بعد سلسلة من الضربات الجوية لاستهداف عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق، أعلنت الولايات المتحدة عن اتخاذ تدابير جديدة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام في سوريا، في محاولة لملاحقة عناصر التنظيم، ومنع تمركزهم في مناطق نفوذ جديدة، قد تشكل عائقا أمام المدنيين في العراق، وزيادة المشكلات أمام الحكومة العراقية الجديدة.

وبدأت الإدارة الأمريكية في التلويح بالتدخل العسكري لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا، بعد أشهر عديدة من المشاورات بشأن توجيه ضربة عسكرية ضد القوات السورية النظامية، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية بسوريا، وفشل المجتمع الدولة في وضع نهاية جادة لنظام بشار الأسد، مع استمرار فشل مجلس الأمن في اتخاذ موقف دولي تجاه نظام الأسد.

ومنعت روسيا والصين كل محاولات الغرب والولايات المتحدة في توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، إلا أنه مع ظهور تنظيم داعش، وقيامه بالاتحاد مع الجماعات المتطرفة، وتهديد المدنيين وقتلهم بوحشية، اضطرت الولايات المتحدة تحت الضغوط الدولية إلى توجيه ضربات عسكرية لأفراد التنظيم في العراق، وتقربت من ملاحقتهم في سوريا، وهو ما يفتح باب الأمل لدى نظام الأسد، في ظل تراجع نفوذ قواته أمام الميليشيات المسلحة. 

وسبب هجوم الولايات المتحدة والغرب على تنظيم الدولة الإسلامية، اضطرت قطر إلى نفي أي صلة لها بالتنظيم المتطرف، وطالبت بفعل جماعي حازم لإنهاء العنف الطائفي في العراق وسوريا؛ بسبب ممارسات التنظيم المتطرف، وأكدت الخارجية القطرية على أنها لا تدعم الجماعات المتطرفة ومنها تنظيم الدولة الإسلامية، والتأكيد على أن رؤية هذه الجماعات المتطرفة لا تتفق مع رؤية قطر، في الوقت الذي اعترفت فيه بدعم المعارضة السورية مثل الكثير من الدول في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي، ليصبح الاعتراف الرسمي الأول بتمويل جماعات معارضة لأنظمة بعض الدول بالشرق الأوسط.

كانت الاتهامات تطول قطر بدعم الجماعات المسلحة والجهادية في كل من سوريا وليبيا، وكذلك جماعة الإخوان في مصر، إلا أنه تحت الضغوط الدولية ضد عناصر تنظيم داعش، ومع قتل صحفي أمريكي وذبحه بيد عناصر التنظيم، اضطرت قطر لنفي رسميا أي صلة لها بعناصر تنظيم الدولة الإسلامية، بعد تردد تقارير صحفية غربية تشير إلى اتهامات حقيقية للنظام القطري بدعم الجماعات الجهادية، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية.

من ناحية أخري أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطر على مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل النظام السوري في محافظة الرقة في شمال سوريا، وأن هناك عشرات الجثث لجنود سوريين في أرض المطار، في الوقت الذي لم يتم فيه الكشف عن حصيلة القتلى في معارك المطار التي استمرت عدة أيام.

وكانت المعارك قد اندلعت منتصف أغسطس الجاري، وشهدت تصعيداً وهجوماً على المطار مساء الثلاثاء، ثم هجوماً ثانياً مهد له بتفجيرين انتحاريين فجر الخميس، وهجوماً ثالثاً فجر السبت، في ظل سيطرة التنظيم على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة أخرى في شمال وشرق سوريا، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور.