناضول إلى المدينة الأهم والأكبر فى تركيا؛ بحثا عن سعة أكبر فى الرزق واستقر المقام بالحاج أحمد فى حى «قاسم باشا»؛ حيث كان مولد أردوغان فى السادس والعشرين من شهر فبراير عام ١٩٥٤، حيث قضى أغلب فترات طفولته فى عام ١٩٦٩.. أصبح أربكان نائبًا مستقلًا، وفى نفس العام ذاته أسس «حركة الفكر الوطنى» «مللى جورش» ـ التى شكلت أدبيات الحركات السياسية التركية ذات الجسور الإخوانية كما أسس أربكان فى عام ١٩٦٩ أيضا «حزب النظام الوطنى»، لكن الحزب الذى يعد أول حزب لـ«المللى جورش» - لم يصمد طويلا؛ حيث تم حله بأمر من القضاء التركى بتهمة التآمر على العلمانية وفى عام ١٩٧٢.. عاد أربكان إلى الساحة السياسية مجددا بـ«حزب السلامة الوطنية»، وهنا بدأ أردوغان مسيرته الحزبية، حيث انضم للحزب، ثم أصبح أمينا عاما لشعبة الشباب بالحزب بمنطقة «بايوغلو» وذلك فى عام ١٩٧٦، ثم أمينا عاما لشعبة الشباب فى «إسطنبول»، وظل فى هذا المنصب حتى الثانى عشر من سبتمبر من عام ١٩٨٠، عندما حظر الجيش جميع الأحزاب السياسية فى البلاد.
إطلالة على العدد
 وأوضح أن أردوغان قدم تنازلات براجماتية، ومنها ما قاله جول: «لقد انهارت حضارتنا الإسلامية، ولابد من تغيير قيمنا تبعًا للواقع الجديد»، أما فى الملف الاقتصادى الذى قال الحزب إنه سيكون محور تركيزه بعيدا عن الجدل الدينى، سنلاحظ أن الحزب تبنى سياسة اقتصادية تقوم على الإدماج التام لتركيا فى الاقتصاد العالمى، وربطها بقوى الرأسمالية الغربية الكبرى دون أية مساحة للاستقلال وقال أردوغان: إنه يرى أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى اليوم هدف ضروري‏..‏ وإنه مع تطبيق برنامج صندوق النقد الدولي‏، ويمكنه أن يطبقه بطريقة أفضل من وزير الاقتصاد ورجل البنك الدولى كمال درويش‏..‏ وإنه مع الحفاظ على علاقات المصالح المتبادلة بين تركيا وإسرائيل وقد استفاد الحزب من ظروف الأزمة الاقتصادية والسياسية التى يعيشها الأتراك فى اجتذاب مؤيديه‏.‏ فبالرغم من التوسع الاقتصادى الذى شهدته تركيا فى العقد الأخير‏،‏ فإن الأزمة المالية التى عصفت بتركيا فى العام الماضى هبطت بالأجور الحقيقية بمعدل ‏٥٠٪، وأصبح الملايين ممن يتقاضون الحد الأدنى للأجر‏ «٩٠‏ دولارًا شهريًا‏»‏ يصارعون من أجل البقاء‏، كما أدت الأزمة المالية إلى إفلاس آلاف الشركات وضياع ‏٥٠٠‏ ألف فرصة عمل‏ ورغم ازدياد الأهمية الاستراتيجية لتركيا بعد تفجيرات واشنطن ونيويورك‏، وباريس، ما دفع أمريكا للضغط على صندوق النقد لتقديم تسهيلات قروض لتركيا بقيمة ‏١٦‏ مليار دولار‏، فإن الأتراك تراودهم الشكوك حول المستقبل السياسى لبلدهم.
 وشدد على أن أردوغان استقطب الفقراء والبؤساء فى أفخاخ عشوائيات المدن الكبرى‏، وبالتناقض بين القول بأن الحزب يدافع عن الدين ويؤيد العلمانية فى آن معًا وتحالف أردوغان مع جماعة الداعية الإسلامى محمد فتح الله كولن، صاحب فكرة الإسلام الاجتماعى مع «العدالة والتنمية» فى المراحل المبكرة بين ٢٠٠١ و٢٠١١ وكان حزبه يؤيده بسبب برامج التنمية وتوجهاته الإصلاحية وقيامه بإيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتراكمة فى تركيا، ونجح «العدالة والتنمية» فى إدارة المدن التركية الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة، بواسطة برامجه وإنجازاته التنموية واستثماراته فى البنى التحتية والمدارس والمنح ونجاحه فى إدارة البلديات.
إطلالة على العدد
 وكشف عن علاقته بإسرائيل قائلا " فى بداية تولى أردوغان للسلطة، اتهم أربكان تلميذه أنه عميل لإسرائيل ولم يطبق أردوغان الشريعة بل حلل اللواط والسحاق وشرع زواج الشواذ جنسيًا، وصدرت أول مجلة جنسية للشواذ جنسيًا بصورة رسمية فى عهده وبدلًا من أن يصطحب زوجته للمسجد الأقصى لتصلى فيه، اصطحبها لزيارة المكان المقدس لمحرقة اليهود، وكان يتباهى بالحديث عن حجم النمو الاقتصادى والعسكرى المتبادل بين تركيا وإسرائيل فى عهده، برغم ما يروجه الإعلام عن توتر العلاقات ولم يغلق أردوغان حتى اللحظة مصنع لوكهيد هارتن للأسلحة التى تقتل بها إسرائيل الفلسطينيين فى غزة، رغم بكائه عليهم بالشاشات  بالاضافة الى علاقته  بإسرائيل القوية فالبحريتان التركية والإسرائيلية سبق وأقامتا مناورة مشتركة غير المناورات السنوية وإسرائيل كانت فيها ضيفا دائما على تركيا والمعروفة باسم نسر الأناضول Anatolian Eagle بعد أحداث السفينة مرمرة بين تركيا وإسرائيل، واعتداء إسرائيل عليها وقتل بعض الأتراك، وألغت تركيا جملة مشتريات من إسرائيل على رأسها النظام آروـ ٢ بقيمة ٢ مليار دولار، وحوالى ألف دبابة ميركافا ٣ بقيمة حوالى ٥ مليارات دولار وغيرهما، واستغلت الأحداث لإلغاء الصفقة لفشل الدبابة الميركافا فى جنوب لبنان فى ٢٠٠٩.
إطلالة على العدد
 وشدد على ان أردوغان  استفاد من معايير التأهيل الأوروبية فى تحييد واحتواء دور الجيش والمحكمة العليا، وصار يستشعر قوته الذاتية المنفردة فى تركيا، ولم يعد يريد أن يلزم نفسه بالمعايير الأوروبية فى حرية الصحافة وحقوق الإنسان، ولا أن يقيد يديه، فأحل لعبة جديدة محل اللعبة الأوروبية، وكانت اللعبة الجديدة «عثمانية» الطابع، فواصل خطة سلفه تورغوت أوزال المستفيدة من انهيار الاتحاد السوفييتى أوائل تسعينيات القرن العشرين، والراغبة فى كسب نفوذ ثقافى واقتصادى وسياسى بالجمهوريات الناطقة بالتركية، المتخلفة عن زوال الاتحاد السوفييتى، لكن خطة أوزال لم تكن لترضى طموح أردوغان، ولم تكن مغرية فى إضفاء طابع «عثمانى» أكيد، وهنا قرر أردوغان انفتاحا تركيا أوسع على الشرق العربى، الذى كان موضع نفور الأتراك لعقود، ووجد أردوغان البراجماتى أن الشرق العربى المتخلف صناعيا مفيد جدا لنهوض تركيا، وأراد جعله سوقا واسعة لتصريف المنتجات التركية، والقفز بمعدلات الازدهار الاقتصادى والرواج السياحى، ولم يضع أردوغان أى قيد سياسى أو مبدئى على حركته، وعقد اتفاقات استراتيجية شاملة مع مبارك ومع بشار الأسد، ولم تمر سوى سنوات قليلة قبل اشتعال ثورات وأزمات الواقع العربى، ووجد أن حليفه مبارك سقط فى مصر، وأن بشار الأسد قد يسقط فى سوريا، وأن جماعة «الإخوان» تتقدم إلى صدارة المشهد السياسى، وبتشجيع ظاهر من واشنطن، وبغير ممانعة تذكر من إسرائيل، وهنا تصور أردوغان أن المنطقة العربية أتت له على طبق من ذهب، فتركيا عضو أساسى فى حلف الأطلنطى بقيادته الأمريكية، وعلاقات تركيا وثيقة قديمة مع إسرائيل، فى المجالات الاستراتيجية والعسكرية والتكنولوجية، ولا بأس من مناورات لفظية يجيدها أردوغان، توحى بتعاطفه مع القضية الفلسطينية، بما قد يوفر له دور الوسيط المحتمل، ثم إن الصعود الإخوانى يوفر له فرصة تصورها هائلة، وهنا تذكر أردوغان ماضيه «الإخوانى» القديم، وأراد تجديد إيحاءاته، ليس فى تركيا بالطبع، فحزب أردوغان الحاكم لا يطيق ذكر كلمة عن الشريعة، بل فى الجوار العربى الزاخر بمآسيه، وأراد أردوغان أن يجعل من نفسه «ملك ملوك» الإخوان الجدد، وأن يستعيد وضع الخليفة العثمانى رمزيًا.
إطلالة على العدد
 وأختتم مقاله بقوله "يستخدم أردوغان الإخوان فى تحقيق العثمانية الجديدة، وتشير التحركات التى تقوم بها الحكومة التركية، إلى أن لديها رؤية تنطلق من خلالها ناحية المجتمعات والنظم العربية والإسلامية، واهتمامًا لم يسبق له مثيل تجاه جيرانها العرب بدرجة غير مسبوقة منذ نشأة الجمهورية التركية، حيث ازدادت العلاقات التجارية، والاستثمارية إلى درجة غير مسبوقة، وفتحت قنوات للتعاون الاقتصادى والعسكرى بينها وبين أغلب الدول العربية، وأصبحت تركيا عضوًا نشطًا فى أغلب الاجتماعات التى تناقش قضايا المنطقة ولأسباب واضحة، فإن تركيا تتحرك الآن فى المنطقة العربية عبر مصطلح «الدبلوماسية العامة»، وهو تعبير قديم، ومشروع استراتيجى كانت الدول الكبرى تستفيد منه لتعزيز نفوذها وتوسيع رقعة انتشارها، حيث قررت العودة الآن إلى المنطقة العربية بخطى حثيثة، بعد أن غادرتها قبل قرن تقريبًا، وأهملتها حتى الأمس القريب، فهل تنجح فى ظل التحركات المصرية الروسية؟، هذا ما سوف تجيب عنه الشهور القادمة.
إطلالة على العدد
وقال  الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي في مقال له تحت عنوان "أردوغان.. عبء الكتابة عن شخص بغيض" هل جربت أن تقرأ عن شخص تكرهه؟.. مؤكد أنك فعلت ذلك، فليس كل من تقرأ عنهم تحبهم لكنك حتمًا لا تقدر شعور من يكتب عن شخص بغيض، يحتشد له، يجمع معلومات كافية ليفهم أبعاد شخصيته، يعيد مواقفه ليشرحها، ويتأمل أفكارها، ليهتدى إلى طريقه دون أن يضل الوصول إليه وأنا جربت كثيرًا أن أكتب عن أشخاص أبغضهم، أعرف عنهم ما يخجلهم.. وأخجل لهم مما أعرف أنهم يفعلونه.. لكن قدرى يدفعنى دائمًا إلى التفتيش فى ملفاتهم.. فنار الله الموقدة ليست فى الآخرة فقط، جعل بعضًا منها فى أقلام من منحهم القدرة على الكتابة ليكشفوا المزيفين من عباده الضالين. 
 وتابع " لن أبحث فى ملفات أردوغان هذه المرة، إذا كنت تريد أن تعرف من هو، وكيف صعد من مجرد بائع بطيخ إلى رئاسة تركيا، فيمكنك أن تذهب إلى ويكيبيديا لتتعرف عليه بدرجة كافية، سأتوقف معك على هوامش ما شاهدته وسمعته وتوصلت إليه... وأنا أتابع هذه الشخصية الاستعراضية التى ضل صاحبها الطريق، فبدلا من أن يكون ممثلًا لتركيا ويتقلب بين الأدوار، فإذا به يستقر عند دور واحد يؤديه ببراعة وهو دور الرئيس وكان يمكن لأردوغان أن يظل طويلًا على أرضية إتقان دوره كرئيس، لكن ولأن الأقدار لا تأتى دائمًا بما يشتهى أصحابها، فقد تحوّل إلى ممثل هزلى، يثير الشفقة أحيانًا، والغثيان طول الوقت ويمكن أن تقف بى عند هذه النقطة، وتقول إن شهادتى مجروحة... فأنا أكتب عن رئيس دولة يعلن عداءه لمصر بشكل كامل، ولذلك فمن الطبيعى أن أجرده من كل فضيلة، وألصق به كل رذيلة... أن أجرجره فى الطريق العام عاريًا... وأتركه فى مواجهة من يبصقون على وجهه دون رحمة. 
إطلالة على العدد
 وشدد "لا أنكر أن بغضى لأردوغان بسبب موقفه المعلن والخفى من مصر وشعبها وما يدور فيها، قد يكون بطلًا قوميًا عند مؤيديه فى تركيا، قد يكون أسطورة عند من لا يزالون يحلمون بالخلافة وعودتها، ويرونه الخليفة المنتظر، قد يكون فارسًا عند من يرونه يميل إلى كفتهم، ويتبنى خطابهم وينصر قضيتهم، فى النهاية هذه أمور تخصه وحده، ولا تشغلنى من قريب أو بعيد وارتبط أردوغان لفترة طويلة فى الذهنية العربية والإسلامية بأنه السياسى الشجاع، يذكرونك دائما بجلسته إلى جوار شيمون بيريز عندما كان رئيسًا لإسرائيل فى منتدى دافوس الاقتصادى، ويمكنك أن تطالع عنوانا مثل هذا على اليوتيوب «الأسد رجب طيب أردوغان يهين رئيس الكيان الصهيونى وكانت أعمال دافوس فى العام ٢٠٠٩ منعقدة، بيريز يجلس إلى جوار أردوغان فى جلسة واحدة، دار الحديث عن الوضع فى غزة، دافع بيريز عن سياسة بلاده، رفع صوته واحتد وهو يوجه حديثه إلى أردوغان تحديدًا، أراد رجب أن يرد عليه إلا أن دافيد إينياتيوس، الصحفى الأمريكى الذى كان يدير الحوار، منعه من الرد بحجة أن الوقت انتهى. 
إطلالة على العدد
 واختتم مقاله بقوله " شخص مثل هذا لا يمكن أن يكون بطلًا فى معركة العرب والمسلمين مع إسرائيل، إنه فقط ممثل بارع لا يمكن الاستهانة بمواهبه فى الخداع، أوهم المسلمين والعرب أنه يقف بضراوة أمام رئيس الكيان الصهيونى محتجا على قتل الأطفال الفلسطينيين، وفى آخر الليل ذهب ليلقى بنفسه فى أحضانه، ليستمتع بدفء العلاقات بينه وبين من وصفهم علنًا بالقتلة الممثل طغى على أداء أردوغان بعد ٣٠ يونيو، لقد ضاعت أحلامه كلها، عندما نزل ملايين المصريين فى الشوارع ليكتبوا كلمة النهاية فى حكم جماعة الإخوان المسلمين وعندما جاء أردوغان إلى مصر استقبله الإخوان المسلمون استقبال الفاتحين، كانوا ينتظرونه انتظار المهدى المنتظر، لكنه بعد أن جلس إليهم وتحدث معهم، لم يودعه أحد إلى المطار، بل هاجموه، وتحدث عنه مهدى عاكف، مرشد الإخوان الأرعن، بما لا يليق وان أردوغان على أي حال يعيش أيام مجده الأخيرة، قد يظل فى السلطة كثيرًا أو قليلًا، لكنه أصبح بلا مجد، فهو مجرد خادم لدى الغرب، والخدم يحصلون على بعض المكاسب، لكنهم فى النهاية يجدون أنفسهم فى مزبلة التاريخ.. هذا مصيره.. والأيام حاكمة بيننا.
إطلالة على العدد
وتناولت المجلة العديد من الأخبار والتقارير المتعلقة بالاسلام السياسى منها  : الصوفية   تقر ميزانية مشيختها بـ" مليون ونصف " .. الجهاد تتبرأ من الدواعش وتعتبرهم "كلاب أهل النار " .. حماس وداعش يد واحدة فى خدمة الشيطان .. امريكا "طباخ الارهاب بيدوقه " 

شارك