في الوقت الذى أعاد فيه البرلمان الليبي تكليف عبد الله الثنى برئاسة الحكومة الليبية الجديدة بعد تقدمه باستقالته الأسبوع الماضي، تسيطر الميليشيات الليبية وخاصة "فجر ليبيا" على أغلب مقار الوزارات والمؤسسات والهيئات الرسمية في العاصمة طرابلس، واعترفت الحكومة بسيطرة هذه الجماعات والميليشيات المسلحة، والتى كانت تدعم المؤتمر الوطني المنتهية ولايته من قبل.

أشارت الحكومة إلى انها تعمل على استعادة قبضتها على مؤسسات الدولة، وانه يتم تأمين هذه المؤسسات، فإنها ستواصل عملها وتسيير أعمالها، عبر التواصل مع موظفي الدولة من أي مدينة ليبية، إلى حين تكليف حكومة جديدة، مؤكدةً عودة جميع الوزراء والمسئولين بالحكومة إلى ممارسة مهامهم مجددًا، فور خروج التشكيلات المسلّحة من العاصمة طرابلس. 

يأتي ذلك بعد أن اقتحمت عناصر تابعة للميليشيات المتناحرة على مقر شركة البريد والاتصالات بشارع الزاوية بالعاصمة طرابلس في سلسلة اقتحامات، واحتلال مقار حكومية، كما حدثت أعمال نهب طالت العديد من مخازن السلع التجارية منها مخازن تموين وثلاجات بمنطقة صلاح الدين، ومحال تجارية في منطقة السراج.

من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري دعم بلاده لبناء دولة المؤسسات في ليبيا، وأعرب عن دعمه لمجلس النواب ومساعيه من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل كل مكونات الشعب الليبي.

على الجانب الآخر رصدت الجارديان البريطانية أعمال التخريب التي طالت طرابلس أخيرًا بدءًا من المباني الحكومية، وإلى تمثال الغزالة الشهير بطرابلس والسيطرة على مبنى السفارة الأمريكية، إلى جانب الإشارة إلى معاناة داعمي الحكومة في المدينة.

وركزت الصحيفة على ما يرصده المتابعون من رؤية أعمدة الدخان المتصاعدة من منازلهم في وضح النهار، فما يتعرضون له يدفعهم للتمترس في منازلهم مع قدوم الليل، مع الإشارة إلى أن حكام طرابلس الجدد يملكون المهارات المطلوبة لإدارة مدينتهم الجديدة، خاصة مع تكرار انقطاع خدمات المياه والكهرباء والوقود.

كذلك كشف موقع الـ BBC  عن قيادي بقوات "فجر ليبيا" يشير إلى أن أفراد قواته أمّنت مجمعًا سكنيًا تابعًا للسفارة الأمريكية في طرابلس، بعد نحو شهر من إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من ليبيا، على خلفية الاقتتال بين ميليشيات متنافسة من أجل السيطرة على العاصمة، كما تم نشر لقطات فيديو تُظهر عناصر من ميليشيا ليبية يسبحون بكامل ملابسهم في المجمع السكني، دون الحصول على تعليق من أي جهة.