إطلالة على العدد 373 من مجلة "البوابة"

الإثنين 14/ديسمبر/2015 - 10:09 ص
طباعة إطلالة على العدد
 
صدر اليوم الاثنين 14 ديسمبر  2015م العدد 373 من مجلة "البوابة" التي حمل عنوانها الرئيسي " البشير لماذا يكره مصر ؟"، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز. 
إطلالة على العدد
وقال د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان" برلمان ٣٠ يونيو ونخبة العار" صدعتنا نخبة يناير الفاشلة بمقولاتها حول الديمقراطية، ردحًا من الزمن، حتى بتنا نعتقد أنهم ديمقراطيون يمشون على الأرض، ليسوا بشرًا مثلنا، ولكنهم عندما تعرضوا لاختبار حقيقى أطاح بأحلامهم وطموحاتهم فى دخول البرلمان وجدناهم يهيلون التراب على كل تلك المقولات، مرددين كلامًا تافهًا حول حجم الحضور وكثافته وما حدث خارج اللجان، يحاولون- على استحياء تارة وببجاحة تارة أخرى- أن يجهضوا فرح المصريين بما حققوه من استكمال لخارطة المستقبل، وميلاد مجلس نيابى عبر انتخابات هى الأنزه عبر التاريخ المصرى، باعتراف القاصى والدانى.
 وتابع تعلمون جميعًا تقييمى الخاص لمقولات وتويتات رجل الأعمال «نجيب ساويرس»، لكن ما شد انتباهى أنه- لأول مرة- يلوح بكلمات غاية فى الدقة والمهارة، عندما ذكر فى إحدى تويتاته عقب انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات، أن جميع من يهاجمون العملية الانتخابية ذكروا كل شيء عن المال السياسى وخلافه، ولكنهم لم يذكروا شيئًا عن فشلهم، حقيقة دامغة يجب على النخبة التى ملّها الشعب ولم يسترح لمقولاتها وأطروحاتها أن تواجهها، فلم يعد أحد يسمع لهم أو يقتنع بما يقولون، بعد أن أثبتوا أنهم يعملون لمصالحهم الخاصة ومصالح من يعملون لهم. ووفق أغنية «بهية» الرائعة التى كتب كلماتها الشاعر الفذ «محمد حمزة»، ولحنها العبقرى «بليغ حمدى»، وصدح بها الراحل «محمد العزبى».«اللى فى عنيها ما لقاش مودة.. ظلم الصبية وراح وقال».. فقد راحوا جميعًا يتقوّلون على العملية الانتخابية والبرلمان وأعضائه الجدد عندما لم يجدوا لهم نصيبًا فيه، يصطادون كلمة هنا وهنة هناك تساعدهما على إهالة التراب على ما حققة المصريون دون أن يواجهوا- أولاً وأخيرًا- حقيقة أنهم فشلة، يأتون فقط بالاختيار، كما حدث فى لجنة الدستور وغيرها من اللجان التى كانوا يوزعون عضويتها على بعضهم البعض، ولكن عندما يعطى الشعب حقه فى الاختيار فلا يجدون لهم مكانًا فى قلوب المصريين، هذه الحقيقة يجب أن تدركها نخبة العار قبل أن يثور الشعب مرة أخرى، ولكن فى هذه المرة على ممارساتهم ومحاولاتهم إهالة التراب على كل مكسب حقيقى يحققه المصريون.
إطلالة على العدد
وقال "صحيح «اللى اختشوا ماتوا».. فها هو كاتب برع فى تقديم «البرادعى» للجماهير المصرية، وهو يعلم مدى خيانته للمصريين وانتمائه الأمريكى المحض، ومشاركته فى المؤامرة الكبرى على هذا البلد الأمين، يطلع علينا كل يوم فى جريدته التى لا يقرأها سواه، ليروج الأكاذيب حول البرلمان ودوره فى المرحلة المقبلة، لا لشيء إلا لأن كل من دعمهم وسار معهم فى النوادى والشوارع يدعو لهم بين الناس فى «الدقى وإمبابة» فشلوا فى الحصول على ثقة الشعب المصرى، وعوضًا عن الاعتراف بالفشل الذى طاله هو أيضًا إذ لم يعد أحد يعير شيئًا لكلامه، سواء على شاشة فضائية «القاهرة والناس» أو فيما يكتبه ويقرأه بمفرده، راح يهيل التراب على أحلام وطموحات المصريين، وآخر يدعى زورًا وبهتانًا أن الرئيس حزن للخيبة التى طالت أحد مرشحى النخبة الفاشلة فى «الدقى والعجوزة»، وهكذا وببجاحة يحسد عليها يزج باسم الرئيس، ولمَ لا؟ أليس هؤلاء هم من اخترعوا الحديث عما يدور فى المكالمات السرية بين الرؤساء وإذاعتها وكأنها معلومات موثقة، حتى باتوا أضحوكة الوسط الصحفى لسنوات طويلة، وتسببوا فى غلق تلك الصحف التى كانوا يترأسون تحريرها بعد إعلان إفلاسها بسبب فقدان المصداقية؟
 وأختتم مقاله بقوله "إنها مأساة حقيقة، تلك التى تعيشها نخبة العار، ولكنْ عزاؤنا الوحيد أن الشعب المصرى العظيم كشف زيفهم وعرّاهم، فباتوا مفضوحين لكل ذى عينين فى ربوع المحروسة كافّة" .
إطلالة على العدد
وقال  الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي في مقال له تحت عنوان" لا يحتاج تحليلًا سياسيًا بقدر ما يحتاج تحليلًا نفسيًا.. لماذا يكره عمر البشير مصر؟ لم أستسلم بسهولة لكل ما قيل عن تحركات الرئيس السودانى عمر البشير خلال الأيام الماضية، التي قيل إنها في النهاية ستصب في مصلحة مصر، فيما يخص تحديدًا ملف سد النهضة، كانت هناك محاولات لاحتوائه، واحتواء أمثال البشير لا تتم إلا بطريقة واحدة، يعرفها هو جيدًا. فما أعرفه عنه يشير إلى أنه لن يساهم في أي عمل يمكن أن يكون بالفائدة على مصر، ليس لأنه حليف لخصوم فقط، وليس لأنه يعمل لمصلحة بلاده فقط، ولكن لأنه وبشكل واضح لا يحب مصر، يعانى مثلما يعانى غيره من عقدة نفسية حاكمة، يريد أن تضعف مصر، ألا تكون في صدارة المشهد، لا يتردد في أن يسهم في أي عمل يلحق بها الضرر، ولذلك فكل الذين يعتقدون أن البشير يمكن أن يكون واسطة خير فيما يخص مصر، فهو واهم تمامًا.
 وتابع خلال الشهور الماضية يمكن أن ترصد تحركات مريبة قام بها البشير من خلال تحريكه لأدواته السياسية والدبلوماسية، وراجع مثلًا توقيع السودان لما يسمى باتفاقية دفاع مشترك مع إثيوبيا، وتكوين جيش مشترك مع إثيوبيا للدفاع عن الحدود المشتركة وعن سد النهضة «هكذا بكل وضوح»، ما أعلنه البشير أكثر من مرة من تأييده المطلق لسد النهضة، وتأكيده أيضا على أنه قائم قائم، ولم يكن غريبًا بعد ذلك أن يقول سفيره هنا في القاهرة في حوار معنا، إن سد النهضة في مصلحة السودان.
إطلالة على العدد
وأشار لم يكن هوى عمر البشير في أي يوم من الأيام مع مصر، وإلا كيف نفسر ما قاله وبشكل علنى لشعبه السودانى إن مصالحهم الآن ليست مع مصر ولكن مع إثيوبيا؟ بل كيف يمكن أن نفسر ما قاله أيضا وبشكل علنى من أنه على السودانيين أن يعودوا إلى جذورهم الزنجية والأفريقية، وألا يركنوا أبدًا إلى أصولهم العربية؟
وشدد على انه لم يا يتعامل مع كثير من تصريحات عمر البشير ضد مصر على أنها تصريحات متبجحة، ولكنى توقفت قليلًا عند ما قاله بوضوح في قناة المحور المصرية، إن إثيوبيا أصبحت قلب أفريقيا وليست مصر، وعلى مصر الاعتراف بذلك، وهو ما يغريك بأن تضحك، فالذي يحاول انتزاع فضل مصر عنه، هو نفسه الذي حاول جاهدًا أن يسرق المستثمرين الذين شاركوا في مؤتمر شرم الشيخ، مغريًا إياهم بأن السودان تمتلك الأرض والمياه اللازمتين للاستثمار وليست مصر، ولا أدرى كيف قال البشير ذلك عن أراضيه وتوفر المياه لديه، وفى الوقت نفسه يذهب إلى إثيوبيا ليستثمر فيها ما يقرب من مليون فدان؟ فإذا كان صادقا في دعوته للمستثمرين، وصادقا في أن أراضيه جاهزة، فما الذي يدعوه من الأساس إلى أن يستثمر في إثيوبيا، ويذهب لزراعة أراضيها؟
 وقال لقد نجح عمر البشير إلى درجة كبيرة في شن حرب نفسية ضد مصر لصالح إثيوبيا، ولأن الرجل لا يفعل شيئًا لوجه الله أبدًا، فأغلب الظن أنه حصل على ثمن دوره في هذه الحرب، لكن ما يستوقفك ويجعلك تعيد النظر في الصورة بشكل كامل، هو ما ساقه البشير في طريق ما يدور من مفاوضات في قضية سد النهضة وطلب أن تحسم مصر معه قضية حلايب وشلاتين، والحسم بالنسبة له أن يحصل عليها، تصبح أرضًا سودانية، وبلغة أولاد البلد «هلفط البشير كثيرا»، معتقدا أن ما يقوله يمكن أن يكون له عائد أو مردود، طالب بعض الخبراء في الشأن السودانى بأن يرد الرئيس السيسى بنفسه على «هلفطات البشير»، لكن الرئاسة المصرية التزمت الصمت، والسبب فيما أعتقد أنها تعرف أن ما يفعله البشير ليس إلا حالة من الترنح.
إطلالة على العدد
 وأوضح لقد فشلت جولة المفاوضات السادسة التي كانت مصر قد احتشدت لها، وأغلب الظن أنها فشلت، لأن الأطراف الأخرى لا تريد لها أن تنجح من الأساس، وحتى لو كان البشير حصل على ثمن ما لمساندة الموقف المصرى، فهو لم يفعل أكثر من ناخب مصرى حصل على رشوة انتخابية من مرشح، ثم ذهب لينتخب مرشحًا آخر  وفي أعقاب ٣٠ يونيو حصلت على تقارير عديدة تشير إلى تواطؤ نظام عمر البشير وتورطه في تسهيل تهريب السلاح إلى مصر، وهو السلاح الذي كان زادًا ووقودًا لعمليات إرهابية عديدة، ووضعت يدى على تقارير عديدة تشير إلى أن البشير عمل لصالح الإخوان المسلمين، ورغم أن هناك من يؤكد أن البشير إخوانى أو على الأقل يميل إلى الإخوان، فإننى أرى أنه لا إخوانى ولا يحزنون، إنه يعمل لمصلحته الخاصة، ولمكاسبه الذاتية، ثم وهذا هو الأهم بالنسبة لى، فإنه يعمل منطلقًا من كراهية واضحة ومؤكدة لمصر.
إطلالة على العدد
ونوه الى انه صعب أن نغفل تراجع دور مصر في أفريقيا، إذا قلنا غير هذا فنحن نخدع أنفسنا تمامًا، وصعب أن نتجاهل أن هناك آخرين قفزوا في مقدمة الصورة، لكن ما يفعله البشير ليس لأن دور مصر تراجع، بل لن أكون مبالغًا إذا قلت إنه عمل جاهدًا من الأساس لإضعاف هذا الدور، وها هو يكمل ما بدأه من خلال دوره المريب في خطة الخداع التي نفذتها إثيوبيا لم أنخدع بزيارات البشير إلى القاهرة، لم أتوقع منه أن ينسى عقدته النفسية من مصر، وهو يأخذ الرئيس بالأحضان، فما في القلب في القلب، ولن يصفو أبدًا لقد عدت إلى تحليل قديم لشخصية البشير، كنت قد كتبته من خلال مناقشة دارت بينى وبين الدكتور أحمد عكاشة، كنت أبحث فيه عن قدرة هذا الرجل على أن يعيش بكل هذه المتناقضات، يمارسها وينفذها ويحكم بها نفسه ويحكم الآخرين أيضًا، يعرف أن العالم كله ينظر إليه على أنه سفاح قاتل لشعبه، مطارد من المحكمة الجنائية الدولية، لكنه يصر على أنه قائد وزعيم وصاحب كاريزما.
وتسأل  ما الذي يفعله البشير بالضبط؟ وأجاب فعليًا يلعب البشير على كل الحبال، يحاول أن ينسج علاقات مع الأنظمة حتى لو كانت مختلفة ومتناقضة ومتباعدة، وهو نمط سياسي جربه لسنوات طويلة وأفلح معه، فعله فيما بين إثيوبيا ومصر، لكنى أعتقد أن لعبته أوشكت على النهاية، فبعد انهيار المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا، فلن يكون أمام البشير إلا أن يحدد موقفه، فإما إلى الشمال وإما إلى الجنوب، ولأننى أعتقد أنه حدد موقفه، فعلى مصر من الآن أن تحدد الطريقة المناسبة التي ستتعامل بها مع رئيس أدمن خداعها ثم يأتى السؤال: وما الذي يريده البشير؟ واجاب ببساطة هو يريد كل شىء، أن يستمر في السلطة أطول فترة ممكنة، أن يحقق مكاسب شخصية هائلة، أن يتمتع بحماية دولية فلا يتحول إلى سجين تطارده دماء شعبه، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير، لكن: هل سيستمر في ذلك؟ هذا هو السؤال الذي أعتقد أن البشير يعرف إجابته جيدًا، فأوغاد السياسة يمكن أن يعيشوا طويلًا، لكن نهايتهم حتمًا ستكون مفزعة، وهو ما سيقابله البشير حتمًا، وما علينا إلا أن ننتظر
إطلالة على العدد
وتناولت المجلة العديد من الأخبار والتقارير المتعلقة بالاسلام السياسى منها: صعود اليمين المتطرف يهدد مسلمي أوربا .. تقرير : النظام السورى والحرس الثورى وحزب الله تكبدوا خسائر كبيرة .. قناة المانية تنشر فيلما لتوثيق تجارة الرقيق بين تركيا وداعش  ..  خطط العثمانيين الجدد لتقسيم العراق . . مؤتمر الرياض وفرص توحد المعارضة السورية .

شارك