السؤال الأكثر تكرارًا ...لماذا ينضم الأوربيون لـ"داعش"
الإثنين 14/ديسمبر/2015 - 12:17 م
طباعة
اسم الكتاب – لماذا ينضم الاوربيون لداعش
الكاتب- الدكتور محمود احمد عبد الله
الناشر – كراسات المركز العربي للبحوث والدراسات -2015
البحث عن اجابة السؤال الصعب لماذا ينضم الاوربيون لداعش هم حقيقي يشغل الباحثين ويستفز العامة . من هنا تأتي المحاولة المهمة للاجابة عن هذا السؤال المتعب للدكتور محمود احمد عبد الله والذي شغل الكراسة التاسعة من سلسلة كراسات التي يصدرها المركز العربي للبحوث والدراسات . حيث اكد الدكتور محمود ان هولاء الاوربيين المنضمين لداعش يتمتعون بقدر كبير من اهتمام صانعوا السياسات الاوربية مؤكدا ان الانشغال بانجذاب الشباب الي الصراعات الدائرة بدا باكرا في الحرب البوسنية 1992 والحرب الشيشانية الاولي (1994- 1996 ) والانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000) وقدم الدكتور محمود 8 محاور حاول من خلالها الاجابة على التساؤل عنوان الدراسة . فبدا اولا بدراسة مناخ انتاج الارهاب مقدما المحاولات النظرية لتفسير الظاهرةمن خلال الاطر الثقافية ومشكلة البحث عن هوية والعوامل الاقتصادية حيث انتقد نظرية ان الفقر يقود للارهاب من خلال ظهور اثرياء ومتعلمون في التنظيمات الارهابية وعرض للتفسير البيئي والعنصرية ليصل الي انه لايوجد تفسير واحد ممكن للظاهرة
وفي المحور الثاني عرض الدكتور محمود للحركات المتطرفة في اوربا خاصة الجماعات اليمنية واليسارية التي نشات قبل وبعد الحرب الباردة وغرض هذا المحور طرح امكانية تواجد جماعات متطرفة في الغرب تحقر الاخر وتقيم خصم لها الامر الذب مهد لوجود جماعات جهادية بين الاوربيين وكان هذا هو مضمون المحور الثالث من الدراسة واكد فيه الباحث علي وجود نوعين من الجهاديين هما
1- المواطنون من اصل عربي
فيمثل المنحدرون من اصول عربية في الوقت الحاضر اعلي نسبة من العرب المقيمن في اوربا بحيث تتجاوز نسبتهم في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا والمانيا بكثير نسبة المهاجرين ويعيش ابناء هذه الفئة ازمة هوية حادة حيث عليهم ان يختاروا بين الاندماج والذوبان في المجتمع المضيف او ان يظلوا في ثقافة اباؤهم وهولاء اقاموا احياء خاصة بهم ويوجد في فرنسا وحدها 800 حي وفيها تنتشر الجريمة والمخدرات
2- المتحولون
وهم المتحولون عن المسيحية الي الاسلام نتيجة لنشاط النوع الاول ويتطرف هولاء للشعور بالهامشية والاستبعاد وتلبية الرغبة في الدفاع عن المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد حيث يستغل المروجون للجهاد صورة المسلمين المعذبين في الشيشان وفلسطين والبلقان او يستغلون لدرجة القرابة مع الجهاديين فيما يعرف بقوة المحبة
وفي المحور الرابع من الدراسة ناقش الدكتور محمود مناطق الطرد لهولاء الجهاديين في اوروبا مؤكدا علي ان نسبة المسلمون في الغرب ليست كبيرة من مجموع السكان واشار الي انتشار الاسلاموفوبيا ودور المراكز الاسلامية في اوربا في ترتيب الاوضاع لصالح التطرف باستخدامهاخطاب الاسلام السياسي حيث كانت جماعة الاخوان المسمين ولا تزال الموجه الايدلو جي للاسلام السياسي لحركات العنف السياسي في العالم واكد الباحث علي غياب الاحصاء الدقيق لعدد الاوربيين المنضمين لداعش واشار الي احدي الدراسات التي قدرت عددهم بين العشرين والثلاثين الف مقاتل وتأتي روسيا علي راس الدول التي تقدم عناصر لداعش يليها فرنسا ثم بريطانيا ولعل احتلال روسيا للقامة يرجع للحرب الشيشانية الصربية التى خلفت وراءها اعداد هائلة من الجهاديين وفرنسا لوجود عدد كبير من الجهاديين التونسيين بها يقدر عددهم بثلاثة الاف مقاتل الي جانب وجود عدد كبير من المغاربة في فرنسا
وفي المحور الخامس تعرض الباحث لسياسية الادماج التى تنتهجها الدول الاوربية وتذويب الهوية الامر الذي ادي لوجود ثقافة الجيتوهات والعزلة المجتمعية التى تحاول الحفاظ على الهوية
وفي المحور السادس تعرضت الدراسة لطرق الجذب والتجنيد حيث تستخدم داعش حزمة كاملة من وسائل الاتصال الجماعي فيس بوك وتويتر وتامبلر وكيك ويوتيوب كما يستخدم التنظيم الصورة باعلي تقنية واستخدم الاليات الرقمية الحديثة في جلب الافراد الذين لديهم استعداد للتطرف ويتم استخدام وسائل التواصل بخوض عدة مراحل للتجنيد وهي مرحلة الاقناع وهي مرحلة يتم من خلالها جذب العضو الجديد ومرحلة الفحص فلا يتم قبول العضو الجديد دون الحصول علي امان وضمانة احد الشيوخ المصدقين لدي التنظيم ومرحلة الالتحاق وتشمل هذه المرحلة عدة اركان اولها السفر لاقرب نقطة وصول وهي عادة ما تكون تركيا ثم الانضمام لمعسكر تدريب واخيرا التوجه لساحة القتال
وفي المحور السابع طرح الباحث بواعث الانتماء حيث التبريرات المتنوعة لانتماء الاوربيين لجماعات الجهاد ومنها البحث عن حداثة محافظة للرد علي العنصرية والسخرية من ابراز الهوية الاسلامية و الخروج من مادية الواقع الاوربي وفردينته الي روحانية الامة ابراز التفوق بالاسلام القوي علي المسيحية الضعيفة التي تدعو لمحبة الاعداء والتعاطف الوجداني مع المضطهدين والمحرومين والرد علي الهجوم الذي تتعرض له الامة الاسلامية – خاصة فلسطين – وكذلك الرد علي التهميش الاجتماعي وفي المحور الثامن طرح الباحث السياسيات المستقبلية المحتملة من خلال المصائر التي تنتظر المقاتلين الاوربيين في صعيد الحرب التي يخوضها داعش وكيفية علاج العائدين نفسيا